شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور سعيد السريحي))
شكراً جزيلاً، أسعد الله مساءكم، أستميحكم عذراً أن أستعيد معكم ذاكرة تعود إلى سبعة وعشرين عاماً، حيث المكان عكاظ، والزمان مصطفى إدريس، أمامي كان فتى تقتحمه العين، غير أن أسئلته القلقة كانت تقتحم القلب كذلك. مد لي مصطفى قصة قصيرة تتعثر كلماتها بين هفوات الإملاء حيناً، وهفوات النحو حيناً آخر، حين فرغت من قراءتها أدركت أنني أمام نص سردي يستشرف لغة لا تنتمي على اللغو، لغة أدركت من خلال ما ترصده من ملامح الظلم، والقبح ما يتشوق إليه الإنسان من عالم يتسم بالجمال والعدل، سألت مصطفى إدريس عن كاتب تلك القصة القصيرة، فأشار على ذلك الفتى، وعدت أقرأ الاسم الذي ذُيِّلت به، فصادفت عيناي اسم عبده خال لأول مرة مذيلاً لتلك القصة القصيرة. عبده خال ذلك الفتى الذي فاتني أن أعرفه قلقاً، مرتحلاً بين دراسة الهندسة ودراسة العلوم السياسية، غير أنه لم يفتني أن أعرفه قلقاً متنقلاً بين كتابة القصة القصيرة والرواية والمقال، فعرفت فيه أين أقام، وأين ارتحل انتماء لأولئك المهمشين الذين لا صوت لهم فيتحدثون ولا قلم فيكتبون، ولا ظهر إذا مسهم ضيم إليه يستندون، عرفت في عبده خال مذ أول نص قرأته له، عرفت فيه الكاتب الذي يعري ما يقبع خلف الأقنعة البراقة التي نرتديها من قبح، وخلف العدل الذي نتباهى به من ظلم، وخلف الإنسانية التي نتغنى بها من توحش لا يرحم، جماليات القبح التي يتأسس عليها الفعل الكتابي عند عبده خال هي التي حملت إليه المجد أو حملته إلى المجد غير أنها قبل أن تمنحه ذلك، منحته عذاباً لا يزال يتلظى بما تبقى من ناره الموقدة. اليوم نشهد جهات تكرم عبده خال على ما منحه لهذا الوطن من فوز، فقد شهدنا من قبل هذا الوطن، وما من جهة فيه إلا وتشد عبده خال إلى الوثاق، فيتعاقب عليه محققون في الليل، ومحققون في النهار، لا ذنب له غير أنه صرخ بنا ذات غفلة: كم أنتم غارقون في مستنقع آسن ولا تشعرون. تحية لعبده خال يوم يجدل لنا من فوزه تاجاً بعد أن كدنا أن نجدل له من وعيه مشنقة. شكراً جزيلاً.
عريف الحفل: شكراً للدكتور سعيد السريحي رئيس القسم الثقافي بجريدة عكاظ، الكلمة الآن أيها السادة والسيدات للشيخ جميل محمد علي فارسي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 166 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.