شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشيخ أبي تراب الظاهري ))
ثم تحدث أبو تراب الظاهري، فقال:
- هي كلمة - أو كليمة - صغيرة عاجزة، ولا بد من تحية للصديق، وقلنا: أإشراقتان هما تتوهجان؟ أم قمران هما يُنيران؟ بل وجهان صبيحان، تُزف إليهما تحيتان تتهاديان، الأولى للمكرِّم والأخرى للمكرَّم.
- أما المكرِّمُ: فمن أندى الناس شيمة وأسجحهم ديمةً، مطبوع على الخير والبرِّ، مجبُول على النبيل من الأمر، ينماز بأهيأ هيئة وشارة، وأكمل خُلقٍ وأجمل غُرَّة، ألا وهو السيد النضر العود، مهذب الطبع، شارح الصدر.. الشيخ عبد المقصود خوجه، الَّذي أحيا هذه السُّنة المحمودة في تكريم الأدب والأدباء، وتبجيل العلم والعلماء، فما أشرف صنيعه، وما أحمد عُقباه؛ يشكره عليه القريبُ والنزيح.. في كل محفل ومشهد.
- وأما المكرَّم: فأديب كبير، غواص على اللآلىء في أعماق يمِّ الأدب، لا يمسُّه في انتقاء مستحسنها، وحيازة فرائدها لُغوب، ولا يعطاس عليه تناول أطراف قلائدها وعقودها عن كثب؛ فله من المنطق أعذبه، ومن الجواب أصوبه، ومن المقال أتقنه، ومن النظيم - في السلك - آنقه؛ وقد آتاه الله العقل الأرزن.. والفهم الأرصن، فنزَّه نفسه عن المراتع الوبيلة، والمذاهب المنكرة، واصطبر على المشاق التي تسبق بلوغ الغايات؛ وهو - متَّعه الله بالصحة - جيد المضاء، مستحصف المريرة، متوقد الفؤاد، بعيد الغور، يتطفح أصالة، ويتدفق جدالة، ويتفيض معرفة، ويعرض على المتأدبين ذكاء وفطنة، وليس لساني ذا ملق، ولا قلمي ذا إدهان، ولا آصرة الأدب التي تربطني به بآمرة لي أن أنحت من الخشب ذهباً، أو أجتني من يابس الجذع رطب.
- فإن صفحة أعمال هذا الرجل بارزة للعيان، تشهد له بالبراعة والرأي الثاقب، والتفوق على كثير من القرناء؛ وهو شاعر وناثر مرَّن عليهما نفسه، وقوَّى على الفنَّين دربته، وسهَّد فيهما أجفانه، وأيقظ فيهما حزمه.. فعاد منهما بحظ وافر ونصيب غير أوتح؛ فمن حقه علينا تكريمه، والاحتفاء به، والتعريف بجهوده، وتعديد محاسنه؛ وما أتيت إلاَّ بقدر قبسة العجلان، وحسو الطائر، وحسبي أن أقول: مرحباً بأخي اليراعة من زمرة العرانين المتقدمة، وثلة الهوادي السابقة، الشيخ عبد الله بن إدريس أطال الله بقاءه، قُراع أنجد، وقطَّاع مرصد، يُوشِّي المقالة، ويُدبِّج الكلام، ويحوك الشعر، وينمنم القريض؛ متكلماً نبَّاجاً، وفصيحاً محجاجاً، لا يباوئه إلاَّ منكوس، ولا ينافسه إلاَّ مبخوس؛ وعاش مصدحاً مُفوهاً، وشحشحا مِدرهاً، سطَّرتُ شيئاً قليلاً يقل عن قدر مثلك، فأبسط يد العذر فيه واقبله مني بفضلك.
- وأختتم هذه الكليمة العاجلة المقتضبة بالدعاء والثناء، فالدعاء أن تطول مدة هذه المزنة الوطفاء بالتكريم على أهل المعرفة والأدب، والثناء على صاحب الاثنينية، الَّذي أتاح للمقول فيها فسحةً تتنسم بها الروح.
- والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1032  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج