شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 19 -
فارعه: من يدري يا أختاه لعله هو... قد وقع في شر أعماله...
مزينه: إنه يتزيا بالزي الذي سمعتك تصفينه يا فارعه...
فارعه: إذن فلا شك أنه هو...
مزينه: سنرى عندما يمثل أمام القادة المجتمعين.. هيا بنا نقترب من مكان الاجتماع لنرقب سير الأمور...
فارعه: هيا بنا... هيا...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الشيخ سالم يقول):
الشيخ سالم: السلام عليكم...
الجميع: وعليك السلام...
همامى: تفضل بالجلوس..
سليمان: أرى معك رجلاً مخفوراً وحوله حرس مدججون بالسلاح... فمن هو يا ترى؟
الشيخ سالم: إنه الرجل الذي أقضي مضاجع رجالي وحاول إثارة النعرات والعصبيات بينهم...
عثمان: إنه رجل خطر إذن...
الشيخ سالم: وأي رجل خطر... لم يكفه إثارة النعرات بل طفق ينشر الشائعات ويحيك الدسائس ويحرض على الفتنة.
همامى: إذن فهو الرجل الذي حدثني عنه قائد جند (العدل) وإنه حاول القبض عليه ولكنه لجأ إلى رجالكم واختفى بينهم.. فلم يلاحقه... وكنت بسبيل مفاتحتك بشأنه..
الشيخ سالم: من المؤسف أنه استطاع اذكاء نار الفتنة في صفوف بعض ضعاف الإيمان من رجالي بما أوتى من ذكاء وفطنة وبراعة هائلة في الدس والوقيعة.
سليمان: ألهذا الحد؟..
الشيخ سالم: بلى أيها القادة بلى.. وكادت الفتنة تقم لولا أن أخمدها الله.
عثمان: عل عرفت هويته؟..
الشيخ سالم: أجل.. أجل...
همامى: من أي بلد هو؟.
الشيخ سالم: إنه عين النصارى الذين بعثوا بهم لإيقاع الفتنة بيننا وبذر بذور الخلف والانقسام في صفوفنا.
همامى: الحمد لله الذي لم يكن من أهل (العدل).
سليمان: والحمد لله الذي لم يكن من المسلمين.
عثمان: أيعقل أن يقدم على مثل هذا الفعل الدنيء إنسان فيه ذرة من إيمان.
الجميع: لا والله... لا والله...
الشيخ سالم: وعرفنا كذلك من التحقيق معه إنه مستشار عند كبير النصارى بزي المشايخ ليستطيع النفاذ إلى قلوب رجالنا...
همامى: يا له من رجل خطير...
الشيخ سالم: وقد جئت به إليكم لتحكموا عليه بما يستحق...
همامى: ماذا ترون أيها الأخوة القادة...
سليمان: يقول الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم، إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (صدق الله العظيم) (المائدة: الآية 33).
الشيخ سالم: صدق الله العظيم... لقد نطقت بالحكم... اتوافقون عليه؟...
الجميع: موافقون... موافقون...
الشيخ سالم: أيها الحراس... خذوه ونفذوا فيه حكم الله تعالى...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جورجيوس يقول):
جورجيوس: بطرس.. بطرس..!!
بطرس: نعم أيها القائد!!
جورجيوس: ألا من جديد عن مرقص..
بطرس: تعامت عنه الأخبار بعد أن تلقينا نجاحه في التغلغل بين صفوف المسلمين في (العدل)…
جورجيوس: أتراه منشغلاً بتوطيد أقدامه وبذر بذوره؟..
بطرس: من يدري فالغائب حجته معه…
جورجيوس: صدقت يا بطرس.. صدقت.. ولكن..
بطرس: ولكن ماذا أيها القائد؟
جورجيوس: تعامي الأخبار عن مرقص بهذا الشكل يثير القلق ويبعث على الخوف..
بطرس: قد يكون سيدي القائد مصيباً في تخوفه وقلقه ولكن حذر: ((مرقص)) وفطنته وذكاءه يثبت نفوسنا ويطمئنها.
جورجيوس: بطرس!
بطرس: سيدي القائد..
جورجيوس: أرسل من تثق من رجالك ليتحروا الأمر ويأتوا بالأخبار الصحيحة فخطتي التي سأقوم بها يتوقف نجاحها على ما يفعله مرقص)..
بطرس: سأفعل المستحيل لكي آتيك بأخباره..
جورجيوس: افعل وبسرعة فالإمبراطور يلح علينا في القيام بهجوم كاسح على (العدل) قبل أن يقوى أهلها بالإمدادات التي تصلهم من البلدان الإسلامية..
بطرس: لقد علمت أنهم سيعلنون (عدل) مملكة بعد أن استكملت لها مقومات السلطنة..
جورجيوس: أخبار سيئة لو ترامت للإمبراطور لصعق منها..
بطرس: سوف تصل الإمبراطور هذه الأخبار سواء عن طريقنا أو عن طريق غيرنا..
جورجيوس: لا.. يجب عمل شيء.. يجب معرفة ما إذا كان (مرقص) حيًّا أو ميتاً..
بطرس: وإذا افترضنا أنه قتل في العمل؟..
جورجيوس: العمل.. إنها مصيبة.. قتله كارثة.. ستضطرنا إلى تغيير جميع خططنا…
بطرس: من أجل رجل واحد تغير خططك أيها القائد..
جورجيوس: إنه رجل ولا كل الرجال.. إنه أمة..
بطرس: (لنفسه) ويل لأمة مرقص..
جورجيوس: ماذا تهمس يا بطرس؟
بطرس: لا شيء أيها القائد.. إني أرجو أن يكون مرقص حيًّا يرزق..
جورجيوس: أسرع وأأتني بالخبر اليقين..
مزينة: يا له من جاسوس فظيع يا عثمان…
عثمان: الشيء الذي يحير هو…
مزينة: هو ماذا؟
عثمان: هو كيف تسلل إلى معسكر المجاهدين اليمنيين..
مزينة: وهذا دليل واضح على خطورته كجاسوس..
عثمان: ولا أدل على هذه الخطورة من أنه استطاع التأثير على بعض ضعاف الإيمان من إخواننا اليمنيين كما روي لنا الشيخ سالم… قولي لي..؟
مزينة: ماذا أقول لك؟..
عثمان: من أين علمت بأخبار هذا الجاسوس؟..
مزينة: لو قلت لك ما صدقتني…
عثمان: قولي فأنت صادقة
مزينة: علمت بأخبار هذا الجاسوس من فارعه..
عثمان: يا لها من امرأة داهية.. كيف تلقفت هي الأخرى أخباره..
مزينة: إنها فتاة رائعة يا أخي في كل شيء..
عثمان: كيف يا مزينة؟
مزينة: جمال وكمال.. أصل وفصل.. علم ومعرفة.. ذكاء خارق ولباقة نادرة..
عثمان: ياه… إنك معجبة بها إلى هذا الحد…
مزينة: إنها أكثر وأعلى مما وصفت.. يا ليت..
عثمان: يا ليت.. ولم يا ليت…
مزينة: يا ليتها تكون زوجة لك يا أخي…
عثمان: هل نحن في وقت زواج أو التفكير في الزواج وعدونا يجثم على أرضنا الطاهرة..
مزينة: لا أقول الآن وإنما في المستقبل.. أي بعد تحرير الوطن..
عثمان: من يدري.. ماذا تقصد؟
عثمان: ربما تكون فارعة متعلقة بغيري أو مخطوبة لأحد أبناء قومها..
مزينة: كن مطمئناً من هذه الناحية فقد عرفت كل شيء عنها منها كما أني عرفت…
عثمان: عرفت ماذا؟…
مزينة: عرفت أنها تحترمك وتقدرك ولك في نفسها منزلة خاصة..
عثمان: جزاها الله على حسن ظنها بي.. ولكل حادث حديث يا أختاه وحديثنا اليوم أو الساعة هو تحرير بلدتنا الحبيبة زيلع..
مزينة: لقد أقسمت فارعة ألا تتزوج إلا بعد تحرير زيلع وتطهيرها من رجس المعتدين..
عثمان: سنتحدث في الأمر بعد تحرير (زيلع) إن شاء الله تعالى..
مزينة: أرى فارعة قادمة إلي..
عثمان: وأنا ذاهب لحضور اجتماع هام..
مزينة: وفقكم الله وأعانكم وسدد خطاكم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فارعة يقول):
فارعة: رأيت عثمان خارجاً من عندك، أخشى أن يكون حضوري قد قطع عليكما حديثاً هاماً..
مزينة: أنت حديثنا وأنت الحال لأعدمناك..
فارعة: أكنت تتحدثين مع أخيك عنّي..
مزينة: كنا نذكرك بكل خير ونتسابق في ذكر محاسنك وفضائلك..
فارعة: شكراً.. شكراً.. جزيتما من الله عني خير الجزاء.. قولي بالله عليك..
مزينة: ولم تستحلفيني؟ سأصدقك الحديث من دون يمين..
فارعة: أكنتما تخوضان في حديث عني.. ما هو؟
مزينة: لست يا أختاه ممن تلوكهم ألسنة الناس.. نحن لم نخض في الحديث عنك وإنما نلهج بذكرك ونتغنى بشمائلك ونبلك ونحمد فعالك ونشيد بخصالك..
فارعة: وما الذي جر إلى هذا الحديث؟
مزينة: هذا سر سيكتشف لك مع الأيام..
فارعة: لعلَّي عرفته..؟
مزينة: كيف..؟
فارعة: من الأحاسيس المتبادلة بيننا..
مزينة: ما أدق تصورك للأمور.. إنك حقاً مرهفة الحس يا أختاه..
فارعة: إن ما أحس به يتمثل فيما يقوله المثل.. من القلب للقلب دليل..
مزينة: صدقت.. لقد تبينته بسرعة.. فما رأيك؟
فارعة: إنه منية القلب ومنتهى سؤاله.. ولكن..
مزينة: ولكن ماذا؟
فارعة: ولكن الظروف تقتضي أن نحبس أحاسيسنا في (قمقم) ريثما ننتهي من معركة التحرير أليس كذلك؟
مزينة: بلى يا فارعة بلى.. لقد قلت حقاً..
فارعة: والآن يا أختاه.. يقوم الرجال بدورهم ويرسمون الخطط لأعمالهم فماذا أعددن نحن النساء؟
مزينة: نحن نسير وفق ما يخططه لنا الرجال…
فارعة: ولم لا يكون لنا رأي في التخطيط للمعركة القادمة فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا لا تقل أهمية عن تلك الملقاة على الرجال…
مزينة: إنك تقولين حقاً يا أختاه ولكن..
فارعة: ولكن ماذا؟
مزينة: ولكن ما العمل؟
فارعة: يجب أن ننقل آراءنا هذه للقادة المجتمعين الذين يجب أن لا يغفلوا أهمية النصف الآخر منهم…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الشيخ سالم يقول):
الشيخ سالم: الخطة التي وضعتها أيها الأمير أصبحت بعد المناقشة وإدخال التعديلات عليها موضوعة للتنفيذ فمتى ترون أن نبدأ؟..
سليمان: خير البر عاجله…
عثمان: أرى أن ننتظر وصول الإمدادات الجديدة التي وردت الأنباء أنها في طريقها إلينا..
همامي: رأى سليم فكلما كانت استعداداتنا متماسكة وقوية كان النصر بإذن الله حليفنا..
الجميع: بإذن الله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :634  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.