أَنَا لاَ أَكْتُبُ شِعْري فِي الوَرَقْ |
إِنَّمَا أَرْسُمُهُ فَوْقَ الشَّفَقْ |
يَجْتلي الإِحْسَاسَ مِنِّي صَبْوَةً |
حَالِمَ الأَنْفَاسِ مَنْغُومَ النَّسَقْ |
فَيَشِعُّ الحُبُّ في عُمْقي هَوَىً |
سَرْمَدِيَّ النَّبْضِ نَفَّاحَ العَبَقْ |
عِنْدَهَا أُرسِلُهُ شَفَّ الرُّؤَى |
يَحْمِلُ الآهَاتِ حَرَّى وَالأَرَقْ |
أَسْمَعُ الوُرْقَ إذا نَاحَتْ عَلَى |
فَنَنِ الأَشْجَارِ تَشْكو مِنْ قَلَقْ |
يَخْلُدُ الشَّعْرُ إذا غَنَّى الهَوَى |
وَاسْتَشَفَّ الحُبَّ لحْنَاً وانْطَلَقْ |
وإذا صالَ كَمَا سِرْبِ القَطَا |
فَوْقَ هَامِ السُّحْبِ مُهْرَاً للسَّبَقْ |
نَابِضاً بِالحُبِّ لا يَجْني سِوَى |
مَا يُثيرُ الشَّوْقَ لَفْحَاً والحَرَقْ |
يَبْلُغُ الشَّأْوَ المُرَجَّى فَيْضُهُ |
دُونَ سَفٍّ أَوْ غَثَاثٍ أَوْ لَقَقْ |
لا يُزِلُّ الشِّعْرَ طَمَّاحُ الحِجَى |
فَرَهِيفُ الحِسِّ يَأْبَى المُنْزَلَقْ |
كُلُّ مَنْ يَهْطَعْ لِغِرٍّ جَاهِلٍ |
سَوْفَ يَحْيَى دُونَ شَكٍّ فِي النَّفَقْ |
فَيَرَى الأَيَّامَ سَيْفَاً مُسْلَطاً |
يَضْرِبُ الهَامَاتِ ذُلاً وَالعُنُقْ |
لا يُبَالي مِنْ غَبَاشٍ في الرُّؤَى |
أَوْ يُوَارِي السَّوْءَ عَنْ عَشْوِ الحَدَقْ |
سِمَةُ الأَوْغَادِ خَوْفٌ فِي السُّرَى |
مِنْ سَعَالَى اللَّيْلِ إِنْ جَنَّ الغَسَقْ |
وأَبِيُّ النَّفِس يَعْلو شَامِخَاً |
فَوْقَ هَامِ العِزِّ نَجْمَاً فِي الأُفُقْ |
لا يَقُولُ الشِّعْرَ زُلْفَى يَرْتَجي |
مِنْ فُلاَنٍ أَوْ فُلاَنٍ مُرْتَزَقْ |
إِنَّهُ أَسْمَى فُؤَاداً كُلَّمَا |
نَزَّ فِي جَنْبَيْهِ جُرْحٌ وَانْفَتَقْ |
يَرْسُمُ الشِّعْرَ بِحِسٍّ رَاهِفٍ |
يَتَأَبَّى السَّقْطَ قُرْبَي وَالْمَلَقْ |
لا يَهَابُ الليْلَ إِنْ ليْلٌ دَجَا |
أَوْ يَخَافُ البَحْرَ أَوْ يَخْشَى الغَرَقْ |
نَبْضُهُ يَنْثُو عَبِيرَاً زَاكياً |
يَرْسُمُ البَسْمَةَ جَذْلَى فِي أَلَقْ |
يَرتَجي لِلنَّاسِ حُبَّاً صَافِيَاً |
صَادِقَ الإِلْهَامِ مَعْسُولَ الغَدَقْ |
دُونَ أَنْ يَهْذِي بِشِعْرٍ سَاقِطٍ |
مَيِّتِ الإحْسَاسِ مَشْرُوخِ النَّمَقْ |
نَغْمَةُ الشِّعْرِ شَفَافٌ لِلرُّؤَى |
هَمْسَةٌ جَذْلَى وَحِسٌّ في الخُلُقْ |
لاَ يَكُونُ الشِّعْرُ دِفْئَاً واهِجَاً |
عِنْدَمَا يَطْرَحُ سَفَّاً مُنْزَلَقْ |