شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 21 -
الجميع: تهانينا لك أيها القائد (همامي)..
الشيخ سالم: قيادة حكيمة وتنفيذ رائع…
عثمان: وتهانينا للمجاهدين اليمنيين بقيادتك يا شيخ سالم فقد أبلوا بلاءً حسناً كان له بعد الله تعالى الفضل في تحقيق النصر…
سليمان: أجل.. ما رأيت مثل رجالك يا شيخ سالم في صدق العزيمة وقوة الإيمان..
همامي: في الحقيقة أنا معكم إنهم رجال أشداء على الكفار رحماء بينهم ولا تنسوا أيها الأخوة حسن قيادة الشيخ سالم لهم فقد كنت أراه في الطليعة حتى كنت أخشى عليه في بعض الأحايين…
الشيخ سالم: أتخشى علي لو كتب الله لي الاستشهاد في سبيله إنني لم اقطع هذه المسافة الطويلة وأنا أؤمل العودة لبلادي.. لقد نذرت ومن معي أنفسنا للموت في سبيل الدفاع عن هذا الدين..
همامي: بارك الله فيك وفي رجالك…
سليمان: ثم أيضاً يجب أن نحيي بالتقدير والإعجاب والإكبار قوات العدل المظفرة التي تحملت ضراوة المعركة وهجمات العدو اليائسة..
همامي: الحمد لله الذي آتانا النصر الذي وعدنا فحررنا زيلع وطهرناها من رجس المعتدين الآثمين وكسبنا قطعة جديدة من أسطول العدو ببراعة عثمان قائد أسطولنا والآن ماذا ترون؟
الشيخ سالم: نرى ماذا أيها الأمير؟
همامي: هل نكتفي بما حققناه أو نضرب العدو في عقر داره..
سليمان: أرى أن نتابع زحفنا ونجوس ديار عدونا ونستحل أراضيه وننشر الإسلام في ربوعها.. فهذه رسالتنا الأولى كما أعتقد..
الشيخ سالم: رأي سليمان مصيب وأنا أؤيده وأرى أن نتابع زحفنا في أثر العدو وأن لا نعطيه فرصة لجمع شتات قواته المبعثرة وأشلائه المتناثرة.
عثمان: صدقت يا شيخ سالم صدقت فلدينا والحمد لله أسطول يستطيع حماية قواتنا الزاحفة.
الشيخ سالم: نحن لم نأت إلى هنا لنخلد للراحة بل لنواصل الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته وهنا ليس رأيي وحدي بل رأي جميع المجاهدين الذين وفدوا من بعدنا..
همامي: يجب أن نمهد لزحفنا بالقيام بدعاية واسعة بين القبائل المجاورة لزيلع..
سليمان: ولماذا لا يكون هجومنا هو خير دعاية لرسالتنا…
همامي: هذه القبائل صومالية الأصل وقد احتل النصارى أراضيها بطريقة تعسفية إجرامية حتى أن بعض هذه القبائل هاجر هرباً من ظلم النصارى إلى إقليم راوندي..
الشيخ سالم: أهذه القبائل مسلمة؟
همامي: أجل يا شيخ سالم؟
الشيخ سالم: ولم لم تلجأ إليكم حين اضطهدها النصارى وحاولوا تنصيرها..
همامي: حالت القوات النصرانية دون هجرتهم حتى لا نقوى بهم كما أن فرارهم إلى بلاد أغلب سكانها من الوثنيين ستذيبهم في الأكثرية وقد تعيدهم إلى ملتهم الأولى لا قدر الله..
الجميع: لا قدر الله…
عثمان: يا له من مخطط إجرامي فظيع.. وهذا أيها الأمير همامي فيه ما يؤيد رأي الشيخ سالم من أن متابعة الزحف في اثر العدو المنهزم هو الرأي الصواب..
همامي: إذا كنتم تجمعون عليه فأنا معكم لأني لا أريد أن أخرج على الإجماع..
الجميع: رأي الشيخ سالم هو الصواب..
همامي: فليكن ما تريدون.. توكلنا على الله..
فارعة: يا لها من معركة هائلة كان انتصارنا فيها باهراً…
مزينة: لقد قام المجاهدون اليمنيون بدور بارز في المعركة ساعد على تحقيق النصر..
فارعة: كان التعاون تاماً بين جميع القيادات.. أنسيت الدور الذي لعبه الأسطول فأضاف ست قطع من أسطول العدو إلى أسطولنا..
مزينة: في الحقيقة لا أريد أن أمدح أخي لقد كان بارعاً في تخطيطه ومناوراته…
فارعة: أترين أن قيادتنا ستكتفي باسترجاع زيلع..
مزينة: هذا ما أراه ولكني لا أجزم به…
فارعة: إذا رضيت قيادتكم وقنعت باسترجاع (زيلع) فنحن المجاهدين الذين تجشمنا مشاق السفر قد جئنا وأكفاننا تحت آباطنا ناذرين أنفسنا للجهاد في سبيل الله…
مزينة: أجل..أجل.. يا فارعة..
فارعة: ولذلك لن نرضى بالإخلاد إلى الراحة بعد استرجاع (زيلع) بل نطالب بأن نتابع سيرنا في سبيل إعلاء كلمة الله…
مزينة: ولكن قواتنا أليست بحاجة إلى الراحة بعد تلك المعركة الحامية الوطيس..
فارعة: لقد أخذت قواتنا قسطها من الراحة ويجب عليها أن تتحرك لاستكمال رسالتها في سبيل رفعة الإسلام ونشر تعاليمه ومبادئه..
مزينة: هذا سيكون ولكن إعادة الحياة الطبيعية إلى مدينة زيلع يأخذ وقتاً طويلاً..
فارعة: هذا ليس من شأن القوات المقاتلة بل من شأن الجهات الإدارية وسليمان هو المسؤول عن ذلك.
مزينة: ولكن هناك وعداً قطعته أنت ووعد قطعته أنا وعلينا الوفاء بالوعد فأصحاب الشأن يستنجزوننا الوفاء بالوعد.
فارعة: لا مانع عندي وما على أخيك عثمان إلا أن يتقدم بطلب يدي عن طريق ولي أمري الشيخ سالم..
مزينة: لقد استمزجه عثمان فقال إنه سيفاتحك في الأمر وأظنه لما يفاتحك بعد بدليل أنك وكلت إليه البت فيه.
فارعة: على كلٍ سأراه الليلة ولا بد أنه سيتكلم فيه ومع ذلك فقد عرفت رأيي..
مزينة: مبارك سلفاً يا أختاه.. مبارك..
فارعة: وأنت أيضاً مبارك يا أختاه.. مبارك.. والآن أستأذنك في الانصراف فإني أرى عثمان في طريقه إليك..
مزينة: في أمان الله.. في أمان الله…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الإمبراطور يقول في فزع وهلع):
الإمبراطور: شمعون.. شمعون..
شمعون: مولاي..
الإمبراطور: أين كنت؟
شمعون: كنت أتحدث مع بعض قواد قطاعات جيوشنا.. بعد إعلان (العدل) سلطنة و (زيلع) سلطنة كما أعلن اتحادهما برئاسة السلطان (همامي)..
الإمبراطور: هل بقيت لدينا قوات بعد الكارثة التي حلت بنا في زيلع..
شمعون: ما تزال لدينا قوات كافية لتأديب كل من تحدثه نفسه بالتعدي على أراضينا..
الإمبراطور: وأسطولنا.. هل بقي لنا أسطول؟
شمعون: أما هذا فأنا مع مولاي لقد غرق ما غرق من أسطولنا واستسلم ما تبقى منه في معركة (زيلع) وعلى كل حال فنحن لسنا بحاجة إلى قوات بحرية..
الإمبراطور: أترانا نستطيع صد قوات المسلمين إن حاولت متابعة زحفها في أثرنا من دون أن تكون لدينا قوات بحرية مساندة..
شمعون: لسنا بحاجة إلى القوات البحرية بقدر ما نحن بحاجة إلى القوات البرية التي أسعى جاهداً في لم شتاتها بعد أن يعتريه هزيمة (زيلع).
الإمبراطور: أتراك تتمكن من ذلك قبل أن تعتدي علينا قوات المسلمين..
شمعون: سأفعل المستحيل..
الإمبراطور: ليتنا نستطيع أن نجد دولاً تساعدنا أو تمدنا كما يجد المسلمون..
شمعون: نحن محاطون بالمسلمين براً وبحراً..
الإمبراطور: صدقت.. وإني لأتطلع هنا وهناك فلا أجد إلا دولاً إسلامية تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم..
شمعون: ولكن قوات مولاي تستطيع كسر هذا السوار..
الإمبراطور: هيهات.. هيهات يا شمعون.. إن قواتنا لم تستطع ذلك يوم كانت في عنفوان قوتها (زيلع) فكيف تستطيع الآن وهي أشلاء معركة..
شمعون: ولكنها قوية بأمبراطورها وبأمجادها…
الإمبراطور: سنرى ما سيكون من أمر قواتنا يوم يزحف المسلمون على ديارنا…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الحاجب وهو يقول):
الحاجب: مولاي…
الإمبراطور: ما وراءك أيها الحاجب..
الحاجب: رسالة من قائد الحدود..
الإمبراطور: فضها يا شمعون واقرأها..
شمعون: (يقرأ) سيدي الإمبراطور أكتب إليكم وقوات المسلمين تدخل حدودنا بأعداد كبيرة وتنظيم هائل يساندها أسطول ضخم..
الإمبراطور: شمعون.. أرني مهارتك وبراعتك يا شمعون…
شمعون: سيرى مني مولاي ومن قواته المظفرة ما تقربه عينه…
الإمبراطور: أرجو ذلك.. أرجو ذلك.. سر والصليب يحرسك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية تختلط بوقع حوافر الخيل وصليل السيوف وصهيل الخيل والكر والفر وسقوط القتلى وإنات الجرحى نسمع بعدها أصوات التكبير):
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
همامي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. إلى الأمام.. إلى الأمام.. إلى الجهاد في سبيل الله إلى إعلاء كلمة الله..
أصوات: لبيك.. لبيك.. الله أكبر.. الله أكبر..
سليمان: يا معشر المسلمين عدوكم يرمي بثقله في المعركة فاصبروا فإن الجنة لمن صبر والنصر للمؤمنين..
الشيخ سالم: من يبايعني على الموت.. من يبايعني على الموت…
أصوات: نحن نبايعك.. كلنا نبايعك..
همامي: يا معشر المسلمين. عدوكم ينسحب فلا تمكنوه من الانسحاب اقطعوا عليه الطريق.. خذوه بسيوفكم ورماحكم…
فارعة: المعركة حامية الوطيس والعدو يدافع ببسالة عن كل شبر من أرضه..
مزينة: ولكن قواتنا تهاجم بضراوة وأرى أن المعركة بدأت تتحول لصالحنا بالرغم من تصاعد قتلانا وجرحانا.
فارعة: ما كنت أظن أن للعدو هذه القوات الهائلة على الحدود.. فعسى أن يقوم أسطولنا بحركة تخفف من حدة المعركة..
مزينة: لا تخافي فعثمان سيحدد مصير المعركة.. وإني أرى أسطوله يقوم بمناورات غريبة.. إنه يريد أنه يحرز نصراً يقدمه هدية لعروسه الغالية..
فارعة: أرجو أن يوفق وأن تكتب له السلامة..
همامي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. لقد طوقت قواتنا البحرية قوات العدو..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
همامي: أبيدو عدوكم.. سدوا عليهم سبل الفرار..
مزينة: أسمعت يا فارعة؟
فارعة: سمعت.. ويا لها من هدية ما أعظمها..
مزينة: أما قلت لك أن أخي سيفعل شيئاً..
فارعة: لقد قلب ميزان المعركة في صالحنا بعد أن كان عدونا يصد زحفنا بما أبداه من بسالة وما قذف به من أعداد جديدة في المعركة..
همامي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. عدوكم يرفع راية الاستسلام فتوقفوا عن قتاله وانتظروا أوامري..
أصوات: لبيك.. أيها القائد.. لبيك..
مزينة: أرأيت كيف مال ميزان المعركة في صالحنا..
فارعة: إنه عثمان زوجي.. زوجي البطل.. بطل معركة أوجادين بحق وحقيق..
همامي: جردوهم من أسلحتهم… وشدوا وثائقهم..
أصوات: الحمد لله الذي أعز جنده وهزم الأحزاب وحده..
شمعون: سيدي الإمبراطور!!
الإمبراطور: ما وراك يا شمعون..
شمعون: هزيمة منكرة.. هزيمة منكرة..
الإمبراطور: من المهزوم..؟
(ثم يقع أرضاً.. فيقول الإمبراطور):
شمعون: قواتنا أيها الإمبراطور..
الإمبراطور: لقد سقط مغشياً عليه…
أصوات: إنه جريح أيها الإمبراطور وقد سقط من شدة ما نزف من دم..
الإمبراطور: أسعفوه.. أين طبيبي الخاص.. إليّ به..
الطبيب: مولاي.. أمرك مولاي..
الإمبراطور: إسعف قائدي أيها الطبيب..
الطبيب: بالأمر مولاي..
مولاي…
الإمبراطور: قل..
الطبيب: مات شمعون.. مات شمعون..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :708  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج