نظَرْتُ إليها وهـي تَرْنُـو بِطَرْفِهـا |
إليَّ كَلَيْثٍ في عَرِينٍ مُمَنَّعِ! |
فَأطْرَقْتُ إجْلالا لها ومَهابةً |
وخِفْتُ فقد تَلْهو وأَشْقى بِمَصْرَعي!. |
وقلت لها رِفْقاً فإنِّي مُفَزَّعٌ |
من الحُسْنِ هذا وهو غَيْـرُ مُفَـزَّعِ! |
ألا رُبَّ قَلْـبٍ من جَمـالٍ مُبَرْقَـعٍ |
يُطِيحُ بِقَلْبٍ مـن كَمِـيًّ مُـدَرَّعِ! |
تَبارَكْتَ رَبِّي كيف يُشْقـي قُلوبَنـا. |
ويُسعِدُها حُسْنٌ شدِيـدُ التَّرَفُّـعِ؟! |
ولو أَنَّني خُيِّرْتُ ما اخْتَـرْتُ مَوْقِفـاً |
لَدى بابِهِ أُبْـدِي إليـه تَضَرُّعـي!. |
فَلِلْحُرِّ نَفْـسٌ لا تَطيـقُ تَضَرُّعـاً |
ولا تنثني عن مَجْدِهـا المَتَضَـوِّعِ!. |
ولكِنَّها تهفـو إلى الحُـبِّ مُلْهِمـاً |
بِكُلِّ نَضِـيرٍ في الحيـاةِ ومُمْـرِعِ! |
بِيَنْبُوعها الحالي.. بِشَـدْوِ طُيُورِهـا |
بِآلائِها مـن كُـلِّ غـالٍ ومُمْتِـعِ! |
فكيف أَطِيقُ الصَّبْرَ عنـه وصَبْوَتـي. |
إليه كجَمْرٍ حارِقٍ بَيْـن أَضْلُعـي؟! |
فيا لَيْتَـه لم يَطْـغَ.. يا لَيْـتَ قَلْبَـهُ |
شَجِيٌّ فما يَطْغـى كَقَلْـبي المُوَلَّـع!. |
ولكِنَّ بَعْضَ الحُسْـنِ يَدْفَـعُ ربَّـه |
إلى جَنَفٍ يَقْسـو علـى المُتَوَجِّـعِ!. |
فَيَضْطَرُّه إِمَّا إلى النَّأْي كارِهاً |
وإمَّا إلى جَدْي يَسيرُ بأَرْبَعِ! |
ولَيْسَ كَمِثْلِ الهَجْـرِ لِلْحُـرِّ قاتِـلٌ |
ولَيْس كمِثْلِ النَّـأْي لِلْمُتَفَجِّـع..! |
ولو كان رَبُّ الحُسْنِ يُـدْرِكُ أَنَّـه. |
غَداً سَوْفَ يَمْضي الحُسْنُ غَيْرَ مُوَدِّعِ! |
لَمَا كانَ مَفْتُوناً.. وما كـانَ قاسِيـاً. |
على عاشِـقٍ ذِي خافِـقٍ مُتَقَطِّـعِ!. |
فيا رُبَّمـا يَغْـدو العَتِـيُّ وحُسْنُـهُ |
تَوَلَّى فَيُشْقِيه ازْدِراء التَّقطُّعِ! |
* * * |
وقال أُصَيْحابي. وقد شابَ مَفْرِقـي |
وبانتْ غُضُونٌ في المُحَيَّـا المُضَلَّـعِ!. |
متى أَنْتَ يا هـذا المُدَلَّـهُ تَرْعَـوِي |
وتُقْصِرُ عن هذا الهـوى المُتَطَلِّـعِ؟!. |
لقد عُدْتَ شَيْخاً راعِشـاً مُتَخلِّعـاً |
وما زِلْتَ عن بَلْواكَ لَسْتَ بِمُقْلِـعَ؟! |
يُشِيحُ الهوى والحُسْنُ عنكَ. أَما تَرى |
وتسمع ما قالاه فيك؟! ألا تَعِـي؟! |
* * * |
وقُلْتُ لأَصْحابي. لقد كُنُتُ طامِعـاً. |
وقد كانَ ما حاوَلْتُهُ شَـرَّ مَطْمَـعِ!. |
وقد كنْتُ ضِلِّيلاً حَسَبْتُ كهُولَتِـي |
كمِثْلِ شبابٍ سـاءَ فيـه تَمَتُّعـي!. |
مِن الرُّشْدِ لِلْفانِي الذي عاشَ ماجنـاً |
وصَدَّعَهُ الشَّيْطانُ أُنَكـى تَصَـدُّعِ! |
تَراجُعُهُ عن غَيّهِ واجْتِنابُهُ |
مآثِمَهُ قَبْلَ الرَّدى المُتَوَقِّعِ! |
ولم أَتَراجَـعْ بَعْـدُ يـا لَيْتَ أَنَّـني |
سَلَكْتُ سَبِيلـي حِكْمـةٍ وتَهَجُّـعَ! |
فَشَتَّـانَ مـا بَيـنيْ تَفَجّعِ يافـع ٍ |
وشَيْـخٍ على العِـلاَّتِ لم يَتَوَجَّـعِ! |
* * * |
تَبارَكْتَ رَبِّي هل سَتَسْخـو لآِبِـقٍ |
بِتَوْبَتِه حتى يَـرى خَيْـرَ مَهْجَـعِ!. |
فَيَمْشي به مِن بَعْدِ طُـولِ غِوايـةٍ |
ويَسْرِي على نورٍ هنـاك مُشَعْشَـعِ!. |
بَلى إِنَّني أَرْجو فمـا لـي وسِيلَـةٌ |
سوى عَفْوِهِ المأْمُولِ يَـوْمَ التَّجَمُّـعِ! |
تَجَرَّعْتُ حُلْوَ الإِثْـمِ يَـوْمَ شَبِيبَـتي |
وها أنا أَشْكو من قرِيـرِ التَّجَـرُّعِ! |
لقد جَعَلَتْ مِنِّـي الغِوايَـةُ طِفْلَهـا. |
وأدْنَتْ فَمي الظَّمآن مِن ثَدْي مُرْضِعِ! |
وأهْفُو بِيَوْمي لِلتُّقى وجَلالِهِ |
ونِيَّةِ قِدِّيسٍ. وعَزْم سَمَيْدَعِ! |
كأَنِّي بِنَفْسي. وهي في حَمْأَةِ القَـذى. |
تَنِقُّ. فما كانت سوى نَفْسِ ضُفْدُعِ!. |
* * * |
أَهِيْمُ بِمَجْدِ الخالِدين وأَجْتَلي. |
محاسِنَهُم.. أَهْلي وصَحْبي ومَرْبَعي..!. |