شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الأستاذ محمد حسين زيدان
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ محمد حسين زيدان فقال:
- … بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- إخواني.. أهلي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- إن محمد سعيد فارسي يتسع الكلام عنه وإن كان قد ضيَّقه عليَّ عبد المقصود وضيَّقَه عليَّ عزيز ضياء.. ولكني أتمتع بحيلة، وهي أني أستطيع أن أنجو من الضيق ليتسع الكلام عن الفارسي الذي اتسع له العمل واتسعت له القيم.. أقول لو أني ذقت طعم نفسي، يعني أنا بالأنويّة، لما تحدثت عن الفارسي، ولماذا أتحدث عنه؟ موظف قام بعمله فلماذا يكثر الحديث عنه؟ ولكن هذه الأنا أحذفها من نفسي لأني لم أذق طعم نفسي في هذه اللحظة وإنما أتذوق طعم بلدي طعم ترابي طعم هذا الكيان الكبير.
- أعني بأسلوب (الـ نحن) محمد سعيد فارسي جنى علينا جناية كبيرة نحن معشر أدباء الطليعة.. لقد انتهى عصر الأدباء.. وجاء الفارسي فارس حلبة يعطي المهندس هذه القيم، فإذا المهندس الوزير وإذا هو الخبير، وإذا المهندس الوالي. فإن لم يكن له فضل التعمير في الأرض فإن له فضل التعمير على هؤلاء المهندسين الذين أصبحوا الطليعة الآن.
- الفارسي يحمد له كما ذكر عزيز أن جعل جدة الأرض المالحة الأرض السبخة شجراء خضراء. قال بعض الناس لماذا الفارسي لم يقم بزراعة شجر مثمر كالليمون والبرتقال. وغير ذلك؟ قلت لقد أحسن أنه لم يزرع لكم شجراً مثمراً وإلاَّ لتضاربتم عليه واختلفتم عليه وأبدتموه وتركتموه خراباً. إن هذا الشجر الأخضر أعطاكم الأكسجين، أعطاكم الجمال، أعطاكم أن تكون جدة شجراء خضراء. قد لا يحمد للفارسي كل هذا التوسع ولكنه لن يجحد أن جعل جدة شجراء خضراء..
- الفارسي، استعاروا مني الكلمة التي قلتها أولاً.. عالم، مهندس.. نعم، فنان.. نعم، طموح.. نعم، لكنه ذواق.. خيالي، فلولا الخيال الذي لبس وجدانه ولبس عزيمته لما صنع كل ما صنع.
- قالوا لوالت ديزني صاحب مدينة الملاهي في لوس أنجلوس: إن مدينتك قد كملت، قال: لا شيء يتصف بالكمال ما دام هناك خيال. خيال الفارسي هو الذي خوَّل أن يصنع ما صنع، ولكن لماذا صنع الفارسي أو بعبارة أخرى بماذا صنع الفارسي؟ صنع بالدعم من الملك فهد خادم الحرمين الشريفين.
- إن الملك فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين نذكر له هذه الثقة بمحمد سعيد فارسي وهذا الرضا عنه وهذا العطاء له، ولكنا نسينا أن نذكر لخادم الحرمين الشريفين عزيمتين نهضت بهما جدة، لم يصنعهما الفارسي، وإنما أعانتاه في أن يصنع ما صنع وهي عزيمة الفهد في التحلية، كانت عزيمته كبيرة جداً وشديدة أن تثمر التحلية هذا الماء، ولعلها كما تحلَّت تلهينا عن كثير مما مضى فهي تحلية وهي تلهية.. كذلك عزيمة فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين في إصلاح الموانئ، جدة أصبحت ميناء معترفاً به محموداً، فكلما أتت باخرة تقف ساعات حتى تفرغ حملها.
- إذن فهذا التكريم لمحمد سعيد فارسي يعطينا أن نكرم أنفسنا بالثناء على الملك فهد خادم الحرمين الشريفين، لا من حيث أنه أمد الفارسي بالقوة - فذلك معروف - ولكن من حيث أنه عزم العزيمة الكبرى في أن تثمر التحلية هذا الماء الحلو، وعزم العزيمة الكبرى أن أصلح الموانئ، ليست جدة وإنما ينبع وكل الموانئ الأخرى.
- قلت في مقال تقرؤونه يوم الأربعاء: لقد حكم هذا البلد حكام كثيرون، بنو أمية والعباسيون وملوك الطوائف والأيوبيون والمماليك، لماذا عجزوا أن يمدوا جدة بماء حلو؟ جدة تشرب صهاريج وبرك وقرب تحملها الجمال.. لماذا؟ أقول ليس عجز الفقر ولكن عجز الفصام والخصام والخلاف بين المدينة وحاكمها، بين المدينة والقرى حولها، بين القرية والقبائل. كأنما ادخر الله ذلك للملك عبد العزيز أن يمد جدة بالعين، وادخر ذلك أن يزيد الملك فهد إمداد الماء في كل مكان حتى ليبلغ السراة وهو في تهامة، يبلغ السراة ويبلغ شماريخها الماء الحلو من التحلية.
- إذن الفارسي أعطى للملك فهد بهذا التكريم أن نكرم أنفسنا بالثناء عليه.. لو ذقت طعم نفسي لما أثنيت على الفارسي وهو يعرف ذلك، ولكن أذوق طعم نفسي بالقرابة القريبة منه والصهر إليه، وأذوق طعم تربتي - بالثناء عليه الذي أحسن التنمية فيها والعمران فيها - ذواقاً كريماً مكرماً من الملك ومن الدولة ومنا جميعاً صغيراً وكبيراً.. أكرمه الله بقدر ما أكرم نفسه وأكرم بلده؛ والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :984  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.