إسأليني.. |
فلقد تَسْمَعُ أذناكِ طنيناً مِنْ جَوابِي.. |
ولقد تُبْصِرُ عَيْناكِ خَلاصي مِن عَذابي.. |
ولقد يُدْمِي حَناياكِ طِعانٌ من حِسابي.. |
ولقد يُشْجِيكِ عِرْفانُ سُلُوِّي في مَآبي.. |
* * * |
واسأليني.. |
فلقد أَصْبَحْتُ مِن بُعْدِك مُخْضَرَّ الرِّحابِ.. |
وَتَسَنَّمْتُ -وقد كنْتُ على الأَرْضِ- سَحابي.. |
عُدْتُ للرَّبْعِ أَرى فيه أُهَيْلي وصِحابي.. |
بَعْدما كنْتُ -وما أَوْحشَ أَمْسي- في اغْتِرابِ.. |
* * * |
واسأليني.. |
كنتُ رَغْم الذُّلِّ والفِتْنَةِ.. أَهْواكِ طَهْورا.. |
وإلى جَنْبِكِ رَهُطٌ يَبْتَغِي مِنْكِ الفُجورا!. |
وتقُولينَ.. أَلا تُبْصِرُ مِن حَوْلي الصُّقُورا؟! |
سوف لا يَلْقَوْنَ إلاَّكَ فِطِبْ.. إلاَّ نُفُورا.. |
* * * |
واسأليني.. |
فلقد غَرَّرْتِ بي حِيناً من الدَّهْرِ فَلاقَيْتُ ثُبُورا.. |
حِينَ لاقَوْا هُمْ من الوَصْلِ نَعِيماً وحُبُورا.. |
وسَمِعْتُ الهَمْسَ من حَوْلي. ما أقساهُ بَغْياً وكُفورا.. |
تخِذوا سُخْرِيةً مني. وما كنت لدى الجُلّس حَصُورا |
واسأليني |
إنَّ ذاكَ الهَمْسَ قد كانَ سِهاماً وحِرابا.. |
فتحامَلْتُ وغادَرْتُ.. فقد كانَ ضَلالاً وكِذابا.. |
كُنْتِ لي هذا.. وأمَّا الرَّهْطُ فاسْتَوفى الثَّوابا.. |
نَهَلَوا ثم انْثَنَوْا عَنكِ.. ولاقَيْتُ السَّرابا.. |
واسأليني |
فأنا اليَومُ تَعرَّفْتُ مِن الغَيِّ. من الغَدْرِ الصَّوابا.. |
وتَعرَّفْتُ إلى الحُسْنِ أفانِينَ.. هَدِيلاً ونُعابا.. |
عدت أجني منه. مِن أَسْوائِهِ الكُثْرِ نِعماً وثَوابا.. |
كَدِراً مِثْلَكِ لاقَيْتُ. ولاقَيْتُ نقيا مُسْتَطابا.. |
* * * |
واسْأليني.. |
وسَتُصْغينَ فَتَلْقَيْنَ من الإِصْغاءِ هَمّاً مُسْتَطِيرا.. |
مِثْلَما لاقَيْتُ بَلْ أَنْكى.. وأَقسى مِنْه نِيرا.. |
نَدَماً يُشْقِيكِ. بل يُصْلِيكِ يا ليْلى سَعيرا.. |
فَتَنامِينَ على الشَّوْكِ. وبِئْسَ الشَّوْكُ لِلْحُسْنِ سَرِيرا.. |
* * * |
واسأليني.. |
أنا يا لَيْلى هُنا أَرْفُلُ في النُّعْمى وأَشْدو.. |
بَيْنَ حُورٍ يَجْتَذِبْنَ الرُّوحَ ما يُشْقِي بِهِنَّ الرُّوحَ صَدُّ.. |
بالَّذي يَرْفَعُ للنَّجمِ.. وما أَحْلا.. فما طَرْفٌ ونَهْدُ؟! |
هُنَّ كالمُزْنِ طَهُوراتٌ.. وهُنَّ العَيْشُ رَغْدُ.. |
ولقد أَلْهَمْنَني شِعْراً.. حُمَيَّاهُ تَرانِيمٌ وَوَقْدُ.. |
ولقد أَرْوَيْنَني.. فالرَّوْضُ مِعْطارٌ بِه فُلٌّ ووَرْدُ.. |
وفُؤادِي جائِشٌ بالوَجْدِ فالدُّنْيا به حُبٌّ وَوَجْدُ.. |
يا فَتاة الأَمْسِ. إنَّ اليَوْمَ نَشْوانُ. وما لِلأَمْس عَوْدُ.. |