أسدِلي فَوْقَكِ الحجابَ فإِنِّي |
لا أُحِبُّ الجمالَ نَهْبَ العُيونِ! |
يَرخُصُ الحُسْنُ إنْ تَعَرَّى ويَهْوي |
لِحَضيضٍ مُضَرَّج بالظُّنُونِ! |
إنَّه بالحجاب يجتذب العينَ |
إليه لِمُسْتَجِدِّ الفُتُونِ! |
تَشْتَهي أنْ تَرى الذي لفَّه السّتْرُ |
فَليْس المكشوفُ كالمكْنُونِ! |
* * * |
إذا ما مِتُّ عن بَلَدي غَرِيباً |
فَرُدُّوني إلى بَلَدي دفينا! |
إلى بَطْحاءِ مَكَّة فهي رَوَضٌ |
أَشُمُّ به الشَّذِيِّ الياسِمينا! |
هنالِك أَرْتَضى جَدَثي. وأَرْضى |
مَصِيري حَيْثُ أَهْلي الأقربُونا! |
وجَنْبَ أُولئِكَ الأَطْهارِ إنِّي |
بِجِيرَتِهمْ هُنالكَ لن أَهُونا! |
* * * |
ذَري ذلك الماضي المُوَلِّي فإنَّه |
بِرَغْم رُؤاهُ الحالياتِ.. مُخِيفُ! |
ذَرِيه. فقد وَلَّى الصِّبا وشُجونُهُ |
ومَاتَ هَوىً –هَزَّ الحياةَ– عَنيِفُ! |
ويا ليْتَهُ كان العفِيفَ فَيَنْجَلي |
عن القَلْبِ هَمٌّ جاثم- ونَزِيفُ! |
ذَرِيني فإِنِّي في خَرِيفي مُرَزَّءٌ.. |
به.. آمِلٌ أنْ لا يَضِلَّ خريفُ! |