شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته الغر الميامين .
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أرحب أجمل ترحيب بشقائق الرجال قبل الرجال، لأن الاحتفاء الليلة عرسهن، والأمسية لهن وبهن ومعهن عبر اثنينيتكم التي طوت ربع قرن من عمرها، ونحمد الله أن هيأ لنا ولهن هذه السوانح الطيبة ليستمر جمع شمل النصفين اللذين تقوم عليهما منظومة الحياة، وهل عظماء الرجال إلا نتاجهن وثمرتهن، فباسمكم جميعاً أرحب بالأديبة والناقدة المفكرة الباحثة والناشطة الاجتماعية الأستاذة سهيلة زين العابدين محمد حماد، التي لبت مشكورة دعوة اثنينيتكم لتكرمنا بهذا اللقاء الذي تقنا وتقتم إليه، فأهلا وسهلاً ومرحباً بأستاذتنا الفاضلة بين أحبائها وحبيباتها، عارفي وعارفات فضلها وقدرها وقامتها.
أيها الإخوة إن الخط الذي انتهجته اثنينيتكم مؤخراً بتكريم صاحبات الفضل والريادة والإبداع يقف شاهدًا آخر على مستوى الوعي والنضج والتفاعل الذي تتميز به المرأة في هذا الكيان الذي خطا خطوات واسعة في مجال تعليم المرأة وإتاحة السوانح التي تمكنها من أداء دورها المنتظر في المجتمع بكفاءة واقتدار، فكنَّ بحق جديرات بهذه المكانة العالية والثقة الغالية، فعملن بجد واجتهاد وصبرن وأصررن على أن يكنَّ رقماً مهماً في مسيرة البلاد وخارطة الحياة الوطنية بكل ألوان طيفها وزخمها، فنبغت الكثيرات في مجالات عدة فمنهن الأكاديميات البارات، والباحثات العالميات، والشواعر المفلقات، والاجتماعيات الرائدات، والمعلمات الصادقات، حققن ذاتهن، وأثبتن جدارتهن، وتفاعلن مع مجتمعهن، وتغلبن على العوائق والشدائد إلى أن بلغن شأواً كبيراً فتبوأن أعلى المناصب وأهم وأكبر الدرجات، بعد أن تركن حياة الدعة والراحة، وشمرن عن سواعد الجد، وتشربن بروح المسؤولية، وأدركن دورهن الطليعي كضيفة أمسيتنا الليلة التي كان لها قصب السبق كأول أديبة تكرم في مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني الذي أقامته جامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1419هـ، كما أن مشاركتها في كثير من الأعمال التطوعية و خدمات المجتمع المدني وحضورها الفاعل والمتفاعل في كثير من المؤتمرات المحلية والأقليمية والدولية، يقف دليلاً على صدق التوجه وقوة العزيمة، ونبل المقصد، وقد كان لي شرف التعرف على ضيفتنا الكريمة إبان مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في مكة المكرمة في الفترة من 4 ـ 8 ذي القعدة 1424هـ الموافق 27/12/2003م ومؤتمر الصالونات الأدبية ودورها في ثقافة الحوار الذي عقد بمكة المكرمة تحت مظلة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في الفترة ما بين 22 ـ 23/4/1427هـ الموافق 20 ـ 21/5/2006م، فلمست فيها روح المسؤولية ومنهجية المقصد والاهتمام باستزراع الأولويات، وطرح الآراء بوضوح وشفافية ووعي وإدراك، دون مواربة أو تردد أو وجل، وبعيداً عن الأعذار الذرائعية، فقد كانت تضع يدها على موطن الداء وتقدم في الوقت نفسه الدواء، تشرّح ولا تجرّح، فحمدت الله أن في بلادنا الطيبة من هن قامات وقمم نفتخر ونفخر بهن في خيمة الثقافة الفضفاضة، ونتحلق حول موائد أفكارهن المستنيرة، ونطمع في أن ننهل الكثير من إبداعهن ومشاركتهن الاجتماعية المغدقة والمثمرة في آن.
أيها الأخوة والأخوات من أجل كلمة ((إقرأ)) التي انبلجت نورانيتها من هذه الديار الطاهرة فأضاءت الأكوان، وعمت الآفاق، شرفت ضيفتنا الكريمة بحمل مسؤولية الكلمة على كلكلها، وهي تعلم تمام العلم أنه عبء وتكليف شاق وكفاح طويل وجهاد مرير، في طرق قد تكون في معظم الأحيان وعرة المسالك، صارمة المقاييس، خصوصاً للمرأة ككاتبة في زمن كان مجرد ذكر اسمها يعد عيباً وخروجاً عن النص، فلم يعرف عنها الخوض في لجج الحوارات العقيمة التي لا تفضي في نهاية المطاف إلا إلى الانغلاق المقيت والتشرذم الممقوت، بل كثيراً ما نجدها في كتاباتها ومحاضراتها تستأنس بآراء العلماء الأفاضل وتسترشد بذؤابة الآراء الراجحة والأفكار الراسية، فالكتابة عندها وسيلة سامية، ورسالة عالية غالية، ووسيلة إصلاحية تربوية للنسيج الاجتماعي الذي يرقى بها ويرتقي عليها وصولاً لأهداف أسمى وأنبل وأشرف، خصوصاً في زمن اغتراب الرأي وتغريب الأفكار في موجة ما يعرف بالاستلاب الحضاري الذي أصبح من سماة هذا العصر، حيث يعد فيه دعاة الأصل والأصالة والعودة إلى النمير الصافي العذب جموداً وتخلفاً وتمترساً حول أفكار ضبابية ظلامية .
أيها الإخوة والأخوات اقترن اسم ضيفتنا الفاضلة باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان حيث قامت بدور يذكر فيشكر، فشرفت برئاسة مركز الدراسات والإحصاء والتوثيق، وهنا لا بد لي من إشادة بهذا الدور، لأن أي عمل فيه تهميش لأهمية البحث العلمي وجمع المعلومات واستبيان الإحصائيات لهو عمل في نهاية المطاف يكون مبتوراً وقائماً على أسس غير علمية وموضوعية، فما تقدمت أمة من الأمم إلا ولأنها تغدق على ميزانيات البحث العلمي الكثير من إمكاناتها ولعل الفرصة متاحة لها لتحدثنا باستفاضة عن هذا الجانب المهم والذي ينتظر أن يجيب عن كثير من التساؤلات..
سعداء أن تكون بيننا ضيفتنا الفاضلة للنهل من معين تجربتها الثرة ونقف عند بعض المحطات المفصلية التي واكبت حياتها العملية والعلمية، وعلى أمل أن تقضوا معها سويعات ماتعة في صحبتها الماجدة، برعاية كريمة من معالي أخي الدكتور سهيل بن حسن قاضي رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي ومدير جامعة أم القرى سابقاً.. وإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير وعلى خير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: سبق أن أشرت في الأمسية السابقة طالباً من السيدات الفضليات أن يجتمعن ويكون اجتماعهن تحت أي مسمى يردن كمجلس أمناء أو أمينات بالأصح مجلس إدارة، فرع الاثنينية للسيدات أي مسمى، ويضعن لقضيتهن بآرائهن ما يرين من آليات لتكريمهن ومن يرشحن ولنعمل متكاتفين سيدات وسادة لتفعيل هذه الآليات وفق المستطاع والممكن، وقد انفض الجمع رغم أنني بدأت كلمتي وأنهيتها ولم يتم شيء، إنني أقول في هذه الأمسية إن أبواب الاثنينية وقاعاتها مشرعة في كل أيام الأسبوع وإن سكرتاريتها بإمرتهن يتصلن بهم في أي وقت ليحضرن ما يريدن، وليضعن ما أسلفت فالذي له قضية لا يمكن أن نقوم بها سيداتي الفضليات، قضيتكن نؤمن بها ونود أن تتبلور ولكن لا يمكن أن تتبلور من خلال قنواتنا فأنتن صاحبات القضية وأنتن يجب أن تكنّ في المقدمة ونحن معكن نساعد بكل ما أوتينا، فأرجو وأكرر الرجاء أن تضعن لكنّ ميثاقاً تضعن لكنَّ أسساً تضعن لكنّ ثوابت لمسيرتكن، النقطة الأخرى التي أود أن أتم بها حديثي أنني أرى الجمع قد قل، فيا أيها السادة إنني أتمنى أن تعاضدوني في ما أنا فيه كما أسلفت عبر خمسة وعشرين عاماً فأنا بكم ومنكم وإليكم، أين زوجاتكم؟ أين أقاربكم؟ أين أيها السادة من تعرفون من أهل الفضل ليحضروا ويحضر معهم السيدات لنكثر بهن ويكثرن بنا، أرجو أن تتآزر جهودنا جميعاً لنستطيع أن نصل إلى ما نصبو إليه متمنياً لكم أمسية ماتعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لسعادة مؤسس الاثنينية الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ونرجو أن يرى كل آماله وطموحاته ماثلة أمام عينيه قريباً إن شاء الله وأن يمتعه دوماً بالصحة والعافية.
الأخوة والأخوات الآن نبقى مع كلمة لراعي الأمسية وهو معالي الأستاذ الدكتور سهيل قاضي مدير جامعة أم القرى وعضو مجلس الشورى سابقاً وعضو النادي الثقافي الأدبي في مكة المكرمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1276  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 183 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج