شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الاستعمار: أحقاد وأطماع
الشيخ محمَّد الغزالي
أحقاد وأطماع.. تلك هي المشكلة أو تلك هي العقدة في تاريخ الاستعمار!
أحقاد وأطماع دائماً.. يمضي في طريقها قدماً، بلا مبالاة، وربما بلا وعي، كلما أحس أنه بإمكانه أن يغزو غيره من البشر، وأن يمارس فيهم صناعة العدوان!
ويا للهول! عندما نستعرض الفيلم الرهيب: فيلم الاستعمار!
يا للهول! عندما نتأمل تاريخه في القديم والحديث.
تاريخ كله حقد أسود.. وأطماع ليس لها حد!
تاريخ مفعم بكل ما هو مثير، من ألوان المهازل، وألوان المآسي..
تاريخ يحكي.. وماذا يحكي غير أقسى أنواع الظلم والاستغلال.
تاريخ.. ليس هذا الكتاب في الواقع سوى تسجيل رائع لصفحة من صفحاته أو ناحية من نواحيه.
والأستاذ الكبير محمد الغزالي، هو بلا شك خير من يقدم لنا مثل هذه الصورة الأمينة الصادقة بأسلوبه القوي وتحليله الرصين.
ولسنا ننكر أننا تجاوزنا عن الكثير من موضوعات الكتاب.. إذ الصفحة هنا لا تتسع لأكثر من هذه الإلمامة البسيطة جداً من كتاب يشتمل على 300 صفحة أو تزيد، ولنستمع للمؤلف لنراه يقول:
أحسب تاريخ العالم لا يعرف في سجله الطويل أسوأ من مدنية الغرب في معاملة الآخرين، وتجاهل مصالحهم، ومصادرة حقوقهم.. بل إنه لا يعرف أسوأ من هذه المدنية في إراقة الدماء بغزارة، والتهام الحرمات بنهم، وتجسيم الأثرة الباغية تجسيماً يحجب كل ما وراءه من خير وعدل.
فالخير ما عاد عليها وحدها بالنفع، وإن كسر قلوب الآخرين! والعدل ما سوغ حيفها، وإن شاه وجه الحق، واستخفت معالمه تحت ركام من الأقذار.
الطابع الغالب على أبناء أوروبا أنهم قساة القلوب.. وأن بطشهم بأعدائهم -أعني من يرونهم أعداءهم- يتسم بالجبروت والفظاظة.. وأن تدمير المدن، وإزهاق الأرواح، وإهلاك الحرث والنسل، أعمال ترتكب، وكأنها مسلاة هينة، أو عبث مأمون الجزاء.
عندما غزا الإنكليز أستراليا أخذوا ينزلون بالبقاع الخصبة منها، ورسموا سياسة دقيقة لمنع سكانها الأصلاء أن يشركوهم فيها.. وكلما تكاثر الغزاة اشتد دفع الأهلين عن الموارد العامرة إلى الصحاري المتلفة كي ينقرضوا في صمت.
والذي فعلته إنكلترا في أستراليا فعلت مثله إيطاليا في طرابلس.. ولا شك أن في الأمم من يسخط هذا المصير..
وهنا تقع الطامة، فإن إطفاء ثورات التحرر تلقى أسلوباً من القمع والتمزيق يثير الرعب، أسلوباً انفرد به الاستعمار الغربي عن أعصار التاريخ كلها!
.. والاستعمار الغربي يستبد به جنون القتل كلما كان المسلمون هم ضحاياه، وكلما كانت بلادهم هي هدفه..
إنه في هذه الأحوال يستمرئ العدوان.. وينتشي بالدم المسفوك..
إن حضارة الغرب لا ضمير لها ولا قلب.. إنها حضارة قطعان، استغلت تفوقها العسكري لتملأ الحياة فساداً..
.. ولا جدال في أن الدين الذي يملي هذا السلوك ليس النصرانية أو غيرها من شرائع الله.. إنما هو دين الهوى وحده.. الهوى الذي قال الله في عبيده: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ (الجاثية: 22).
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً، أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (الفرقان: 43-44).
هذا الهوى الجامح الظلوم هو سر المآسي، التي قارفتها أوروبا عندما مال ميزان القوى إلى جانبها، وملكها زمام الغزو والفتح في آفاق العالمين.
لكن الغرب مع ذلك لا يزعم أنه مسيحي فحسب، بل إنه ليحتضن هذه المسيحية، ويستصحب رجال الكنيسة معه، وهو يخترق أعماق القارات المظلمة، فما مبعث تلك الهمجية التي تقارن زحف الصليبيين حيث كان؟
مبعث ذلك أن الدين لدى الأوروبيين عصبية محركة لا عقيدة واعية. والدين عندما يكون عصبية يكون أول شيء يتحمس له الإنسان، وآخر شيء يعمل به..
ولا قيمة لعاطفة التدين -ولو كانت بأرقى الأديان وأصحها- إذا قامت في النفس على هذا النحو المبهم.
إن الدين علاقة بين الإنسان والرحمن، تزكو بها النفس وتستنير وهو لذلك علاقة بين الإنسان والإنسان، أساسها التآخي والتراحم.. علاقة إن لم تصل إلى قمة الفضل، فلا يجوز أن تهبط عن مستوى العدل!
وإذا قام دين ما، بعيداً في حقيقته عن معاني العدل والفضل جميعاً فهو ليس بدين، وأتباعه لن يكونوا رسل رحمة، بل زبانية عذاب.
والصليبية للأسف كانت محور عصبيات غاشمة، اتخذت الدين ستاراً لمطامع شتى، ولذلك لم يجن العالم منها منذ اتقدت جذوتها إلاّ الدمار والبوار.
وفساد الديانة اليهودية يرجع أيضاً إلى هذه الحقيقة، إذ إنها تحولت عن أصلها السماوي إلى عصبية جنسية، يتعارف أبناؤها عليها، كما يتعارف اللصوص على كلمة السر وكراهية الناس طراً لليهود، مبعثها إحساسهم بهذه الأثرة الجنسية وما تطفح به من حقد ودناءة.
وفي عصرنا هذا التقت النصرانية واليهودية على محاربة الإسلام! وحصار أهله، وتمزيق شمله، ترى ماذا جمع بين النقيضين؟ أهو العامل المشترك في هاتين العصبيتين؟
إنه هو!
عصبية تتوارى في مسرح الدين، ولبابها الهوى والظلم!
يضاف إلى ذلك أن طبيعة النصرانية باعدت بينها وبين الامتزاج بالعقل والضمير.
إن الإنسان عندما يحقن بسائل ما.. ينساب هذا السائل في دمائه كلها، لكن هل يمكن أن يحقن الإنسان بمادة صلبة؟ إن دخولها في عروقه مستحيل!
كذلك استحال على العقل أن يقبل كون الله ثلاثة، واستحال على الضمير أن يقبل التضحية برجل فداء غيره من المذنبين. فبقيت هذه التعاليم خارج الإنسان الأوروبي، الذي بقي يتصرف بمشاعره وأفكاره الخاصة دون التقيد بدين، لم تمتزج أسسه بنفسه إلاّ زعماً أو وهماً..
وذاك سر ما تنطوي عليه الحضارة الغربية من مآثم ومظالم وسر قيامها بالحروب المدمرة، كلما قامت في فترة سلام.
وقد ألف الأستاذ "جودا" أستاذ الفلسفة الإنكليزية كتاباً قيّماً سماه: "سخافات المدنية الحديثة" قال فيه: "إن المدنية الحديثة ليس فيها توازن بين القوة والأخلاق؛ فالأخلاق متأخرة جداً عن العلم، ومنذ النهضة ظل العلم في ارتقاء، والأخلاق في انحطاط، حتى بعدت المسافة بينهما.. وبينما يتراءى الجيل الجديد للناظر فتعجبه خوارقه الصناعية، وتسخير المادة والقوى الطبيعية لمصالحه وأغراضه، إذا هو لا يمتاز في أخلاقه، وفي شرهه وطمعه، وفي طيشه ونزقه، وفي قسوته وظلمه عن غيره.. وبينما هو قد ملك جميع وسائل الحياة إذا هو لا يدري كيف يعيش، وتوالي الحروب الفظيعة الهائلة دليل على إفلاسه، وقد خولت له العلوم الطبيعية قوة قاهرة، ولكنه لم يحسن استعمالها".
وقال الأستاذ "جودا" في موضوع آخر:
"إن فيلسوفاً هندياً سمعني أطري حضارتنا، وأقول إن أحد سائقي السيارات قطع ثلاثمائة أو أربعمائة ميل في ساعة واحدة على الرمال، وطارت طائرة من موسكو إلى نيويورك في عشرين أو خمسين ساعة.. فقال ذلك الفيلسوف: إنكم تستطيعون أن تطيروا في الهواء كالطير، وأن تسبحوا في الماء كالسمك، ولكنكم إلى الآن لا تعرفون كيف تمشون على الأرض".
إن الفلسفة المادية هي دين الغزو الأوروبي في القديم والحديث، والقوم على اختلاف مواطنهم وحكوماتهم تجمعهم فكرة السطو على أموال الآخرين، وهم يخرجون من بلادهم يراودهم حلم واحد: كيف يثرون من أقصر طريق؟ كيف يجمعون الثروات الضخمة؟ كيف يرضون أطماعهم في التشبع من هذه الدنيا، والامتلاء منها إلى حد البطنة المردية؟
وليس في حسابهم أبداً أنهم واجدون في هذه المحاولات أقواماً لهم حقوق يجب احترامها، كما أنه ليس في حسابهم أن للسلوك الإنساني حدوداً يجب التزامها، والدين الذي يعتنقون لا يفهم إلاّ أنه ذريعة لتقريب مآربهم، واستباحة خصومهم، لا وظيفة له إلاّ هذا..
ولو تتبعت أحوال المستعمرين حيث حلوا من أعصار خلت أو في هذه الأيام، لوجدت الهدف هو الهدف، ما تتغير من سياستهم إلاّ الأساليب والأسماء، أما الحقائق والغايات فهي هي..
الإسلام يسعه أن تقوم إلى جانبه ديانات أخرى يتشبث بها أبناؤها، ويحيون ويموتون عليها، ومع ذلك لا يلقون منه عنتاً ولا ينالهم اضطهاد أو افتئات! ذلك أن اختلاف الدين ليس عنده مثار بغضاء، أو على اجتراء..
كلا. فليخالف من يشاء، وليبق على يهوديته أو نصرانيته من يحب.. بيد أن المطلوب منه إيجاد المسالمة لغيره والابتعاد عن أسباب الجور والتحدي، فإذا فعل ذلك فحقه المقرر له أن يلقى الود مضاعفاً، الأمان مبذولاً والإيناس والترحيب حيث يحل.. أجل لقد شرع الإسلام في معاملة أهل الأديان الأخرى وفق قواعد العدالة ومعالم الرحمة والتلطف.
والفقه في كتاب الله وسنة رسوله هو الذي جعل "ابن حزم" إمام الأندلس يقول: "إن من واجب المسلم للذميين الرفق بضعفائهم وسد خلة فقرائهم، وإطعام جائعهم وإلباس عاريهم، ومخاطبتهم بلين القول، واحتمال أذى الجار منهم -مع القدرة على دفعه- رفقاً بهم، لا خوفاً ولا تعظيماً.. وإخلاص النصح لهم في جميع أمورهم، ومدافعة من يتعرض لإيذائهم، وصون أموالهم وعيالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم ومصالحهم وأن يفعل معهم كل ما يحسن بكريم الأخلاق أن يفعله..".
وقد كان لهذه الوصايا السمحة أثرها في إعزاز غير المسلمين وسط ديار الإسلام، فلم تبق القلة المحافظة على يهوديتها ونصرانيتها فحسب، بل دعمت كيانها وزادت ثراءها ورفعتها إلى مكان مرموق من الناحيتين المادية والأدبية معاً.
والمسلمون اليوم في أعقاب فترة كابية من تاريخهم الطويل لم ينفضوا بعد غبار الذل الذي لحق بهم عقيب انهيار حكمهم وطي لوائهم، أو هم يتهيأون لهذه الانتفاضة المرموقة ويستعدون لما تعرضه من مغارم وضحايا.
وحال المسلمين مع دينهم تستدعي كثيراً من التأمل:
- فهم خلوف أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات!
- وهم أوزاع تنميهم قوميات شتى، يقدمون النسبة إليها على نسب الإسلام العريق!
- وهم مشتتو الأهواء والآراء أمام العواصف الفكرية والعاطفية الهابة من الغرب..
- وهم يخلطون كذلك بين الإفادة من نتائج الحضارة الحديثة، أو الانغماس في متاعها، والانسراب مع نزواتها.
وما تراه سر هذه السماحة الرائعة؟ والاعتدال الفذ؟
إنه الإسلام! الإسلام وحده.. الإسلام المحسن المجحود!
ولكنك تغص بالحسرة عندما تلمح موقف "الآخرين" من هذا الدين وأهله..
.. لم يرزق قادة النصرانية هذه المرونة، بل على العكس التزموا وضعاً واحداً لا يتغير كل الدهور واختلاف العصور، وهو الإنكار المستمر على الإسلام، والطعن القاسي في أصوله وفروعه.. إن أمكنهم الإجهاز عليه، فلا معنى لبقائه!
وإن بقي لظروف عصية، فليس لأهله حقوق تقام!
حتى حقوق الإنسان العادي، إنها تستكثر عليهم استكثاراً، ويحرمون منها حرماناً..
وها قد مضت أربعة عشر قرناً على هذا الصراع العنيد دون أن تبدو له نهاية تؤذن بسلام!
- أما لهذه المآسي من آخر؟ أما للصلح من موضع؟
- إن له مواضع شتى لو أرادت الصليبية، وآثرت المودة بعد طول جفاء.
- إن الكلمة ليست لنا.. وعبء إقرار السلم لا يقع علينا.. فالتبعة الكبرى تتحملها أقطار الغرب الصليبي، هذا الغرب الذي يعبث اليوم بمصائر البشر عبثاً لم تعرفه القرون الأولى.
* * *
إن حلم لويس التاسع وريتشارد.. لم يزل يداعب بعض الرؤوس في الغرب..
- منذ أن وضعنا القيد في عنق لويس التاسع ملك فرنسا في القرن الحادي عشر، وسحبناه أسيراً على وجهه إلى معتقله في دار ابن لقمان بالمنصورة، فلم نفلته إلاّ بعد أن افتدى نفسه بمال وعاهد عهد القديسين ألاّ يعود ولا يحاول...
- منذ تحالف الاستعمار الصليبي على إخوان لنا في غرناطة من بلاد الأندلس..
- منذ وقف مكافحو البحر الجزائريون والمراكشيون على باب البحر يمنعون كل سفينة غير سفن العرب أن تمر أو تؤدي إليهم الضريبة وتعترف لهم بالسيادة البحرية.. بل منذ صارت الشام ومصر وشمال أفريقيا أرضاً عربية، ومنذ ارتفع الأذان في سهول الأناضول، ومنذ تحولت "أيا صوفيا" إلى مسجد..
منذ ذلك التاريخ البعيد، لم تزل الحرب دائرة بيننا وبين الاستعمار الصليبي.
ولم تكن دعوى الصليب التي زعموها في ذلك التاريخ البعيد إلاّ عنواناً زائفاً لخداع الملايين..
فما كانت حربهم يومذاك دينية كما زعموا.. فإن الأديان لا تقر الاعتداء على الحرمات، وهتك الحرائر، ونهب الحقوق وسفك الدماء، واغتصاب الأوطان، واسترقاق الأحرار.
ولم تكن دعوى الصليب يومذاك إلاّ زيفاً وخداعاً وتمويهاً وإنما هو استعمار يتلون بلون ديني ليخدع الملايين من أهل الحماسة الدينية فينساقوا وراء أصحاب المطامع الاستعمارية انسياق الأغنام وراء الراعي.
.. واندحر الاستعمار الصليبي في أولى جولاته، ولكنه لم ييأس.. إن حلم لويس التاسع وريتشارد وزعماء الصليبية الأولين لم يزل يداعب بعض الرؤوس هنالك.. ولم يزل الأمل في امتلاك أرض المشرق وإجلاء العرب عنها ينتقل في الأجيال جيلاً بعد جيل.. كل جيل منها يحاول محاولة لتحقيق ذلك الحلم القديم بعنوان جديد غير عنوان الصليب حتى كان القرن التاسع عشر.. وكان المسلمون يومذاك في غفلة فأتاحت غفلتهم لتلك الدول أن تثب وثبتها وتحقق حلم الأجيال..
نعم تحققت أحلام ظل الحقد الدفين يغذيها طوال القرون السالفة، وصحونا فإذا نحن نجني ثمار الذهول والتفريط!
- إن الإسلام لا يشتهي سفك الدماء، ولا يندفع إلى امتشاق الحسام إلاّ مكرهاً.. وأمل الإسلام الحلو، ورغبته العميقة أن تتحول فجاج الأرض إلى آفاق سماوية، تموج بأناس يشكرون ربهم، ويذكرون نعمه، دون أن تشغلهم حروب، أو تستشري بينهم عداوات!
.. لكن: كيف الطريق إلى هذا الأمل الوادع؟ وإلى هذا السلام الشامل؟
أيمكن الوصول إليه مع بقاء الصهيونية العالمية والاستعمار الغربي يملآن الدنيا فساداً وظلاماً؟
- إننا نحن المسلمين، نحمل في هذه الحياة رسالة الحق والخير والنور، ونريد أن نعيش بها وادعين.. وأن تكون أوطانهم بها مثابة للسكينة والسلام، والطمأنينة والوئام، فهل يفقه هذا صانعو الحرب، ومشعلو الضغائن حيناً بعد حين؟
- إننا نبغي السلام الشامل! فأي سلام تتسع له ضمائر المنصفين إذا تواطأت عدة دول على تشريد إخواننا ونهب أموالهم واستباحة حقوقهم؟
أي سلام يراد به تمكين الغاصب وإسكات الشاكي، وتطمين المعتدين وتوهين الباكي؟
.. إن الاستعمار كارثة خلقية، ومأساة إنسانية، وجرح عميق في صميم الإيمان، وتحدٍ خطير لرسالات الله، وعمل يستحيل أن يبقى معه هدوء.. أو تستقر عليه حال..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :573  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 49
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.