شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سَرَقُوهَا
سَرَقُوا غِطَاءَك والوِسَادَةَ والسَّرِيرْ
ورِدَاءَ نَوْمِكِ مَزَّقُوهُ.. وأَحْرَقُوهُ
مَعَ الثِّيَابْ..
حَتَّى الحِذاءَ..
وَبَعْضَ أشْيَاءٍ قَدِيمَهْ
كُنْتِ قَدْ
أَخْفَيَتْهَا
عَنْ أَعْيُنِ النُّظَّارِ
خَوْفَ الاسْتلاَبْ
وَقُزَازَةَ العِطْرِ النَّدِيِّ
وكُحْلَ عينكِ. والأَسَاوِرَ وَالخِضَابْ
وَالدْارَ بَاعُوهَا
وبَاعُوا أَهْلَهَا
لم يَبْقَ مِنْ شَيءٍ
سوَى: سُوَرِ الفِنَاءْ!
وهُنَاكَ تَحْتَ السُّورِ
قُمْتِ..
بِنَصْب خَيْمَتَكِ الصَّغِيرَهْ
فَمَزَّقَتْها يَدُ الذِّئَابْ
وَاسْتَنْسَرَ الخُفَّاشُ حَتّى لم يَعُدْ
في الأَرْضِ خُفَّاشٌ هَزِيلٌ ضائعٌ يُلْقى هُنَا
وَهُنَاكَ أَوْ يَغشَى الخَرَابْ..
الكُلُّ أَمْسَى قادِراً
الكُلُّ أَمْسَى.. قَاهِراً
الكُلُّ أَمْسَى جَائِراً
في الصَّولِ.. أَوْ في الطَّوْلِ
في المَدِّ.. أَوْ في الجَزْرِ
والسَّحْقِ المُعَابْ
وَتَرَيْنَ دَارَك هُدِّمَتْ
وسًوِّيَتْ.. ضمْنَ الفِنَاءْ
لتَقُومَ نَاطِحَةُ السَحَابْ
بَاسْمِ الغُزَاةِ المُعْتَدَيْنْ
باسْمِ ((اليَهُودِ)) الغَاصِبِينْ
باسْمِ الكَلاَبْ
وَيَصِيرُ كُلُّ الحَيِّ.. سَاحَاً
مُسْتَبَاحاً.. وَمُتَاحَاً.. للرَّغَابْ
وَيَضيعُ تَاريخٌ عَظِيمٌ
كانَ أَوْلَى أَنْ يُصَانَ.. وَلاَ يُشَانْ
وَأَنْ يُعَانَ.. ولا يُهَانْ
وَأَنْ يُجَلَّ وَلا يُمَلَّ
وَأَنْ يُهَابْ
وتُرَاثُ مَجْدٍ حَافلٍ
طَمَسُوا مَعَالمَ عِزِّهِ
تَحْتَ التُّرَابْ
حَتَّى يَزُولَ النَّبضُ والأحْسَاسُ
سَطْواً.. وانْتِهَابْ
لاَ تْيأَسي.. يَا قُدْسُ.. إنْ
جَاءَ يَوْمٌ ظَالِمٌ
أَوْ جَاءَ وَغْدٌ نَاقِمٌ
وَتَكَاثَرَتْ فِيْكِ الحِرَابْ
فالحَقُّ يَعْلو صَوْتُهُ
ضَوْءاً مُشِعًّا فَوْقَ هَامَات السَّحَابْ
وَغَداً تَرَيْنَ النُّورَ حَقْلاً
مِنْ زُهُورٍ يَانعَاتٍ نَافحَاتِ
العِطرِ والمِسْكِ المُذَابْ
وَيعُودُ بَيْتُكِ رُغْمَ أَنْفِ السَّالبِينْ
الحَاقِدِينْ.. النَّاهِشِينْ
القَاضِمِيْنْ. بِكُلِّ نَابْ
هِيَ هَذِه الدُّنْيَا..
تَدُورُ كَمَا الرَّحَى حيْناً
وحيْناً تَخْدَعَنَّ كما السَّرَابْ
فَالخَوْفُ كل الخَوْفِ إِنْ حَلَّ الضَّنَى
وَاسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهُ
في كُلِّ بَابْ
وَبَدَتْ رُؤَى أَحْبَابنَا مَشْلُولَةً
مَخْذُولَةً مَغْلُولَةً.. مَفْلُولَةً
مَعْزولَةً
بَيْنَ الشِّعَابْ
فالشَمْسُ تَأْبَى أَنْ تُوَارَى
في الضُّحَى.. خَلْفَ.. الضَّبابْ
والحَقُّ مُثْلُ السَّيْفِ ذَو حَدَّيْنِ يَفْرِي
مَنْ يُمَارِي أَوْ يَهَابْ
وإذَا الضَّمِيرُ الحَيُّ نَامَتْ وَاسْتَكَانَتْ
عَزْمةٌ فَيه وَغَابْ
يَقْعَى ذَوُوهُ مَكَتَّمَيْنَ مَخَرَّصِيْنَ
مُكَمَّمِيْنَ مُخَطَّمِيْنَ
كَمَا الرِّكَابْ
لا يُرْتَجَى فِيهمْ حَرَاكٌ أَوْ طِمَاحٌ
أَوْ صُمُودٌ أَوْ صَلاَبْ
وَالعَالَمُ المَفْتُونُ يَدْرِي
أَنَّهُ وَكْسٌ.. وَنكْسٌ وَانْتِهَاكٌ
وَارْتِيَابْ
لكَنَّهُ يَعْمَى.. وَيَعْشَى حِيْنَ يُدْعَى
لِلجَوابْ
السِّلْمُ.. تَسْليمٌ وَسَقْطٌ
وانْقِمَاعٌ وانْبِطَاحٌ وَانْكِبَابْ
إِنَّ اليَهُودَ.. لَكَاذبُونَ وَمُفْتَرونَ
غَاصِبُونَ وَمُنْزِلُونَ بِأَهْلِنَا..
في.. قُدْسِنَا.. حَرَّ العَذَابْ
وَالشَّعْبُ يَضْرَى تَحْتَ أَقَدَامِ العُتَاةِ
الكَافِرَين.. وَأُمَّةُ الإسْلاَم تَشْكُو
بِالدُّعَاء.. وَبِالخِطَابْ
حَلَّ الشَّتَاتُ بِجَمْعِهمْ فَتَنَافَرُوا
وَتَنَاثَرُوا.. وتَنَاحَرُوا وَتَجَاهَرُوا
بالطَّعْنِ فِيهمْ وَالسُّبَابْ
جَبُنُوا فَمَا عَادُوا كَمْا كَانُوا أُبَاةً
صَالِحِين وَفَاتِحِينَ بِعَزْمِهِمْ..
وبَجمْعِهِمْ.. تَلْكَ المَجَاهلَ وَالمَعَاقِلَ.. وَالقِبَابْ
أَمْسَوْا بِلاَ نَبْضٍ وَلاَ حِسٍّ يُحَرِّكُ
خَفْقَهُمْ.. مَثْلَ الذُّبَابْ
والعُرْبُ نَامُوا وَاسْتَهَامواُ مِثْلَمَا
جُرْحٌ تَقَيَّحَ من صَدِيدٍ
مُنْتِنٍ بَيْنَ الجِنَابْ
وَهِمُوا بأَنَّ الحَقَّ يَأْتِي حُظْوَةً
مِنْ غَيْرِ سَفْحٍ للدِّمَاءِ.. وَغَيْرِ خَوْضٍ
لِلْمَعَارِكِ وَالمَهَالكِ.. وَالصِّعَابْ
يَا حَبَّذَا لوْ يَعْلَمُونَ بأَنَّهُمْ
في سَقْطِهِمْ مُسْتَسْلِمونَ لِمَطلَبِ
الأَعْدَاءِ في وَهَنٍ
مَقيْتٍ.. مُسْتَرَابْ
فَغَداً يُقُولُ لنَا البَنُونْ
يَا أُمَّةً تَرَكَتْ لنا عِبْئاً ثَقِيلاً
دُونَهُ ضَرْبُ الرِّقَابُ
جَهِلوا حُقُوق بنيهِمُو فَاسْتَسْلَموا
وَتَوَاطأُوا.. خَوْفاً وَجُبْناً وَإنْخَذَالاً
وَانْسِحَابْ
لم يَجْأَرُوا بِالصَّوْتِ أَوْ بِالعَزْمِ في جَمْعٍ
يُوَحِّدُ صَفَّهُمْ وَيَقَيهِمُوا خِزْيَ المَآبْ
فَإِلى مَتى يَا عُرْبُ نَبْقَى ضُحْكَةً
أَوْ سُخْرَةً عَزَّ التَّصَبُّرُ ذِلَّةً فِيْنَا
وَعَزَّ المُسْتَنَابْ
الدِّيْنُ وَحَّدَنَا.. وَجَمَّعَ شَمْلَنَا
وَأَحَاطَنَا بِعَزِيمَةِ الإِيمَانِ
حصْناً للنَّوَاصِي وَالجِنَابْ
فَعَلاَمَ نَرْضَى الخِزْيَ وَالتَّخْدِيرَ
بَغْياً.. إِنَّهُ أَمْرٌ عُجَابْ؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :511  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج