شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الأستاذ عزيز ضياء
ثم قدم الأستاذ حسين نجار الأستاذ عزيز ضياء ليقول كلمته فقال:
- معالي المهندس محمد سعيد فارسي، لقد رضيت بجدة عروساً ورضيت بك عريساً، والمهر لم يكن صندوقاً سيسماً ولا قلائد من الياقوت والمرجان، ولكنه كان من جلائل الأعمال الشاهدة لك على طول الزمان. أما الكلمة الآن فهي لأستاذنا الكبير الأستاذ عزيز ضياء في هذه المناسبة.
و هنا التقط الأستاذ عزيز ضياء اللاقط فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد.. فالواقع أن الأستاذ عبد المقصود قد أوفى الموضوع حقه، فأفاض وشرح وتكلم بما يمكن أن تكون فيه الكفاية لكل إطراء وثناء. ولكن الذي يمكن أن يضاف وهو إضافة قصيرة وصغيرة، هو أن المهندس محمد سعيد فارسي قد استطاع أن يقنع أمثالي من الذين يوصفون بطول اللسان وبكثرة الكلام، أن يقنعنا بأنه ليس هو تلك الشخصية التي كنا نهاجمها دائماً ونتساءل عن إنجازاتها.
- في البداية عندما كان في التخطيط على ما أظن، وقبل أن يكون أمين مدينة جدة، كانت الثورة عليه ليست مني وإنما من جماهير كثيرة جداً في هذا البلد، وبالأخص فيما كان يسمى الشوارع الخلفية أو الطرق الخلفية التي كنت أغشاها ويغشاها الناس فلا يجدون فيها أثراً للإِصلاح أو لهذه الأشياء التي يتطلعون إليها. وأذكر على سبيل المثال أن بعض النسوة كن يتصلن بي ويعاتبنني عتاباً شديداً لأني أطري أو لأني أسكت عن الواقع الذي في تلك الشوارع الخلفية الكثيرة في جدة.
- عجيب جداً أن تتطور الأحوال وأن تصبح هذه الشوارع الخلفية مشكلة من مشاكل حياتي شخصياً، لأني إذا خرجت من منزلي مدعواً إلى مثل هذه الحفلة وفوجئت بأن سائق السيارة ليس معي، وهو الذي يعرف بيتي، أضيع وأفقد الطريق ولا أستطيع الوصول إلى منزلي. وقد حدث فعلاً مع الأستاذ محمد سعيد طيب أنه غامر بالخروج معي ظناً منه أني أستطيع أن أدله إلى بيتي، فظللنا نسوح في جدة وفي شوارعها ما يزيد عن ساعة من الزمن إلى أن وصلنا إلى البيت، وهذا يعني أن تلك الشوارع الخلفية التي كثر الكلام عنها ونَقْدُها واستهجان حالتها أصبحت شيئاً آخر، أصبحت هذه الشوارع الجميلة المشجرة، وليست مشجرة فقط بل أصبحت جدة في الواقع هي مدينة الحدائق.
 
- لم يكن يتصور أحد إطلاقاً أن يَمشي في شوارع جدة فيرى كل هذه الخضرة ويرى كل هذا التنسيق ويرى الحرص على نظافة الشوارع، وحكاية النظافة هذه حكاية طويلة عشنا مشاكلها، ولكن الآن أرى أن الشوارع نظيفة حقاً، ليست الشوارع التي أهتدي بها إلى بيتي - وهي في ما أظن في منطقة تتميز بشيء من العناية - وإنما حتى في تلك الشوارع الخلفية التي كثرت شكاوى الناس منها، فما السر الذي استطاع به المهندس محمد سعيد فارسي أن يغير الصورة؟ السر كما قال الأخ عبد المقصود في عزمه وعزيمته وفنه وعلمه من جهة، ثم في ذلك الدعم الهائل غير المحدود الذي قدمته الدولة لتصبح جدة هذه التي نراها، التي نسميها عروس البحر والتي هي فعلاً عروس البحر، وأستميحكم عذراً إذا قلت: إني أنا الذي سماها عروس البحر منذ سنين طويلة، عندما كان عبد الله السليمان - رحمه الله - يؤسس إذاعة لجدة مقدار إرسالها عشرة كيلووات، وطلبوا مني أن أكتب برنامجاً عن جدة كما كانت في تلك الأيام فسميتها عروس البحر وهي ما تزال عروس البحر حتى الآن.
- الواقع أن الأستاذ محمد سعيد فارسي أو المهندس محمد سعيد فارسي قد صنع ما يعتبر إعجازاً بالنسبة لإِنشاء المدن في كثير جداً من مناطق العالم.. عشت في كثير جداً من بلدان العالم، ومنها ما أذكره دائماً مدينة برايتون في إنجلترا، عشت ما يقرب من ستة شهور فأدهشني كثيراً عندما عدت إلى جدة في يوم ما، واصطحبني من أراد أن يُريني ماذا حدث، فإذا بي أجد كورنيش جدة أفضل وأجمل كثيراً من برايتون، ثم هو أجمل إلى حد كبير من "نيس"، و"كان"، وليس هذا قليل.
- بقي أن الأستاذ المهندس محمد سعيد فارسي يترك منصبه اليوم مكرماً من الدولة أولاً ومن خادم الحرمين الشريفين بالدرجة الأولى، ثم من جماهير الشعب، جماهير هذه الأمة التي تقدر للرجال أعمالها. بقي أن نتساءل: ترى هل تظل جدة على ما هي عليه اليوم؟ هل يحتفظون لها بجمالها؟ هل يزيدون الصيانة؟ هل يحرصون على نظافتها كما هي؟ هل نراها ونحن آتون بالطائرة وكأنها فردوس من الأضواء؟ ذلك سؤال، بل هي أسئلة أتوجه بها إلى هؤلاء الشباب والرجال وقادة الفكر، أعتقد أنهم سيبدؤون مرحلة من المطالبة لن تنتهي إلاَّ إذا استطاعوا أن يثبتوا بقاء جدة على ما هي عليه اليوم؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1174  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج