شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 11 -
مرقص: (يصرخ) مات.. وامصيبتاه.. يا لها من خسارة.. لقد فقدنا رجلاً قلّ أن يجود الزمان به.. هل ندفنه يا حضرة الطبيب.. أمات حقاً؟
الطبيب: مات.. وإني أصرح لكم بدفنه..
مرقص: (كيريا لايسون) فليرحمه الرب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فاطمة تقول):
فاطمة: تجلدي يا عائشة واسترجعي فالمصاب واحد وأنه أخي كما هو زوجك..
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول
عائشة: (تقول والبكاء يخنق عباراتها): سأصبر. سأتجلد.. أنا لله وأنا إليه راجعون..
فاطمة: وقد أرسلني خالد إليك وسيلحق بي بعد انتهاء مراسم الدفن..
عائشة: أنا أعرف شعوره ومعزة إبراهيم في نفسه واعلم أنه في هذا اليوم كثير المشاغل فالدفن يحتاج إلى وقت ومراسم تنصيبه أميراً تأخذ وقتاً ولذلك فأنا أعذره..
فاطمة: ولكن وأخيه نحو المرحوم أخي ونحوك لا يعذره بل يلح إليه بأن يكون بجانبك..
عائشة: جزاه الله عنّا خير..
فاطمة: ثم إن عثمان أصبح شاباً مكتمل الشباب ومن خلّف ما مات..
عائشة: إن عثمان مولع بأبيه ووفاته كانت ضربة إليه موجعة له..
فاطمة: ولكني رأيته متجلداً صبوراً وهو شعار المسلم في الشدائد..
عائشة: الحمد لله الذي لم تزلزل الفجيعة صبره وجلده..
فاطمة: أرى صفوفاً من النساء قادمات لتعزيتك يا عائشة..
عائشة: شكر الله مسعاهن وأحسن لي ولهن العزاء وغفر لفقيدنا وأسكنه فسيح جناته..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مرقص يقول):
مرقص: أيها الإمبراطور العظيم..
مرقص: أخبار تسر..
الإمبراطور: قل وأوجز..
مرقص: فجع المسلمون في الصومال في أميرهم إبراهيم..
الإمبراطور: ومن نصبو خلفاً له؟
مرقص: خالد..
الإمبراطور: من هو خالد؟
مرقص: زوج أخت إبراهيم..
الإمبراطور: هل خالد من أصل صومالي كإبراهيم؟
مرقص: لا إنه من نسل المسلمين الذين وفدوا على الصومال..
الإمبراطور: عجيب أمر هؤلاء المسلمين..
مرقص: كيف يا سيدي الإمبراطور..
الإمبراطور: الإسلام ملتهم وجنسيتهم ووطنهم..
مرقص: وهذا سر تفوقهم ونجاحهم..
الإمبراطور: تصوّر يا مرقص لو أن خالداً هذا كان مواطناً هنا ومت أنا هل تنصبونه إمبراطوراً.
مرقص: لا يا سيدي لأنك عهدت بولاية العرش إلى ابنك من بعدك..
الإمبراطور: والمسلمون أيضاً عندهم ولاية للعهد..
مرقص: ولكنها عادة مستحدثة.. لم تكن في عهد خلفائهم الراشدين.. وإنما ابتدأت بالخلفاء الأمويين..
الإمبراطور: إذن فالمسلمون في الصومال ينهجون نهج خلفائهم الراشدين أي نهج العهد القريب من عهد النبوة..
مرقص: أجل.. أجل..
الإمبراطور: يا إلهي إن الخطر علينا منهم عظيم ويجب اتخاذ الإجراءات الشديدة للوقاية منه بالقضاء على هذه الدولة المسلمة قبل أن يستفحل أمرها..
مرقص: لقد حاول سلفك القضاء عليهم ولكن مسعاه فشل وكانت الكارثة التي فقدنا فيها أحد أساقفتنا العظام..
الإمبراطور: قد تكون أسباب الفشل مردها إلى أخطاء جسيمة في الاستعداد والتخطيط للمعركة..
مرقص: هذا صحيح.. كانت هنالك أخطاء لعلّ أهمها أننا حاربنا ونحن بعيدون عن مراكز تمويننا كمانkh
أننا حاربنا في أرض نجهل مداخلها ومخارجها..
الإمبراطور: إذن فأسباب الفشل واضحة كالشمس في رابعة النهار..
مرقص: بلى يا سيدي بلى.. ولكن..
الإمبراطور: ولكن ماذا يا مرقص؟..
مرقص: هل عند سيدي تدبير جديد؟..
الإمبراطور: مادام هؤلاء المسلمون مجاورين لنا فلن يكتب لنا استقرار أو حياة..
مرقص: أجل.. أجل..
الإمبراطور: ولذلك يجب التفكير في ضربة خاطفة ولا يكون ذلك إلا بتلافي الأخطاء التي وقعنا فيها في المرة السابقة..
مرقص: رأي مولاي مصيب.. ولكن كيف التدبير..
الإمبراطور: ما رأيك أنت؟
مرقص: إذا استطعنا بذر بذور الخلف والانقسام بين المسلمين استطعنا أن نقضي عليهم..
الإمبراطور: هذا صحيح ولكن كيف الوصول إلى ذلك والمسلمون في الصومال في عنفوان وحدتهم وقوتهم..
مرقص: لو تمكنا من اغتيال (حسان) قائد أسطول المسلمين فإن الصدع سيدخل بين صفوفهم لأن حسان شخصية أسطورية يتجمع حولها شباب المسلمين في الصومال وهم وقود الحرب..
الإمبراطور: ولكن كيف نصل إلى حسان وهو لا شك محاط بسياج من المريدين والأنصار..
مرقص: إنه مولع بالصيد..
الإمبراطور: (يضرب كفاً على كف) وجدتها.. وجدتها..
مرقص: ماذا وجد سيدي؟
الإمبراطور: الجواب ما ستسمع به..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خالد يقول):
خالد: هل من جديد يا حسان؟
حسان: لا جديد ولكننا دائماً على استعداد لأننا بجوار عدو يتربص بنا وينتظر أول فرصة للانقضاض علينا..
خالد: إنك على حق والاحتياطات التي أخذتها إثر وفاة (إبراهيم) كانت في محلها.. فلعمري كنت أتوجس أن ينتهز أعداؤنا من فجيعتنا فرصة للفتك بنا..
حسان: هذا ما حسبت له ولذلك أعددت الأسطول لأية احتمالات..
خالد: لقد جاءني عثمان ابن المرحوم (إبراهيم) وكلمني في أمر أرجأت إجابته إليه حتى استطلع رأيك..
حسان: ما هو يا خالد؟..
خالد: يريد عثمان أن يلتحق بالأسطول..
حسان: ما رأي والدته عائشة؟
خالد: لقد سألت عثمان حين كلمني في الأمر إذا كانت والدته لا تمانع في ذلك..
حسان: وبماذا أجاب؟..
خالد: أجاب بأنه استشار والدته وأنها تركت البت في الأمر وقالت إنها سترضى بما يستقر عليه رأيي فما رأيك يا حسان؟..
حسان: إنني أرحب بالتحاق عثمان بالأسطول وأن نعلن والدته بذلك فإذا باركت رأينا أبلغناه لعثمان وإلاّ وجدنا لعثمان عملاً آخر..
خالد: هذا رأي سديد.. وإني أرى؟
حسان: ترى ماذا؟
خالد: قم بنا الآن إلى عائشة نبلغها رأينا ونترك لها الرأي الأخير..
حسان: ولكن أين هي عائشة؟
خالد: مع فاطمة في المخدع القريب من هنا..
حسان: اذهب أنت وحدك وكلمها..
خالد: إنك تعلم أن عائشة تأنس برأيك وتحترمه..
حسان: فليكن ما تريد هلمّ بنا إليها..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فاطمة تقول):
فاطمة: أراك قلقة شاردة التفكير يا عائشة.. فماذا يشغلك؟
عائشة: يشغلني ماذا أقول يا فاطمة؟..
فاطمة: قولي ونفّسي عن صدرك بعض ما يحمل من كرب..
عائشة: عثمان يا أختاه!
فاطمة: ماذا بعثمان؟
عائشة: إنه يلح في العمل بالأسطول مع حسان..
فاطمة: إنني معك فيما يساورك من قلقي إزاء اتجاه عثمان.. ولكن..
عائشة: ولكن ماذا؟
فاطمة: هل فاتحت خالد وأخذت رأيه في الأمر..
عائشة: لقد قلت لعثمان أن يستشير خالد وأن ينزل على رأيه..
فاطمة: ولعلّ من حسن الاتفاق أن يكون حسان الآن مع خالد..
عائشة: إذا كان حسان عند خالد الآن فإني موقنة أنه فاتحه في الأمر..
(صوت جلبة مسبوق بموسيقى نسمع بعدها صوت خالد يقول):
خالد: فاطمة.. أم سليمان..
فاطمة: نعم يا أبا سليمان..
خالد: أعندك أم عثمان؟
فاطمة: بلى..
خالد: استأذني لحسان ولي في أن تكلمها في الموضوع الذي يشغلها..
فاطمة: (لعائشة) إذن صح ما تنبأت به يا عائشة..
عائشة: قولي لهما فليدخلا..
فاطمة: ادخلا.. تفضلا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خالد وحسان يقولان):
حسان وخالد: السلام عليكما..
عائشة وفاطمة: وعليكما السلام؟
عائشة: كيف أنت يا حسان وكيف أم سهيل؟
حسان: بخير يا أم عثمان..
خالد: يا أم عثمان.. هل تسمحين لي بالكلام..
عائشة: تفضل فأنت صاحب الإذن..
خالد: لقد تذاكرت مع حسان في موضوع عثمان وقد رحَّبنا بانخراطه في الأسطول وعلقنا الأمر على موافقتك النهائية..
عائشة: فلتكن مشيئة الله.. إني موافقة على ما ارتأيتما مبتهلة إلى الله العلي القدير أن يكلأه بعين عنايته التي لا تنام..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الأمبراطورية يقول):
الإمبراطور: مرقص!
مرقص: أمر مولاي..
الإمبراطور: هل القناصة مستعدون للسفر في المهمة التي كلفناهم بها..
مرقص: نعم يا سيدي على أتم الاستعداد وإنهم ينتظرون صدور الأمر بالسفر..
الإمبراطور: وهل وضعتم في الميزان جميع الاحتمالات..
مرقص: أجل يا مولاي..
الإمبراطور: هل يدركون خطورة المهمة التي انتدبناهم من أجلها..
مرقص: بلى يا سيدي وهم سعداء إذ يتشرفون بهذه الثقة الغالية..
الإمبراطور: هل يعلمون بالمكافأة السخية التي سأجزلها لهم بعد أدائهم هذه المهمة؟..
مرقص: أجل.. أجل.. وهم مستعدون لبذل أرواحهم في سبيل الثقة التي أوليتموهم إياها..
الإمبراطور: بورك فيهم.. بورك فيهم.. قل لهم..
مرقص: ماذا أقول لهم يا مولاي..
الإمبراطور: قل لهم ينطلقوا بعد منتصف هذه الليلة للقيام بما أمرناهم به منتظرين أخبارهم السارة..
مرقص: أمرك يا مولاي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :572  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.