شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 15 -
الشيخ سالم: تواترت الأنباء عن حشود نصرانية تستهدف الاستيلاء على مدينة (زيلع) المشعل الأول الذي أضاء الصومال بنور الإسلام فهل نتركهم يطفئون هذا النور؟
أصوات: لا والله يا شيخ سالم، لا والله أننا نفدى (زيلع) بالنفس والنفيس.
الشيخ سالم: بورك فيك بورك فيكم انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. (سورة التوبة الآية: 41).
أصوات: إلى الجهاد في سبيل الله إلى الجهاد في سبيل الله.
الشيخ سالم: حياكم الله وبارككم والآن علينا أن نهيىء للحرب عدتها وعتادها فالله سبحانه وتعالى يقول وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (سورة الأنفال الآية 60).
صوت: علي تجهيز عشرة آلاف من الرجال بكامل عتادهم.
صوت: وأنا أتبرع بنصف مالي في سبيل تجهيز هذه الحملة.
صوت: وأنا بمالي كله وبأولادي الخمسة.
صوت امرأة: ونحن النساء نتبرع بما لدينا من حلى لتجهيز هذه الحملة ونضع أنفسنا في خدمة الحملة كممرضات.
الشيخ سالم: من أنت أيتها الأخت. وباسم من تتكلمين؟.
فارعة: أنا فارعة بنت المرحوم علي القاضي.
الشيخ سالم: يا مرحبا بابنة استاذنا وقاضينا المجاهد الذي أفنى عمره في سبيل إعلاء كلمة الله أليس معك أحد من أخوتك؟.
فارعة: لا أيها الشيخ..
الشيخ سالم: أين هم الآن..
فارعة: لقد التحقوا منذ سنين بجيش المسلمين في زيلع التي تتواتر الآنباء على أنها معرضة لهجوم نصراني كبير.
الشيخ سالم: والأخوات المسلمات اللائي معك كم عددهن؟
فارعة: حالياً ثلاثون والعدد في ازدياد من المتطوعات.
الشيخ سالم: بورك فيكن أبلغيهن يكن مستعدات للعمل ممرضات في حملتنا التي يجري الاستعداد لتجهيزها على قدم وساق.
فارعة: ونفائس حليهن ماذا أفعل بها.
الشيخ سالم: سلميها إلى أمين بيت مال المسلمين الذي ترينه أمامك وسيعطيك إيصالا بها.
فارعة: لا حاجة إلى إيصال فلا يمكن أن يكون هناك أمين وخائن.
أصوات: بورك فيك رحم الله ظهرا خلفك.
الشيخ سالم: يا معشر المسلمين حملتنا لمساعدة أخواتنا المسلمين في زيلع ستخرج للجهاد في سبيل الله بعد صلاة يوم الجمعة.
أصوات: أين الملتقى يا شيخ سالم؟
الشيخ سالم: بظاهر مصلى (المخا)
فارعة: يا شيخ سالم؟
الشيخ سالم: قولي يا فارعة.
فارعة: إن قيام الحملة صوب مدينة (زيلع) غير مأمون العواقب في الوقت الحاضر.
الشيخ سالم: كيف أوضحى.
فارعة: نحن هنا بعيدون عن زيلع ولا ندري ما هي عليه الحال فيها، هل دخلها النصارى هل صد أميرها هجومهم.
الشيخ سالم: استمري.
فارعة: فإذا ذهبنا إلى زيلع وكان بها النصارى لا قدر الله فأننا بسفننا وعتادنا ورجالنا سنكون لقمة سائغة لهم وصيداً هنيئاً.
الشيخ سالم: أين ترين أن نوجه حملتنا؟.
فارعة: إلى العدل مدينة الأبطال حيث نتبين هناك ما هي الحال وعلى ضوء ذلك نقرر العمل.
أصوات: رأي سديد. رأي سديد.
الشيخ سالم: يا معشر المسلمين سمعتم رأي أمة الله ابنة أستاذنا فهل توافقون عليه؟.
أصوات: موافقون.. موافقون..
الشيخ سالم: إذن إلى مدينة العدل سيروا على بركة الله.
أصوات: على بركة الله.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مرقص يقول):
مرقص: ليهنأ سيدي الأمبراطور بهذا النصر العظيم.
الأمبراطور: أية تهنئة إنها تعزية فضحايانا في الرجال والعتاد لا تعد ولا تحصى.
مرقص: العتاد والرجال يعوضون فامبراطورية مولاي واسعة الأرجاء والرجال كثيرون فيها.
الأمبراطور: صحيح ولكن الرجال المدربين لا يعوضون بسهولة يا مرقص، إننا نحتاج إلى سنين وسنين لتعويض ما خسرناه.
مرقص: ولكن جيش مولاي المظفر حقق انتصاراً ما بعده انتصار.
الأمبراطور: لقد كنت أزمع أن احتل بهذا الجيش مدينة العدل وموغاديشو ولكني بعد الخسارة الفادحة أراني أعجز عن الاحتفاظ بمدينة زيلع في يدي.
مرقص: ما رأي مولاي؟
الأمبراطور: في أي شيء؟
مرقص: لو يسمح مولاي للقبائل المجاورة لإمبراطوريته بالدخول إلى الصومال لاستفدنا منها في احتلال ما تبقى من المدن واستفادت هي من النهب والسلب.
الأمبراطور: يا له من رأي سخيف.
مرقص: كيف يا مولاي؟
الأمبراطور: ومن يستطيع إخراج هذه القبائل من الصومال في المستقبل إذا ما استمرأت العيش فيه بعد أن ترى خيراته وثرواته.
مرقص: جيش مولاي.
الأمبراطور: (صارخاً) أتريد أن تشهد أيها المستشار الأحمق مواكب جديدة من الضحايا يلوح لي أنك تستمري، العيش في بحيرة من الدماء. أخرج عليك اللعنة أيها القائد.
القائد: أمر مولاي.
الأمبراطور: إلق بكبير مستشارينا في غياهب السجون.
مرقص: الرحمة والصفح والغفران يا مولاي.
الأمبراطور: لا رحمتني الآلهة إن رحمتك. أيها القائد.
القائد: سيدي الأمبراطور.
الأمبراطور: هل بقي أحد من أهل زيلع فيها؟.
القائد: بعض العجزة والمرضى الذين لم يستطيعوا الفرار.
الأمبراطور: ادفنهم أيها القائد. لأني لا أريد أن يبقى في مدينة (زيلع) من ينطلق بشهادة الإسلام.
القائد: لن يسمع مولاي من ينطق بشهادة الإسلام في زيلع بعد اليوم.
الأمبراطور: بورك فيك.
ثم يصرخ لا مكان للإسلام في امبراطورية الصليب.
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها اصواتاً من الأمواج وغمغمة وهمهمة وأصوات تعلو وتنخفض يعقبها صوت عثمان وهو يقول):
عثمان: ها هي معالم العدل تطالعنا يا سليمان.
سليمان: (متمثلاً)
مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته بأرض
فليس يموت في أرض سواها
مزينه: أراك حزيناً يا سليمان.
سليمان: أجل يا مزينه، وهل في الجو ما يبعث على السرور والبهجة؟.
مزينه: لا ولكن اليأس يقتل في النفس الأمل، ونحن نأمل في استرداد (زيلع) من أيدي النصارى - فلا مجال لليأس مع وجود الأمل.
سليمان: هذا ما يجب أن تتخذه شعاراً لنا ولاسيما ونحن طلاب حق مغتصب وأرض مسلوبة ومقدسات منتهكة.
مزينه: إذن فاطرد اليأس وتجلد ولا تشمت بك الأعداء فأنت محط آمال الكثيرين في استرجاع الوطن السليب.
عثمان: إنها تقول حقاً يا سليمان فالعبء الملقى على عاتقك يتطلب منك تجلداً وصبراً وشجاعة تكون مضرب المثل.
مزينه: سترسو سفننا بعد ساعات على شاطىء مدينة (العدل) وسيكون العديد من الناس في استقبالنا فاظهر بمظهر القائد الصامد الواثق بالنصر على أعدائه مهما تطل ليالي المحن.
سليمان: شكراً لك ولعثمان على هذه النصائح الغالية لقد فاتني في زحمة همومي أن أسألك.
مزينه: تسألني عماذا؟
سليمان: عن جراحك يا مزينه. هل التأمت؟
مزينه: لقد التأمت والحمد لله وإني مستعدة لاستقبال جراح جديدة في سبيل استرداد بلدي الحبيب (زيلع).
* * *
(ترسو سفن الأسطول على شاطىء مدينة العدل).
أصوات: مرحباً يا أبطال (زيلع).
أصوات: مرحباً بالكرارين لا الفرارين.
أصوات: العدل وأهلوها معكم.
أصوات: أرواحنا فداء لك يا زيلع.
سليمان: بورك فيكم يا أهل العدل المغاوير. لقد جئنا نستصرخكم العون على طرد الغزاة المعتدين وتحرير بقعة عزيزة من وطنكم الكبير.
أصوات: أرواحنا فداء لك يا زيلع.
أصوات: حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً.
أصوات: رحب يا همامي بالقادمين.
همامى: يا مرحبا بأهلنا وذوينا الذين فاؤوا إلينا بعد أن دافعوا دفاع الأبطال الغر الميامين ولكن الكثرة تغلب الشجاعة. إن أخوانكم في هذا البلد الصامد يشاركوني الترحيب بكم والألم يعتصر قلوبهم على ما أصابكم ويشعين أموالكم وأنفسهم في سبيل استراداده زيلع من أيدي المعتدين الغاصبين.
عثمان: أنني باسم أسطول المسلمين في زيلع أشكر لكم هذا الترحيب وهذه الديمة السكوب من العواطف الجياشة التي تدل على متانة وشائج الأخوة الإسلامية وقوتها وإننا نبتهل إلى العلي القدير أن نتمكن بالتعاون معكم على استرجاع البلد السليب وتلقين العدو الغاشم درساً لن ينساه.
أصوات: الويل لأعداء الإسلام الويل للظالمين المعتدين.
همامى: ألا أبشروا أيها الأخوة المكافحون المنافحون بالنصر فقد تسامح إخوانكم المسلمون في كل مكان بما يبيته أعداؤهم لكم فتنادوا للجهاد في سبيل الله وإعلانها حرباً لا هوادة فيها على أعداء الإسلام وأننا ننتظر سفناً كثيرة من اليمن مليئة بالرجال والعتاد في طريقها إلينا فمرحبا بالمجاهدين والله أكبر والله أكبر الله أكبر على كل من طغى وتجبر وعلا واستكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج