الحلقة - 13 - |
خالد: خسارتنا في حسان لا تعوض... أنها فجيعة باقعة.. أنها قاصمة الظهر يا فاطمة.. |
فاطمة: لا شك أنها كارثة فادحة نزلت بالمسلمين في الصومال... |
خالد: وإني حائر فيمن أوليه قيادة الأسطول بعد اغتيال حسان.. |
فاطمة: لم لا يكون عثمان خلفاً له.. |
خالد: أنه يافع بعد لم يتمرس صناعة البحر وهنالك من هم أمهر منه في قيادة الأسطول.. |
فاطمة: ولكن عثمان بن أميرهم إبراهيم ولا شك أنهم يكنون له ولأبيه كل تقدير واحترام.. |
خالد: لا أدري هل أوافق عائشة على ذلك وهي منذ اغتيال حسان حزينة. |
فاطمة: سأفاتحها في الأمر... |
خالد: هنالك مشاكل كثيرة تغلف سماء بلادنا وقد كان حسان يدي اليمنى والقائد الذي يركن إليه... |
فاطمة: لقد وقعت الواقعة وماذا تنفع الحسرة واللوعة.. المهم هو أن تكون حازماً.. جلوداً صامداً كالطود لا تزعزعه الأحداث والكوارث... |
خالد: هذا ما أحاول أن أظهر به ولو أن نفسي تنفطر حزناً وأسى على حسان.. |
فاطمة: دعنا من الحزن على حسان ولنفكر في الإشاعات المتناثرة عن حشود صليبية وقبائل متمردة قيل أنها تزحف صوب (زيلع).. |
خالد: هذه ليست شائعات يا فاطمة وإنما هي حقائق وقد أرسلنا القائد (شعيب) لصد القبائل الزاحفة.. |
فاطمة: نعم ما فعلت.. ما رأيك؟.. |
خالد: في أي شيء؟ |
فاطمة: ندعو (عائشة) أو نذهب إليها للبت في قيادة الأسطول طالما وأن الموقف يزداد تأزماً يوماً بعد يوم... |
خالد: هيا بنا إليها.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مرقص يقول): |
مرقص: سيدي الأمبراطور!! |
الأمبراطور: ما وراءك يا مرقص.. |
مرقص: أنباء في غاية الأهمية.. |
الأمبراطور: من أين استقيتها.. |
مرقص: من قائد مولاي الذي أرسله للقضاء على المسلمين في الصومال.. |
الأمبراطور: ماذا تقول الأنباء؟ |
مرقص: بعث المسلمون قائدهم (شعيب) لصد القبائل الزاحفة... |
الأمبراطور: وما هو رأي القائد في الأمر؟.. |
مرقص: أنه ينتظر تعليمات مولاي الأمبراطور... |
الأمبراطور: ما رأيك يا كبير مستشارينا؟... |
مرقص: اعتقد أنها فرصة مؤاتية لنا للانقضاض على المسلمين في زيلع.. |
الأمبراطور: كيف يا مرقص؟ |
مرقص: نوعز للقبائل الزاحفة بأن تتظاهر بالهزيمة وتستدرج الجيش الإسلامي حتى يبعد عن مراكز تموينه... |
الأمبراطور: ما هي الفائدة من وراء ذلك؟.. |
مرقص: هذه الأخبار ستخفف من حدة الاستعداد والتحمس للقتال عند المسلمين. |
الأمبراطور: وبعد... |
مرقص: ثم يقوم جيشنا بحركتين.. |
الأمبراطور: ما هما الحركتان؟ |
مرقص: الأولى يقوم جيشنا بتطويق قوات المسلمين. |
الأمبراطور: وماذا عن أسطول المسلمين.. |
مرقص: يتولى أسطولنا منع أسطول المسلمين من مساندة قوات المسلمين. |
الأمبراطور: أراء سديدة.. أبلغها الآن لقائد جيوشنا ليعمل بها فوراً... |
مرقص: أمرك يا مولاي... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت خالد يقول): |
خالد: المهمة الملقاة على عاتقك يا عثمان شاقة وصعبة ولكني موقن أنك ستقوم بها خير قيام والله معك.. |
عثمان: أنني أشكر للأمير ثقته التي أعتز بها وادعو الله أن يقدرني على حمل المسؤولية الضخمة وأن أكون عند حسن ظنكم بي... |
خالد: وإني أوصيك بمن معك. أحسن معاملتهم وأنزلهم منازلهم ولا تستصغر من شأنهم واحترم رأيهم تكتسب من علمهم ودرايتهم وتجاربهم... |
عثمان: سأعمل بنصيحتك وستسمع إن شاء الله عنى ما يسرك.. |
(يدخل سليمان بن خالد فيقول له والده): |
خالد: ما وراءك يا سليمان؟.. |
سليمان: رسالة من القائد (شعيب) |
خالد: هاتها... |
(يفضها ويقرؤها ثم لا يلبث أن يقول): |
أخبار سارة القبائل المتمردة تنهزم والقائد شعيب يطاردها.. |
عثمان: أرجو والرأي الصائب للأمير أن يأمر القائد، شعيب بأن لا يتوغل في المطاردة فإنني أخشى... |
خالد: تخشى ماذا يا عثمان..؟.. |
عثمان: أن يكون وراء هزيمة القبائل المتمردة فخ نصب لتطويق قواتنا.. |
خالد: ومن الذي نصب الفخ..؟.. |
عثمان: هل أحد غير أعداء الإسلام الذين أنذروا هذه القبائل وحركوها ضدنا.. |
خالد: كلام معقول... يا سليمان... |
سليمان: نعم يا أبي... |
خالد: أكتب.. من خالد أمير المسلمين إلى القائد شعيب... إياكم والتوغل في المطاردة عودوا حالاً إلى مواقعكم على حدودنا... وانتظروا تعليماتنا... |
عثمان: ومن سيحمل الرسالة.. |
خالد: سيحملها سليمان.. |
سليمان: أمرك يا والدي.. |
خالد: أسرع على بركة الله.. الآن.. الله معك.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مرقص يقول): |
مرقص: البشرى يا مولاي.. |
الأمبراطور: هاتها ولك المكافأة.. |
مرقص: وقع قائد المسلمين شعيب في الفخ.. وأصبحت قواته مطوقة تماماً.. |
الأمبراطور: يجب إبادتها من قبل قواتنا ومن القبائل.. |
مرقص: سأبلغ هذا الأمر إلى قائد قواتنا.. |
الأمبراطور: وماذا عن قواتنا الرئيسية الضاربة؟ |
مرقص: أنها تزحف بسرعة لاحتلال مدينة زيلع... |
الأمبراطور: أتراها دخلت الحدود... |
مرقص: أظن أنها فعلت... |
الأمبراطور: أريد أن أفي بوعدي لهذه القوات بالاشتراك معها في احتلال (زيلع) والقضاء على المسلمين فيها. |
مرقص: الثمن أن يكون ذلك بعد أن تقضي قواتنا على جيش المسلمين الرئيسي في (زيلع).... |
الأمبراطور: ولكن وجودي مع القوات الزاحفة سيزيد من حماسهم ويرفع من معنوياتهم... |
مرقص: ليس من شك في ذلك غير أني أخشى على مولاي من قناصة المسلمين وفدائييهم... |
الأمبراطور: لقد أزمعت وأجمعت وستكون معي... |
مرقص: أمرك يا مولاي... |
الأمبراطور: هيا ابلغ أوامري وكن مستعداً؟... |
مرقص: أنني على أتم الاستعداد في كل حين... |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية تختلط بقعقعة السلاح وصليل السيوف ومطاردة الفرسان وأصوات تقول): |
أصوات: الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... |
عائشة: العدو يرمي بأعداد وافرة من رجاله في الميدان.. إنه يريد أن يكسب المعركة بأي ثمن... |
فاطمة: لقد أخذنا على غرة... |
عائشة: العدو يهاجمنا براً وبحراً.. |
فاطمة: ولكن أسطولنا بقيادة عثمان يقاتل بضراوة.. |
عائشة: وخالد أين هو؟ |
فاطمة: في المقدمة... |
عائشة: أنني أخشى عليه فالمسلمون قلة بالنسبة لجيش الأعداء المهاجم... |
فاطمة: ولكن وجوده في المقدمة يقوي معنويات المسلمين.. |
عائشة: أرى القتل يستحر بين المسلمين والجرحى يتواردون علينا بكثرة.. |
صوت: يا فرسان الصليب... قتل خالد أمير المسلمين.. اعجموا عليهم أبيدوهم.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. يا معشر المسلمين.. استشهد أميركم خالد بعد أن استخلف على قيادتكم ابنه سليمان.. فأطيعوه وانصروا الله ينصركم... |
عائشة: عزاء يا فاطمة.. لقد استشهد في سبيل الله.. |
فاطمة: (تبكي) إنا لله وإنا إليه راجعون.. لقد استجاب الله دعاءك يا خالد كنت تطلب الشهادة وقد نلتها.. اللهم الحقني به... وارزقني الشهادة في سبيلك.. |
عائشة: أرى جيش المسلمين ينسحب بعد أن اشتد القتل بين أفراده... |
فاطمة: لقد جاء دورنا في المعركة.. خذي سيفك يا عائشة وأنا حربتي في يدي سنقاتل.. سنصد الغادرين من المقاتلين.. عسى أن يكتب الله لنا الشهادة.. |
عائشة: إن المسلمين ينسحبون نحو الأسطول.. لعلها خطة مدبرة من سليمان وعثمان.. |
فاطمة: لا أدري.. المهم (ثم تصرخ) |
الله أكبر.. الله أكبر.. يا معشر المسلمين.. دافعوا عن نسائكم وأعراضكم وأطفالكم ودياركم.. |
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. |
فاطمة: يا الهي.. لقد سبقتني عائشة إلى سبيلك.. طعنها عليح من الكافرين فارداها قتيلة.. |
الله أكبر.. الله أكبر.. لا حياة لي بعد زوجي وبعدك يا عائشة.. |
(ثم تصرخ) الله أكبر.. الله أكبر.. الويل للغادرين.. الويل للكافرين |
أصوات: اقتلوا هذا الفارس.. إنه يستعمل رمحه فلا يخطىء وسيفه لا يخطىء.. |
(يتكاثر العلوج على فاطمة فيقتلونها فتسقط وهي تردد). |
فاطمة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله.. الحمد لله الذي رزقني الشهادة في سبيله.. |
أصوات: إنها امرأة.. الويل لنا من نساء المسلمين.. |
مرقص: مولاي.. |
الأمبراطور: ما وراءك؟.. |
مرقص: المعركة تسير في صالحنا بعد أن قتل أمير المؤمنين خالد.. |
الأمبراطور: وماذا عن أسطول المسلمين؟ |
مرقص: إنه القوة التي لم تنهزم بعد... |
الأمبراطور: يجب القضاء عليه مهما تكن الضحايا... |
مرقص: لقد دفعنا الثمن باهظاً من بعض قطعنا البحرية يا مولاي... |
الأمبراطور: فليكن ما يكون... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سليمان يقول): |
سليمان: إلى الأسطول أيها الرجال البواسل... وداعاً يا زيلع وداعاً إلى لقاء قريب... |
عثمان: هل أمك وأمي بين الناجين يا سليمان... |
سليمان: لا.. لقد كتبت لهما الشهادة في سبيل الله... |
عثمان: إنا لله وإنا إليه راجعون.. |
|