شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 12 -
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عائشة وهي تقول):
عائشة: فاطمة!!
فاطمة: نعم..
عائشة: أرى أسارير وجهك تنم عن هم كبير..
فاطمة: صدقت.. وأي هم يا عائشة..
عائشة: قولي ما هو؟
فاطمة: الجو مشحون بأخبار تنذر بشر مستطير..
عائشة: وقانا الله منها.. ما هي؟ حدثيني..
فاطمة: هنالك قبائل صومالية توشك أن تشق عصا الطاعة..
عائشة: وأين تسكن هذه القبائل؟..
فاطمة: في الجهات الغربية والجنوبية الغربية من زيلع..
عائشة: إنها القبائل المجاورة لأهل الكفر والضلال..
فاطمة: أجل يا عائشة.. أجل..
عائشة: يقيني أن هنالك أصابع أثيمة تحرك هذه القبائل وتشجعها..
فاطمة: بلى.. بلى..
عائشة: وما هي حجتهم في شق عصا الطاعة؟..
فاطمة: حجتهم أن خالد ليس صومالي المولد والنشأة ولهذا فهم في حل من بيعته..
عائشة: وهل في الإسلام تفرقة عنصرية أو قومية. ونحن هنا ديننا الإسلام وجنسيتنا الإسلام ووطننا الإسلام. فالرسول الأعظم صلوات الله عليه يقول: ليس منا من دعا إلى عصبية، فقال: دعوها (أي العصبية) فإنها منتنة: أو كما قال..
فاطمة: ولكن هذه القبائل ما تزال تعيش على الفطرة والعادات القبلية والوعي الديني بين أفرادها ضعيف.
عائشة: أجل يا فاطمة.. وهذا ما يشجع أعداء هذا الدين على استغلاله..
فاطمة: إنها نذير الخلف والانقسام في صفوف المسلمين الصوماليين..
عائشة: الويل للأمة التي يدب في صفوفها الخلف والانقسام. سرعان ما يتداعى صرح وحدتها وينهار.. وخالد ماذا عنده لدفع هذا الخطر..؟
فاطمة: لقد استدعى أهل الرأي وشاورهم في الأمر..
عائشة: وبماذا أشاروا عليه؟..
فاطمة: قالوا يجب دعوة هذه القبائل إلى الطاعة بالحسنى.. فإن استجابوا فذلك ما كنا نبغي وإلا أعلناها عليهم حرباً لا هوادة فيها..
عائشة: ألا تعتقدين أن هذا المحرك لهذه القبائل هم نصارى الأحباش..
فاطمة: وهل يداخلك شك في ذلك؟..
عائشة: إذن فالحرب بيننا وبين الأحباش واقعة لا محالة..
فاطمة: وهذا ما يراه مستشارو خالد..
عائشة: ما العمل؟..
فاطمة:
إذا لم يكن غير الأسنة مركب
فما حيلة المضطر إلاّ ركوبها
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بزئير السباع والنمور في الغابة وعواء الذئاب ونباح الكلاب نسمع بعدها صوت حسان يقول):
حسان: هل تزعجك هذه الأصوات يا عثمان؟..
عثمان: لا.. ولكني أخافها لأني أدخل في تجربة كهذه لأول مرة..
حسان: لقد طلبت أن تشاركني في هذه الرحلة وعليك أن تتحمل.. إنك ستتعود سماع هذه الأصوات كما تتعود سماع أصوات الطيور:
عثمان: وأين أصوات الطيور الجميلة يا عمي حسان من زئير الوحوش المرعب..
حسان: أخائف أنت إلى هذا الحد؟..
عثمان: أكون كاذباً إن قلت لك إني غير خائف.. ولكني موطّن نفسي لكل الاحتمالات..
حسان: أعجبتني صراحتك يا عثمان.. إنني خائف مثلك ولكني مستعد للطوارىء..
عثمان: وماذا يلذ لك من ممارسة مثل هذه الهواية؟..
حسان: حب المجازفة وركوب الأخطار..
عثمان: ليت عندي قليلاً من رباطة جأشك وشدة بأسك..
حسان: ستتمرس ذلك إذا ما صحبتني في رحلاتي مستقبلاً..
عثمان: إنني وإن كنت سعيداً بمصاحبتك يا عماه إلاّ أنني أظن أن هذه أول وآخر رحلة صيد لي..
حسان: (ضاحكاً) ولكنك شجاع والشجاع يحب المخاطر..
عثمان: إن صيد الوحوش الكاسرة لا شك فيه شجاعة ولكن التهور أكثر.. وأنا لا أحب التهور أريد أن أمشي وأنا موقن من ثبات قدمي..
حسان: هذا رأي الحصيف العاقل وأنا أهنئك وإن كنت أنا من أنصار التهور.
عثمان: ليس المخاطر محموداً وإن سلما..
(نسمع زئير السباع وعواء الذئاب يعقبها صوت رجل وهو يقول):
الرجل: أنهم يقتربون منا.. سأسدد حربتي إلى صدر كبيرهم (حسان) وهو إيذان مني ببدأ المعركة فأجهزوا على بقية رفاقه..
أصوات: السمع والطاعة..
(يتراءى لعثمان أنه سمع أصواتاً غريبة فيقول):
عثمان: أسمعت يا عماه مثل ما سمعت؟
حسان: ماذا سمعت يا بني؟
عثمان: أصوات آدميين تناقلتها الرياح..
حسان: إنك واهم يا عثمان.. الوهم هو الذي صوّر لك هذه الأشياء والخوف هو الذي جسدها..
عثمان: لست جباناً ولا رعديداً إلى هذا الحد يا عماه وإنما أنا مرهف الحس ومع ذلك أرجوك الحيطة والحذر..
حسان: ولكن هنالك سباعاً يستحثني زئيرها للمغامرة..
عثمان: فليكن ما تريد فأنت الآمر الناهي..
الرجل: لقد اقترب كبيرهم من مرمى حربتي.. سأقذفه بها فاتبعوني..
حسان: قتلت.. فاثأر لي يا عثمان..
(يختلط صوته بأصوات الكمين المهاجم يعقبه صوت عثمان وهو يقول):
عثمان: لقد أرديته بسهمي..
(ثم يصرخ)
اجهزوا عليهم يا أصحابي.. انتقموا لحسان.. اقتلوا الغادرين..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
(وتبتدىء المعركة ويستطيع عثمان ومن معه أن يقضوا على الكمين المهاجم ثم يعودون إلى حسان فيجدونه قد لفظ أنفاسه فيقول عثمان):
عثمان: رحمك الله يا عماه.. وعوّضنا خسارتنا الجسيمة.. يا له من رزء فادح إنا لله وأنا إليه راجعون..
(ثم يصرخ)
أيها الصحاب.. خذوا أسلحة الغادرين وأمتعتهم. فتشوهم لعلّنا نعرف هوياتهم..
أصوات: إنهم من قبائل الإقليم المجاور لأهل الكفر والضلال ويحملون نقوداً وأسلحة من صنعهم..
عثمان: إذن فهم مرسلون من قبل هؤلاء الكفرة.. الويل للغادرين.. الويل للظالمين..
أصوات: الويل لهم.. الويل لهم..
عثمان: هيا فاحملوا حسان لندفنه في زيلع مع إخوانه من شهداء معركة الأسطول..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمبراطور يقول):
الإمبراطور: أعندك أخبار عن القناصة؟
مرقص: لا يا سيدي؟..
الإمبراطور: ولا قبس من أخبار..
مرقص: لقد عميت عنهم الأخبار..
الإمبراطورية: لعلّهم وقعوا في كمين نصبه لهم المسلمون..
مرقص: لا يستبعد يا مولاي.. ولكن..
الإمبراطور: ولكن ماذا يا مرقص؟
مرقص: القناصة الذين اخترناهم مولاي الإمبراطور يعرفون مواقع أقدامهم ولا سيما المكان الذي اعتاد حسان أن يصطاد فيه..
الإمبراطورية: وحسان هل حسبتم حساب شجاعته الخارقة..
مرقص: ولكن حرية الظلام لا تخطىء فريستها.. ومن أوكلنا إليه مهمة الفتك بحسان أقدر قاذفي الحراب في بلادنا..
الإمبراطور: صحيح.. ولكن حسان كما تصفونه شخصية أسطورية..
مرقص: أجل يا مولاي أجل ولكن رجلنا ولا كل الرجال..
الإمبراطور: وعيوننا التي ترصد حركات المسلمين وسكناتهم في زيلع.. ألم تأتك أنباء منهم..
مرقص: لا.. ولكن قلبي يحدثني أننا سنسمع منهم شيئاً قبل غروب شمس هذا اليوم..
الإمبراطورية: إنك طيب القلب إلى درجة التغفيل..
مرقص: أرجو أن تغسل الأحداث المرتقبة ما علق بخاطر سيدي عني..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الحاجب يقول):
الحاجب: قائد الجيش يا مولاي..
الإمبراطورية: فليدخل..
(يدخل القائد والموسيقى مصاحبة وهو يقول):
القائد: لمولاي الإكبار والاحترام..
الإمبراطور: ما وراءك أيها القائد؟
القائد: أخبار سارة..
الإمبراطور: قل واسرع..
القائد: قتل حسان ولكن..
الإمبراطور: ولكن ماذا؟
القائد: أبيد الكمين عن بكرة أبيه..
الإمبراطور: المهم قتل حسان وسنجزل العطاء لأهالي الضحايا.. ولك البشرى أيها القائد..
مرقص: وأنا يا مولاي..
الإمبراطور: أما أنت يا مرقص فقد عيّناك كبيراً لمستشارينا..
مرقص: شكراً لمولاي وإنه لنعم الجزاء..
الإمبراطور: ما هو صدى قتل حسان في زيلع أيها القائد؟
القائد: غيمة من الحزن العميق ظللت سماء زيلع وقد خرج النساء والرجال والشيوخ والأطفال في جنازة حسان.
الإمبراطور: إنه صرح كبير..
مرقص: وقد أنهار يا مولاي والأمل في أن تنهار بقية القصور وتنكسر السيوف التي أشرعها حسان في وجوهنا..
الإمبراطور: إنني واثق من أن نهاية حكم المسلمين في زيلع قد اقتربت.. فالقبائل التي أثرناها تزحف على زيلع وجيشنا يزحف خلفها..
مرقص: لقد أحكم مولاي الخطة ولا شك أنها فرصة لمباغتة أهالي زيلع وهم مشغولون بحزنهم على حسان..
الإمبراطور: أيها القائد قد أصدرنا أمرنا لك بالزحف على زيلع واحتلالها ولتكن المباغتة شعاركم..
مرقص: وأسطول المسلمين يجب أن يقضي عليه بادي ذي بدء..
الإمبراطور: إن قائد أسطولنا ماهر وقد تكفل بهذه المهمة..
مرقص: ألا يكون من المناسب يا مولاي..
الإمبراطور: ماذا تريد أن تقول؟
مرقص: ألا يكون من المناسب أن يعلم جيشنا الزاحف أن إمبراطوره العظيم معهم في زحفهم المقدس..
الإمبراطور: فكرة رائعة يا كبير مستشارينا.. أيها القائد..
القائد: مولاي..
الإمبراطور: أعلن حالاً بين قطاعات جيشنا الزاحف إنني سائر معهم إلى ساحة النصر إلى القضاء على معقل المسلمين في الصومال..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :637  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج