الحلقة - 18 - |
مزينه: هذه أماكن نزولكن.. لعلها تعجبكن... |
فارعه: نحن قادمات للجهاد في سبيل الله ولا يهمنا المكان بقدر ما يهمنا تحقيق الهدف الذي قدمنا من أجله. |
مزينه: ولكن الراحة ضرورة ملحة لكن من عناء الرحلة البحرية الطويلة... |
فارعه: إن هذا اللقاء الأخوي والترحيب النابع من شغاف قلوب أهل هذا البلد الطيب قد أزال نصب الرحلة ووصبها... |
مزينه: الحمد لله والشكر لله على أن قدرنا على القيام بواجبنا نحوكن وإني أتركك أيها الأخت العزيزة فارعه وأنا متطلعة إلى لقاء قريب... |
فارعه: شكراً وإلى اللقاء... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جورجيوس يقول): |
جورجيوس: أراك مستعداً للسفر يا مرقص!!! |
مرقص: بلى أيها القائد... |
جورجيوس: وقد أحسنت التنكر ولولا أني على موعد سابق معك لما عرفتك. |
مرقص: إنني مضطر إلى ما ترى حتى أستطيع الإمتزاج مع أهل مدينة (العدل) ولأبعد عيون الرقباء عني... |
جورجيوس: أعندهم رقباء؟ |
مرقص: إن كل مسلم يعتبر نفسه عيناً لأخيه المسلم على أعدائه. |
جورجيوس: ألهذا الحد بلغت العقيدة الإسلامية في قلوب المسلمين.. |
مرقص: أجل أيها القائد وهذا ما يجعلني أحسب للعواقب ألف حساب وبهذه المناسبة أوصيك... |
جورجيوس: توصيني بماذا؟ |
مرقص: أوصيك بزوجتي وبنتي خيراً فإن نفسي تحدثني أنه لا عودة لي من هذه المجازفة... |
جورجيوس: ستعود مظفراً متوجاً بأكاليل الغار يا مرقص.. |
مرقص: في الأحلام أيها القائد.. |
جورجيوس: أنها الحقيقة يا مرقص لأني واثق من قدرتك ومواهبك الخارقة... |
مرقص: أنك تحسن الظن بي كثيراً أيها القائد... وعين الرضا عن كل عيب كليلة... |
جورجيوس: أرجو أن تقدم على هذه المهمة وأنت واثق من نجاحك فيها... أما إذا كنت متردداً فأرى أن تنسحب من البداية فالتردد قد يؤدي إلى التهلكة... |
مرقص: لست متردداً أيها القائد ولكني أقدر خطورة العملية التي أنا مقدم عليها ولذلك أقلبها على وجوهها حتى يتجلى في الطريق الذي يجب أن أسلكه... |
جورجيوس: ما دمت أنت كذلك فسر ولتحرسك الآلهة... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت همامى يقول): |
همامى: أرى أن أخواننا الذين قدموا من اليمن قد أخذوا قسطاً وافراً من الراحة يخشى معه أن يستمرئوها فتفتر عزيمتهم ويضعف حماسهم للجهاد في سبيل الله... |
سليمان: كذلك قومنا الذي فاؤوا معنا إلى (العدل) قد استمتعوا براحة ورعاية وعناية منكم أيها الأمير ومن أهل هذا البلد المضياف وأخشى... |
همامى: تخشى ماذا؟؟؟ |
سليمان: أخشى أن تبطرهم نعمة الراحة فينسوا في غمرتها واجبهم نحو تخليص بلدهم (زيلع) من أيدي المعتدين... |
عثمان: إنما يقوله سليمان أيها الأمير يتهامس به بعض ضعاف الإيمان من رجالنا... |
همامى: ما الرأي إذن... |
سليمان: أرى أن ننهد لقتال العدو الجاثم على قطعة عزيزة من أرضنا قبل أن تثبت أقدامه فيها... |
عثمان: وأنا أثني على ما قاله سليمان... فكل يوم يمضي يطيل في عمر المعركة المرتقبة.. |
همامى: ولكني لم آخذ رأي الشيخ سالم في الأمر... |
سليمان: الشيخ سالم لن يخرج على رأي الأكثرية الساحقة... ومع ذلك فأنا معك يجب أن نستشيره... |
(يرون الشيخ سالم قادماً إليهم فيقول همامى): |
همامى: لقد كفانا الشيخ سالم مؤونة دعوته للاجتماع معنا فها هو قادم إلينا... |
عثمان: يا مرحبا... يا مرحبا... نعم الشيخ المجاهد... |
سليمان: أنه يتقد حماساً وغيرة وحباً للاستشهاد في سبيل الله... |
همامى: وليس من برهان على ذلك أقوى من ركوبه متن البحار في سبيل إعلاء كلمة الله... |
(يدخل الشيخ سالم وهو يقول): |
الشيخ
سالم: السلام عليكم... |
الجميع: وعليك السلام... |
همامى: تفضل أيها الشيخ بالجلوس فقد كنا بسبيل دعوتك فجئتنا وكأننا على موعد... |
الشيخ
سالم: القلوب جنود مجندة ما اتفق منها إأتلف وما تباين منها اختلف ونحن والحمد لله للمتفقون مؤتلفون مجتمعون على نصرة الحق.. |
همامى: الحمد لله... الحمد لله... |
الشيخ
سالم: والآن هل لي أن أسأل لم كنتم عازمين على دعوتي للحضور...؟ |
همامى: كنا نريد أن نستشيرك فيما يجب أن نفعله من أجل استرداد (زيلع) والانتقام من أعداء الإسلام... |
الشيخ
سالم: المثل يقول: ما أخذ بالحرب لا يسترد إلا بالحرب، و(زيلع) احتلت بالحرب فيجب استردادها بالحرب ونحن ما جئنا إلا لهذه الغاية... |
همامى: بورك فيكم أيها الشيخ وأعز الله بكم الإسلام... |
سليمان: ما يقوله الشيخ سالم هو الطريق الذي علينا أن نسلكه... |
همامى: التخطيط للمعركة... |
الشيخ
سالم: القائد أنت يا همامى ونحن جنودك فضع الخطة لنناقشها فالوقت في صالح أعدائنا فقد يقومون بهجوم كاسح يكونون قد أعدوا له ما لم يكن في حسباننا.. |
عثمان: إن الشيخ سالم يقول الحق... والرأي ما يراه... |
سليمان: وأنا أؤيده فسر بنا أيها القائد والله معنا... |
همامى: إنني أشكركم على هذه الثقة وأرجو من الله تعالى القدير العون والتوفيق وسأضع الخطة وغداً نلتقي في مثل هذا الوقت لتدارسها وإقرارها للعمل بموجبها... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فارعه تقول): |
فارعه: همسات تدور وإشاعات تتناثر بين صفوف المقاتلين. |
مزينه: ما هي خلاصتها يا فارعه...؟ |
فارعه: أنها تثبط العزائم وتثير الخلف والانقسام وتختلق حكايات وروايات ما أنزل الله بها من سلطان... |
مزينه: حكايات وروايات وشائعات تثير الخلف والانقسام.. شيء غريب لا شك أنها من صنع أعداء الإسلام.. |
فارعه: هذا مما لا ريب فيه ولكن ضعاف الإيمان بين صفوفنا قد تنطلي عليهم فتثبط من عزمهم على الجهاد والاستشهاد في سبيل الله... |
مزينه: ولكني لم أسمع بمثل هذه الشائعات يا فارعه؟.... |
فارعه: لقد سمعتها يا مزينه من بعض نسائنا ومن رجالنا المقاتلين... |
مزينه: مثلاً ماذا تقول هذه الشائعات؟... |
فارعه: تقول هذه الشائعات أن هنالك انقساماً بين قادة المسلمين في (العدل) على من يتولى قيادة معركة تحرير (زيلع).. وإننا نحن القادمين من اليمن نريد أن نتولى القيادة. |
مزينه: يا له من دس رخيص... وماذا بعد؟ |
فارعه: وتقول الحكايات أيضاً أن سليمان وعثمان يتنافسان على قيادة الأسطول وأنهما فعلاً تخاصما وكاد أحدهما يعتدي على الآخر... |
مزينه: يا الهي... الهذا الحد بلغت دناءة الدساسين... وماذا بعد؟ |
فارعه: ويقولون أن العدو في زيلع قد تلقى إمدادات كبيرة برية وبحرية وإن قواته تزحف بسرعة صوب مدينة (العدل) للإستيلاء عليها... |
مزينه: يا له من أرجاف فظيع ولكن... |
فارعه: ولكن ماذا؟؟؟ |
مزينه: هل عرف مروجو هذه الشائعات؟... |
فارعه: تتركز الأضواء على شخص يدعى الشيخ حمدان يزعم أنه على علم ببواطن الأمور وإنه من أولياء الله الصالحين. |
مزينه: لم أسمع بهذا الاسم قط في مدينة العدل... |
فارعه: لعله من أهلها القدامى وأنى لك أن تعرفي وأنت لست من أهلها... |
مزينه: يجب أن يعلم عثمان وسليمان بهذه الشائعات... |
فارعه: يقيني أنهما على علم بهذه الشائعات ما دمنا نحن النساء قد علمنا بها... |
مزينه: ولكن النساء لهن آذان تحس وتسمع أكثر من الرجال... ما رأيك لو ذهبنا إلى عثمان واطلعناه على هذه الشائعات... |
فارعه: ولكن أين هو عثمان؟؟؟ |
مزينه: إنه لا يبعد عن مكاننا هذا كثيراً... |
فارعه: إذن هلمي بنا إليه... |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها أصواتاً تعلو وتنخفض مما يدل على اجتماع نمسع بعده صوت همامى يقول): |
همامى: عجيب أمر هذا الداعي الجديد بالولاية.... |
سليمان: أن دعايته تنتشر بسرعة بين المقاتلين كانتشار النار في الهشيم. |
عثمان: يقولون أنه من الأولياء الصالحين... |
همامى: إنه من الصالحين.. أي صلاح وأي تقي عند من يحاول بذر بذور الخلف والإنقسام بين صفوف المسلمين إني اشتبه بأمره... |
سليمان: لقد وعد الشيخ سالم بالقبض عليه متلبساً بالجريمة فقد اتخذ من صفوف أخواننا المجاهدين اليمنيين مجالاً لترويج دسائسه ومؤامراته... |
عثمان: لا يبعد أن يكون عيناً من عيون أعدائنا سلطوه علينا... لبث التفرقة والانقسام بيننا... |
همامى: هذا مما لا شك فيه يا عثمان... |
تصل فارعه ومزينه فتشاهدان اجتماع القادة تجلسان عن كثب ترقبان ما يجري ومزينه تقول: |
مزينه: كان القادة مجتمعين.. وهذا دليل على كذب الشائعات وضلالها... |
فارعه: ولكني لا أرى الشيخ سالم بينهم... |
مزينه: لعله في طريقه إليهم... |
فارعه: أنظري يا مزينه.. الشيخ سالم ومعه رجل مكبل بالحديد وحوله حرس مسلحون... |
فارعه: يا الهي أهو مروج شائعات الفرقة والانقسام؟ |
|