شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 22 -
الإمبراطور: احملوه.. وأدفنوه في مقابرنا فإنه مات في سبيلنا.. قيصوم! يا قيصوم..
قيصوم: مولاي..
الإمبراطور: قد وليتك مكانه فعسى أن تكون مخلصاً لي ولعرشي كما كان شمعون..
قيصوم: سأترك للأيام الجواب على ذلك..
الإمبراطور: ما هي آخر الأنباء عن تحركات المسلمين؟..
قيصوم: إنهم يوطدون أقدامهم في المناطق التي احتلوها من بلادنا..
الإمبراطور: ألا سبيل إلى تجميع قوات من هنا وهناك لاسترداد البلاد المسلوبة..
قيصوم: هيهات يا مولاي.. هيهات..
الإمبراطور: ولم هذه البداية السيئة وقد وليتك قيادة جيشي كله..
قيصوم: إخلاصي لمولاي يحتم علي الصدق والمصارحة..
الإمبراطور: عليَّ بالحاجب..
قيصوم: حضر الحاجب يا مولاي..
الإمبراطور: اذهب أيها الحاجب وأدع الإمبراطورة للحضور إلى مجلسي الآن.. وأنت يا قيصوم أدع رئيس الأساقفة وكبار القادة وأنت معهم إلى هذا الاجتماع..
قيصوم: بالأمر يا مولاي..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت عثمان يقول):
عثمان: إن حزني على جراح همامي قد غطى فرحي بانتصارنا على أعدائنا وتدمير قواتهم الرئيسية..
سليمان: أدع له بالبرء والشفاء منها..
عثمان: إني أدعو ليل نهار يا سليمان.. ولكن..
سليمان: ولكن ماذا؟
عثمان: جراح همامي في أماكن خطيرة من جسمه والأمل في شفائه ضعيف كما فهمت من الأطباء المشرفين على علاجه.. إلا إذا حدثت المعجزة.
سليمان: لعلَّ المعجزة تحدث فموته خسارة لا تعوض..
عثمان: ولا تنسى أيضاً جراح الشيخ سالم فهي أيضاً جراح خطيرة.. إنها ضربة من حربة.. أشك أنها مسممة..
سليمان: لقد كلفنا النصر في معركة (أوجادين) غالياً يا عثمان..
عثمان: فلنفكر فيمن سيخلف همامي إن وافاه الأجل المحتوم..
سليمان: هل هنالك أحد أحق بها من إبراهيم..
عثمان: أترى زعماء سلطنة (العدل) وقادتها يقبلون به..؟
سليمان: إنه فتى شديد البأس والمراس حميد السيرة والفعال.. قوي الإيمان لا تأخذه في الحق لومة لائم..
عثمان: أجل هذه مؤهلات الزعامة وعلينا يا سليمان..
سليمان: علينا ماذا؟
عثمان: أن نمهد لإبراهيم الطريق وأن نذلل أية عقبات تعترض اعتلاءه السلطنة فنحن في معركة حياة أو موت مع النصارى..
سليمان: صدقت.. وإني سأكون معك إلى الأبد..
عثمان: هيا بنا نعود همامي وبعده أيضاً نعرج على الشيخ سالم لنطمئن عليه وعلى فارعة التي تتولى تمريضه والعناية به بنفسها..
سليمان: إنه بمثابة والدها يا عثمان.. ومزينة معها..
عثمان: إنهما لا يفترقان.. لعلّه من حسن حظك وحظي..
سليمان: الحمد لله الذي جعل ما بيننا من مودة متصلاً بأزواجنا..
عثمان: الحمد لله.. هيا بنا.. هيا بنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فارعة يقول):
فارعة: أرى الشيخ سالم يذوب كالشمعة ويصفر كالجرادة.. ولا أستطيع دفع ما يشكو منه عنه..
مزينة: أخشى أن تكون الطعنة مسمومة فرؤوس الحراب كثيراً ما تكون مسمومة…
فارعة: لعلَّلك على حق يا مزينة وسأبدأ في إعطائه العلاجات المضادة للسموم.
مزينة: ولكن جسمه قد نحل بشكل أخشى معه أن لا يتحمل الأدوية المعطاة.
فارعة: إنه سيموت إذا بقي على هذه الحال وما دام الموت مصيره فلأجرب العلاج معه فقد ينفقه فأكون أرضيت ضميري من جهة واستنفذت آخر سهم في كنانتي..
مزينة: أفعلي على الأقل حتى لا تشعري بتأنيب الضمير أو بالندم على أنك لم تعطه الأدوية المضادة للتسمم..
فارعة: توكلت على الله.. بسم الله الشافي المعافى.. سأذهب لإعطائه الجرعة فأنتظري أنت هنا..
مزينة: ولماذا لا أدخل معك.. إنه مثل والدي..
فارعة: إذن تعالي معي فلعلي أحتاج إلى مساعدتك.. هيا..
مزينة: أشرب يا والدي جعل الله لك فيه الشفاء..
فارعة: إنها مزينة زوج سليمان.. يا والدي..
مزينة: مسكين.. إنه متعب لا يستطيع الكلام.. لقد بلغ به الإعياء أشده وتمكن منه المرض.. فلا حول ولا قوة إلا بالله..
سليمان وعثمان: السلام عليكم..
فارعة ومزينة: وعليكما السلام..
سليمان: كيف حال الشيخ سالم يا فارعة أيتها الطبيبة..
فارعة: هو تحت رحمة الله.. أدعوا له بالبرء والعافية..
عثمان: اللَّهم أشفه وعافه وتولاه برحمتك يا أرحم الراحمين..
الجميع: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين..
سليمان: والآن نترككما لنعود للأمير همامي..
فارعة: كيف هو.. اليوم يا سليمان..
سليمان: حاله تدعو للقلق يا فارعة..
فارعة: إنني أخشى عليه فجراحه مميتة..
عثمان: قد يتولاه الله بعين رعايته ويرحمه برحمته.. من يدري.. المهم الدعاء له.. الدعاء له..
مزينة: إننا ندعو له ولسائر المسلمين.. والله هو السميع المجيب..
فارعة: ليت عندي علم بطب الجراحة.. إذن لقسمت وقتي بين الشيخ سالم وبينه..
سليمان: إنك تقومين بعمل جبار في العناية بالشيخ سالم وهذا يكفيك وأنا لو أنك أوتيت قليلاً من طبيب الجراحة ربما جعل الله على يديك شفاء الأمير همامي..
عثمان: ما كل ما يتمنى المرء يدركه…
سليمان: والآن نستودعكما الله..
فارعة ومزينة: مع السلامة.. مع السلامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الإمبراطور يقول):
الإمبراطور: هذا هو الوضع كما شرحه لكم قادة الميدان فما رأيكم؟
رئيس الأساقفة: لعمري أنه وضع خطير يحتاج إلى البت فيه بسرعة قبل أن تتأزم الأمور فيصعب معها إيجاد الحل.
الإمبراطور: أرى أن نفكر في الاستنجاد بدولة نصرانية أو دولة تعمل ضد المسلمين لعلَّها تساعدنا على الخروج من هذه الورطة..
الجميع: رأى الإمبراطورة سديد ولكن أين هي هذه الدولة؟
الإمبراطور: لعلَّ رئيس الأساقفة يقدح زناد أفكاره فيأتينا بالفرج..
رئيس الأساقفة: نحن محاطون بالمسلمين من كل جانب ما عدا الجهة الجنوبية الشرقية وأهلها من الوثنيين الذين لا حول لهم ولا طول..
الإمبراطور: وجدتها.. وجدتها..
الجميع: وجدت ماذا أيها الإمبراطور؟
الإمبراطور: دولة البرتغال التي وصل أسطولها إلى بحر الهند..
الجميع: عاش الإمبراطور.. عاش الإمبراطور..
قيصوم: ولكن كيف الاتصال بقائد أسطولهم..
الإمبراطور: هذا ما يجب أن تتدبره بصفتك القائد..
الإمبراطورة: أجل.. أجل.. أيها القائد.. إننا نأمرك أن بأن تفعل المستحيل وتتصل بقائد الأسطول كما نطلب منك أن تعرف اسمه.. وإني أقترح..
الإمبراطور: تقترحين ماذا أيتها الإمبراطورة…
الإمبراطورة: أقترح إيفاد رئيس أساقفة برسالة إلى قائد أسطول البرتغال نشرح فيه الوضع ونستصرخه ونستنجده أن يحمي الصليب من تدمير المسلمين..
الجميع: اقتراح في محله.. نوافق عليه..
قيصوم: ولكن الاتصال بقائد أسطول البرتغال في بحر الهند يأخذ أياماً وليالي وجيوش المسلمين تتهددنا فيجب التفكير في دفع الخطر المحدق بنا إلى أن يأتينا الفرج على أيدي البرتغال..
الإمبراطور: هذا صحيح.. يجب أن نفكر في حل له إلى أن تصلنا نجدات أسطول البرتغال..
رئيس الأساقفة: أرى أن ندافع عن كل شبر من أراضينا ونحاول زج القبائل الوثنية في القتال إلى جانبنا ونعدهم بجميع الأسلاب والغنائم..
الإمبراطورة: رأي سديد.. ولكن من يقوم بهذه المهمة..
رئيس الأساقفة: لدي القُمَّصْ نسطوريوس وسأعهد إليه بهذه المهمة لأنه يعرف أكثر رؤساء هذه القبائل وله دالة عليهم..
الجميع: موافقون..
الإمبراطور: فليكن.. أرسله منذ اليوم وزوده بجميع التعليمات الضرورية..
الإمبراطورة: حبذا لو زودنا نسطوريوس ببعض المال والهدايا إلى رؤساء هذه القبائل فالمال يذلل الطريق ويفتحه ويسهل مهمة نسطوريوس..
رئيس الأساقفة: ما أروع أرائك وأبرعها سيدتي الإمبراطورة..
الإمبراطورة: هذا المسؤول عن الخزانة أمامي وإني آمرة بإعطاء نسطوريوس مبلغ المال الذي يقدره لإنجاح مهمته..
الجميع: عاش الإمبراطور.. عاش الإمبراطور..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت بكاء وعويل وأصوتاً تقول):
أصوات: إنا لله وإنا إليه راجعون..
سليمان: لا حول ولا قوة إلا بالله..
عثمان: يا لها من فجيعة تقصم الظهر..
أصوات: عاش السلطان إبراهيم.. عاش السلطان إبراهيم..
سليمان: رحماك يا همامي.. لقد كنت بنا براً رحيماً..
عثمان: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر..
فارعة: فاجعة يا لها من فاجعة..
مزينة: لقد فقدنا (همامي) في أشد الأوقات وأحلكها..
فارعة: أترى السلطان إبراهيم قميناً بحمل المسؤولية في هذه الظروف العصيبة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت السلطان إبراهيم يقول):
إبراهيم: يا أهلي وقومي وعشيرتي في مملكة العدل وزيلع.. أحمد الله إليكم واصلي وأسلم على نبينا محمد صلَّى الله عليه وسلم وأسأل الله تعالى أن يتغمد فقيدنا بشآبيب رحمائه ورضوانه ويسكنه فسيح جناته..
أصوات: يرحمه الله.. يرحمه الله..
إبراهيم: وأشكر لكم مبايعتي بالسلطة خلفاً للأمير همامي... وثقوا أني سأترسم خطاه في سبيل إعلاء هذا الدين، ونشر راية الإسلام والحكم بتعاليمه وإني أطلب من الله تعالى العون والتأييد ومنكم الطاعة وسوف أضرب بيد من حديد على كل من تحدثه نفسه بالعبث بالأمن والاستقرار والسلام عليكم..
أصوات: عاش السلطان إبراهيم الغزالي.. عاش السلطان إبراهيم الغزالي..
فارعة: إنه خطاب رائع يفيض قوة وعزماً..
مزينة: إنها قوة الشباب..
فارعة: وحكمة الشيوخ يا مزينة..
مزينة: لقد أحسن آباؤه تربيته فنشأ كما أرادوا له أن يكون..
فارعة: وهذا الإيمان الذي يتدفق في كل كلمة من كلامه..
مزينة: لقد تزوده من آبائه الأفاضل الأعلام.. وإني لأرجو لهذا البلد في عهده كل تقدم وازدهار..
فارعة: إنه خير خلف لخير سلف..
مزينة: صدقت لقد جاء إبراهيم في وقت نحن بأشد الحاجة إلى قيادة رشيدة حازمة حكيمة فرقعة الحكم تتسع والاتساع يحتاج إلى توطيد وتثبيت وتنظيم وترتيب..
فارعة: نعم. نعم. وحزم وعزم فإن أي تهاون سيؤدي إلى نكسة بل نكبة لا تقوم لنا بعدها قائمة..
مزينة: فلندع له بالتوفيق والسداد..
فارعة: اللَّهم آمين.. آمين يا رب العالمين..
المنادى: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. السلطان إبراهيم يأمركم بالتجهيز لنصرة دين الله وسحق أعداء هذا الدين فانفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :634  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج