يَا مُدْلِجَاً في شِغَافِ اللَّيْلِ مَسْرَاهُ |
قَدْ أَصْبَحَ اللَّهْوُ وَالإِسْفَافُ مَمْشَاهُ |
يَهِيمُ شَوْقاً إِلَى سَاحِ الغَوَى فَرِحَاً |
وَيَجْتلي الإِثْمَ ـ وَاللَّذَّاتُ تَغْشَاهُ |
يَسْتَافُ نَفْحَاً مِنَ الأَوْضَارِ مُحْتَفِياً |
وَيَحْتَسي الكَأْسَ مَفْتُونَاً بِدُنْيَاهُ |
قَدْ أَطْلَقَ النَّفْسَ لا يَدْري نِهَايَتَهَا |
وَلاَ يَرَى غَيْرَ إِسْقَاطٍ تَوَلاَّهْ |
فَلاَ تَكُنْ عَبْدَاً لِلَّهْوِ مُلْتَهِياً |
فَتُصْبِحَ النَّفْسُ سَبْيَاً مِنْ سَبَاياَهُ |
وَاذْكُرْ مِنَ الصَّحْبِ كَمْ وَلَّوْا وَكَمْ دُفِنُوا |
تَحْتَ التُّرَابِ وَكْمَ يَوْمَاً سَتَحْيَاهُ؟ |
فَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ لمْ تَرْعَهُ مُثُلٌ |
يَشِبُّ دَوْمَاً عَلَى حُبٍّ لِمَلْهَاهُ |
وَيَرْفُضُ النُّصْحَ في جَهْلٍ مُعَانَدَةً |
يَرْعَى مِنَ الإِثْمِ مَا يُشْجى خَفَايَاهْ |
وَلاَ يُبَالي مِنَ الأَيَّامِ عَاصِفَةً |
فَالْجَهْلُ في النَّفْسِ يَجْري سَوْءَ مَجْرَاهُ |
حَكِّمْ ضَمِيرَكَ إِنَّ العُمْرَ ثَانِيَةٌ |
مَا أَجْدَرَ المَرْءَ أَنْ يَسْمو بِتَقْوَاهُ!! |
أَعِدْ حِسَابَكَ فالأَيَّامُ ضَارِيَةٌ |
وَاسْتَمْسِكِ الدِّينَ بِالإِيمَانِ تَرْعَاهُ |
وَعُدْ إِلى: اللَّهِ: إِنَّ اللَّه: مُغْتَفِرٌ |
مَا قَدْ جَنَيْتَ وَمَا قَدْ كُنْتَ تَهْوَاهُ |
فَا (للَّهُ) فَرْدٌ كَرِيمٌ ليسَ يُبْرِمُهُ |
أَنْ يَقْبَلَ العَبْدَ مَهْمَا جَلَّ مَغْوَاهُ |
وَعَادَ وَالعَيْنُ تَهْمي دَمْعَهَا نَدَمَاً |
لِيَقْطَعَ اللَّيْلَ في نَجْوَى لِمُوْلاَهُ |
فَوَصْمَةُ العَارِ تُشْقي قَلْبَ صَاحِبهَا |
وَتَزْدَرِيهِ فَلاَ مَنْجَى لِشَقْوَاهُ |
إِلاَّ المَتُوبَةُ فِي صِدْقٍ مُبَرَّاةً |
مِنْ أَيِّ عَيْبٍ مَضَى يُخْزي حَنَايَاهُ |
وَتَكْبَحُ الغَيَّ عَنْ نَفْسٍ مُدَنَّسَةٍ |
حَتَّى يَرَى النُّورَ وَهَّاجَاً بِصَفْوَاهُ |
وَيَقْمَعَ الطَّيْشَ في صَبْرٍ وَفي جَلَدٍ |
يَسْتَمْسِكُ العُرْوَةَ الوُثْقَى لِمَحْيَاهُ |
يُرَوِّضُ النَّفْسَ بِالْقُرْءَانِ مُحْتَسِبَاً |
فَيَلْمَسَ النُّورَ يَغْشَى فِي مُحَيَّاهُ |
لاَ تَيْأَسَنَّ فَإِنَّ: اللَّه؛ ذُو مِنَنٍ |
يَفِيضُ بِالجُودِ إِنْ عَبْدٌ تَرَجَّاهُ |
وَيَقْبَلُ التَّوْبَ مِنْ عَبْدٍ أَتَى وَجِلاً |
يَرْجُو مِنَ: اللَّهِ: غُفْرَانَاً لِشَكْواهُ |
لاَ يَنْفَعُ المَالُ في دُنْيَا مُزَيَّفَةٍ |
وَلاَ البَنُونَ وَلاَ أَهْلٌ وَلاَ جَاهُ |
الكُلُّ يَمْشي إِذَا وُورِيَت في جَدَثٍ |
وَليْسَ يَبْقَى سِوَى مَا كُنْتَ تَخْشَاهُ |
أَعِدْ حِسَابَكَ قَبْلَ المَوْتِ مُتَّجِهَاً |
لِمَا يَجِلُّ مِنَ الأَعْمَالِ عُقْبَاهُ! |
وَاسْتَنْهِضِ النَّفْسَ فِي نَجْوَى لِخَالِقِهَا |
مَا ضَاعَ عَبْدٌ صَدُوقٌ فِي نَوَايَاهُ |
وَسَلِّمِ الأَمْرَ فِي طَوْعٍ لِبَارِئِهِ |
وَاسْتَكْثِرِ البِرَّ كَيْ تَحظَى بِمَرْجَاهُ |
أَرِحْ سَفِينَكْ إِنَّ المَوْجَ مُرْتَطِمٌ |
وَثاقِبُ الرَّأْيِ مَنْ يُلْقي بِمِرْسَاهُ |