شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الاثنينية)) في مجلديها الثاني والثامن (1)
عرض/حسين أحمد حسون
لئن كان يوم الجمعة هو خير أيام الأسبوع، وهو خير يوم طلعت عليه الشمس كما جاء في الحديث الشريف: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه خرج منها)).. فإن يوم الاثنين يوم له تميزه: وله نوره وفضله، حمل إلينا نحن المسلمين إشراقات وبركات وخيرات عبر تاريخنا وكانت أسمى إشراقاته وقمة فيض خيراته أن ولد فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، نور الهدى وسيد ولد آدم وخير الناس كلهم، وأكرم من وطئ الثرى.
وتوالت إشراقات يوم الاثنين مع إطلالته نوراً بعد نور، وما إنشاء فكرة (( الاثنينية )) إلا امتداد لذلك النور الفياض الذي دأب يغمرنا، وإحياء لهذا اليوم الذي يقع مكان القلب من بين أيام الأسبوع يحتل منها موقع الوسط.
فأي توفيق حظي به، وأي بركات أحرزها الشيخ عبد المقصود محمد خوجه حين اختار من بين الأيام هذا اليوم الميمون المبارك ميقاتاً لندوته الأسبوعية وأقول ندوته مجازاً.. إما لأنه هو رائد فكرتها، وإما لأنه المضيف ـ المضياف لروادها، وأي مضيف هو لأشرف مائدة تغذي النفوس قبل العقول، تطرب الوجدان، وتشرح الصدور، وتحلق بالنفوس سمواً إلى سموات إنسانية سامقة..
الاثنينية ندوة أهل الفكر، ورائدها ومنشؤها، يأتي في أولهم، وهو واسطة العقد، وصاحب المنهج، وقد لا يرضيه هذا القول، فهو إن لم ير نفسه في مقعد المستمع تواضعاً يسعى للتواري حتى يرجع الأمر للآخرين يعزيه لغيره من المشاركين. فحين يتحدث عن الاثنينية يكون حديثه عنها حديث مراقب حسبه فضل المشاركة. فلله هو.. أما ترى كيف يتحدث عنها في مقدمة الجزء الثاني من إصدار الاثنينية فيقول:
يطيب لي أن أنقل للقارئ الكريم صفحات من أمسيات الاثنينية التي ضمخت هذا المنتدى الأدبي بشذى أحاديثها، وتركت بصمتها على الأجواء الأدبية لخدمة القضايا الفكرية التي تطرح على الساحة الثقافية وفي الوقت نفسه تكرم الرواد الذين قدموا عصارة جهدهم من أجل هذا الوطن.
ويستطرد ليقول: إن أحاديث الاثنينية.. لم تأت من فراغ، وإنما حملت بها سحائب أبرقت وأرعدت وسال عطاؤها رقراقاً.. عذباً نميراً..
هذا القول بهذا الأسلوب إنما يوحي لقارئه أو سامعه أنه يصدر عن ضيف مراقب لندوات الاثنينية أو محلل ناقد وحسب، فيا عجباً لنكران الذات، عجباً لذلك التواضع تستشعره في هذا السياق، ولكن فيم العجب وذلك دأب العلماء وديدنهم.
أما هذا الجزء الثاني من كتاب الاثنينية فهو توثيق لتلك الليالي التي ماجت بالفكر وزخرت بالعلماء وأهل الأدب وشرفت برجال الدين، ليال صال فيها الشعراء ممن مكنهم الله تعالى من ناصية الشعر ومقوده فمحضوا تلك الليالي أصدق مما أبدعوا من قريض وغذوها بخلاصة ما جاد به وادي عبقر فكان لا بد من جمع تلك الدرر، وجمع تلك الشعاعات لتكون حزمة نور، يتضمنه هذا السفر بين دفتيه، بل أسفار تأتي من بعده ـ بإذن الله تعالى ـ متواترة تباعاً..
وإلى هذا أشار الأستاذ الجليل صاحب الاثنينية في مقدمة الجزء الثاني من مجلدات الاثنينية حيث قال:
إن أحاديث الاثنينية لم تأت من فراغ، وإنما حملت بها سحائب أبرقت، وأرعدت ـ وسال عطاؤها رقراقاً.. عذباً.. نميراً.. وقد بقيت كلماتها التي كانت ذبذبات في الهواء حبيسة أشرطة ممغنطة ردحاً طويلاً من الزمان، كلما حاولت أن أمتع بها من فاتهم عبيرها وشذاها المليء بعبق الحب حالت دون ذلك ظروف طارئة..
على هذا الجزء ـ الثاني ـ من سلسلة مجموعة الاثنينية يعول الأستاذ عبد المقصود خوجه تعويلاً كبيراً: ذلك أن هذا الجزء يمثل طليعة أهل الفكر وهو يمثل الأساس المتين لما سوف يعقبه من أجزاء بحسبان أنه ((يحكي تجارب جيل أصيل آلى على نفسه مهمة شق الطريق، وتعبيده أمام الكلمة، لتجد مكانها في المجتمع))..
إذن فالمجلد الثاني يحمل للقارئ فكر وتجارب جيل الرواد الذين شقوا الطريق وأناروه لمن خلفهم من أهل الكلمة ولهذا كان له وزنه وقيمته ومكانته وطعمه ومنزلته كتوثيق وتسجيل لما كان يدور في مسرح الكلمة، كما أنه يحمل شيئاً من ترجمة لرواده الذين قضى منهم من قضى عليه رحمة الله وغفرانه، ومنهم من نسأل الله له عمراً مديداً في الطيبات والخيرات، وفيض العطاء، فالأمر كله يحكي عن أيام مضت، وحقبة سبقت.. بيد أن للأستاذ عبد المقصود خوجه حول هذا إحساساً مميزاً وخصوصية حبيبة يعتمل بها وجدانه وقلبه، يعبر عنها تعبيراً جذلاً لطيفاً فيقول: ((هذه المجموعة من الاثنينيات بالذات لها وقع مختلف في نفسي.. إذ تعبق بالماضي، وكأنها تنبض بالحاضر))..
ونحن نقول.. هكذا هي نفس المبدعين والفنانين في كل من مجالَيْ الفن والإبداع، لا تشيخ، ولا تضمر فيظل ما بها كما هو لا يفسد ولا يضيع، ولا يضمحل أو يتغير أو يتبدد، هذا حال القلوب الكبيرة بوتقات، تختلط فيها أعمال الرجال ومعادنهم، مع الحديث البديع مع الذكريات بشجونها فتموج جميعها في حب محض وصفاء محض، ووفاء محض، لتضحي مع الأيام ذهباً وضاء.. أبريزاً نقياً، ينعكس رونقه على النفس كما تعكسه مرآة مرصد ضخم كبير فلا تزيد حامل ذلك القلب وتلك النفس إلا إمعاناً في الحب.. حباً تتسع دائرته وتتعدد حلقاته حتى تشمل الجميع، فيضحي صاحبها ألفاً يألف ويؤلف، وذلك غاية ما حبب فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأراده هدفاً وغاية للإنسان.. وذلك ما يلمسه كل من لامست روحه روح الأستاذ الخوجه إن جلس إليه مستمعاً، أو أطلع على كتاباته قارئاً، فاستشف منه ما يستشف من صدق في الشهادة والسريرة.
هذا المجلد الثاني من الاثنينية تضمن ما دار من مطارحات أدبية وشعرية ورسائل ترحيب خطابية تضمنها أربعة عشر حفلاً لتكريم الأدباء والشعراء من أعلامهم ومبدعيهم، بدءاً بحفل تكريم معالي الأستاذ السيد حسن كتبي الذي أقيم في 3/2/1404هـ إلى حفل تكريم الأستاذ السيد علي حسن فدعق. وهو آخر حفل تضمنه هذا المجلد.. وبين الحفلين تسجيل لوقائع حفلات تكريم أقيمت تكريماً للأستاذة والشعراء:
ـ الشاعر إبراهيم فودة.
ـ الأستاذ حسن عبد الله القرشي.
ـ الأستاذ الشاعر فاروق جويدة.
ـ الأستاذ هاشم الزواوي.
ـ السيد محمد بن علي السنوسي.
ـ الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار..
ـ الأستاذ عبد الله أحمد خوجه.
ـ الأستاذ أحمد السباعي.
ـ الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين.
ـ الشيخ أبي تراب الظاهري.
ـ الأستاذ صالح محمد جمال.
ـ الأستاذين علي وعثمان حافظ.
واختتمت بحفل السيد علي حسن فدعق، وشفع الكتاب في صفحاته الأخيرة بخمسين صورة فوتوغرافية التقطت لمشاهد من تلك الحفلات.
شارك في تلك الحفلات التكريمية بجانب المحتفي صاحب الاثنينية والمحتفى بهم عدد كبير من الأدباء والشعراء، فألقوا كلمات ترحيب، وأنشدوا شعراً، واحتفوا مع المحتفى أيما احتفاء بضيوف الاثنينية منهم الأساتذة عبد الكريم نيازي وحسن كتوعه وعبد المحسن القحطاني وعز الدين اسماعيل ومحمد بن سعد ومعتوق حسنين وعبد الله مناع وعبد اللطيف الميمني ونبيه عبد القدوس الأنصاري وعبد الله رجب وطاهر زمخشري وعمر عبد الله خوجه ومحمد سعيد طيب وأحمد محمد جمال وحسن عبد الحي قزاز وفؤاد عنقاوي وزاهد قدسي ومحمود عارف ويحيى توفيق وحمدان صدقه وأحمد علي مبارك وعبد الله بغدادي وأحمد محمد جمال وعزيز ضياء وعبد المجيد شبكشي وعبد الله بلخير كل هؤلاء ازدهت بهم حفلات الاثنينية أما الأستاذ حسين نجار فقد كانت له مشاركة في كل تلك الحفلات وكان يتولى مهمة افتتاح الحفل بكلمة منه ويختتمه بكلمة الختام.
وغنى عن القول بأن الأستاذ الكبير عبد المقصود صاحب الاثنينية كان يلقي كلمات الترحيب والتعريف بالمحتفى بهم ويشارك في كل أمر يطرح على مائدة النقاش والبحث.
منهج الإصدار لمجلدات الاثنينية جذاب جداً، أما من جهة الطباعة والتجليد فقد بذلت فيه أرقى الفنون في هذين المجالين فخرجت في صورة بديعة جذابة أما منهج التبويب فقد اعتمد في المقدمة تليها وقائع الحفلات: ديباجة تحمل اسمي المحتفى به ورقم الحفل وتاريخ إقامته ثم صفحة عليها صورة المحتفى به تليها صفحة أو تزيد تحمل تعريفاً بالمحتفى به ولمحات من حياته مستوفية.. تلي ذلك وقائع الحفل في صفحات تتراوح بين الثلاثين والخمس وأربعين صفحة تسبقها صفحة محتويات عبارة عن فهرست للمتحدثين في الحفل ويختتم الموضوع بخاتمة للأمسية.
كل ما ذكرناه عن المجلد الثاني من الاثنينية وهو يقع في خمسمائة وستين صفحة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :488  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج