الحلقة الثانية
(1)
|
بقية ما نشر في العدد الماضي: |
ثم نتابع الرحلة، في هذا الكتاب؛ لتطل علينا صورة أستاذنا الكبير المرحوم الشيخ عبد القدوس الأنصاري، العلامة، المؤرخ، اللغوي، البحاثة والصحفي الذي أثرى مكتبتنا الوطنية بمؤلفاته الناصعة البيان، المشرقة الديباجة، فهو إن أرخ استوثق وأسند، وإن ألف بحث واستوعب، وإن نظم أجاد الشعر، فجهاده في (منهله) الصرح الصامد والطود العظيم، الذي خرج كثيراً من أدباء الشباب -اليوم- لا ينسى، أسهم -وبشكل واضح بيِّن لا ينكر- في نهضتنا الأدبية الحديثة. |
ونجد فيما اختارته اللجنة للمرحوم الأنصاري مقطوعة شعرية خفيفة الظل، شفافة الإحساس، سهلة الوزن، عبقة الشذى، راقصة الصور، يصور فيها شاعراً غط في نوم عميق، ثم استيقظ من غفوته: |
في واحة تعبق روضاتها |
وتبعث الغبطة ربواتها |
خميلة دانت زميلاتها |
لحسنها المنمنم المستفيض |
|
* * * |
تعابث النسمات أشجارها |
ليستثير الشدو أطيارها |
وتفتح الأكمام أزهارها |
لتلهم الشاعر وحي القريض |
|
* * * |
أوى إِليها شاعر ملهم |
سامي الخيال بالأسى مفعم |
لما رأى أمته تحجم |
عن المعالي وتسوم النقيض |
|
* * * |
وبينما الشاعر في وحدته |
يجلو جمال الكون في جنته |
تطربه ألحان قيثارته |
في ذلك الروض الأغن الأريض |
إذا بصوت مفعم بالأنين |
منبعث من عمق قلب حزين |
فالتفت الشاعر كي يستبين |
فهاله الشعب يكاد يفيض |
|
* * * |
فاستيقظ الشاعر من غفوته |
واعتزم التوبة من هفوته |
وأزمع التكفير عن جفوته |
وعاد يدعو قومه للنهوض |
|
* * * |
وصادفت دعوته أذنا |
صاغية تواقة للهنا |
آلمها سقوطها في العنا |
وراعها أن الجناح مهيض |
ما كان إِلاّ أن سرت كهرباء |
حب اعتناق المجد والارتقاء |
في ذلك الشعب فولى الشقاء |
وانجبر الكسر وقام المريض |
|
* * * |
وهكذا الشاعر إن يعتصم |
بعزلة الفكر تردت أمم |
وإن يحن منه التفات لهم |
أنقذهم من دركات الحضيض |
|
* * * |
فالشعر لمن ينشدون |
ذرى العلا بضوئه يرشدون |
فإن خبا مصباحه بعض حين |
عنهم فهم من أمرهم في جريض |
|
ثم نجد له بحثاً بعنوان (الشعر ونفوذه العظيم في المجتمع العربي القديم) وهذا البحث يدل دلالة واضحة على مدى استيعاب أستاذنا المرحوم الأنصاري لكتب التراث؛ فهو -في موضوعه هذا- اعتمد على مصدرين هامين؛ من أمهات مصادر الدراسة الأدبية العربية؛ هما كتاب (الأغاني) لأبي الفرج، وكتاب (العمدة) في الشعر -لابن رشيق، كما أضاف إليها مرجعاً حديثاً؛ هو كتاب (عصر المأمون) للرفاعي. |
رحم الله أستاذنا الكبير الشيخ عبد القدوس الأنصاري؛ فقد كان عظيماً في كل ما كتب ونظم. |
ثم تأخذنا الرحلة إلى نحو منتصف الكتاب؛ لنطالع ترجمة وصورة الأستاذ عبد الحق النقشبندي، واللجنة التي قامت باختيار النصوص في هذا الكتاب لم يقع اختيارها إلاّ على أنموذجين فقط للأستاذ عبد الحق -لا نجد فيهما غنية لمن يريد دراسة كاملة لشاعريته، كما أنني لا أدري لماذا لم يذكره المرحوم ((الساسي)) في موسوعته (الجزء الثالث). |
وفي الأنموذجين، اللذين اختارتهما اللجنة، نجد الشاعر يستهيم بوطنه، وقد برحه الشوق؛ فهو يقول في مقطوعة بعنوان (حنين إلى الوطن): |
خليلي عوجاً نحو طيبة إن لي |
فؤاداً بها قد ضل مني بلا عمد |
تهيج بي الذكرى إذا ما استعدتها |
فأقضي الليالي بالنحيب وبالسهد |
فشوق ووجد واغتراب ووحدة |
فتباً لهذا الدهر كيف بنا يردي |
وكيف وصولي نحوكم سادة الحمى |
وشتان ما بين المدينة والهند |
رعى اللَّه أياماً تقضت بقربكم |
وأوقات أنس آنستني في البعد |
وحيا الحيا تلك الطلول وأهلها |
ولا زال يغشى ربعها طالع السعد |
|
وعلى صفحة 269 من الكتاب -تطالعنا صورة وترجمة أحد المؤلفين الشاعر الكبير الأستاذ عبد الله عمر بلخير، والأستاذ بلخير شاعر غني عن التعريف والأضواء؛ فهو شاعر تتراقص صوره الشاعرية أمام القارئ؛ حتى إنه ليشعر بها تلهب جوانحه، وتسيطر على جميع ملكاته، ولعلّي أستطيع أن أُطلق عليه لقب (شاعر الوحدة العربية) فهو في أغلب قصائده، ومقطوعاته، وملاحمه الشعرية، ينادي بها، ويشدو بذكراها، ويرسل فكره سيالاً في سبيلها. |
اقرأ له قصيدته الترحيبية بكشافة العراق؛ فهو يقول: |
((شبه الجزيرة)) موطني وبلادي |
من ((حضرموت)) إلى حمى ((بغداد))
|
أشدو بذكراها وأهتف باسمها |
في كل جمع حافل أو نادي |
منها خلقت، وفي سبيل حياتها |
سعيي، وفي إسعادها إسعادي |
كل له في من أحب صبابة |
وصبابتي في ((أمتي)) و ((بلادي))
|
|
* * * |
مد (العراق) إلى (الحجاز) يمينه |
فمشى ((المقام)) مهنئاً بوداد |
وترجلت ((صنعا)) وقام مرحباً |
((بردى)) يصفق بين دوح الوادي |
وتخللت ((شبه الجزيرة)) صيحة |
هي ((حضرموت)) تئن في الأصفاد |
هي أخت ((مكة)) و ((العراق)) و ((جلق))
|
أم الحضارة حين مبعث (عاد) |
|
* * * |
يا وحدة العرب التي نسعى لها |
حتى نشيدها على الأعماد |
هذي بوارق نهضة محمودة |
علقت مبادئها بكل فؤاد |
ومشت مواكبها وأقبل جمعها |
و (اللَّه) قائدها و (أحمد) حادي |
سارت تطالب في الحياة بحقها |
بالسيف سلته من الأغماد |
من بعد أن فشل اليراع ولم تجد |
أحداً يخلصها من الأضداد |
وكذا دساتير الحياة تنص أن |
لا حق إلاّ للقوي العادي |
|
ونتابع الصور، التي تمر بنا، في أثناء استعراضنا لهذا الكتاب الجليل، فنجد على صفحة 289 صورة وترجمة الأستاذ علي حافظ، ولم تورد اللجنة للأستاذ حافظ سوى قصيدة واحدة، في رثاء زعيم مصر البطل سعد زغلول؛ فهو يقول فيها: |
يا سيف مصر وعزها ومغيثها |
عند الخطوب وسعدها ورجاها |
لم يبك فقدك شعب مصر وإنما |
عم المصاب العرب في دنياها |
يا سعد قد قالوا قضيت وإنما |
نفس العظيم حياتها ذكراها |
من يترك الذكر الحميد مخلداً |
كالشمس يستهدي بنور ضياها |
فهو الذي نال الحياة عزيزة |
فله الهناء بمجدها وسناها |
|
صورة شعرية تنم عما كان في الساحة العربية من آمال للوحدة الكبرى. |
ونتابع المسير؛ فتطل علينا ترجمة الأستاذ عمر صيرفي على الصفحات 293 وما بعدها، والأستاذ الصيرفي له نثر جديد؛ يمتاز بالقوة والجزالة والعمق، اقرأ هذه الفقرة من موضوع (أحقاً؟): |
(أحقاً أنك موطن الحفاة العراة البعيدين عن الحكمة والفلسفة؟ أم أن أرقي شريعة لأصدق فلسفة، وأبلغ مرسول، نزلت بين جبالك ووديانك)؟ |
(أولست أنت أبا أولئك الذين مشوا صفوفاً إلى العالم يهدون ويعلمون، ثم يرابطون ويجاهدون لهذا، ولهذا فقط حتى تكون كلمة الله هي العليا بنفوس قريرة، وقلوب مطمئنة، عامرة، إيماناً ويقيناً، متوطنة على أفضل التضحيات وأسماها)؟ |
ثم تصافحنا على صفحة 301 صورة وترجمة أديبنا الكبير الأب عزيز ضياء، أحد أعلام الأدب الحديث في بلادي، وأحد الروّاد الذين نفخر بهم، ونطاول بهم الزمن؛ إذ له مشاركاته الجمة، في مجالات البحث، والنقد، والاستنتاج، كما أن له أسلوبه المميز الرصين، أختار له مما نشر، في هذا الكتاب، هذه الصورة الحزينة لليتيم: |
وسأل طفل يتيم أمه -قائلاً: |
لم تطلق المدافع يا أماه؟ |
فسكتت، وجالت في مآقيها الدموع. |
وتأوهت، فالتهبت في صدرها النيران. |
وأغمضت عينيها، فرأت الماضي بأفراحه ومسراته: |
رأت أفراحاً وأعياداً مرت سعيدة؛ كالأحلام الجميلة. |
رأت ليلة عيد السنة الماضية؛ حين كان زوجها حياً؛ يلبي طلباتها الكثيرة، ويرسل الخادم إلى الإسكافي |
والخائط؛ يستعجلهما في إرسال ثياب ولده وحذائه، ويداعب ابنه، ويغمره بالقبل، ويملأ الدار إشراقاً ونوراً. |
رأت ألوان الثياب الحريرية، والحلى الثمينة، التي كان تخيرها لها، لتلبسها في العيد. |
رأت الماضي؛ بأفراحه ومسراته؛ وهي مغمضة العين زاهية اللب، وفتحت عينيها النجلاوين؛ فرأت الحاضر الأسود، والمخيف، فأرفض منهما الدمع الهتون. |
وكان الطفل يلهو بكعاب في يده، وسمع المدفع يطلق مرة ثانية، فاستأنف سؤاله: |
لم تطلق المدافع يا أماه؟ |
أخفت وجهها في ذراعها النحيل، ولم تقل شيئاً. |
وعرف الطفل أنها تبكي. |
فسألها لم تبكين؟ هل تخيفك أصوات المدافع؟ ربما كان هذا هو الحرب، الذي حدثتني عنه! ولكنه لا يخيف، إنني مسرور. |
قال ذلك وأسرع إلى النافذة يستطلع؛ فسمع طفلاً يصيح: |
العيد قد أتى يا فرحتي بالعيد!! |
فركض وارتمى في أحضان أمه؛ وهو يقول: |
لا تبكي، لا تبكي، ليس هذا حرباً، كما تتوهمين، إِنما هو العيد!! |
العيد الذي جاءنا قبل أن يسافر بابا، هو العيد؟ وكاد يقول: يا فرحتي بالعيد. ولكنه لأمر ما سألها: هل ستشترين لي ثياباً، كما كان يشتري لي بابا؟ |
فرفعت إليه رأساً مثقلاً، وأخذته بين ذراعيها، وقبلته بلهفة وحرارة، ودفنت وجهها المحمر المغيظ في صدره، وقالت: |
لا، لا، إنه الحرب يا ولدي، وحين أشتري لك الثياب يأتي العيد، ثم وضعته في حضنها، وارتفع صوتها ناعماً مرتعشاً بأغنية النوم، فاستسلم اليتيم، ونام ملء أجفانه الوردية، يحلم بالحرب، وينتظر الثياب. |
ونام الأطفال ينتظرون العيد.. |
|
ألا ترى معي -قارئي الكريم- أن الصورة، التي رسمتها ريشة أستاذنا الكبير أحمد العربي، شعراً، والصورة التي نقلتها لنا ((كاميرا)) الأستاذ عزيز ضياء نثراً -تأتيان من مصدر واحد؛ هو البؤس والحرمان واليتم؟ فما هذا التلاقي في الأفكار والصور؟ |
ثم نترك أستاذنا الكبير عزيز، ونمضي إلى ترجمة الأستاذ عبد السلام عمر، على صفحة 337، والأستاذ عبد السلام كاتب نثر جيد، اختار له هذه الفقرة من موضوعه (مهمة الأدب في الحياة): |
ثم أليس تلك النهضات الإسلامية، التي ملأت -وما زالت تملأ- الخافقين قد شيدت كلها، على تلك الحياة الإسلامية الأولى، التي بدأت بالإِعجاز بالبلاغة فقط، وأسرت النفوس بالبلاغة فقط، واستولت على اتجاهات القلوب، وتصورات الأفكار بالبلاغة أيضاً؛ فكان ما كان من شأن الإسلام في العظمة والخلد، من ذلك التاريخ -حتى الآن. |
والبلاغة بما هي تصوير بديع للحقائق، وترجمة صادقة للواقع، ونقش للشعور، وبما هي بيان ساحر يتناسق، إيجازاً أو إطناباً، مع تناسق تلك الحقيقة المصورة، والواقع المترجم، والشعور المنقوش -اختصاراً أو إفاضة- ليست إلاّ ما نسميه بالأدب اليوم. |
إذن، فالأدب قوام النهضات والحضارات، يؤسسها في الابتداء، ثم يسايرها في تطوراتها، ويحفظ لها ذكراً خالداً حتى نهاية الحياة، فهل بيننا من الأدباء من يوقظ أمتنا الخاملة المتفرقة من رقدتها، ويؤثر فيها، مثل ذلك التأثيرات، ويخلق لها مثل تلك النهضات، ذلك ما أود أن تجيب عنه الأقلام في مستقبل الأيام. |
ويمضي بنا السير إلى ترجمة المرحوم الأستاذ عمر عرب؛ فهو من أولئك الذين أثروا في أدبنا الحديث، وتركوا لنا آثاراً تدل عليهم، لكن المنية عاجلته، فعليه رحمة الله ورضوانه. |
وعلى صفحة 363 نجد له مقطوعة بعنوان (دمعة على الشباب) يصور فيها الأستاذ عرب كيف هاجمه المشيب، وقضى على آماله، وما كان ينشده اقرأ معي: |
لمع المشيب بلمتي |
وانجاب ريعان الشباب |
وتحطم الأمل الفتـ |
ـي وكان ريان الأهاب |
وتصدعت همم وكا |
نت لا تبالي بالصعاب |
وثابة نحو العلا |
ء، بعزمة تفري الصلاب |
نزاعة نحو المكا |
رم بالسلام وبالغلاب |
وآهاً على زمن مضى |
وعلى أمانيه العذاب |
كانت تفيض لذاذة |
أحلى من الشهد المذاب |
|
والأستاذ عرب نقرأ له هذه الأبيات، التي يصور فيها أمانيه، وقد ذهبت أدراج الرياح، أو كما يقولون (ذهبت شماطيط)، فنحس بشاب لم يصل إلى ما كان يصبو إليه من آمال؛ وهو رغم هذا لم يترك أمته وشرقه، بل بذل له النصح، اقرأ له معي مقطوعته، التي بعنوان (إلى الشرق المستكين): |
يا شرق هل نفدت قوا |
ك، وهدك الخطب الكبير |
أم قد جبنت عن النضا |
ل، وهالك الرزء الخطير |
بالأمس كنت مناضلاً |
تبغي الصدور أو القبور |
تسعى إلى العلياء لا |
تخشى مناوأة الدهور |
|
* * * |
ماذا أصابك بعدما |
قد كنت تصبو للكفاح؟ |
هل أفزعتك صفاحه |
فخشيت من لثم الصفاح؟ |
ماذا أصابك بعدما |
قد كنت تعدو للنضال؟ |
هل بت تخشى بأسه |
وتفر من وجه النزال؟ |
|
ثم نصل إلى ترجمة المرحوم الأستاذ عبد الحميد عنبر؛ وهو من الأدباء القلائل، الذين كانوا يجيدون اللغة الإنجليزية، إلى جوار اللغة الأم (العربية) ولعلّ ذلك أدى إلى إثراء ثقافته العامة، نجد له -رحمه الله- موضوعاً؛ بعنوان (هل نحن على أبواب عهد جديد؟) يورد فيه المرحوم عدداً من الأمنيات، التي كانت تراود خيال رعيلنا الأول، وها نحن -اليوم- نراها قد تحققت -بحمد الله- على أيدي شباب هذه الأمة الفتية؛ بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل سياسة حكومتنا الرشيدة. |
وتمضي بنا الرحلة سيارة عبر السنوات؛ لتطل علينا صورة وترجمة المرحوم الأستاذ محمد سرور الصبان، ومن منا لا يذكر هذا الاسم؟ محمد سرور الصبان من الأفراد القلائل، الذين ساهموا -وبحق- في نهضتنا الأدبية؛ فقد قام بطبع الكثير من أمهات الكتب، وذخائر الفكر الخاصة، بهذه البلاد، على حسابه الخاص؛ أذكر منها -على سبيل المثال- كتاب (العقد الثمين، في أخبار البلد الأمين) للفاسي، وقد حاول تكوين لجنة من الأدباء والكتّاب لكتابة تاريخ (مكة المكرمة) منذ الجاهلية حتى عصره، ولكن عاجلته المنية قبل إتمام المشروع، ولم نعد ندري عنه شيئاً، حتى اليوم؛ فليت من عنده، أخبار عنه، يحيي هذا المشروع، في عهد جلالة الملك فهد بن عبد العزيز -حفظه الله. |
وقد عرف له جلالة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- حقه؛ فأسند إليه رئاسة (رابطة العالم الإسلامي) في أول نشأتها وتكوينها؛ فعرف الصبان -رحمه الله- كيف يؤسس هذه المؤسسة؛ لتؤدي رسالتها على خير ما يكون الأداء، وها هي اليوم -بحمد الله- إحدى الدعامات القوية، التي تساعد المسلمين في مختلف بقاع الأرض. |
ثم نأتي -بعد ذلك- على ترجمة وصورة أستاذنا الكبير محمد سعيد العامودي؛ وهو أحد كبار الرعيل الأول، الذين ما زالوا على قيد الحياة، أدام الله عليه الصحة وعليهم. |
وقد اختارت له اللجنة عدة قصائد ومقطوعات، اختار منها هذه المقطوعة بعنوان (رباعيات): |
وطني أنت نعمتي مثلما أنـ |
ت، شقائي فكيف هذا التناقض |
أي وربي نعم فإِني سعيد |
بك لما قد كنت بالأمس ناهض |
وشقي معذب حين ألقا |
ك، وقد حل فيك هذا التمارض |
حكمة اللَّه هذه وقضاه |
وقضاء الإله ليس يعارض |
|
* * * |
لا تقولوا لمن يتاجر في مبدئـ |
ـه، كيف أنت فيه تتاجر؟ |
لا تقولوا له: لقد جئت ذنباً |
هو ذنب من الذنوب الكبائر |
حسبكم منه فعله فهو درس |
لأولى الأنفس الشريفة ظاهر |
حسبكم أنه بغير ضمير |
حينما الناس يذكرون (الضمائر) |
|
|