| أَشمسُ (سُعودٍ) أشرقتْ من سَما |
| المَجدِ فضَاءَ بها أُفْقُ الحِجازِ إلى نَجدِ |
| أم البدرُ أبدي َصفحَتيهِ فبدَدَتْ |
| أشعتُهُ ما بالقُلوبِ من الوَجْدِ |
| أم الروضةُ الغَنَّاءُ رنَّحها الصَّبَا |
| ففاحَ شذاها بالخُزامى وبالرندِ |
| أم البُلبلُ الغَّريدُ أصبحَ شَادياً |
| يُبَشِّرُ باللُّقيا ويَصدحُ بالحَمدِ |
| أم الدِّيمةُ الهَطلاءُ كَلَّلَ وَبْلَهَا |
| بِساطُ الرَّوابي بالزُّهور وبالوَرودِ |
| أم الظبيةُ اللَّمياءُ جادتْ بِوصْلِهَا |
| غَداةَ اكتوى قلبُ المَشوقِ منَ الصَّدَّ |
| أجلْ قد زَهى وجْهُ البِلادِ وحَلَّهَا |
| رِكابُ الأميرِ البَاسقِ المجدِ والجَّدِ |
| وزانتْ بهِ أرجاءُ مكةَ فاغْتدَتْ |
| بِمقْدَمِهِ الميمونِ تَعْبَقُ بالنَّدِ |
| ولو أنَّها من فَرحةٍ بإيابهِ |
| أطافتْ مسيراً قابلتهُ على بُعدِ |
| على أنَّها إنْ قصَّرتْ في لِقائهِ |
| لقدْ أعربتْ عما تُكَّنَ من الوُّدَّ |
| وساَرعَ أهلُوهَا وملءُ قلوبهمْ |
| مسرةُ مصدوءٍ تمكَّنَ مِنْ وِردِ |
| وقرتْ بمرآكُم عيونٌ كثيرةٌ |
| وإنْ غُودَِرتْ عينُ العدو على وَقْدِ |
| فيابنَ الذي ذَلَّتْ لِعَزَمَاتِهِ العُلى |
| وضاقَ العِدا ذَرعاً بِمخذَمِهِ المُردى |
| وصانَ ديارَ العُربِ من كُلَّ طَامحٍ |
| وحاطَ حَواليْهَا بضامرةٍ جُردِ |
| وأَنفَذَ في أقطارِهَا ما يَرُومُهُ |
| بكُلِّ فَتيِّ النفسِ مؤتزرِ الجِّدِ |
| وأحيي بها نَهجَ الرَّسولِ محمدٍ |
| وأحكمَ في أرجائها عُروةَ العَهْدِ |
| وحَطَّمَ أعلامَ الغُوايةِ بعدَما |
| سَرَعتْ عُنقاً هوجُ الضلالِ بها تَحدى |
| هنيئاً لك العَوْدَ الحَميدُ مَع الشِّفا |
| ولا زلتَ في دُنياكَ تَرفُلُ في سعْدِ |
| ولا برِحتْ أيامُكَ الغُرُّ تجتلي |
| مُكَلَّلَةً بالنَّصرِ مُنجَزَةَ الوَعدِ |
| لك السُّؤددُ العَالي بِداراتِ يَعربٍ |
| وما دونَ ما ترجو لعُمركِ مِنْ بُدِّ |
| ولولا اجتنابي أنْ أطيلَ لأغدقتْ |
| سحائبُ إنشادي القوافي بلا رَعدِ |
| وأومضَ من أخلاقِك الشُّمَّ (بارقٌ) |
| يلوحُ مُحيَّاهُ على (الأبلقِ الفَردِ) |
| فدُمْ في هَناءٍ وارتقاءٍ وغِبطةٍ |
| تُقيمُ على عِزِّ وتُظعِنُ في رُشْدِ |
| يشدُّ بِكَ المَلِكُ الفخيمُ قَناتَهُ |
| وتزهو بِلادٌ من سنائِكَ تَستهدي |