شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقدمة
يطيب لي أن أضع بكل اعتزاز وتقدير الجزء الرابع والعشرين من ((سلسلة أمسيات الاثنينية)) بين يدي القارئ الكريم.. ويأتي هذا الإصدار عن أمسيات موسم 1427/1428هـ ـ 2006/2007م.. وقد يبدو للوهلة الأولى متسقاً مع ذات الإطار الذي درجت عليه الأجزاء السابقة.. إلا أن المخبر يختلف عن المظهر في كثير من الجوانب التي سوف تظهر للقارئ من خلال متابعته لمجريات الفعاليات التي شرفنا بها هذا الموسم.
يلاحظ المتتبع لهذا النشاط أن الموسم قد بدأ بالأسلوب التقليدي المتبع في تكريم ذوي الفضل من علماء وأدباء وشعراء، حتى أطلت علينا أمسية مفصلية بتاريخ 24/1/1428هـ الموافق 12/2/2007م، تم الاحتفاء فيها بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على انطلاقة "الاثنينية".. كانت أمسية وفاء من أهل الوفاء.. شهدت حضوراً استثنائياً كثيفاً التفَّ بكل الود، والمحبة، وصدق العاطفة، حول هذا المنتدى الذي تمسك دون تفريط قط منذ نشأته بمبادئه الخمسة: النأي عن التيارات السياسية، والدينية، والمذهبية، والعنصرية، وتصفية الحسابات.. وبالتأكيد كان لهذا النسق الوسطي الذي أكرمنا به المولى عز وجلّ القدح المعلى في نفي أي حالة تطرف أو ميول لفكر معين ضد الآخر.. وكانت النتيجة بحمد الله تكريساً لعناصر الثقافة والفكر والأدب للإسهام في خدمة قضايا الوطن والمواطنين بكل تجرد وإخلاص مع أمل ينبض في ثنايا كل خلجة أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى.
وهكذا جاء الاحتفاء بهذه المناسبة مزداناً بكل ألوان الطيف الثقافي والفكري.. دون نهج استئصال أو احتضان طرف على حساب آخر.. الأمر الذي نأمل أن نستمر عليه إلى ما شاء الله.. وفاء للعهد والتزاماً بقيم ومبادئ هذا المنتدى الثقافي.
وانطلاقاً من هذه الأمسية ((الحدث)) أكرمنا المولى سبحانه وتعالى ببدء تكريم المرأة شقيقة الرجل ونصف المجتمع.. ولم يكن عدم تكريمها في السابق نتيجة تجاهل أو تهميش أو عدم إدراك لطبيعة دورها الفاعل في المجتمع.. بل تماشياً مع نسق التطور الذي يتحرك بهدوء ويتقاطع مع مختلف الخطوط التي تشكل في مجملها خصوصية هذا المجتمع الذي يتمتع بكثير من العادات والتقاليد التي يحرص على مراعاتها والالتزام بها في كل شؤونه.. وبدأت ((الاثنينية)) اعتباراً من تاريخ 21/3/1428هـ الموافق 9/4/2007م، الاحتفاء بالأستاذة الدكتورة فاطمة عمر نصيف، ثم الأستاذة سهيلة زين العابدين حماد، ثم الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام.. من خلال الدائرة التلفزيونية المغلقة.. ونأمل أن يكون الموسم القادم أكثر تألقاً في جوانب ((تحقيق الذات)) عن طريق الاحتفاء وإلقاء الضوء على بعض المؤلفات القيمة، وتناول إسهامات بعض المؤسسات العلمية المرموقة، بالإضافة إلى مواصلة مشوار تكريم السيدات الفضليات أسوة بأشقائهن، ووفق الضوابط الشرعية إن شاء الله.
أما النقلة النوعية التالية فقد استطاعت ((الاثنينية)) التركيز على عدة عناصر جديدة لدعم مسيرتها ودورها في الحراك الثقافي، ومن أهمها تبنّي الدعوة التي أطلقها معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء وعضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى بشأن ((تحقيق الذات)) بدلاً عن ((تكريم الذات)).. فانثالت الأفكار الإيجابية لإثراء هذا الجانب حتى لا يكون التكريم مقتصراً على شخص المحتفى به فحسب، وإن كان ذلك مطلوباً لدرجة معينة، بل إن الإطار التقليدي يتعدى إلى تكريس آلية يتم بموجبها تكريم إنجاز علمي أو ثقافي أو فكري محدد، له أثر ملموس في الحياة الثقافية والفكرية، وعلى سبيل المثال تناول كتاب، أو بحث علمي، أو اختراع يسهم في تطوير الحياة وحل بعض المشاكل التي تتعلق بالإنسان أينما كان، وتسليط الضوء عليه من قبل بعض المهتمين.. فهناك شح ظاهر في ترسيخ هذا الجانب، والاحتفاء به كمنجز إنساني يستحق وقفات مراجعة وتشجيع وتقوية أواصر فكرية وعملية تقود في النهاية إلى التطوير والتركيز، ودفع الجهود لمزيد من العطاء لما فيه خير للجميع.. وقد توجت هذه الخطوة في الموسم نفسه بالاحتفاء بكتاب (باب السلام في الحرم المكي ودور مكتباته في النهضة العلمية والثقافية الحديثة) لمعالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان.. الأمر الذي ترك صدى طيباً لدى المتلقين، وأعطى إشارة واضحة لأهمية الاستمرار على هذا النهج في المواسم القادمة بمشيئة الله.
وسوف تظل التجربة منفتحة على جميع الآراء والأفكار التي من شأنها تمهيد الطريق وصولاً إلى الغايات المنشودة، مؤكداً على أن تضافر الجهود، وتنسيق المواقف، وتبادل الأفكار، واحترام كل الآراء، تمثل في مجملها صمام الأمان لأي عمل جماعي ينطلق بعيداً عن دائرة الذات ليصب منهلاً عذباً فيما يخدم الثقافة بمعناها الواسع.
إن هذا العمل الذي أشرف بوضعه بين أيديكم خلاصة جهود مبرورة أفضل بها أصحاب المعالي والسعادة رعاة منتدى ((الاثنينية)) الدكتور محمد عبده يماني، والأستاذ الدكتور محمود بن محمد سفر، والأستاذ الدكتور رضا محمد سعيد عبيد، والدكتور سهيل بن حسن قاضي، والدكتور جميل محمود مغربي، والأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني، والأستاذ عبد الفتاح أبو مدين.. بالإضافة إلى الأفكار البناءة التي أفضل بها كثير من رواد ((الاثنينية)) مشكورين، وفي طليعتهم الأخوان الدكتور عبد الله مناع والأستاذ محمد سعيد طيب.. حتى أتت هذه الثمرة الخيرة كنتاج طبيعي لوهج المشاركة الفعلية في إرساء قواعد الانطلاق نحو مزيد من الأداء الأفضل.
الشكر أجزله لهؤلاء النفر الكرام، والشكر موصول لأساتذتنا الأفاضل الذين لم يبخلوا علينا بوقتهم وجهدهم وعلمهم، لنشرف بتكريمهم والوقوف معهم على جوانب مهمة في محطات عطائهم الثر الذي نرجو أن يتصل نميره في وقت أحوج ما نكون إلى نباريس آرائهم التي تخترق سجف الظلماء وتنير أنفاقاً تحيط بنا من كل جانب، وتسهم بمشيئة الله في قهر ودحض الفتن المفتعلة التي تطل برؤوسها بين فينة وأخرى.. سائلين المولى عز وجل أن يعين الجميع على تخطي هذه الظروف القاسية التي تتكالب على الأمة من كل حدب وصوب، وأن يتم علينا كريم فضله فهو القائل في محكم التنزيل كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. والله الموفق.. وهو الهادي إلى سواء السبيل.
عبدالمقصود محمد سعيد خوجه
جدة في جمادى الآخرة 1428هـ ـ يونية 2007م
 
طباعة
 القراءات :3182  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.