شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تَنْفيسٌ.. وَتَقْديسٌ؟!
جراحٌ تَسِيلُ. وما مِن طبيبٍ
ولا مِن دواءٍ يداوِي الجراحْ!
وأُلْقي السِّلاحَ فَيَأْبى الخصومُ
وقد دُجِّجوا بحديدِ السلاحْ!
وقد هَتفوا بمريرِ العداءِ
بِحُكْمِ السُّيوفِ. بِحُكْمِ الرِّماحْ!
وظَنُّوا بأنِّي كرِيشِ الطُّيورِ
يُقابِلُ في الجوِّ هُوجَ الرِّياحْ!
لقد وَهَمُوا يا له من خسارٍ
يُطاوِلُ بالجهلِ رَبَّ الرَّباحْ!
ساُّلْقِي بهمِ في مَهاوِي الرَّدى
وليس على سطْوتي من جُناحْ!
وسوف يَرَوْن المساءَ المُخيفَ
ولا يُبْصرون وَضِىءَ الصًّباحْ!
وسوف أُجَلِّلهُمْ بالشَّكيم
فَيكَبَحُ منهم غَوِيّ الجِماحْ!
إذا ما اسْتَبَدَّتْ بِعَقلِ الخصِيمِ
حماقَتُهُ. غاب عنه الفلاحْ!
وسار إلى حَتْفِهِ ما يَرِيمُ
ولاحَ الفَسادُ له كالصَّلاحْ!
* * *
لقد كنتُ أرجو السَّلامَ الكريمَ
وما كنتُ أَرجو الخِصامَ الوَقاحْ!
فما كانتِ الحرْبُ إلا الدَّمارَ
ضروساً. وإلاَّ الدَّمَ المُسْتَباحْ!
يُجانِبُها الفارِسُ المُسْتَعِزُّ
فما جِدُّ وَقْدَتِها كالمِزاحْ
ألا رُبَّ فاتِنةٍ كالشُّعاع
إذا ما رأَتْني رمَتْ بالوِشاحْ!
وما أنا بالعاشقِ المستهامِ
لَهيفاً بدُنْيا الهوى والمِلاحْ!
ولا بِرحيقِ الدِّنانِ الشَّذِيِّ
فقد طابَ بعد الغُدُوِّ الرَّواحْ..!
ولكنَّني هامٌ باليراعِ
يُدَبِّجُ شِعْراً يناجِي الطِّماحْ..!
له عَبَقٌ كَعَبيرِ الرِّياض وأشْذى
فما وَرْدُها والأَقاحْ؟!
فكَم ظَبْيَةٍ ضاء منها الفُؤادُ
وضاء الكِناسُ بِسِحْرِ الصُّداحْ!
بِشِعْرٍ له شامِخاتُ الذُّرى
تَدِينُ. وتَهْفو له كالبِطاحْ!
صَدُوقٍ يُقَدِّسُ مَجْدَ الحياةِ
كما قَدَّسَ النَّاسُ مَجْدَ الصَّحاحْ!
فما أَطْلَقَ الحُسْنُ مِنِّي السَّراحَ
بَلى.. أنا أَطْلَقْتُ منه السَّراحْ!
* * *
إذا فَشِلْتُ بِدُنْيا الحُطامِ
فَكَم فَشلٍ غارَ منه النَّجاحْ!
جدة 3/3/1415هـ
10/8/1994م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :464  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.