جَاءَتْ إِليَّ حَزِينَةً |
تَشْكُو بِحَرِّ الأَدْمُعِ |
مَا قَدْ أَصَابَ حَيَاتَهَا |
مِنْ وَكْسَةٍ وَتَزَعْزُعِ |
أُمٌّ تُطَالِبُ زَوْجَهَا |
حَقَّ الطَّلاَقِ وَلاَ تَعي |
أَنَّ البَنَاتَ بِحَاجَةٍ |
لأَبٍ كَرِيمِ المَطْلَعِ |
يُلْقِي عَلَيْهِنْ نَظْرَةً |
كَحُنُوِّ أُمٍّ مُرْضِعِ |
وَيَحُفُّهُنَّ بِبَسْمَةٍ |
تَسْخُو بِعَطْفٍ مُشْبِعِ |
أَدْرَكْتُ أَنَّ حدَيِثَهَا |
يُزْكِي شِغَافَ الأَضْلُعِ |
وَيُحِيلُ كُلَّ وَسَامَةٍ |
مِنْهَا بَلاَءَ تَوَجُّعِ |
لَكِنَّهُ قَدَرُ الإِلهِ |
وَمَا لَهُ مِنْ مُرْجِعِ |
لا بُدَّ مِنْ صَبْرٍ فَمَا |
نَيْلُ الأَمَانِ بِطَيِّعِ |
وَعَلَيْكِ أَنْ تَتَجَلَّدي |
صَبْراً وَأَلاَّ تَجْزَعِي |
تَشْكِينَ فَصْلَ أُبُوَّةٍ |
مِنْ بَعْدِ عَيْشٍ مُمْتِعِ |
وَتَهَدُّمَ البَيْتِ الَّذِي |
قَدْ كَانَ بَيْتَ تَجَمُّعِ |
فَأُحِيلَ بَعْدَ صَفَائِهِ |
بَيْتاً كَئِيبَ المَسْطَعِ |
لاَ تَيْأَسِي أَوْ تَقْنطِي |
فَا: اللَّهُ: أَكْرَمُ مَنْ دُعِي |
شُدِّي العَزِيمَةَ أَقِبْلِي |
صَلِّي لِرَبِّكِ وَارْجِعِي |
وَاسْتَنْجِدِيهِ فَإِنَّهُ |
يُسْرِي هُمُومَ المُفْجَعِ |
عُودِي لِرِّبِكَ وَاطْلُبي |
كَشْف الغَمَامَةِ تُسْمَعي |
فَاللَّهُ فِي مَلَكُوتِهِ |
يَسْمُو بِعِلْمٍ مُبْدِعِ |
وَيُجِيبُ عَبْداً إِنْ رَجَا |
وَأَتَى بِخَفْقٍ مُهْطِعِ |
يَرْجُوهُ فَكَّ إِسَارِهِ |
عَمَّا بِهِ مِنْ مُقْذِعِ |
وَيُجِيرُهُ مِنْ عَثْرَةٍ |
حَطَّتْ بِقَلْبٍ مُفْزَعِ |
فَاللَّهُ نِعْمَ المُرْتَجَى |
عُودِي إِليْهِ وَأَودِعِي |
مَا حَلَّ فِيكِ مِنَ الأَسَى |
وَمِنْ عِثَارٍ مُجْزِعِ |
عُودِي إِليْهِ فَإِنَّهُ |
رَبٌّ قَرِيبٌ إِنْ دُعِي |
لاَ يَبْخَلَنَّ بِعَطْفِهِ |
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ مَرْجَعِ |
صَلِّي عَلَى خَيْرِ الْوَرَى |
وَأَكْثِري وَاسْتَشْفِعِي |
وَسَلي الإِلَهَ فَجُودُهُ |
يُفْضَى لِكُلِّ مُرَوَّعِ |
وَيَنَالُهُ فِي لَحْظَةٍ |
تجْلُو غَمَامَ المُهْلَعِ |
طُوبَى لِمَنْ كَانَتْ لَهُ |
عُقْبَاهُ بَعْدَ تَخَشُّعِ |
يَسْمُو بِكُلِّ هُمُومِهِ |
عَنْ وَكْسَةٍ وَتَزَعْزُعِ |
فَيَزَولَ عَنْهُ مَا بَدَا |
مِنْ نَفْرَةٍ وَتَصَدُّعِ |