بأَيِّ (يوميْكَ) هذا (الشعـبُ) يَبتهـجُ |
بما رأى؟ أم بِغادٍ فيكَ يَنبَلِجُ |
يدٌ تُسابِقها أخرى – وعارِفَةٌ |
في إِثرِ عارفـةٍ – تَتْـرى – وتَنتسِـجُ |
تَشْدو القلوبُ بهـا شَفعـاً، ويوتِرُهـا |
لكَ الثَّناءُ المُثنَّى وهو يَأتَرِجُ |
يكادُ فيـك الدُّجـى يَنْفـي غَلائِلَـهُ |
ويَكتَسي بالضُحـى (بُـرداً) ويَبتَـرِجُ |
إنّ (السَّراةَ) وقد شاقَتـكَ من كُثـبٍ |
وصافَحَتكَ (ولاءً) وهيَ تَنفَرِجُ |
أَلقى إليكَ بها إخلاصُها زُمَراً |
كما استمـدَّ
(1)
علـى تَيَّـارِهِ النَّبَـجُ |
من كلّ مُستَبـقٍ، كالسَّهـمِ مُنْطلـقٍ |
يَقْفو سبيلَكَ في الجُلّى ويَنتَهِجُ |
عشائرٌ لم يََشُبْ أخلاقَها مَلَقٌ |
ولا رياءٌ، ولا طَيْشٌ، ولا هَوَجُ |
ما مِثلُها في الهوى إلاّ شوامِخُها |
إنْ كان للحبِّ وزْنٌ أَوله دَرَجُ |
لم تَحْظَ يوماً (بذي تـاجٍ) تَـدِلُّ بـهِ |
سواكَ، في الدهرِ فهيَ السُنْـدسُ الأرِجُ |
أَثْرى (ثَراها) وأَرْبتْ أَرضُها – وزكَتْ |
سماؤها، واعْتَلتْ من فَوقِهـا السُّـرُجُ |
تَضوَّعَتْ عَبَقاً، واعْشَوْشَبـتْ طُرُقـاً
(2)
|
ونُظِّمتْ نَسَقاً، وافْتَـرتِ
(3)
الخُلُـجُ
(4)
|
حَبوتَها بالهُدى تعلو مَنابرُهُ |
وبالمصابيح منها النورُ والوَهَجُ |
حتى تكونَ (لدين اللهِ) مأرزَهُ |
عَبْرَ الحجـازِ - إذا ما فَـرَّطَ الهَمَـجُ |
مِصداقُ وعـدِ (رسـولِ اللهِ) تَكْنِـزُهُ |
ذُخْراً، وتَكْسبُه أَجراً وتَبتَهِجُ |
لم يَثْنِ عَزَمَكَ عنها (القَيـظُ) تَحـذَرُهُ |
طيَرُ السماءِ، ولا (الإِصْعادُ) و (الدَّلَجُ) |
ولا السَّمائم تُصليها زَوافرُها |
ولا الدّروبُ - حَصاها، (الأمتُ)
(5)
و(العِوَجُ) |
وقد وفَيتَ، لها بالوَعدِ تُنجِزُهُ |
وهو (الحياةُ) لها، والبَعْـثُ، والخَلَـجُ |
فما رأيتَ؟ رأيتَ (الغـابَ) مُحتشِـداً |
بالأُسْدِ، والـدَّوحِ بالأَشبـالِ يَعتَلِـجُ |
وأمّةً مـن أُبـاةِ الضَّيـم – طامِحـةً |
أكبادُهـا لكَ – بالإخـلاصِ تَختَلِـجُ |
تَرنو إليكَ أَبصارُها (مِقَةً) |
وفي بَصائرِها (التوحيدُ) - يَضَّرِجُ |
حَيّاكَ بالحبِّ منها كلُّ مُنتَجِزٍ |
وكلُّ مُرتَجِزٍ بالمَجْدِ - يَمْتَهِجُ |
واستقبَلتْ بكَ دُنْياها، وقد هُدِيَـتْ
(6)
|
بالدّيـنِ - لا شَططٌ فيـه ولا حَـرجٌ |
كرّت قـرونٌ عليهـا وهـيَ غافيـةٌ |
يَسْطـو بها الجَهلُ، والتَّخريفُ واللَّجَجُ |
حتى ائتلقْـتَ بهـا صُبْحـاً فباكَرَهـا |
(سعدُ السعودِ) وجَلَّى
(7)
ضيقها (الفَرجُ) |
واستقبلتْ حظَّهـا المَوْفـورَ شاكِـرةً |
بما أَفَضْتَ عليهـا – وهـيَ تَهتَـزِجُ |
أَعظِمْ بِعبِئكَ في الأَعباءِ تَحمِلُهُ |
وحولكَ الأرضُ – بالأهواءِ تَمتَـرِجُ
(8)
|
ما في بلادك إلاّ ما أَحطتَ بِه |
علْماً وما هو - (في ناديـكَ) يَنـدَرِجُ |
(فَضْلٌ من اللهِ) جادَتْنا روافِدُهُ |
ونِعمةٌ - بمَزيد الحَمدِ - تَمتَزِجُ |
لا يَملكُ الشعـرُ منهـا غـيرَ قافيـةٍ |
أمّا أياديكَ فهـيَ البحـرُ – واللُّجَـجُ |
يا صاحبَ التـاجِ وضَّـاءً (بَمَفْرَقِـهِ) |
ومن هو الجيشُ، والأعْـدادُ والرَّهَـجُ |
وسيّدُ العَربِ العرْباءِ قاطِبَةً |
ومن به الشرقُ، والإسـلامُ يَمتـزِجُ
(9)
|
لا تحسبُ الشعبَ إلاّ (أنتَ) مُجتمعـاً |
وإنْ ترامتْ بـه الآفـاقُ واللُّجـجُ
(10)
|
بل أنت في الحقِّ (شمسٌ) تَستَضـيءُ بها |
(رَعيّةٌ) لكَ لا تَلهو - وتَنتَضِجُ |
أَقَلْتَهَا عَثراتِ البؤسِ فازْدلَفتْ |
إلى النعيمِ، وأَعْيا غيرَها البَهَجُ |
شيَّدتَ عَرشَكَ لا مِنْ عَسجـدٍ ذَهَـبٍ |
ولا نُضارٍ به الأَخلاقُ تَنْزلِجُ |
لكنما ارتفعتْ منه (قوائمُه) |
على (عقائدَ) للفردَوْسِ تَنفَرِجُ |
وصُغْتَهُ مـن صريـحِ الحـبِّ تَغرِسـهُ |
في كلِّ قلـبٍ بمـا تُسـدي وتَنتَهِـجُ |
تَباركَ اللهُ ما أَتقاكَ مِن مَلِكٍ |
سيماؤُكَ النصرُ – والتوفيقُ – والفَلَـجُ |
في كلِّ بَسمَةِ فجـرٍ أو دُجـى غَلَـسٍ |
تزيدُ شعبَكَ شكـراً – وهـو يَلتَهِـجُ |
ويبذلُ الحـبَّ مـن أعماقِـهِ شغفـاً |
(أَلبيِّناتُ) هيَ الأرواحُ والمُهَجُ |
في راحةِ الكفِّ مـن يُمنـاك قَبضتُـهُ |
لكنَّـه لَكَ فيهـا (الفاتِـكُ اللَّهِـجُ) |
إذا رميتَ به الهَيجاءَ طارَ بهِ |
في نصرِكَ (البأسُ) و (الإِقدامُ) والعَجَجُ أمّا |
تخالُه الأرضُ - (جنّاً) والسماءُ رحَـى |
الحَصيدِ - فأَعداءُ الهُدَى العُلُجُ |
أَرغَدْتَهُ بِندى كفَّيكَ مُنهمِراً |
وفي جَوانَحهِ قامتْ لك الحُجَجُ |
فإِنْ أَلَحَّـتْ بـه الأَسحـارُ ضارعـةً |
فإنْ تعيشَ مُهنّىً وهو يَبتَهِجُ |
فَليُبقِكَ اللهُ للإسلامِ تَنصُرهُ |
وللعروبةِ يَحْدوها - بِكَ الهَزَجُ |
ولْيُؤْتِكَ اللهُ أضعافاً مُضاعَفةً |
ثَوابَ ما أنتَ تُعلِيه وتَفتَرجُ |
ولْيحفظِ اللهُ فيـك الديـنَ ما هَتَفَـتْ |
بك (البِطاحُ) وما زانتْ بـك الحُجَـجُ |