شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية
القائد عبد الله التل
يقول الناشر لهذا الكتاب الجليل بعد أن قدم لنا تعريفاً موجزاً بالكتاب وما ضمنه فيه مؤلفه القائد العربي "عبد الله التل" من معلومات وما أبدى فيه من آرائه في الكيفية التي يمكن أن تحل بها القضية الفلسطينية. يقول الناشر صاحب دار القلم:
"بهذه النظرة العميقة قدم لنا القائد العربي "عبد الله التل" دراسة واعية عن قضيتنا الكبرى.. فلسطين.. مبتدئاً من أصولها وجذورها.. متسلسلاً معها في حلقاتها الدولية والمحلية إلى حاضرها الأليم.. ومنتهياً إلى مقترحات وآراء صريحة وجريئة يقدمها استمراراً لدوره كجندي باسل أمين خاض المعركة وأبلى أحسن البلاء فيها، الخ..".
والكتاب يحتوي على قسمين: القسم الأول -كما يشير المؤلف- مكوّن من ثلاثة عشر فصلاً تبدأ بالعدوان اليهودي الأول على فلسطين قبل 30 قرناً من الزمان، وقد أوضح في هذه الفصول الصلات الأولى بين اليهود والمسيحية وبينهم وبين الإسلام.. وشرح حقيقة الدين اليهودي الذي يمارسه اليهود من توراتهم وتلمودهم ومقررات حكمائهم.. وذكر بعض خطط اليهودية العالمية وأدواتها التنفيذية من ماسونية وصهيونية ولا سامية للسيطرة على العالم.. وختم فصول القسم الأول بالحديث عن نجاح اليهودية العالمية وحكومتها المستورة في تدمير القيم الأخلاقية في دول الغرب الأعمى، وسيطرة اليهود على أغلب دول أمريكا وأوروبا وعلى عصبة الأمم ومن بعدها الأمم المتحدة.
أما القسم الثاني من هذا الكتاب فيتكوّن من عشرة فصول تبدأ من العدوان اليهودي الثاني الذي بدأ منذ الاحتلال البريطاني (1917م) وتنتهي بالعدوان اليهودي السادس -كما يقول المؤلف- لاغتصاب المياه العربية في أيامنا هذه.. وتضمنت هذه الفصول مراحل تنفيذ الاعتداءات اليهودية الستة وما لازمها.. وجاء الفصل العاشر متضمناً رأي المؤلف في الحل الصحيح للمشكلة موضحاً سبيل النجاة مما تعانيه الأمة العربية وتعانيه الإنسانية من ويلات وأخطار على يد اليهودية العالمية.
وفي الحق.. لقد أبرز المؤلف في دراسته هذه التاريخية المركزة لمشكلة فلسطين اهتمامه العميق بالجانب المقدس منها -ويعني به الجانب الإسلامي لهذه المشكلة..- ومرد ذلك -كما يصرح- إلى إيمانه الذي لا يتزعزع بأن قضية فلسطين دينية مقدسة في المقام الأول.. وأن أية معالجة لها لا تكون على أساس ديني جهادي مكتوب عليها الإخفاق لا محالة، ويقول المؤلف هنا: "وإيماني هذا مبني على تجارب عسكرية عشتها، وحقائق تاريخية لمستها ووعيتها.. ثم يشير -مضيفاً إلى ما يؤكده في هذا الصدد- أن دعاة العلمانية "لاييك" الذين يسقطون من حسابهم العامل الديني في قضية فلسطين يتناسون أنها القضية الوحيدة في العالم التي قامت مدة ثلاثين قرناً وما زالت تقوم على أسس دينية روحية، وأنه إن صحت معالجة أية مشكلة على أسس مادية، فإن قضية فلسطين لا تعالج إلاّ على أسس دينية بالدرجة الأولى، وأسس مادية بالدرجة الثانية.. يقول المؤلف أيضاً: ويتناسى قادة الأحزاب والحركات العربية العلمانية أن جميع المعارك الحاسمة في تاريخ العروبة والإسلام من القادسية.. واليرموك.. وحطين.. وعين جالوت.. كانت صيحة الحرب فيها دينية مقدسة.. الله أكبر!
ولقد ركّز المؤلف الفاضل على هذه النقطة بالذات في فصله الأخير من كتابه القيم.. واستوعب البحث في هذا المجال فجاءت دراسته وافية مكتملة وكانت آراؤه سديدة كل السداد دون شك فلنستمع إليه يقول: ".. يجب أن نخوض معركة فلسطين على أساس الجهاد الديني ذلك لأن فلسطين بلد إسلامي مقدس كل شبر فيه ممزوج بدماء الصحابة والمجاهدين، يضم المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين الذي أسري بالنبي إليه، ويضم مسجد الصخرة ومئات المساجد والمقامات الإسلامية الثرية المقدسة، الخ..
"إن فلسطين ليست بلداً عربياً اغتصب فحسب، وإنما هي بلد إسلامي بالدرجة الأولى لأنها تعد مهوى أفئدة سبعمائة مليون مسلم يقدسونها كما يقدسون مكة المكرمة.. والمدينة المنورة.. وهي ليست ملكاً لعرب فلسطين وحدهم ولا للأمة العربية وحدها.. وإنما هي ملك جميع المسلمين، وواجب الدفاع عنها فرض عين على كل مسلم على وجه الأرض.. كما أنها مهوى أفئدة ملايين المسيحيين المخلصين الذين لم تخرب اليهودية العالمية ضمائرهم، وتفسد عليهم أمور دينهم وتجعلهم يبيعون قبر المسيح بالمال اليهودي.. يجب على العرب، حكومات وهيئات ومنظمات شعبية، أن يجددوا الصلة مع الشعوب الإسلامية وتقوية الروابط معها، وتبصرها بخطر اليهود والاستعمار -خادم اليهود- على بيت المقدس ومن بعده على المدينة المنورة ومكة المكرمة قلب الإسلام تمهيداً لإشراك تلك الشعوب في حرب جهادية لتحرير فلسطين".
ثم يقول المؤلف:
لقد استطاع اليهود بباطلهم المستند على توراتهم المزيفة أن يقنعوا الغرب المستعمر بارتباطهم الروحي بفلسطين، وخاضوها سنة 1948م على هذا الأساس الديني التاريخي.. وجاء في مذكرات وايزمان حول هذه النقطة ما يلي:
يقول وايزمان: ".. ولقد قابلت لورد بلفور وزير خارجية بريطانيا الذي بادر بسؤالي على الفور: لماذا لم تقبلوا إقامة الوطن القومي في أوغندا؟ وقلت لبلفور: إن الصهيونية حركة سياسية قومية.. هذا صحيح! ولكن الجانب الروحي لا يمكن إغفاله، وأنا واثق أتم الوثوق أننا إذا أغفلنا الجانب الروحي فإننا لن نستطيع تحقيق الحلم السياسي القومي"..
هكذا كان اليهود -يقول القائد عبد الله التل مؤلف الكتاب: يستغلون الجانب الروحي وما زالوا كذلك.. بينما أسقط العرب من حسابهم العامل الديني، والرباط الروحي الذي يربط المسلمين بفلسطين، وخاضوا المعركة على أساس أن فلسطين أرض عربية مهددة بالاستعمار والصهيونية، فخسرنا المعركة وكسبها اليهود..
وتنبه كاتب عربي مسيحي شريف هو الأستاذ حبيب جاماتي إلى هذه النقطة الخطيرة فكتب يقول:
".. لقد حان الوقت لكي تركز الدعاية العربية ضد الصهيونية على المشاعر الدينية، بعدما ظلت إلى الآن مركزة على نواح كثيرة أخرى ما عدا الدين!
إن الدعوة الصهيونية قامت على الفكرة الدينية، وعلى الشعور الديني وعلى التعصب الديني، وما الناحية العنصرية في تلك الدعوة غير مظهر من مظاهر التعصب الديني، ففي الشرق الأدنى الآن بقعة من الأرض العربية سرقها اليهود باسم الدين، وأنشئوا فيها دولة قائمة على الدين، ولا يزالون يبثون في أنحاء العالم دعايتهم المنبعثة من الدين.. إلى آخر ما ذكره الأستاذ جاماتي في هذا الموضوع..
ويقول المؤلف: "سيظل الغرب يهزأ بنا ويسخر منا ما دمنا نعالج مشكلة فلسطين على أساس أنها أرض عربية اغتصبها الاستعمار والصهيونية.
إن العرب وهم يعالجون مشكلة عروبتها فحسب أخفقوا في كسب تأييد الشعوب الأوروبية والأمريكية، وأعتقد أن مكاتب الدعاية التي تبثها جامعة الدول العربية في أوروبا وأمريكا وجهود السفارات العربية كلها بما فيها من ملحقين صحفيين وسياسيين وتجاريين والملايين التي بذلتها جامعة الدول العربية والحكومات على الدعاية لقضية فلسطين في أوروبا وأمريكا خلال الست عشرة سنة الماضية لم تؤد إلى كسب أحد من الأمريكان أو الإنجليز أو الفرنسيس أو الطليان إلى صف العرب، والسبب في رأيي هو ضعف الحجة التي نقدمها لمنطق الغرب المستعمر وعقليته التي لا تؤمن إلاّ بالقوة!
وليس معنى هذا أن نلغي جانب الدعاية في المعركة وإنما ينبغي أن نحول أسلوب الدعاية ونجعلها ترتكز على قدسية فلسطين واستعداد 700 مليون مسلم لخوض الحرب من أجل إنقاذها من اليهود.
ويتابع المؤلف كلامه إلى أن يقول: الأحزاب والحركات العربية العلمانية الملحدة أخفقت في جميع أعمالها لأنها كانت منذ نشأتها ولا تزال تعمل بمعزل عن الشعوب العربية المؤمنة، وعجزت تلك الأحزاب والحركات عن إدراك الاختلاف الكبير بين الإسلام الذي هو دين ودنيا.. وبين الكهانة التي أرغمت حكومات الغرب على اتباع العلمانية.. والسبب الرئيسي في ذلك هو أن الأحزاب والحركات العلمانية التي تنتشر اليوم في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، قد تخرجت في مدارس الغزو الثقافي الغربي التي استطاعت أن تفصل بين ضحاياها من العرب وبين أصولهم العريقة المجيدة، وعلى رأس تلك الأصول القرآن الكريم.. وجاءت دساتير تلك الأحزاب والحركات المكتوبة خالية من أية إشارة إلى الجانب الروحي في حياة الأمة وما انطوى عليه ذلك الجانب من قوة جبارة.. وأصبح آلاف الشباب العربي ممن استهوتهم تلك الأحزاب والحركات يعيشون في متناقضات عجيبة: ألسنة حداد.. وقلوب فارغة.. فبينما يتشدقون بالقومية العربية ومقدمها الأول اللغة العربية، نجدهم يثقفون أنفسهم بالتهام قصص الجنس من المجلات الرخيصة، وينفرون من ذكر القرآن الكريم الكتاب الذي حفظ اللغة العربية، ويعتبرونه أثراً من الماضي..
لا بد من إشراك جميع الشعوب الإسلامية في إندونيسيا وباكستان وإيران وتركيا وأفغانستان والملايو ومسلمي إفريقية في معركة تحرير فلسطين.. وأعتقد أن لديها من الحماسة الدينية والتطلع للجهاد المقدس في سبيل إنقاذ فلسطين أكثر مما لدى العرب.. يجب إعادة الصلة بهذه الشعوب وتقوية الروابط معها.. الحرب، المستعمر لا يخشى إلاّ القوة، ولا يحترم إلاّ القوة، والحروب التي وقعت في فلسطين، أو من أجل فلسطين، كانت على مر التاريخ حروباً دينية، أو أن الدوافع الأساسية لها كانت دينية، أو أن السلاح الأول الذي استخدم فيها هو الدين.
ولهذا لا بد من أن تكون المعركة المقبلة دينية.. أو أن تكون الدوافع الأساسية لها دينية.. لقد خسرنا فلسطين في معركة شنتها علينا اليهودية العالمية، ومن تسخرهم من أساطين الاستعمار والصهيونية، واعتمدت على أسس دينية.. ولكي نسترد فلسطين لا بد أن نحارب بالسلاح الذي حوربنا به، ولا يفل الحديد إلاّ الحديد!!
ويستمر المؤلف الفاضل في حديثه هذا على هذا النحو متناولاً الموضوع من شتى الجوانب.. ثم يقول:
.. الحركات العلمانية هي التي تفرض على المسلمين أن يقلدوا الغرب ويعادوا المسجد.. كما عادى الغرب الكنيسة نتيجة الصراع المرير بين السلطتين الدينية والزمنية.. ومعلوم أن المسجد في الإسلام يمثل العلم والخير والسياسة والحرب. إلى جانب العبادة ولا يمكن فصل المسجد أو الدين عن الدولة المسلمة.
ثم قال إن حكومات أوروبا وأمريكا التي تتظاهر بالعلمانية وقد طبقت فصل الدين عن الدولة عملياً..؟ إنها جميعاً -ما عدا روسيا- تعنى بالدين عناية فائقة لدرجة التعصب وتتمسك حتى بالطائفية الدينية فلا يكون رئيس فرنسا ووزراؤها إلاّ من طائفة الكاثوليك لأن فرنسا تفتخر بأنها تحمي الكثلكة في العالم.. ولا يكون رئيس بريطانيا ووزراؤها إلا من البروتستانت، لأن بريطانيا تفتخر بأنها تحمي مذهب البروتستانت في العالم.. وكذلك الأمر في ألمانيا ودول أمريكا الشمالية والجنوبية، إن حكومات تلك الدول التي تدين بالمسيحية تولي المسائل الدينية عنايتها التامة، وتتبارى في خدمة الدين والتمسك به والحرص عليه بالقدر الذي تسمح به قبضة الحكومة اليهودية العالمية المستورة!
ويتحدث المؤلف بعد ذلك عن "الغزو الثقافي الغربي" الذي هو -كما يقول- أشد خطراً من الغزو الاستعماري المسلح، وقد نجح الغزو الثقافي في خلق جيل من الشباب لا يؤمن بعظمة الإسلام، ولا يدرك أن الإسلام بالنسبة للأمة العربية كالروح بالنسبة للجسد، ويجهل تاريخه وتراثه الحضاري..
فلا بد إذن من محاربة الغزو الثقافي الذي يسعى دائماً وأبداً إلى تدمير نفوس شبابنا، ومن البديهي أن قوانين جميع الدول العربية تمنع استيراد مواد غذائية فاسدة تضر معد العرب وأجسامهم فكيف تسمح باستيراد الغذاء الفكري الذي لا ينتج عنه إلاّ تخريب النفوس وإفساد العقول وانحطاط الأخلاق..؟ ثم كيف نسمح باستنبات الغذاء الفاسد محلياً..؟ وبعد.. فما نظن أن كتاباً أحرى بالقراءة والعناية من هذا الكتاب في هذه الفترة الرهيبة من تاريخنا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :836  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 49
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.