شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 16 -
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
همامى: يا أهل عدل أكرموا ضيوفكم وأنزلوهم منازلهم...
سليمان: أكرمكم الله ووقاكم شر الفتن والمحن.. لا لزوم لأن نثقل عليكم بإيوائنا فسنتخذ من قطع الأسطول مكاناً لنا فعددنا وفير ولا يمكن أن نكلفكم ما لا طاقة لكم به...
همامى: كيف تقول هذا أيها الأمير وكل بيت في (العدل) هو بيتكم تشاركون صاحبه سكنه وزاده وماله ومع ذلك فقد هيئنا لكم أمكنة خاصة تكفيكم ومن معكم حتى لوزاد عددكم على الضعف...
سليمان: شكراً يا أمير عدل.. جزاكم الله عنا خير الجزاء...
همامى: أنتم بحاجة إلى الراحة بعد هذه الرحلة الشاقة فخذوا قسطكم منها وسنتكلم غداً وفي الأيام التي تليه عما يجب أن نفعل للثأر من المعتدين الغاشمين...
سليمان: تول يا سليمان إنزال من في الأسطول من الرجال والنساء وليقدهم سهيل إلى الأماكن التي أعدها أخواننا العدلون لنا.. وسألحق بكم فيما بعد...
عثمان: حسناً يا سليمان... حسناً...
همامى: وستجدون على الشاطىء من يدلكم على أماكن نزولكم ويوفرون لكم وسائل الراحة...
عثمان: شكراً أيها الأمير... شكراً...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الأمبراطور يقول):
الأمبراطور: أيها القائد!
القائد: أمر مولاي...
الأمبراطور: ما هي آخر الأخبار عن المسلمين الفارين من زيلع إلى العدل...
القائد: الأخبار تتواتر على أن هنالك تجمعات للمسلمين فيها...
الأمبراطور: هل من امدادات خارجية للمسلمين هناك....
القائد: ماذا يقصد مولاي بأمدادات خارجية...
الأمبراطور: امدادات من خارج الصومال مثلاً من المسلمين على الشاطىء الشرقي من أفريقية أو امدادات من اليمن.
القائد: احتلال جيش مولاي المظفر لزيلع أصاب المسلمين في الصومال وفي خارجه بحزن عميق وأسى بالغ ولا شك أنه سيعقب ذلك استعدادات الثأر والانتقام..
الأمبراطور: تحليلك أيها القائد للموقف سليم ودقيق.. فماذا ترى أن نفعل؟
القائد: الخطة السليمة هي ضرب المسلمين في (العدل) قبل أن يتجمعوا ويصبحوا قوة ضاربة ولكن...
الأمبراطور: ولكن ماذا؟...
القائد: جيشنا الحالي في زيلع لا يستطيع القيام بهذه العملية في الوقت الحاضر ويحتاج إلى شهور للقيام بذلك...
الأمبراطور: ولكن عامل الزمن في صالح المسلمين وهو ما يقلقني ولا أدري كيف أتغلب عليه...
القائد: في رأيي خلق جو من الفوضى والاضطراب في الصومال وإشاعة الإنقسام بين قبائله وهم عدة الحرب ووقوده يعيق تجمعات المسلمين ويعطينا الفرصة لتعويض خسارتنا ومن ثم الانقضاض على عدونا كما فعلنا في زيلع...
الأمبراطور: رأي سديد.. أبدأ في تنفيذه...
القائد: هل يسمح لي مولاي بأن التمس منه...
الأمبراطور: تلتمس ماذا؟
القائد: التمس العفو عن مرقص وإطلاق سراحه فهو خبير بتدبير المؤامرات وتنفيذها...
الأمبراطور: عفونا عنه إكراماً لك...
القائد: شكراً لمولاي على قبوله ملتمسي
الأمبراطور: أبلغ مرقص أنني لن أرضى عنه إلا حين أتلمس أثراً لمؤامرات..
القائد: أمر مولاي..
الأمبراطور: هيا أسرع في وضع الخطة اللازمة.. واعرضها علينا قبل المباشرة في تنفيذها...
* * *
(نقلة صوتية سريعة نسمع بعدها صوت الشيخ سالم يقول):
الشيخ سالم: يا معشر المسلمين أننا نقترب من شواطىء مدينة (العدل) فعليكم أن تتهيئوا لمغادرة السفن حالما أصدر لكم أوامري..
يافع: حسناً ما تقوله أيها الشيخ ولكن كيف نغادر سفننا ونحن لا ندري ماذا سيكون عليه لقاء القوم في مدينة (العدل)..
الشيخ سالم: أتشك في أنهم سيرحبون بمقدمنا..
يافع: إن سوء الظن من أقوى الفطن...
الشيخ سالم: ماذا تعني بذلك يا يافع؟
يافع: أعني أن أهالي (العدل) إذا ما رأوا قواتنا الكبيرة فقد يظنون أننا قادمون لاحتلال بلادهم والسيطرة على مقدراتها...
الشيخ سالم: هل قواتنا الحالية تستطيع احتلال مدينة (العدل) لولا سمح الله وفكرنا في ذلك؟..
يافع: لا أجزم بذلك قبل أن أعرف مقدار القوات الموجودة في (العدل) وصمود أهاليها. في المعركة...
الشيخ سالم: ظنك في غير محله.. ما رأيكم أيها المسلمون؟..
أصوات: لا مجال لسوء الظن..
فارعة: لو فرضنا وأحسسنا بسوء ظن على القوم في مجيئنا فسنعود من حيث أتينا.
يافع: لماذا لا نغير اتجاه سفننا صوب زيلع؟...
الشيخ سالم: ألم ننزل على رأي الأخت فارعة حينما كنا باليمن أنسيت ذلك يا يافع؟...
يافع: لا ولكني أشعر أن زيلع قد سقطت في أيدي النصارى فعلينا أن نخلصها ونأخذ السبق في ذلك.
فارعه: نذهب إلى (زيلع) ولا مرشدين معنا يدلونا على عورات البلد وعلى مداخلها ومخارجها وعدد قوات العدو بها هذا إذا سلمنا برأيك أنها سقطت في أيدي النصارى..
يافع: حينما نقترب من مدينة (زيلع) سنتبين مداخلها ومخارجها...
فارعه: والعدو الجاثم فيها سيقابلنا بالأحضان ويطلعنا على عدده وعديده أليس كذلك يا أخ يافع...
* * *
(ضحك سخرية من الحاضرين نسمع بعدها صوت الشيخ سالم يقول):
الشيخ سالم: أنها مغامرة ومخاطرة وليس المخاطر محموداً وأن سلما...
أصوات: الرأي ما يراه الشيخ سالم..
الشيخ سالم: بورك فيكم.. إذن سيروا إلى العدل على بركة الله...
همامى: شاهد مراقبو البحار أسطولاً من السفن في طريقه إلى (العدل).
سليمان: ألم يتبينوا تابعية هذا الأسطول؟
همامى: ما يزال بعيداً عن شواطئنا..
سليمان: ما الرأي أيها الأمير؟
همامى: يجب أن نستأنس برأي عثمان فهو قائد اسطولنا.. يجب أن نعطي القوس باريها.. أين نجده أيها الأمير...
سليمان: سأدعوه في الحال.
همامى: أهو بعيد من محلنا هذا؟..
سليمان: إنه يعيش في الأسطول بين رجاله وأعوانه.
همامى: ما رأيك؟.
سليمان: في أي شيء؟..
همامى: نذهب إلى عثمان في مركز قيادته.. وفي بيته يؤتى الحكم..
سليمان: فليكن ما تريد.. هيا بنا..
الأمبراطور: أيها القائد..
القائد: مولاي.
الأمبراطور: ماذا فعلت بمرقص..؟..
القائد: بناء على أمركم أخرجته من السجن وهو الآن حر طليق...
الأمبراطور: والمهمة التي وافقتك من أجلها على إطلاق سراحه ماذا تم فيها..؟..
القائد: إنني أتدارس الأمر مع مرقص وسأعرض على مولاي النتيجة...
الأمبراطور: ولكن الدراسة طالت والموضوع يتطلب البت السريع فكل يوم يمضي هو في صالح المسلمين...
القائد: سأرفع لمولاي الخطة غداً على أبعد الاحتمالات والتمس.
الأمبراطور: تلتمس ماذا؟
القائد: التمس الإذن لمرقص بشرف الحضور معي..
الأمبراطور: احضره معك.. لا عليك..
(يدخل الحاجب وهو يقول):
الحاجب: رسالة من نائب جلالتكم.
الأمبراطور: هاتها.. اقرأها أيها القائد...
القائد: تتواتر الأنباء عن حشود إسلامية في طريقها إلى الصومال.. التمس عودتكم إلى العاصمة...
الأمبراطور: أما قلت لك أيها القائد أن عامل الزمن في صالح المسلمين...
القائد: ولكننا سنشيع الخلف والانقسام في صفوف المسلمين فلا يستطيعون بعد ذلك القيام بأي هجوم علينا...
الأمبراطور: ومتى نفعل ذلك... أبعد أن يحاصروا زيلع..؟ لقد أفلت زمام المبادرة من أيدينا وعلينا أن ننتظر هزائم مريرة من المسلمين...
القائد: كيف وما يزال جيش مولاي المظفر مسيطراً على المناطق التي احتلها...
الأمبراطور: ولكن حشود المسلمين ستقضي على هذه السيطرة...
القائد: أرجو أن يثق مولاي بجيشه وقدرته على الصمود في وجه أعدائه...
الأمبراطور: ولكن الكثرة تغلب الشجاعة ونحن نواجه خصماً إسلامياً لا حد له...
القائد: أرجو أن يعود مولاي إلى حاضرة ملكه السعيد ويترك لي تدبير الأمر هنا مع مرقص...
الأمبراطور: فليكن ما تريد.. وسأمدك بما أستطيع من الرجال والعتاد...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت عثمان يقول):
عثمان: أرى جراحك التأمت تماماً يا مزينه...
مزينه: بلى يا أخي بلى ولكن...
عثمان: ولكن ماذا؟
مزينه: ولكن جراح حزني على فقد (زيلع) لما تندمل بعد...
عثمان: صدقت إنها جراح لا ولن تندمل إلا بعد أن نغسل عار الهزيمة باسترداد زيلع وضرب العدو ضربة لن تقوم له بعدها قائمة...
مزينه: أترى نعيش لنشهد ذلك اليوم..
عثمان: أراك يائسة مثل سليمان.. إن ذلك اليوم آت بإذن الله يا مزينه ما دمنا مؤمنين بالله وبنصره الذي وعد به عباده المؤمنين..
مزينه: أرى سليمان وهمامى أمير العدل في طريقهما إليك...
عثمان: زيارة غير منتظرة..
مزينه: لعل فيها الخير..
عثمان: لا شك أنها زيارة لأمر هام ولا سيما وهي من دون موعد مسبق...
مزينه: إنني مسرورة من التآلف والتآخي القائم بين سليمان وهمامى...
عثمان: وأنا مثلك كلي رجاء أن يكتسب سليمان من مواهب همامى وتجاربه...
مزينه: مسكين سليمان لقد داهمته الخطوب قبل أن يكتمل عوده لمواجهتها...
عثمان: وأنا وأنت السنا مثل سليمان؟...
مزينه: بلى.. بلى.. ولا سيما وأنت بلوت أقسى تجربة في حياتك يوم اغتيال حسان..
عثمان: ويوم انسحابنا من زيلع.. لعله أفظع يوم يمر بحياتي...
مزينه: ولكنها تجارب كنت في حاجة إليها...
عثمان: آه يا مزينه.. من يدري ماذا سنواجه من تجارب...
مزينه: إنني متفائلة يا أخي بالمستقبل فلا يأس مع الإسلام...
(يدخل سليمان وهمامى فيتلقاهما عثمان مرحباً قائلاً):
عثمان: يا مرحبا.. إنها زيارة مفاجئة ولكنها سارة..
همامى: إن شاء الله...
سليمان: لقد رأى أخي الأكبر همامى أن نأتي إليك لنستشيرك فيما شاهده مراقبو شواطىء (العدل) قبل ساعات...
عثمان: ماذا شاهدوا؟.
همامى: أسطولاً كبيراً في طريقه إلينا..
عثمان: ألم يتبينوا هويته؟...
سليمان: لا يا عثمان ولهذا جئنا نستشيرك فيما يجب أن نتخذه من احتياطات لمواجهة أي طارىء...
عثمان: إن أسطولنا ورجاله لديهم أوامر بأن يكونوا مستعدين في كل وقت لأي طارىء وما علي إلا أن أصدر لهم الأمر وأعطيهم خطة المواجهة...
همامى: أرى وأخي سليمان يوافقني أن تضع الأسطول في حالة تأهب للقتال...
عثمان: وهو كذلك....
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج