شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أضْواء عَلى الصهيونية
الأستاذ علي السعدني
ما من شك في أنه برغم ضخامة عدد الكتب التي صدرت عن الصهاينة أو الصهيونية في السنوات الماضيات.. وفي مختلف اللغات.. فالواقع أن مجال القول في هذا المجال.. سوف يظل "ذا سعة" حافلاً بكل جديد.. وبكل غريب وعجيب.. وأحب أن أسأل: ماذا أصبحت كلمة صهيونية تعني اليوم في نظر محبي السلام قاطبة؟
وما هو المعنى الذي توحيه في النفوس؟! يبدو لي بصورة لا تقبل أي جدل.. أن أول ما يفهمه الناس جميعاً من كلمة "صهيونية" هو "الجريمة".. فهل يختلف في هذا اثنان؟!
الجريمة هي التفسير الحقيقي لكلمة الصهيونية، يؤيد هذا التفسير تاريخ أسود لليهود منذ أقدم العصور. تاريخ كله جرائم في أسوأ الصور، وفي أقبح الألوان.. واليهود هم الصهاينة.. لا فرق ثمة ولا تمييز فإذا كان قد ظهر في الفترة الأخيرة من قال بعكس هذه الحقيقة، فهو في رأينا لا يخلو من إحدى صفتين: إما خادع، وإما مخدوع..
* * *
على أي حال فسيكشف لنا هذا الكتاب "أضواء على الصهيونية" عن الكثير.. الكثير من الحقائق الرهيبة عن اليهود الصهاينة.. أو الصهاينة اليهود..
يقول المؤلف في المقدمة:
بعد مضي ما يقرب من أربعة عشر قرناً اتضح لقلة من رجال الفكر الإسلامي والعربي أن بني إسرائيل الذين عاشوا في رعاية الإسلام، وحماية المسلمين كانوا يظهرون للمسلمين غير ما يبطنون.. كانوا يتملقونهم في الظاهر.. ويبغضونهم في الباطن.. يتوددون إليهم.. ويضمرون لهم السوء، ويتجسسون عليهم، ويتآمرون ضدهم، ويبيعون الأسرار التي اطلعوا عليها بحكم مهنهم سواء أكانوا يحترفون الطب، أو يشتغلون بالترجمة أو يعملون في الشؤون المالية والتجارية.
وبعد مضي ما يقرب من أربعة عشر قرناً اتضح لقلة من رجال الفكر الإسلامي والعربي أن بني إسرائيل الذين عاشوا في رعاية الإسلام والمسلمين كانت لهم سياسة عدائية ضد الإسلام الذي رأوا فيه خطراً على مصير اليهود.. لذلك أعلنوها حرباً سافرة في عهد رسول الله.. إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (النصر: 1-2).. أعلنوها حرباً سرية.. والحروب السرية تتسم عادةً بالمكر السيئ.. والخديعة والدهاء الخبيث.. وكانت معاركهم الخفية من طرف واحد.. لأن الطرف الآخر لم يفقد ثقته في بني إسرائيل بل إن من الخلفاء من استوزر بعضهم ورفعهم إلى أعلى مناصب الدولة..
ثم ماذا أيضاً؟
يقول المؤلف:
وبعد مضي ما يقرب من نصف قرن.. تبين للعالم الإسلامي وللشعب العربي أسرار المؤامرة الكبرى التي رسم خطوطها وأشرف على تنفيذها كل من الاستعمار والصهيونية العالمية والتي كان من نتائجها:
1- إلغاء الخلافة الإسلامية التي دامت أكثر من ثلاثة عشر قرناً..
2- تصفية الإمبراطورية العثمانية الإسلامية، وتحويل تركيا العظمى إلى تركيا الصغرى، والوقيعة بينها وبين الدول العربية لفترة غير قصيرة..
وما زالت الصهيونية العالمية وبعض الدول الاستعمارية تنفذ سياستها العريقة في الوقيعة بين الدول الإسلامية والدول العربية بعضها البعض حتى لا تتفق كلمتهم ولا تتحد نظمهم فيخضع بعضهم لنظم مستوردة لا تمت إلى تراثهم الروحي بصلة. كما خرجت حكومات بعض الدول الأخرى عن الخط الإسلامي.. وبذلك اختفت وحدة الصف وتباعدت وحدة الهدف، وارتدى عملاء الصهيونية والاستعمار ورجالاتهما أقنعة عربية وإسلامية كما حدث بالنسبة لمهزلة "لورنس".. ومأساة "جلوب"..
وأخيراً وليس آخراً: قبضت الصهيونية من الاستعمار البريطاني ثمن تعاونها معه قطعة نفيسة مقدسة عزيزة على كل العرب والمسلمين والمسيحيين استولت عليها الصهيونية وجعلت منها "نصل خنجر" و "رأس حربة" في قلب الدول العربية وجعلت تتسع في رقعتها، وهدفها تحقيق وعد في التوراة المحرفة، هو ذاته وعد محرف.. ثم يقول المؤلف:
ولسوف يجد الباحث أن أكبر الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها الدول الإسلامية والحكّام المسلمون والعرب أنهم خرجوا على أوامر الدين وأحكام القرآن الكريم وسنة الرسول والخلفاء الراشدين وأنهم لم يفطنوا إلى إحدى مظاهر الإعجاز في كتاب الله بالنسبة للخطر الإسرائيلي فقد حذرنا الله سبحانه وتعالى منهم في عشرات الآيات وكان يكفي أن يذكر وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (إبراهيم: 46) حتى نعزلهم عن المجتمعات الإسلامية.. أو نبعدهم عنا..
* * *
ولسوف يجد الباحث أن لبني إسرائيل سياسة قديمة تمتد جذورها -غير المرئية- في أعماق التاريخ، إلى أن تصل إلى سنوات كتابة التوراة المحرفة التي كتبت خلال ثمانمائة عام بأربع لغات مختلفة.. كما سيجد الباحث أن لبني إسرائيل أهدافاً عدائية ضد بني البشر، رسمها لهم أحبار التلمود، وإن حاخامات بني إسرائيل كانوا حريصين أن تظل سياستهم العدائية لبني الإنسان حية خلال فترات التشتت في العالم والتقوقع والانطواء داخل أحيائهم.. حية مختفية في زوايا قلوبهم المريضة..
وعندما استطاع بنو إسرائيل أن ينتصروا على الكنيسة خلال معارك خفية انتهت بالنصر الرهيب الذي أطلقوا عليه اسم الثورة الفرنسية. انطلقوا يعيثون في الأرض فساداً. يعبثون بثروات الشعوب وحرياتها تحت شعارات مزيفة تخصصوا في إطلاقها، فكانت الشعوب تئن تحت وطأة الظلم والاستبداد والاستغلال تحت شعار: الحرية والمساواة والإخاء..
ولسوف يجد الباحث أن قادة بني إسرائيل قد جمعوا شتات الأفكار الخبيثة التي حافظ عليها أحبارهم في الصدور، في ملحمة تقطر سماً زعافاً، أطلقوا عليها اسم "محاضر بروتوكلات حكماء صهيون" تشرح السياسة التلمودية، وتوضح خطوات تنفيذها وكان من حسن طالع البشرية أن وقعت نسخة من البروتوكولات في أيدي من أذاعوا سرها ونشروها في الصحف والمجلات والكتب فثار الرأي العام العالمي ضد أصحاب البروتوكولات.. فسارع قادة بني إسرائيل إلى إنكارها وتكذيبها، ورفعوا دعوى ضد من نشرها فكانت قضية الجيل.. حيث أصدر القضاء السويسري العالمي حكماً يقضي بصحة "محاضر بروتوكولات حكماء صهيون" وطالب الحكومة السويسرية بتعقب أصحابها وطردهم من البلاد.
* * *
ونظراً لأهمية البروتوكولات وخطورتها فقد حرص المؤلف على نشر نصها بالكامل ونشر ملخصها..
وفي صفحات متتابعة مسهبة يتحدث المؤلف عن توراة اليهود المحرفة ثم عن التلمود.. وهو أخطر كتب اليهود، وهو دستورهم الديني الذي يؤمنون به ويسيرون عليه ولا يحيدون عنه قيد أنملة..
يقول المؤلف: ويعتقد اليهود أن التلمود وجد قبل الخليقة ولولاه لزال الكون!!
"وأن الله قد منح اليهود السلطة على جميع مقتنيات كل الشعوب".
وسخر الله لشعبه المختار الحيوان والإنسان لأنه يعلم أن اليهود تحتاج لنوعين من الحيوان"..
نوع أخرس كالدواب والحمير!!
ونوع ناطق كالمسيحيين والمسلمين والبوذيين من أهل الشرق والغرب فقد سخرهم لنا لخدمتنا.. الخ.. الخ..
من وصايا اليهود:
- أن يبذل جهده لمنع امتلاك باقي الأمم في الأرض لتبقى السلطة لليهود وحدهم..
- إذا جاء الأجنبي واليهودي أمامك بدعوى.. فإذا أمكنك أن تجعل اليهودي رابحاً فافعل.. واستعمل الغش والخداع في حق الأجنبي حتى نجعل الحق لليهودي.
- يجوز لليهودي أن يحلف يميناً كاذباً وخاصة في معاملاته مع باقي الشعوب، واليمين جعلت لحسم النزاع بين الناس إما لغير اليهودي من الحيوان فلا اعتبار لها..
- ويجوز لليهودي أن يشهد زوراً، وأن يقسم بحسب ما تقتضيه الظروف..
إن أشباه هذه الوصايا العجيبة متتابعة في التلمود..
* * *
ويتحدث المؤلف عن حوادث "استنزاف الدماء" التي كان يمارسها اليهود.. وهي حوادث بشعة يندى لها الجبين..
بروتوكولات حكماء صهيون
يقول المؤلف: بعد أن أورد النص الكامل لبروتوكولات حكماء صهيون:
وخطورة بروتوكولات حكماء صهيون -وهي أشد فتكاً من القنابل الهيدروجينية- أنها تنفذ في الخفاء.. وتتسلل إلى النظم والدساتير والقوانين لتجهز على المجتمعات تحت ستار شعارات خانقة قاتلة خبيثة برع في صياغتها وعرضها إخوان الشيطان.. وإنها لا ترى ولا يسمع لها انفجار، ولا تعقبها إشعاعات ذرية ولكن تأثيرها ينتشر كوباء أشد فتكاً من الطاعون لا يبقي ولا يذر.. يقضي على كل ما هو إنساني في المجتمع الإنساني.. فلم تعد مشكلة البروتوكولات قائمة حول جدل عن صحتها، أو أنها مدسوسة على الصهاينة.. فقد أنهى القضاء السويسري العالي هذا الجدل عام 1937 وانتهى إلى إدانة الصهاينة بتأليف البروتوكولات للسيطرة على العالم.. ولكن المشكلة الحقيقية أن البروتوكولات أصبحت خطراً حقيقياً على المجتمع الإنساني فقد استعانت بها أجهزة الاستعمار في الدول الاستعمارية..
والتجأت إلى كثير من بنودها أجهزة المخابرات في كثير من الدول.. ومما يزيد في خطورة الموقف أنه لا توجد لجان دولية لوقف استعمال البروتوكولات وحماية حقوق الشعوب.. الخ.. الخ..
وجهاز رهيب اسمه "الكيهيلا"
يقول المؤلف: ومعناها اللفظي "المحكمة العليا" وتعتبر أغرب جهاز في التاريخ.. وعلى عكس ما يفهم من اسمها فهي لا تتعرض للشؤون القضائية لليهود.. إنما تعالج مستقبل اليهود في العالم على ضوء وعود التوراة المقدسة وتعليمات التلمود.. وبنود بروتوكولات حكماء صهيون بالاستعانة بالمحافل الماسونية والجمعيات السرية واللجان الخاصة..
وتتولى "الكيهيلا" رسم السياسات المختلفة في كل دولة من دول العالم، وتتولى لجانها المختلفة الإشراف على تنفيذ تلك السياسات والتنسيق بينها داخل الإطار العريض للسياسة التلمودية.
وتعتبر مدينة نيويورك المركز الدائم حالياً للكيهيلا حيث يقوم فيها أكبر جيتو في تاريخ اليهود ولم يكن اختيار المدينة الكبيرة لتكون مقراً للأمم المتحدة ومجلس الأمن نتيجة دراسات وأبحاث الدول التي اجتمعت عام 1945 في مدينة سان فرنسيسكو ولكن ذلك الاختيار كان بناء على قرار من الكيهيلا قبل اجتماع المؤتمر المذكور وقبل الهدنة مباشرة..
وقبضة الكيهيلا على نظام الحكم في الولايات المتحدة شديدة حتى صارت قراراتها شبه ملزمة للحكومة الأمريكية كما أن قرارات الحكومة الأمريكية تكاد تكون شبه ملزمة لكل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعتبر الكيهيلا أن نشوب الحروب العامة أو المحلية من أخص اختصاصاتها كما أن نشوب الثورات الكبرى.. والفتن والمؤامرات الصغرى من صميم أعمالها كما أن نشاطها بالنسبة لتنظيم الحروب الباردة أو العبث بالبورصات العالمية وهبوط وارتفاع العملات المختلفة أو اضطراب الأسواق العالمية في مختلف الدول من شؤونها الخاصة..
والمهم أن نشاط الكيهيلا يمتد من تنظيم ثورة في المجر أو تشيكوسلوفاكيا إلى العمل على وقف طبع كتاب مثل تاجر البندقية إلخ.. والكيهيلا هي التي تتولى رسم السياسة العليا الخاصة مثلاً بالتحالف السري بين اليهودية والغرب المسيحي ضد الإسلام والمسلمين إلى أن ينتهي الأمر في تقديرها بالقضاء على المسلمين.. ثم الانفراد بالمسيحيين لتحقيق الوعد المقدس بسيادة اليهود على العالم..
وهي التي تتولى رسم السياسة التي تقضي بإضعاف الطبقات المتوسطة، وانحراف الشباب.. وانحلال المرأة.. التي ترى في قوتها معوقات لقيام الإمبراطورية العالمية اليهودية..
والكيهيلا هي التي تتولى رسم الخطة لحماية بقية يهود العالم بابتداع بدعة الفصل ما بين خطر الصهيونية وخطر اليهودية وهي التي تتولى الإيعاز إلى لجانها وعملائها من الماركسيين والرأسماليين بترديد هذه الأنشودة..
وأخيراً فهي تمثل الحكومة العالمية اليهودية.. ومع ذلك فلا يكاد يسمع عن اسمها أحد أو تحس بنشاطها حكومة وقد نجحت نجاحاً منقطع النظير إذ جعلت هيئة المخابرات المركزية الأمريكية تعتنق سياسة البروتوكولات بل إن بعض أجهزة المخابرات في العالم قد اتخذت من بروتوكولات حكماء صهيون دستوراً وميثاقاً لها..
تضم الكيهيلا جميع الممثلين الرسميين لجميع المنظمات والأحزاب اليهودية في جميع أنحاء العالم. وعلى رأسها أنصار المذهب الماركسي.. وأنصار الرأسمالية اليهودية العالمية وقد لا يعلم البعض أن الماركسية تستند في رسالتها إلى التوراة..
وقد قامت الكيهيلا بدور رئيسي في قيام الثورة الشيوعية فقد أرسلت تروتسكي من نيويورك عام 1917 على رأس وفد من اليهود، كان يتكوّن من 300 عضو، مزوّداً بمبلغ بليون دولار بعد أن غيروا أسماءهم الأمريكية إلى أسماء روسية وقاموا بتنفيذ الخطة التي رسمتها الكيهيلا للسيطرة على زمام الثورة البلشفية والمضي بها لحساب اليهودية العالمية..
كما تضم الكيهيلا ممثلين عن الرأسمالية اليهودية العالمية التي تستند في أساسها الديني إلى الإصحاح الأول من سفر يشوع..
* * *
وتكون الكيهيلا لجاناً خاصة تتولى رسم الخطط الخاصة بالسياسة اليهودية في جميع أنحاء العالم فيما عدا الشرق الأوسط الذي يتولى أمره اتحاد الصهيونية الأمريكي..
وبذلك أصبح واضحاً أن الصهيونية تستهدف الاستيلاء على الشرق الأوسط وتحقيق الوعد بالاستيلاء على الأراضي التي تمتد من النيل إلى الفرات كما جاء في توراة عزرا..
أما اليهودية العالمية فتستهدف تحقيق الوعد المحرف في التوراة المحرفة بسيادة العالم وتحقيق المجتمع التلمودي الذي يقضي بالقضاء على الطبقة المتوسطة.. والذي يتولى أمره حالياً كل من النظامين الرأسمالي والماركسي..
بين الماسونية والصهيونية
تتفق الماسونية مع الصهيونية في أمور كثيرة منها:
1- إن كلاً منهما يرسم في الظلام ويخطط في السر ويعمل من وراء الستار ويراقب في الخفاء كما هي عادة المجرمين الذين يفكرون في الجريمة وينفذونها في السر..
2- إن الماسونية والصهيونية وليدة شرعية لليهودية تستمد كل منهما أصولها من التلمود وتنفذ تعليماته وتعمل بها في السر والخفاء..
3- تتفق الماسونية مع الصهيونية في عداء كل منهما للأديان غير اليهودية.. فالصهيونية لا تعترف بالمسيحية أو الإسلام.. أما بالنسبة للماسونية فقد قرر المحفل الأكبر في 13/5/1877 حذف كلمة الله -سبحانه وتعالى- وخلود الروح من دستوره كما جاء في مجلة اسكيت دي لافرانس في عددها الصادر في 15/10/1964م..
4- يعتبر الصهاينة والماسون من كبار رجال المؤامرات والدسائس والثورات في التاريخ فقد اشترك الماسون في الثورة الفرنسية وفي الثورة الشيوعية واشترك الصهاينة في مؤامرات احتلال فلسطين..
خطورة التمييز بين الصهيونية واليهودية
إن الدعوة إلى التمييز بين الصهيونية واليهودية، سياسة مستحدثة لم تعرفها المسيحية الأولى.. ولم يقل بها الإنجيل.. ولم يذكرها القرآن الكريم.. ولم يتحدث بها أحد من المفكرين أو المؤرخين أو رجال الدين، أو الساسة حتى نهاية القرن الثامن عشر..
وخطورة هذه الدعوة أن أغلب الذين يتظاهرون باعتناقها من الرسميين، أو من الذين تربطهم السياسة الأجنبية بصلة مباشرة مستترة.. أو غير مباشرة مختفية..
ومن بينهم من تزود بالثقافة الأجنبية الماركسية أو الرأسمالية أو من خريجي المحافل الماسونية.. فطبيعة تكوينهم الثقافي ترفض أي نقد ضد اليهودية حتى يوصموا بأنهم ضد السامية.. والاتهام هذا بالسامية شعار مخيف وسيف مسلط على رقاب كل من تحدثه نفسه بانتقاد السياسة اليهودية.. حتى يترك لها الحبل على الغارب فتعبث ما شاء لها العبث بمستقبل الجنس البشري والحضارة الإنسانية..
* * *
- ومما لا شك فيه أن التمييز بين الصهيونية واليهودية، سياسة لا تخدم العرب أو القضايا الإسلامية..
ولكنها تخدم بلا شك السياسة الصهيونية لأنها تحمي اليهود الذين يتظاهرون بأنهم ضد الصهيونية.. وتحمي مصالحهم.. إلى أن يتمكّن الصهاينة من إيجاد المجال الحيوي -خلال مراحل من المعارك السياسية والاقتصادية والعسكرية بين العرب وإسرائيل- الذي يتسع للفائض من اليهود في أوروبا وأمريكا، حسب الخطة الصهيونية العامة..
- إن الدعوة إلى التفرقة بين الصهاينة واليهود تتيح لليهود التمتع بكل الامتيازات الطبيعية.. وفي ظل تلك الحرية يستطيع اليهود خدمة المصلحة الصهيونية.. والتعاون مع الاستعمار.. وتنفيذ سياسته، والإشراف على مخططاته، ومتابعة خططه، والإساءة إلى العرب والمسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وهي تتيح للرأسمالية اليهودية استغلال بترول العرب لحسابها ولحساب إسرائيل وهنا يكمن السر في التمسك بهذه الدعوة..
- إن مجرد الدعوة إلى التفرقة والتمييز بين اليهودية والصهيونية يوهم المسلمين بأن اليهود منقسمون على أنفسهم.. وليس هناك أخطر من الاستهانة بقوة العدو الغادر الذي يتظاهر بالضعف أو بالانقسام على نفسه ليخفي قوته.. ويغطي سياسته.. ونفوذه وسيطرته..
- إن سياسة التمييز والتفرقة هي أصلاً سياسة يهودية وخطة صهيونية لحماية اليهود المقيمين خارج إسرائيل.. والذين يقومون بدور خطير لتدعيم الدولة اليهودية ونصرتها والدعوة لها.. والذين يدفعون لها الضرائب.. ويتولون الإشراف على الدعاية لها في جميع أنحاء العالم.. ومنهم يتكوّن الاحتياطي العام للجيش الإسرائيلي إذا احتاج إلى نجدتهم..
- إن التفرقة بين الصهيونية واليهودية سياسة بارعة لحماية اليهود المقيمين خارج إسرائيل من ناحية ولمساعدة إسرائيل على تنفيذ سياستها من ناحية أخرى..
وليس من شك في أن كل من يعتنق هذه السياسة لا يخرج عن كونه إما عميلاً مستتراً أو جاهلاً أحمق عنيداً أو مجاملاً للغرب..
فليست هناك حكمة واحدة تدعونا إلى اعتناق هذه السياسة المدمرة سوى خوف المنادين بها من تهمة التعصب الديني.. لكي يوصفوا بالدبلوماسية واللباقة والمرونة السياسية..
أما بالنسبة لتهمة التعصب الديني، فإن التمييز بين اليهودية والصهاينة تخطيط سياسي.. وليس تعصباً دينياً.. ولا شك أن قادة المسلمين قد ارتكبوا إثماً كبيراً خلال عصور التاريخ بعدم اتخاذ الحذر والحيطة -التي نادى بها القرآن الكريم والحديث الشريف- من اليهود والخطر اليهودي..
ولا شك أيضاً أن اليهود قد استغلوا ذلك الإهمال في تقويض أركان الخلافة الإسلامية.. والمشاركة في اضمحلال الحضارة الإسلامية والتعاون مع الاستعمار للسيطرة على مقدرات العالم الإسلامي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :882  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 49
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج