شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحبّ...؟
من علَّـم البلبلَ الإِنشـادَ في السَّحـرِ؟
من لقَّـن الطَّيـرَ ترنيمـاً مع الزَّهـرِ؟
من رقـرقَ السِّحرَ في قلـب الحياةِ ومـَنْ
عرَّى مشاهدَ هذا الكونِ للنَّظر؟
في حسنها وصدَى هواها.. في نضارتها
تُغري وتُبهجُ دنيانا عَلى وَتري
الحبُّ لحَّنها للنُّور أُغنيةً
تَحلو بمسمع كلِّ الناسِ والغُدر
* * *
من هدهدَ الرَّوضةَ الخضراءَ للنَّغمِ؟
من داعبَ الغصنَ في أَشواقِ مبتسِمِ؟
من لوَّن الوردَ والأَزهارَ.. فانْفرجتْ
أَلوانُها بالشَّذى الزاكي مع النُّسم؟
تُهدي الرَّبيع لنا.. وشَّاه مؤْتلقاً
كفُّ الطَّبيعةِ في زهوٍ من النِّعم
الحبُّ أَودعَها في السِّرِّ نضرتَهُ
يَشدو العبيرَ بها في جوقةِ النَّغم
* * *
من حفَّز الهِمَم العلياءَ تَبتدرُ؟
ميدانَها الحرَّ.. إخلاصاً وتَستعرُ؟
- تَبني الديارَ وتَفديها وتَنظُمها
عقداً وضيئاً على الأَيَّام يَزدهر
تَحمي الذِّمارَ وتُبدي كلَّ مرحمةٍ
للأَوفياءِ.. ومَنْ يغزو سَينقبر!
الحبُّ للوطن الباقي وتربتِه
طبعٌ تَأَصَّلَ بالأَحرار يَفتخر
* * *
مَن أَودعَ الأُمَّ حسًّاً صادقَ الدَّفْقِ؟
تَرَى بفلذتها ميلاداً من الشَّرقِ؟
مَن أَفهـمَ الطفلَ عطـفَ الأُمِّ ملتحمـاً
به.. ومِنْ دمها يَروِي ويستبْقي؟
- فهْـو الحبيبُ المفدَّى .. بل ومهجتُهـا
وهْي الأُمومةُ تقديسٌ من الحقِّ-
الحبُّ ضمَّهما للخلْد وانتثرتْ
مشاغـلُ النُّبـل في عـزٍّ وفـي صـدقِ
* * *
من شاغـلَ الرُّوحَ والوجدانَ والخاطِـرْ؟
وأَلهَب الحسَّ والأَحلامَ والنَّاظرْ؟
من صوَّر الحسنَ في قلـب الفتَى غـزلاً
أَذكَى العواطفَ والإِلهامَ والشَّاعر؟
- فاستأْسدَتْ خفقاتُ الصَّدرِ راويةً
أُقصوصةَ العمرِ في أُنشودة الساحرْ-
الحبُّ أَوحَى.. وقد ذابت حلاوتُه
في الكـأْس من غصَّـة اللوعاتِ بالهاجـر
* * *
من جمَّل المرأَةَ الحسناءَ بالفتنَةْ؟
في عين عاشقها.. في الفكْر.. في المهجَة؟
-يَرى بطلعتها أَحلَى المُنَى ويرَى
فيها الملاكَ ودنيا الطُّهرِ والبهجَة
كأنَّها كلُّ شيءٍ في تلفُّتِه
يُحـسُّ فيهـا هوَى الأَيـام في نظـرَةِ-
الحبُّ مفتاحُ باب السِّرِّ يَشرعُه
على الجمالِ وفي القلبيْن بالفِطرة
* * *
مَن راقَص الحُلُمَ الورديَّ في الصَّدْرِ؟
من أَيقظَ الحـسَّ محمومـاً على الفجْـرِ؟
من أَشعـلَ القلـبَ بالأَشـواق وارْتجفـتْ
أَحلامُه تُرسلُ الآهاتِ بالذُّعر؟
يَهفو إلى الحسن يَعلو كلَّ رابيةٍ
بالنور والنارِ.. والإِحساسِ بالشِّعْر
* * *
أَجلُّ ما وهبَ الإِلهُ للبشَرِ
الحـبُّ أَسمَـى معانـي الحـسِّ والفكَـرِ
الحبُّ عاطفةُ الأَجيالِ تَمنحُها
سـرَّ البقـاءِ مَـدى الأَحقابِ والعُصُـرِ
والحبُّ في الله إنسانيَّةٌ شَرَعَتْ
رمزَ الإِخاء.. مع الآلاءِ والزَّهر
والحبُّ للرَّبِّ تَسبيحٌ ومُنطَلقٌ
في العالـم الأرحـبِ المخضـلِّ بالثَّمـر
والحبُّ حُلْمٌ يحثُّ القلبَ ثانيةً
وهْوَ الحياةُ تَمدُّ العمرَ بالصُّور
لا يأْسَ فيهـا.. ولا الإِظـلامُ يُدركُهـا..
فالحبُّ هدْيٌ وأَضواءٌ من القَدرِ
المدينة المنورة: سنة 1390هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :802  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج