شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 17 -
سليمان: وماذا عن القوات البرية يا أخ همامى؟...
همامى: سنعود إلى مركز القيادة لنتباحث مع قائد مدينة العدل فيما يجب اتخاذه من اجراءات بعد أن اطمأنينا إلى القوة التي ستتحمل ثقل هجوم المغيرين...
سليمان: هيا بنا...
عثمان: بحفظ الله وأني بانتظار إطلاعي على الخطة حتى يتم التنسيق بين قواتنا البرية والبحرية...
همامى: ستصلك حالاً.. الله معنا...
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت القائد جورجيوس يقول):
جورجيوس: لقد ألقى الأمبراطور المسؤولية علينا وقد وعدته بتحملها وأنا معتمد عليك كل الاعتماد يا مرقص فماذا فعلت؟...
مرقص: إنني لا أنسى جميلك فقد خلصت رقبتي من الشنق.. اسمع...
جورجيوس: قل...
مرقص: طفت بالقبائل وتقابلت مع رؤسائها ويؤسفني أن أخبرك...
جورجيوس: تخبرني ماذا؟...
مرقص: رفضت جميع هذه القبائل التعاون معنا بل ذهب بعض رؤسائها إلى التصريح علنا بقوله: كيف أعين نصرانياً على مسلم.
جورجيوس: يا لها من أخبار سيئة... ألم تلوح لهم بالمال..
مرقص: لقد لوحت لهم بالمال وبإطلاق أيديهم في النهب والسلب.. ولكن ذهب كل ذلك عبثاً...
جورجيوس: ما هي أسباب هذا التحول؟
مرقص: لقد ذهب من كانوا يشكون منه شهيداً على رأيهم في سبيل الدفاع عن بلادهم.. وقد تلمست آثار الندم على مساندتهم لنا وبيعهم رجلاً مخلصاً مثل خالد...
جورجيوس: شيء عجيب وغريب...
مرقص: ولعل ما يحز في نفوسهم أن أرملة أميرهم الأسبق إبراهيم وزوجة أميرهم الشهيد خالد راحتا ضحيتين في معركة زيلع...
جورجيوس: ما العمل وقد وعدنا الأمبراطور بأن نفعل شيئاً...
مرقص: ما أدري يا جورجيوس ما أدري.. لقد تبلد تفكيري..
جورجيوس: ما رأيك؟..
مرقص: في أي شيء؟..
جورجيوس: تشخص إلى مدينة (العدل) وتندس بين الامدادات القادمة وتسعى للفساد بينهم...
مرقص: فكرة سليمة يا جورجيوس.. إن نجحت كان بها وإلا فأنا مقتول في كلا الحالتين إما بيد الأمبراطور أو بيد المسلمين فليكن بيد الآخرين..
جورجيوس: أنني واثق من نجاحك فأنت طاقة كبيرة من المواهب الخارقة...
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الشيخ سالم يقول):
الشيخ سالم: يا معشر المسلمين ها نحن نقترب من شواطىء مدينة العدل فخذوا أهبتكم للنزول ولكن لا يجب أن تغادروا سفنكم قبل أن آذنكم بذلك...
يافع: ألا ترى أيها الشيخ أن نكون مستعدين للطوارىء...
الشيخ سالم: رأي سديد فسوء الظن من أقوى الفطن... والاحتياط ضروري.
يافع: وأرى أن آخر من يغادر السفن هم النساء...
الشيخ سالم: هذا عين الصواب والحكمة.. وماذا عندك أيضاً من آراء يا يافع..؟
يافع: لا وإنما ادعو الله سبحانه وتعالى أن يحالف التوفيق مسيرتنا... وإلا نضطر إلى امتشاق الحسام في وجه إخواننا المسلمين...
أصوات: اللهم آمين...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت همامى يقول):
همامى: السفن يا أخ سليمان يمنية وأظن إنها امدادات.
سليمان: ولم لا يكون الأعداء استأجروا سفناً يمنية لتضليلنا وأخذنا على غرة كما فعلوا في معركة (زيلع).
همامى: استراتيجيتك في محلها وعلينا الحذر والاحتياط والتأهب لأسوء الاحتمالات...
سليمان: أرى أن تأمروا بإبلاغ عثمان بأن يظل على استعداداه لأية طوارىء.
همامى: حسناً ما ترى... سأفعل... أنظر...
سليمان: ماذا أنظر؟
همامى: السفن القادمة أنها تقترب من شواطئنا..
سليمان: بلى.. بلى.. ولكني أراها تقترب بحذر كمن يخشى شيئاً.. أو يبيت أمراً...
همامى: إنك تقول حقاً... وها انذا أرى عثمان يقوم بمناورة لاستكشاف هوية السفن.. يا له من قائد بارع.
سليمان: لقد تمرس ذلك في قتاله مع أسطول النصارى...
همامى: سفن عثمان المستكشف تقترب من السفن القادمة وبقية أسطولنا تأخذ مواقعها استعداداً للمعركة...
سليمان: وقواتنا البرية ألا ترى أنه يجب أن تستعد هي الأخرى...
همامى: إنها رابضة في مواقعها التي رسمناها لها...
سليمان: تقاربت سفن استكشافنا وسفن القادمين ولا أدري ما يدل على ارتقاب معركة...
همامى: لعل السفن القادمة امدادات من المسلمين كما رأيت من قبل...
سليمان: أرى أنك على صواب أيها الأمير...
همامى: على كل حال نحن بانتظار أن يرفع عثمان راية السلام أو راية الحرب كما اتفقنا...
سليمان: ولكن الدلائل تشير بخير فنذر الشر لا تخفى...
همامى: يا لبراعة عثمان... لقد احاطت سفنه بالسفن القادمة بحيث تنقض عليها في أية لحظة...
سليمان: (فرحاً) لقد رفع عثمان راية السلام... الحمد لله أنها سفن امدادات..
همامى: الحمد لله ستكون بسفنها ورجالها عوناً من الله سبحانه وتعالى وإيذاناً بالنصر على أعدائنا.
سليمان: سؤال يا أمير همامى...
همامى: تفضل...
سليمان: هل عندكم أمكنة لإيواء هذه الإمدادات..
همامى: أجل.. وعندنا استعداد لأكثر من هذه الأعداد.. إن العدل ستصبح قريباً نقطة الإرتكاز التي يبدأ منها تحرير الصومال من نير المعتدين الآثمين..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الشيخ سالم يقول):
الشيخ سالم: يا أهل (العدل) لقد جئناكم بخيلنا ورجالنا بعد أن علمنا بما أصابكم بسقوط زيلع في أيدي الكافرين... ولقد عاهدنا الله سبحانه وتعالى على بذل النفس والنفيس في سبيل استرجاع البلد السليب وتطهير الصومال من رجس الغاصبين الظالمين..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر..
همامى: يا مرحبا بمن أرسلهم الله لنصرة الحق وأعلاء كلمة الله.. لقد نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً...
الشيخ سالم: بورك فيكم.. وعمرت دياركم بأهلها وقادتها ورجالها...
همامى: هذا سليمان أمير زيلع وهذا عثمان قائد أسطول زيلع وهو الذي كان له شرف لقائكم...
الشيخ سالم: لقد سررنا بتحركات قائد الأسطول البارعة إذ لم نشعر إلا ونحن مطوقون.. وعرضة للتسليم أو الهلاك...
همامى: لا تؤاخذنا بما فعلنا فقد كنا نخشى أن يكون أعداء الإسلام قد أعدوا لنا مباغتة كالتي فعلوها حين احتلوا زيلع.
الشيخ سالم: يشهد الله كنا مسرورين وفخورين بحركة التطويق التي قام بها قائد أسطولكم عثمان. لقد طمأنتنا إلى أن لديكم أسطولاً يقوده قائد فحل..
عثمان: شكراً يا شيخ سالم.. شكراً على اطرائك ومديحك.
الشيخ سالم: ومما يزيد في اعتزازنا أن قائد أسطولكم فتى في ريق الشباب ونضرة العمر..
همامى: الشباب يا شيخ سالم هم رجاء المستقبل فيجب أن نعدهم لتحمل المسؤولية فقد شخنا وشاخت أفكارنا معنا وفترت هممنا وحرارة دمائنا..
الشيخ سالم: صدقت أيها الأمير.. أمَّا الشباب فدمائهم تجري بحرارة وأفكارهم قوية متدفقة لما تضعف بعد من طول الكد والعناء...
عثمان: الشباب بحاجة إلى تجاربكم وتوجيهاتكم وارشاداتكم فقد صقلتكم السنين وعجمتكم الخطوب...
همامى: والآن يا شيخ سالم إلا أنزلوا من معكم على الرحب والسعة فقد أعددنا لكم كل شيء...
الشيخ سالم: شكراً.. وألف شكر (ينادي).
يافع.. يافع.. تول إنزال الرجال.. وأنت يا فارعه تولي شئون أخواتك من النساء...
همامى: إن مزنه أخت قائد الأسطول ستتولى أمر من معكم بالنساء بمعونة الأخت فارعه...
الشيخ سالم: شيء جميل.. أسمعت يا فارعه..
فارعه: بلى يا شيخ سالم وإن ألسنتنا لتعجز عن شكر أمير هذا البلد المضياف وأهله...
همامى: لا شكر على واجب يا أختاه فأنتم رجالاً ونساءً بين أهلكم وذويكم فادخلوا (العدل) بسلام آمنين إن شاء الله...
أصوات: إن شاء الله... عاش الأمير همامى... عاش أهل العدل الكرام...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مزينة تقول):
مزينه: هل انتهيت ومن معك يا أخت فارعه من إنزال الأمتعة والعتاد على البر...
فارعه: بلى يا أخت مزينه.. بلى...
مزينه: مكان نزولكن وأقامتكن لا يبتعد كثيراً عن النساء...
فارعه: لا يهم البعد أو القرب ما دامت رعاية الله وعنايته تشملنا، نمتار كرمكم ونشكر حفاوتكم وترحابكم.
مزينه: إنك يا أختاه تخجلينني بما تغمريننا من مديح وشكر وثناء فنحن أخوة وما قدمناه هو الواجب ولا يشكر المرء على واجب قدمه...
فارعه: أحضرت معركة زيلع يا مزينه...؟
مزينه: بلى وجرحت وأسرت...
فارعه: ومن أنقذك من الأسر...
مزينه: قام أميرنا سليمان بهجوم مضاد على العدو وتمكن به من الوصول إلى مكاننا فأنقذنا ثم انسحب ومن معه بانتظام إلى الأسطول الذي كان يحمي هجومه وانسحابه.
فارعه: وأخوك عثمان هو الذي كان يقود الأسطول آنئذ؟...
مزينه: بلى يا أختاه بلى... وقد دحر أسطول العدو وأسر بعض قطعه ولولاه لوقعت قواتنا جميعها في أيدي العدو...
فارعه: إن أخاك قائد لماح وقد تلمست براعته في الحركة المذهلة التي طوق بها سفننا...
مزينه: أرجو أن يكتب له النجاح في المعارك المنتظرة بإذن الله...
فارعه: أخوك متزوج؟...
مزينه: لا....
فارعه: وأنت يا مزينه؟...
مزينه: لا... لقد اقسمنا ألا نتزوج حتى نحرر (زيلع) من أيدي المعتدين وأنت يا فارعه...
فارعه: أنا ماذا؟...
مزينه: أمتزوجة ومن هو زوجك السعيد؟..
فارعه: لا يا أختاه.. لقد أقسمت أنا أيضاً ألا أتزوج إلا بعد أن نطهر (زيلع) من الغزاة المغتصبين....
مزينه: إذن فقلوبنا واحدة وأهدافنا واحدة...
فارعه: والله معنا... الله معنا...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج