شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 14 -
سليمان: وأختك مزنة أين هي؟...
عثمان: لقد فتشت عنها فلم أجدها وإني لأخشى أن تكون قد وقعت أسيرة أو بين القتلى..
سليمان: ما الرأي؟...
عثمان: أنت القائد فيجب أن تصدر الأوامر...
سليمان: ولكني أطلب رأيك..
عثمان: رأيي أن ننسحب بما تبقى من لدينا من رجال وعتاد إلى مدينة العدول...
سليمان: هذا رأيي ولكني لا آمر به إلا بعد أن أتيقن من نقل كل قادر على حمل السلام في زيلع معي...
عثمان: ولكن أسطولنا لا يسعهم...
سليمان: إن لم تحملهم فسيقتلهم العدو صبراً...
عثمان: والله ما أدري كيف أنفذ أمرك هذا.. إنه مستحيل...
سليمان: إن رجالنا ما يزالون يقاتلون بضراوة ويكبدون العدو خسائر جسيمة في الرجال والعتاد....
عثمان: وقطع أسطولنا كما ترى مشتبكة مع العدو وإلاَّ هذه القطعة من الأسطول جعلتها في المؤخرة لتكون مركزاً للقيادة...
سليمان: ولكن اسطولنا كما أرى يكاد يقضي على أسطول الأعداء.. ألا يمكن أن نستغل بعض قطع أسطول العدو التي وقعت في أيدينا لنقل الرجال...
عثمان: إنني احتاج إلى من يقود هذه القطع من أسطول العدو.. وليس لدي الخبراء.
سليمان: إذا كانت هذه هي العائق فسنذللها... المهم أرسل قطع الأسطول المسلوبة من العدو إلى المؤخرة فلعلنا نجد بين من تبقى من رجالنا من يقودها...
عثمان: سأفعل ولا سيما بعد أن أنسحب أسطول العدو فجأة من المعركة يقصد إغرائنا على مطاردته حتى نبتعد عن مراكز تمويننا ثم ينقض علينا كما فعل بجيشنا البري...
صوت: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. أنقذوا نساءكم وأولادكم من أسر الأعداء. لقد نفرت قبائل المسلمين من كل صوب لامدادكم فاثبتوا واصمدوا فالنصر لمن صبر...
أصوات: لبيك... لبيك... الله أكبر... الله أكبر...
سليمان: أسمعت ذلك الصوت الداوي يا عثمان؟
عثمان: أجل أنه صوت سهيل بن عثمان.. لقد ذكرني بصوت أبيه المرحوم يوم معركة الأسطول التي أبلى فيها بلاء حسناً حقق به لنا النصر...
سليمان: سأقوم بهجوم مضاد بما تبقى لدي من المسلمين وبالقبائل التي جاءت من شرق الصومال فلعلي استرد بعض الأسرى أو استشهد كما استشهد أسلافي...
عثمان: أنها مخاطرة وسأوعز إلى قطع أسطولنا المتقدمة بتعزيز هجومكم.
سليمان: بورك فيك. وستكون فرصة لك لسحب قطع الأسطول المأسورة إلى الوراء وتهيئها لرجالنا المنسحبين ولنقل ما يمكن من العتاد...
عثمان: سر أنت على بركة الله وإياك والمخاطرة فقد ذهب والدك يرحمه الله ضحيتها...
سليمان: سأعمل بنصيحتك...
عثمان: واستفد من مواهب سهيل بن حسان في المعركة...
سليمان: حسناً... حسناً..
عثمان: الله معنا.. الله معنا..
أصوات: الله معنا.. الله معنا.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
الأمبراطور: إنه اليوم الثالث للمعركة يا مرقص وما يزال المسلمون يقاتلون على الأرض بالرغم من أوامر قائدهم لهم بالانسحاب للإسطول...
مرقص: لقد جاءتهم إمدادات من القبائل المجاورة رفعت من معنوياتهم ولكن
الأمبراطور: ولكن ماذا؟
مرقص: ولكنهم في النهاية سيفرون للإسطول إذ لا قبل لهم بفرساننا المقاتلين.
الأمبراطور: إننا ندفع الثمن غالياً..
مرقص: ولكن النتيجة ستكون انتصاراً ساحقاً على أعداء الصليب..
الأمبراطور: صدقت يا مرقص فالضحايا لا تهم ما دامت النتيجة هي النصر وكل نصر له ثمنه..
مرقص: ولاسيما إذا كان فيه القضاء على أكبر معقل للمسلمين في الصومال..
الأمبراطور: زيلع العاصمة والاستيلاء عليها يفتح الطريق أمامنا لاحتلال بقية مناطق الصومال والفناء ما تبقى من المسلمين فيها..
مرقص: إن جيشنا المظفر الزاحف يقتل كل ما يجد أمامه حتى الأسرى يقتلهم. أنها عملية إبادة ولا شيء غيرها ينفع لاستئصال المسلمين والتخلص منهم..
الأمبراطور: والنساء والأطفال..
مرقص: النساء والأطفال نستعبدهم كما يفعل المسلمون بنسائنا وأطفالنا حين يأسرونهم.
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
الأمبراطور: أتسمع يا مرقص...
مرقص: أنها أصوات التكبير التي يجب أن لا ترتفع بعد اليوم..
الأمبراطور: ولكني أرى شيئاً جديداً في هذه الأصوات الآن.. إنها شديدة وقوية.
(يدخل القائد وهو يقول).
القائد: سيدي الأمبراطور؟
الأمبراطور: ما وراءك أيها القائد؟
القائد: إن المسلمين يقومون بهجوم مضاد وقد استطاعوا فتح ثغرة واسعة في جيشنا تسللوا منها إلى حيث الأسرى من النساء والأطفال.
الأمبراطور: ألهذا الحد امتد هجومهم واتسع؟..
القائد: أجل يا سيدي الأمبراطور...
الأمبراطور: وماذا أعددت لصده وإبادته؟..
القائد: إنني أدفع بأعداد كبيرة من قواتنا لإيقاف الهجوم المضاد...
الأمبراطور: هل المهاجمون يتلقون إمدادات؟..
القائد: لا أدري.. إنما أدري..
الأمبراطور: ما معنى ما تقول؟
القائد: الذي أدريه إن الإسطول يعزز ميمنتهم وهو الذي يمدهم ويعينهم ويحمي هجومهم...
الأمبراطور: أما يزال هجوم المسلمين على أشده؟
القائد: حينما قدمت إلى مولاي كان على أشده..
الأمبراطور: إذا استمر هجوم المسلمين على ضراوته بعد استردادهم للأسرى من النساء والأطفال فهذا يعني أنهم يتلقون امدادات بشكل منتظم.
مرقص: صدقت يا مولاي...
الأمبراطور: أما إذا انكسرت حدته بعد استردادهم للأسرى من النساء والرجال فهذا يعني أن غايتهم هي فك أسر نسائهم وأطفالهم وعليك أيها القائد القضاء عليهم...
مرقص: واسترداد الأسرى من النساء والأطفال.
الأمبراطور: ما يقول مرقص يجب تنفيذه...
القائد: أمر مولاي...
الأمبراطور: غريب هذا الهجوم الشديد يا مرقص؟
مرقص: لا غرابة فيه يا مولاي إذ ليس عند المسلمين شيء أغلى من العرض والولد والمال أنهم يستعذبون الموت في سبيل الحفاظ على أعراضهم..
الأمبراطور: صدقت ولذلك سألت القائد ما إذا انكسرت سورة الهجوم وحدته بعد استرداد المسلمين لأسراهم من النساء والأطفال...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت عثمان يقول):
عثمان: هجوم رائع كاسح خاطف يا سليمان...
سليمان: وضحاياه كثيرون يا عثمان ولولا مساندة الأسطول لكنا عرضة لتطويق قوات العدو الذي قذف في الميدان بأرتال جديدة...
عثمان: يكفي هجومكم فخراً أنه استرد الأسرى من النساء والأطفال.
سليمان: وفي المقدمة مزينة.. كيف جراحها؟ لم نجد فرصة نحن لمعرفتها..
عثمان: لقد أصيبت بسهم في كتفها وآخر في فخذها وهو الذي أوقعها في الأسر...
سليمان: كيف هي الآن ومن معها؟..
عثمان: إن الإسعاف جار لهن، ولا سيما جراح بعضهن مميتة...
سليمان: في سبيل الله من قتل من رجالنا ونسائنا وأولادنا...
عثمان: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ..(آل عمران: 169).
سليمان: صدق الله العظيم...
عثمان: هلم بنا لمواساة الجرحى...
سليمان: أريد أن أطمئن على قواتنا المهاجمة.. لقد عهدت إلى سهيل بن حسان بتدبير أمر انسحابها للأسطول بعد أن توليت خفارة الأسرى ونقلهم إلى الأسطول...
عثمان: وأنا عمدت إلى صفوان بتغطية انسحاب هذه القوات. والعملية تأخذ وقتاً غير قليل إذا لم تحدث مفاجآت...
سليمان: مفاجآت؟
عثمان: كأن يعرف العدو بخطة انسحابنا فيشدد هجومه فيكلفنا ضحايا غير منتظرة من الرجال...
سليمان: أترى هنالك بوادر مفاجآت؟..
عثمان: لا ولذلك هلم بنا نتفقد الجرحى قبل أن يحدث ما يشغلنا عنهم...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مزينة يقول):
مزينة: تجلدن يا أخواتي فجراحي والله أوجع من جراحكن ولكني أتجلد...
عثمان: هذا أميركن سليمان جاء يتفقد أحوالكن...
أصوات: عاش أميرنا البطل...
مزينه: لاعدمناك يا سليمان.. لولا هجومك لظللنا إماء أرقاء لعلوج النصارى.. يتصرفون بنا كما يشاؤون.
سليمان: وسهيل هل نسيتن بطولته.. إنه هو الذي قاد القوة الضاربة من المسلمين فأحدث ثغرة في صفوف الكافرين استطعنا منها التسلل إليكن..
أصوات: عاش سهيل.. عاش سهيل..
عثمان: والآن يجب عليكن أن تتجلدن وتتحلين بالصبر فالرحلة إلى مدينة العدل طويلة...
سليمان: إن ما يقول قائد الإسطول صحيح فالرحلة شاقة ومن معكن من المقاتلين سيكونون منشغلين في مراقبة العدو وربما قتله.
مزينه: سنصبر وسنتجلد وإذا سمحتم لنا قاتلن..
سليمان: شكراً شكراً لقد دافعتن وقاتلتن بشجاعة سيسجلها تاريخ هذا البلد بأحرف من نور لكن ونار على أعدائكن...
عثمان: أيها الأمير.. تمت عملية الإنسحاب بشكل سريع غير منتظر لقد وفق سهيل وصفوان في التعاون على انجاح هذه المهمة.
سليمان: إذن فإلى مدينة العادل...
عثمان: وداعاً يا زيلع وداعاً إلى لقاء قريب.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :513  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج