شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله الذي علَّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم وأصلّي وأسلّم على سيدنا محمد خير من تعلم وأصدق من أعلم بالله عز وجل وأرحب بهذا الضيف الكريم وهذه الصفوة من الأمراء الكرام وأصحاب المعالي وهذه الصفوة من السيدات والسادة الذين يشاركون في تكريم هذا الإنسان مقرن بن عبد العزيز الذي قرن بين السمو والعلم والتواضع والأدب والاحترام للرأي الآخر، لكني أصدقكم القول بعد حديث الأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه عن الاستخبارات وعمق معرفته بها خشيت أن يكون له قدم في الاستخبارات، فذهبت أتريث وأقول عندما رتبنا وفرحنا بهذه الدعوة كرهت أن أخبر الأخ عبد المقصود بأني أخاف من قلة الحضور عندما نعلن أن ضيفنا هو رئيس الاستخبارات، والناس تقول "حكومة لا تمزح معها" ويقال "أَرْدَبُ مُو لَك لا تحضر كِيلُه تِتْغَبَّرْ دقْنَكْ وتِتْعَبْ في شيلُه" وإذا بي أفاجأ بهذا الجمع وهذه الصفوة، والحمد لله دلت على تكريم الناس وفرحتهم بهذا الإنسان وأمثاله من الرجال الذين قادوا هذه الأعمال، وأما هذه العقدة فقد عشناها في الاستخبارات في دول كثيرة ضاقت بها الناس، حتى أصبحت تخيف في بعض الدول، وسمعنا عن تلك القصة التي تروى عن رجل كان يركب في الأتوبيس في بلد عربي، ولم يجد كرسياً، فأمسك في قائمة الأوتوبيس ثم رأى أمامه رجلاً، فقال له "حضرتك تشتغل في الاستخبارات" فقال له كلا، فسأله: أبوك في الاستخبارات؟ فرد عليه "لا" وهل أحد من عائلتك في الاستخبارات؟ فقال له "لا" فقال له: لماذا تدعس على رجلي إذن؟ لكني أصدقكم القول أن مسألة الاستخبارات كما تفضل أخي عبد المقصود الناس تعود إلى جذورها، فرسولنا صلى الله عليه وسلم استخبر عن الأعداء وحرص على جمع المعلومات قبل كل غزوة، وحرص على أن يعرف كل شيء عن الجيوش التي أمامه، وبث العيون في كل مكان، ومضت هذه الأمور في حياتنا في الدول، والملك عبد العزيز أبوه وأبو هذه البلاد كان من الرجال الذين كان لا يخجل أن يقول إن استخبر. ذكرت القصة لبعض الأخوان أن السيد طاهر الدباغ كان يناوئ الملك عبد العزيز، ولكن عندما أراد أن يعود وقابله الملك عبد العزيز قال له يا سيد سامحنا، كنا نفتح خطاباتك التي تكتبها وأنت في العراق للأهل في الحجاز وتقول ملك جاهل يحكم شعباً جاهلاً، والآن عيّناك مديراً للمعارف، علّم الشعب الجاهل والملك الجاهل، معنى هذا أن الاستخبارات شرف لمن يحمي شرف هذه البلاد، لكن هذا الرجل الذي أجلس بجواره أشعر بعمق التقدير لتواضعه في الدرجة الأولى ولقدرته على العمل، وما روي من أحداث في سيرته يدل على أن الدولة "كدّته" بما فيه الكفاية، والحق أننا ذهبنا يوماً مع الأخوان خريجي جامعة الملك سعود، وذهبنا واخترنا "حائل" كمكان، ذهبنا مع الشيخ صالح كامل بطائرته وعندما وصلنا تأخرنا في الوصول إلى مزرعة أخي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن وتقدمنا رجل من أصدقائنا من جماعتنا ولكن اعتبره من "الملاقيف" أكرمه الله فسبقنا ووجد رجلاً جالساً وسط المزرعة يصلح الزرع ناداه وقال له نادِ عمك الأمير ليستقبل الناس، وقال له الرجل تفضل الآن، فقال له لا إذهب وناد عمك، وعندما دخلنا وقدمنا إلى حفل الاستقبال وإذا بالأخ صالح كامل ينادي الرجل ويقول له يا شيخ صالح ترى نحن في أزمة؟ فقال له كيف؟ قال له الرجل الذي قلت له "يا واد نادي عمك" هو هذا مقرن بن عبد العزيز، فقال الرجل: إذن ضاع الغدا وإن شاء الله ما يسحب مننا جنسياتنا، لكن الأمير مقرن بكرمه وأريحيته ومروءاته استقبلنا وأكرمنا وعشنا أياماً جميلة معه، وكذلك هذا الرجل له من معين والده ومروءات أخوته كل الذخيرة التي نعتز بها. عندما نتكلم عن الأمير مقرن في حائل يوم غادر هذا المكان ورأينا الناس تبكي، أن يذهب عنها أمير وهي تبكي على مغادرته، أهل المدينة كيف ودعوه بذلك الحزن والدعاء وكنت حاضراً يومها وأخي هشام ناظر في مجلس وحضره الملك خالد رحمة الله عليه، وكنا جلوساً، والعادة عندما تقدم الأوراق يبقى الناس لا يقوم، فبعد أن استقبل الناس قام رجلٌ عجوز، فقام الجميع بزجره ليجلس فقال لهم الملك أتركوه، فقال الرجل أنا لا أريد شيئاً، لدي كلمة، فقال له الملك تفضل، فقال الرجل يا طويل العمر لدينا أمير في نواحينا إن كان صاحب خير فنود أن يعم هذا الخير المملكة كلها، وإن كان غير ذلك "فاللي جانا كفانا" هذه لحظات تدل كيف ودع الناس واستقبلوا الأمير مقرن في كل مكان، وكيف أن هذا الرجل امتاز بالتواضع والخلق الكريم، وأنا والله سعيد أن الاثنينية تحتفي به وبهذه الصفوة من الأحباب الذين أرجو أن يتكرموا علينا في يوم من الأيام أن يكونوا ضيوفاً لهذه الاثنينية وشكراً لكم على تشريفكم، وأرجو الله أن يجمعنا دائماً على الخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: سيدي الأمير، معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني، في اليومين الماضيين تلقيت ما لا يقل عن ثلاثين مكالمة هاتفية من حائل، وكلها تثني على شخصي الضعيف وعلى اثنينيتكم لهذه المبادرة. ولمست من هذه المكالمات محبة كبيرة في نفوس من اتصلوا، من أعيان "حائل" ومن رجالاتها المميزين، شاكرين ومقدرين وذاكرين بالخير سمو الأمير مقرن، هذه شهادة أعتز بها، وأقولها أمامكم، هذا الرجل لا ياجى ولا يداجي، كما قال أستاذنا حمزة شحاته، لا أداجيك وللكرامة معنى، الآن دور سمو الأمير ليزيل بقية الرهبة إذا وجدت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :783  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج