| ترنمْ بشدوِ الشعبِ، واستلهِمِ (الذّكرى) |
| وفاخر بها الدُّنيا - وصافِحْ الأُخرى |
| وقفْ في شموخِ الطَّودِ - وانظرْ خلالَه |
| فوادي (سعودٍ) تُستهَلُّ بها البُشرى |
| تألَّق (بالتوحيدِ) كالشمسِ في الضُّحى |
| و (بالبعثِ - والتشييدِ) آلاؤهُ تَترى |
| قرونٌ مضت عَبرَ الجزيرة – وانقضتْ |
| أَناسِيُّها حَيرى! وأَكبادُها حَرّى؟! |
| أَلحَّ عليها الجهلُ، والخوفُ، والضَّنا |
| فاضوعَها وعياً، وأوسَعَها قَهراً |
| فأبدَلَها (عبدُ العزيزِ) من الرَّدى |
| حيـاةً ومـن أَرزائِهـا المجدَ والفخـرا |
| وأيقظَها بعدَ السُّباتِ، فأقبلتْ |
| تدينُ العِدى رغماً تأطِرُهُم أطرا |
| وكانت شتاتاً فانضوتْ تحتَ ظلِّهِ |
| (فيالقَ) في أيمانُها (الرايةُ الخضرا)!! |
| تقدمَها (سعدُ السعودِ) وقادَها |
| إلى (الهدفِ الأسمى) - وخلَّدها ذِكرى |
| وباهى بها في الشرقِ، والغربِ دولةً |
| تَدِلُّ بها عِزاً، وتسمو بها قَدرا |
| يَشُدُّ بها أَزرَ (الأُخوَّةِ) – مُخلصاً |
| إذا ما اشتكتْ ضيماً، أو احتملتْ (وترا)! |
| معاقِلُها (إيمانُها) – وحُصونُها |
| (عقائدُها) والمُكرماتُ بِها تَترى |
| وأرفدَها (إيثارَهُ) فتطلعتْ |
| إلى (الأملِ المنشُودِ) – و (الوحدةِ الكُبرى)! |
| قصُارى بني الفصحى انبِهَارٌ، وهَيْبةٌ |
| إذا هو زانَ (التاجَ) أو شرَّفَ القَصْرَا |
| (مليكٌ) تألى أن يُفدِّيهِ شعبُهُ |
| بما هو لم يَذخرْ، وما هو قد أَمْرى |
| فخُذْ ما تراهُ! واشهدِ الصَّرحَ عالياً |
| بما شِئْتَ عِلماً - وما شئتَهُ (تبرا) |
| وما تزدهي (جيشاً) عظيماً وقُوةً |
| وما تبتغي بأساً، وما تحتذي صبرا |
| وغرد به عزماً - وحزماً، ونَائِلاً |
| ورجِّعْ بهِ لحناً، وسَاجل بهِ شِعرا |
| وقُل كلَّ بيتٍ ما استطعَتَ مُردداً |
| ولا تخشْ إملالاً، وحلّق به عشرا |
| وسبِّحْ بحمدِ اللهِ، واصدعْ بأمرِهِ |
| وحدِّثْ به فضلاً، ولا تأُله شُكرا |
| عشيةَ (إخوانُ الشياطينِ) في الورى |
| يسومُونَهم خسفاً ويُصلَونَهُمْ ذُعرا |
| تَداعَوْا على (الضَّعفِ البَرِيءِ) وأطبقوا |
| على أرضِه زحفاً، وأشلائهِ غَدارا!! |
| وما عَلِموا أَنَّ (العُروبَةَ) وَحْدَةٌ |
| وكالقدرِ المُنقضِّ تقتحمُ الجَّمْرا |
| فما هي تخشى الهوْلَ - والهَوْلُ قاصِفٌ |
| ولا الموْتَ (صَاروخاً) يُجلْجِلُ أو (ذرّا)!! |
| ومهما كرهنا الحَادِثاتِ – فإِنَّها |
| حوافزُنا اللاتي تُنهنِهُنا زجرا |
| وأَحسبُنا نستدبُر الأَمسَ مُبْهماً |
| ونستقبلُ اليوَم المُحيطَ بنا فجرا |
| (سُعودٌ - سعودٌ) في رعاياهُ نِعمَةٌ |
| وإحسَانُهُ لا تستطيعُ له حَصْرا!! |
| وكمْ لسعودٍ في بني الضَّادِ من يدٍ |
| صحائفُها تُتْلى، وأنباؤها تُقرا! |
| فيا فالقَ الإصباحِ - زدْهُ جلالةً |
| وعِزاً - وتوفيقاً فأنت بهِ أَدرى |
| إليك مع الأَسحار يشخُصُ قلبُهُ |
| وفيكَ على الأعباء يَسْتَسْهلُ الوعرا |
| يُناجيكَ إِخباتاً، ويسجدُ قانِتاً |
| ويرجو بك التأييدَ، والفتحَ والنَّصْرا |
| فللهِ ما أبقى - وللهِ ما اتَّقى |
| وما أكرمَ الجدوى، وما أعظمَ الأَجرا |
| أَعزَّ بهِ الرَّحمنُ - دينَ (محمدٍ) |
| وأخزى بهِ الإِلحادَ – والبغيَ، والكُفرا |
| ووفقّهُ للخيرِ - يغمرُ شعبَهُ |
| وأيَّده سعياً، وباركهُ عُمرا |
| وأَعلي منارَ الحقِّ فيه (بعاهلٍ) |
| على الدهرِ منه تستنير لنا (الذِّكرى) |