أسْعِديني.. |
بسلامٍ مِنْكِ من بعدِ الخِصامْ! |
بِوِئامٍ مِنْكِ مِن بعد الفِصامْ! |
بِهَوًى لاحَ. وأخفاهُ الغَمامْ! |
أسعديني.. |
وامْنَحِيني.. |
مِنكِ ما كان حناناً ووَفاءْ! |
مِنْكِ ما كان شُمولاً واحْتِواءْ! |
وأمانِيَّ مِلاءً.. واحْتِفاءْ! |
إِمْنَحِيني.. |
واجْذِبيني.. |
إنَّني أخْشى على الحُبِّ الذُّبُولْ! |
فالْهوى إن سامَهُ الصَّدُّ يَحولْ |
وأَنا حَولْي من الحُسْنِ فُلُولْ! |
فاجْذِبيني... |
واحْتَوِيني.. |
قَبْلَ أن يَيْأَس قَلْبي مِن هَواكِ! |
قَبْلَ أن يَأْفَلَ نَجْمِي من سَماكِ! |
قبل أَنْ أَنأى. وَأَنْأى عن حِماكِ! |
إحْتَويني.. |
واصْطَفيني.. |
قَبْلَ أَنْ يَصْطَفيَ الغِيدُ فؤادي! |
هُنَّ حَوْلي واعداتٌ بالغَوادِي! |
غاضِباتٌ مِنْكِ أنْ خُنْتِ وِدادي! |
فاصْطَفيني.. |
واعْذُريني.. |
إنْ أنا اخْتَرْتُ على الغَيِّ الهُدى! |
فَلَقَدْ جاوَزْتِ في الصَّدِّ المَدى! |
واصْطَنَعْتِ البُخْلَ مِنْ بَعد النَّدى! |
فاعْذُريني.. |
واسْمَعِيني.. |
إنَّ حَوْلي باقَةً تُخْصِبُ جَدْبي! |
وتُرِيني أنَّها دُونَكِ سِرْبي! |
رَضِيَتْ لِلشِّعْرِ.. لِلأَّلْحانِ حُبِّي! |
إِسْمَعِيني.. |
واسْتَبِيني.. |
هُنَّ في الذُّرْوَةِ حُسْناً وائْتِلاقا! |
قُلْنَ لي.. لا تَخْشَ بُعْداً وفِراقا! |
فَسَنَغْدو لكَ ما عِشْنا نِطاقا! |
فاسْتَبِيني.. |
* * * |
آه يا لَيْلى.. ولَنْ تَسْمَعَ أذْناكِ سِواها.. |
فلقد ضِقْتُ بما أَلقاهُ مِن حُبِّكِ.. كِبْراً وسِفاها.. |
ولقد لاقيْتُ جَنَّاتٍ.. وما أَحْلى نَداها وشَذاها!. |
إنَّ فيها ما تَشاءُ النَّفْسُ.. ما يُرْضِي هَواها! |
ثَمَرُ حالٍ.. وما أَشْهاهُ طَعْماَ واكْتِناها! |
وزُهورٌ عاطِراتٌ.. تَيَّمَتْ مِنَّا عُيوناً وشِفاها! |
هي أصْواتٌ شَجِيَّاتٌ. وما أَنْتِ لها إلاّ صَداها! |
وأنا الشَّاعِرُ يا لَيْلى. وما أُنْكِرُ إلْهامَ رُؤاها! |
إنَّها الْتَفَّتْ حَواَليَّ. وقالتْ لن تَراها! |
نحن نَهْواكَ. ولا تَهْوى هي الشَّمْسُ. ولا تهْوى ضُحاها! |
فاسْلَها . فَهي التي من جَهْلِها. اخْتارتْ عَماها! |
وسَتَبْكي نَدَماً.. أَنْ ضَيَّعَتْ مَجْداً وجاها! |
وسَنَرْعاكَ. وتَرْعانا. وتُغْنِيكَ لُهاناً عن لُهاها! |
وتَراءَت لي عُيون دامعاتٌ. ساهماتٌ مِن أَساها! |
* * * |
أَيُّها الحُبُّ.. لقد داوَيْتَ نَفْسي مِن جَواها! |