شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
462- الشِّعر والدَّمع على قبر أمِّي
قِفوا على "القبر" نذْري من مآقينا
لآلئ الدَّمع؛ إكراماً لمَاضينا
نبكيهِ؛ وهوَ يبكِّينا؟ ونندُبه
معَ "الرفاق" ونرثيهِ، ويرثينا
لا تسألوا: ما شجاهُ عندَ غيبتنا
قد كان ما كان.. والأشعارُ تُنبينا
هُنا شبابي، هُنا حِبي هُنا وطني
هُنا منامةُ مَنْ أحببتُها دِينا
لا تعْذلوا شاعراً يبْكي على جدث
ولاَ الأُلى معهُ ناحوا مُواسِينا
الشعرُ والدمعُ ما أبْقى الزمانُ لنا
لولا هُما النطمستْ حتى مآسينا
وما بخِلنَا بدمْع يومَ كارثةٍ
ولا عصتْ حسرةَ الذِّكرى قوافينا
أيامُنا الدمعُ، تذْريها، وتذْرفها
تلكَ الجفونُ الثَّكالى من ليالينا
لِمنْ تصانُ القوافي والدُّموعُ إذا
لم نستبحْها لأهلينا.. قرابينا؟
* * *
يا شاريَ البرقِ من غَربي "أزال" وقد
سجى الظلامُ؛ حناناً بالمُحبِّينا
إذا تَنَسَّمْت سرّاً بعدما هجعوا
فلا تذعه على غير المُوالينا
لمْ نبتعدْ عن قلىً؛ لكن مُراغمةً
والله يعلم يوم البين ماشينا
تلك الأباطيلُ والأسمارُ ما فتئتْ
تفشي أريج الأماني في نوادينا
وما انتشى هائمٌ منّا بلحن هوىً
إلاَّ إذا كان من شعر "اليمَانينا"
ونحنُ قومٌ؛ إذا غنَّى متيمهُمْ
ْبالشِّعر جوَّدَهُ لفظاً وتلحينا
* * *
في سفح "دمُّون" غنَّى "ذُو القُروح" على (1)
لحنِ الجراح.. بأنْباء المصَابينا
وقال: بين غبا يومي، وصحْو غدي
"خمرٌ وأمْرٌ" فصاح الثأرُ آمينا
وناح "وضّاحُ" مُشتاقاً لروضته (2)
لمَّا ثوى في دُجى "الصندوق" مدفوناً
ما كان آخر لحنٍ في حشاشته
ترى؟ أم الموتُ يأتي ليس موزوناً!
لا "سينَ"، لا "قاف"، لا "ميمات" نعرفُها
إذا دَهانا؛ ولا "راءً"، ولا "نونا"
و"الغالبي" و"ابنُ عبَّادٍ" و"عَمْرو" ومَن
معَ "الزُّبيريّ" بكَى هيمانَ مجنونا (3)
وسَلْ إذا شئتَ عنساً، أو فسل "عدنا"
وسلْ "ذمارَ" وسلْ "صنْعا" و"دمُّونا"
وسلْ "شهارةَ"، أو إريانَ، أو "شرفاً"
أو سفحَ "حضْران" أو فاسأَلْ "بردُّونا" (4)
وسلْ وسلْ لا تسَلْ في كل منعطفٍ
مِن أرضِنا شاعرٌ يشْدو فيشْجينا
لولا القوافي لما كانتْ لنا "يمنٌ"
مِنْ دونِ كلّ بلادِ الله تُصبينا
وما انتشى هائمٌ منَّا بلحنِ هوى
إلاَّ إذا كانَ من شِعر "اليمانينا"
لو كان للدمع نهر كان خاردُنا
أو كانَ للشعرِ وادٍ كانَ "وادينا"
* * *
"قبرٌ" بصنعاء لمْ نشهدْ جنازتهُ
ولو حضرْنا؛ حملنا النعشَ حَافينا
في جوفِه؛ كل ما كنَّا نضنُّ به
وكل ما كانَ حيّا مِن أمانينا؛
"لو استطعنَا لخضنا الجوَّ صاعقةً
والبرَّ نارَ وغىً، والبحرَ غِسْلينا"
سعياً إلى "اليمن" الميمونِ نشكرُ مَن
وفي لنا، ونُعزِّي مَنْ يعزِّينا؛
لكنْ قضَى الله أمراً لا يفسره
إلاَّ الرضَا؛ ويداهُ فوقَ أيدينا؛
إنْ لمْ نجدْ ما يؤدِّي حقَّ واجبَنا
فقدْ وجدْنا التأسِّي في مراثينا
والشعرُ والدَّمعُ ا أبقَى الزَّمانُ لَنا
والشعرُ والدَّمعُ يكفينا ويُغنينا
بروملي: 28 جمادى الآخرة 1397هـ
15 يونيو 1977م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :461  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 490 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج