لا.. |
لستُ أَقْوى يا فتاتي أنْ تَحولي.. أو تَصُدِّي.. |
مِن بعد عُمْرٍ عِشْتُ فيه .. وعاش في الفِرْدَوْسِ وَجْدي.. |
قـد كنْتِ فيـه معـي.. ومـا كنْـتُ الأثيـرَ بـه لِوَحْـدي.. |
فَتَرفَّقي أو سوف تَغْترِبين في دُنْياكِ بعدي.. |
* * * |
لا.. |
لسْتُ أَرْضى. لا بِدَمْعي المُسْتَفِيضِ ولا بِسُهْدي.. |
مِن بَعْد أنْ أَصْبَحْتِ مِنِّي.. كوكبا في الجَوّ يَهْدي.. |
وغَدَوْتِ بَيْن الغِيدِ سِحْراً في طَيالِسِهِ. وفتنةَ مُسْتَبِدِّ.. |
وغَدَوْنَ هن.. على طلاوتهن عيشاً غير رَغْدِ.. |
* * * |
لا.. |
لسْتُ أَقْوى بعد تضحيتي وإيثاري وشَجْوي.. |
أَنْ تَحْتَفي بعدي بِنِسْناسٍ. وأَنْ تَرْضَيْ بِجرْوِ.. |
وأنا الذي أختْالُ ما بَيْنَ النُّجومِ بِمَحْتدِي وبِحُلْو شَدْوي.. |
هل صِرْتِ سِلْعةً مُشْتَرِينَ بِلُؤلُؤٍ رُطْبٍ وفَرْوِ؟.. |
* * * |
لا.. |
لَسْتِ أَنْتِ من اشْتَهيْتُ وصالَها تلْكَ الطَّهُورْ.. |
أنا لَسْتُ أهْوى غَيْرَ مُحْصَنَةٍ. بِعفَّتِها فَخُورْ.. |
حَسْبي بِذلك مِن جَمالٍ تزدهي منه السُّتُورْ.. |
شَتَّانَ ما بَيْن النَّسِيمِ. وبَيْن عاصِفةٍ دَبُورْ.. |
* * * |
لا.. |
إنَّني الشِّعْرُ المُرَفْرِفُ بَيْن هاماتِ الكواكبْ.. |
لن أَرْتَضِي الحُبَّ المُدنَّسَ. تَستَحي منه المناقِبْ.. |
لا تَرْتَجِي الرُّجْعى. فإنَّ شمائِلي تَأَبى المثالِبْ.. |
نَأْبى الغَوانِيَ راقصاتٍ فوق أَشْلاءِ المناكبْ.. |
* * * |
لا.. |
فَتّذكَّري كم كُنْتِ تُغْريني بِعاريةِ المفاتِنِ واللُّحون. |
ولَكمْ عَفَفْتُ. وكم عَزَفْتُ بِرَغْمِ ملتهب الشُّجُونْ.. |
فَأَراكِ غاضِبَةً تدمدم. لا تكف عن الجُنُونْ.. |
كَلاَّ. أنا في هَوايَ أضِيقُ ذَرْعاً بالمُجونْ.. |
* * * |
لا.. |
إنَّني أَجِدُ الهوى المَسْعُورَ هاوِيةً يخيف ضِرامُها.. |
فَتَرُوغُ عنه إلى الهوى الحاني على.. حَشاشَتي وأُوامُها.. |
ظَمْأى إلى الرِّيِّ الطَّهورِ. فما يجور ولا يحيف غَرامُها.. |
تَشْدو وتَشْغَفُ بالسَّلامِ. ولا تَطِيشُ سهامُها.. |
* * * |
لا.. |
فاسْمَعِيني. واهْجُريني. إنّ هَجْرَكِ لا تَضِيقُ بهِ الضُّلوعْ.. |
أنا.. إنْ أَرَدْتِ الحَقَّ هاجِرُكِ العَزُوفُ عن الخُضُوعْ.. |
لا أَنْتِ.. كلاَّ فاذْكُري تلك الضَّراعةَ والدُّموعْ |
لا. لسْتُ بالرَّجُلِ الجَزُوعِ من الذُّيوعِ. ولا الهَلُوعْ.. |
* * * |
لا.. |
وإذا الوَداعُ أخاف مَشْغُوفاً. فإِنِّي لا أخافُ مِن الوَداعْ.. |
فلقد نَبَذْتُ هواكِ إذْ كَشَفَ الهوى عَنْكِ القِناعْ.. |
فإِذا بِكِ الولهى.. بِلا حَرَج.. بمَوْفُورِ المَتاعْ.. |
وإذا أنا السَّالي عن اللَّيْلِ البَهِيميِ بِلا شعاعْ |
* * * |
لا.. |
فاسْتَمْتِعي بِهواكِ ما بَيْنَ الزَّعانِفِ والنَّدامى.. |
مَرحىً لهم ولَكِ التَّبَذُّلُ. فارفعوا عنه اللِّثاما.. |
أنا مُنْتَشٍ في الرَّوْضٍ ما بين البَلابِلِ والجَداوِلِ والخُزامى.. |
ولقد عَلَوْتُ به فجاوزت السَّحائِبَ والغماما |