شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 18 -
مزينه: هذه أماكن نزولكن.. لعلها تعجبكن...
فارعه: نحن قادمات للجهاد في سبيل الله ولا يهمنا المكان بقدر ما يهمنا تحقيق الهدف الذي قدمنا من أجله.
مزينه: ولكن الراحة ضرورة ملحة لكن من عناء الرحلة البحرية الطويلة...
فارعه: إن هذا اللقاء الأخوي والترحيب النابع من شغاف قلوب أهل هذا البلد الطيب قد أزال نصب الرحلة ووصبها...
مزينه: الحمد لله والشكر لله على أن قدرنا على القيام بواجبنا نحوكن وإني أتركك أيها الأخت العزيزة فارعه وأنا متطلعة إلى لقاء قريب...
فارعه: شكراً وإلى اللقاء...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جورجيوس يقول):
جورجيوس: أراك مستعداً للسفر يا مرقص!!!
مرقص: بلى أيها القائد...
جورجيوس: وقد أحسنت التنكر ولولا أني على موعد سابق معك لما عرفتك.
مرقص: إنني مضطر إلى ما ترى حتى أستطيع الإمتزاج مع أهل مدينة (العدل) ولأبعد عيون الرقباء عني...
جورجيوس: أعندهم رقباء؟
مرقص: إن كل مسلم يعتبر نفسه عيناً لأخيه المسلم على أعدائه.
جورجيوس: ألهذا الحد بلغت العقيدة الإسلامية في قلوب المسلمين..
مرقص: أجل أيها القائد وهذا ما يجعلني أحسب للعواقب ألف حساب وبهذه المناسبة أوصيك...
جورجيوس: توصيني بماذا؟
مرقص: أوصيك بزوجتي وبنتي خيراً فإن نفسي تحدثني أنه لا عودة لي من هذه المجازفة...
جورجيوس: ستعود مظفراً متوجاً بأكاليل الغار يا مرقص..
مرقص: في الأحلام أيها القائد..
جورجيوس: أنها الحقيقة يا مرقص لأني واثق من قدرتك ومواهبك الخارقة...
مرقص: أنك تحسن الظن بي كثيراً أيها القائد... وعين الرضا عن كل عيب كليلة...
جورجيوس: أرجو أن تقدم على هذه المهمة وأنت واثق من نجاحك فيها... أما إذا كنت متردداً فأرى أن تنسحب من البداية فالتردد قد يؤدي إلى التهلكة...
مرقص: لست متردداً أيها القائد ولكني أقدر خطورة العملية التي أنا مقدم عليها ولذلك أقلبها على وجوهها حتى يتجلى في الطريق الذي يجب أن أسلكه...
جورجيوس: ما دمت أنت كذلك فسر ولتحرسك الآلهة...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت همامى يقول):
همامى: أرى أن أخواننا الذين قدموا من اليمن قد أخذوا قسطاً وافراً من الراحة يخشى معه أن يستمرئوها فتفتر عزيمتهم ويضعف حماسهم للجهاد في سبيل الله...
سليمان: كذلك قومنا الذي فاؤوا معنا إلى (العدل) قد استمتعوا براحة ورعاية وعناية منكم أيها الأمير ومن أهل هذا البلد المضياف وأخشى...
همامى: تخشى ماذا؟؟؟
سليمان: أخشى أن تبطرهم نعمة الراحة فينسوا في غمرتها واجبهم نحو تخليص بلدهم (زيلع) من أيدي المعتدين...
عثمان: إنما يقوله سليمان أيها الأمير يتهامس به بعض ضعاف الإيمان من رجالنا...
همامى: ما الرأي إذن...
سليمان: أرى أن ننهد لقتال العدو الجاثم على قطعة عزيزة من أرضنا قبل أن تثبت أقدامه فيها...
عثمان: وأنا أثني على ما قاله سليمان... فكل يوم يمضي يطيل في عمر المعركة المرتقبة..
همامى: ولكني لم آخذ رأي الشيخ سالم في الأمر...
سليمان: الشيخ سالم لن يخرج على رأي الأكثرية الساحقة... ومع ذلك فأنا معك يجب أن نستشيره...
(يرون الشيخ سالم قادماً إليهم فيقول همامى):
همامى: لقد كفانا الشيخ سالم مؤونة دعوته للاجتماع معنا فها هو قادم إلينا...
عثمان: يا مرحبا... يا مرحبا... نعم الشيخ المجاهد...
سليمان: أنه يتقد حماساً وغيرة وحباً للاستشهاد في سبيل الله...
همامى: وليس من برهان على ذلك أقوى من ركوبه متن البحار في سبيل إعلاء كلمة الله...
(يدخل الشيخ سالم وهو يقول):
الشيخ سالم: السلام عليكم...
الجميع: وعليك السلام...
همامى: تفضل أيها الشيخ بالجلوس فقد كنا بسبيل دعوتك فجئتنا وكأننا على موعد...
الشيخ سالم: القلوب جنود مجندة ما اتفق منها إأتلف وما تباين منها اختلف ونحن والحمد لله للمتفقون مؤتلفون مجتمعون على نصرة الحق..
همامى: الحمد لله... الحمد لله...
الشيخ سالم: والآن هل لي أن أسأل لم كنتم عازمين على دعوتي للحضور...؟
همامى: كنا نريد أن نستشيرك فيما يجب أن نفعله من أجل استرداد (زيلع) والانتقام من أعداء الإسلام...
الشيخ سالم: المثل يقول: ما أخذ بالحرب لا يسترد إلا بالحرب، و(زيلع) احتلت بالحرب فيجب استردادها بالحرب ونحن ما جئنا إلا لهذه الغاية...
همامى: بورك فيكم أيها الشيخ وأعز الله بكم الإسلام...
سليمان: ما يقوله الشيخ سالم هو الطريق الذي علينا أن نسلكه...
همامى: التخطيط للمعركة...
الشيخ سالم: القائد أنت يا همامى ونحن جنودك فضع الخطة لنناقشها فالوقت في صالح أعدائنا فقد يقومون بهجوم كاسح يكونون قد أعدوا له ما لم يكن في حسباننا..
عثمان: إن الشيخ سالم يقول الحق... والرأي ما يراه...
سليمان: وأنا أؤيده فسر بنا أيها القائد والله معنا...
همامى: إنني أشكركم على هذه الثقة وأرجو من الله تعالى القدير العون والتوفيق وسأضع الخطة وغداً نلتقي في مثل هذا الوقت لتدارسها وإقرارها للعمل بموجبها...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فارعه تقول):
فارعه: همسات تدور وإشاعات تتناثر بين صفوف المقاتلين.
مزينه: ما هي خلاصتها يا فارعه...؟
فارعه: أنها تثبط العزائم وتثير الخلف والانقسام وتختلق حكايات وروايات ما أنزل الله بها من سلطان...
مزينه: حكايات وروايات وشائعات تثير الخلف والانقسام.. شيء غريب لا شك أنها من صنع أعداء الإسلام..
فارعه: هذا مما لا ريب فيه ولكن ضعاف الإيمان بين صفوفنا قد تنطلي عليهم فتثبط من عزمهم على الجهاد والاستشهاد في سبيل الله...
مزينه: ولكني لم أسمع بمثل هذه الشائعات يا فارعه؟....
فارعه: لقد سمعتها يا مزينه من بعض نسائنا ومن رجالنا المقاتلين...
مزينه: مثلاً ماذا تقول هذه الشائعات؟...
فارعه: تقول هذه الشائعات أن هنالك انقساماً بين قادة المسلمين في (العدل) على من يتولى قيادة معركة تحرير (زيلع).. وإننا نحن القادمين من اليمن نريد أن نتولى القيادة.
مزينه: يا له من دس رخيص... وماذا بعد؟
فارعه: وتقول الحكايات أيضاً أن سليمان وعثمان يتنافسان على قيادة الأسطول وأنهما فعلاً تخاصما وكاد أحدهما يعتدي على الآخر...
مزينه: يا الهي... الهذا الحد بلغت دناءة الدساسين... وماذا بعد؟
فارعه: ويقولون أن العدو في زيلع قد تلقى إمدادات كبيرة برية وبحرية وإن قواته تزحف بسرعة صوب مدينة (العدل) للإستيلاء عليها...
مزينه: يا له من أرجاف فظيع ولكن...
فارعه: ولكن ماذا؟؟؟
مزينه: هل عرف مروجو هذه الشائعات؟...
فارعه: تتركز الأضواء على شخص يدعى الشيخ حمدان يزعم أنه على علم ببواطن الأمور وإنه من أولياء الله الصالحين.
مزينه: لم أسمع بهذا الاسم قط في مدينة العدل...
فارعه: لعله من أهلها القدامى وأنى لك أن تعرفي وأنت لست من أهلها...
مزينه: يجب أن يعلم عثمان وسليمان بهذه الشائعات...
فارعه: يقيني أنهما على علم بهذه الشائعات ما دمنا نحن النساء قد علمنا بها...
مزينه: ولكن النساء لهن آذان تحس وتسمع أكثر من الرجال... ما رأيك لو ذهبنا إلى عثمان واطلعناه على هذه الشائعات...
فارعه: ولكن أين هو عثمان؟؟؟
مزينه: إنه لا يبعد عن مكاننا هذا كثيراً...
فارعه: إذن هلمي بنا إليه...
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها أصواتاً تعلو وتنخفض مما يدل على اجتماع نمسع بعده صوت همامى يقول):
همامى: عجيب أمر هذا الداعي الجديد بالولاية....
سليمان: أن دعايته تنتشر بسرعة بين المقاتلين كانتشار النار في الهشيم.
عثمان: يقولون أنه من الأولياء الصالحين...
همامى: إنه من الصالحين.. أي صلاح وأي تقي عند من يحاول بذر بذور الخلف والإنقسام بين صفوف المسلمين إني اشتبه بأمره...
سليمان: لقد وعد الشيخ سالم بالقبض عليه متلبساً بالجريمة فقد اتخذ من صفوف أخواننا المجاهدين اليمنيين مجالاً لترويج دسائسه ومؤامراته...
عثمان: لا يبعد أن يكون عيناً من عيون أعدائنا سلطوه علينا... لبث التفرقة والانقسام بيننا...
همامى: هذا مما لا شك فيه يا عثمان...
تصل فارعه ومزينه فتشاهدان اجتماع القادة تجلسان عن كثب ترقبان ما يجري ومزينه تقول:
مزينه: كان القادة مجتمعين.. وهذا دليل على كذب الشائعات وضلالها...
فارعه: ولكني لا أرى الشيخ سالم بينهم...
مزينه: لعله في طريقه إليهم...
فارعه: أنظري يا مزينه.. الشيخ سالم ومعه رجل مكبل بالحديد وحوله حرس مسلحون...
فارعه: يا الهي أهو مروج شائعات الفرقة والانقسام؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :608  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج