تردَّيْتُ في دَرْكٍ رهيبٍ مُعَسْعِسٍ |
فلم يَلقَني فيه سوى الشَّنآنِ! |
سوى زُمُرَةٍ تَطْوي على الشَّرِّ أضْلُعاً |
بكلِّ مكانٍ في الدُّنَّى.. وزمانِ! |
ويبدو بها الشيطان جذلان راضياً |
فقد كَسِبَ الشَّيطانُ كل رِهَانِ! |
فقُلْتُ لِنَفْسي بعد أن ساءَ مَنْزِلي |
لِيَ الوَيْلُ مِمَّا يكَتُبُ المَلَكانِ! |
لي الوَيْلُ بالرَّهطِ الذين تَسَرْبَلوا |
بآثامِهمْ من شَهْوَةٍ ودِنانِ! |
أأَمْكُثُ في الدَّرْكِ المَهيَنِ مُجَلَّلاً |
بعاري. وفِكْري مُوثَقٌ وجِناني؟! |
وناَديتُ باسْم الله أُرْسلُ مَدمَعي.. |
شفيعاً إليه من قَذًى وهَوانِ! |
فأبْصرْتُ نُوراً أشَعَّ بَيْن دُجُنَّةٍ |
ومن خَلْفِهِ أَبْصَرْتُ طَيْفَ حَنانِ! |
يقول: ألا أصْعَدْ مِن هنا غَيْرَ خائِفٍ |
فأنْتَ بِمَنْأىً عن أَذًى ولعانِ! |
نجَوْتَ بإيمانٍ رَكينٍ.. فلا تَعُدْ |
بِقَلْبٍ غَوِيٍّ للِهوى. ولِسانِ! |
وإلاَّ فما للرُّوحِ سوى اللَّظى |
سوى كلِّ سْيفٍ صارمٍ. وسِنانِ! |
فقُلْتُ معاذَ الله أَنْ أَدعَ الهوى |
يَقُودُ رِكابي في السُّرى . وعِناني! |
فَحَسْبي مِن البأْساءِ ما قد لَقِيتُهُ.. |
وحَسْبي الذي أَشْقى مِن النَّزَوانِ! |
لقِيتُ من الشَّيطانِ كُلَّ غِواَيةٍ |
ولاقَيْتُ رُشْدي الصَّفْوَ من بارئي الحاني! |
فهذا ضَميري لاهِجٌ بِهِباتِهِ |
ِكَشَدْوِ يَراعي مُخْبِتاً.. وبَناني! |
دِنانٌ وما أَهفو لِشُرْبِ رَحِيقِها |
وقد شِبْتُ. أو أهفو لِحُسْنِ غَواني! |
عقَقْتُ الغَواني والحِسانَ. ورَدَّني |
عن الَّلهْوِ أنَّ الجِدَّ منه ثناني! |
* * * |
شَجاني ضَلالي في الشَّبابِ فَساءَني |
وسَرَّ مَشِيبي الرُّشْدُ حِين شَجاني! |