شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هَمْسَةٌ في شِغَافِ اللَّيْلِ
لا أَرَّقَ ((اللَّهُ)) جَفْنَاً بَاتَ يَشْغَلُني
ولا جَفَا النَّوْمُ ظَبْيَاً سَاجِيَ الطَّرْفِ
أَصْفَيتُهُ الوُدَّ والإحْسَاسَ مُخْتَفِياً
فِيَما أُوَارِيهِ مِنْ كَدْمٍ وَمِنْ جَحْفِ
هُوَ الثُّرَيَّا إذَا بَانَتْ ذَوَائِبُهُ
وَإِنْ تَجَلَّى فَبَدْرٌ لَيْلَةُ النِّصْفِ
سَلَّمْتَهُ القَلْبَ لا أَقْوَى مُجَادَلَةً
وَهَلْ يُجيدُ حِوَاراً طَالِبُ العَطْفِ؟
مَا أَعْذَبَ الهَمْسَ لو تُزْكِيهِ مَجْتَلياً
يَا سَاكِنَ الخَفْقِ والأَحْشَاءِ كَالطَّيفْ
يَا هَانِيَ البَالِ إنَّ الصَّمْتَ مَزَّقَني
واسْتَلْهَب الحِسَّ بُرْكَاناً مِنَ القَذْفِ
وَأَنْتَ أَهْلٌ لِمَا نَرْجوهُ مَؤُتَمَلاً
فَمَا نُعَانِيهِ فَوْقَ القَوْلِ وَالوَصْفِ
جِرَاحُنَا اليَوْمَ قَدْ نَزَّتْ بِمَا حَمَلَتْ
وَاسْتَفْحَلَ الأَمْرُ بَيْنَ الغَمْطِ وَالْحَيْفِ
مَتى تَحِنُّ إلى ذكَرَى لنا نَقَشَتْ
سَطْرَاً على المَاءِ فَوْقَ المَوْجِ كالحَرْفِ؟
الشَّطُّ والنَّايُ وَالأمَواجُ تُطْرِبُنَا
وَأَنْتَ وَاللَّيْلُ وَالأحْلاَمُ في صَدْفِ
كَمْ حَرَّكَ الشَّوْقُ ذِكْرانَا وَكَمْ صَلِيَتُ
مُنْذُ افْتَرَقْنَا بِحَرٍّ لاَهِبِ النَّزْفِ!
أشكو الزَّمَانَ لِمَا يُلْقيه مِنْ سَأَمٍ
بَيْنَ الحَنَايا ـ وَمَا أَصْلاَهُ مِنْ عَصْفِ
قَدْ فَاضَ شِعْري بلاَ وَزْنٍ يَكَبِّلهُ
إِذا تَغَنَّى.. فَنَايٌ حَالِمُ.. الْعَزْفِ
بَذَرْتَ في النَّفْسِ أطْيَافاً مُعَطَّرَةً
تَفِيْضُ بِالحُبِّ في جَنْبَيَّ فِي لُطْفِ
إلى مَتّى الهَجْرُ وَالحِرْمَانُ يَنْهبُني
وَأَنْتَ مَا زِلْتَ في صَوْلٍ وفي عَزْفِ
مَن يَكْلأُ الصَّبَّ إِنْ فَاضَتْ مَشَاعِرُهُ؟
حَاشَاكَ يَا بَدْرُ أَنْ تَصْبو إلى حَتْفي؟
أَنَا المُعَنَّى وَهذَا اللَّيْلُ يَشْهَدُ لي
لَكَمْ أُعَاني مِنَ الوَخْزَاتِ وَالقَصْفِ
فَهَلْ تَحِنَّ إلى ذِكْرَى لنَا عَبَرَتْ؟
فَتَرْسُمَ الحُبَّ إِكْليَلاً عَلى كَهْفي؟
تُضَمِّدُ الجُرْحَ في الأَعْمَاقِ تَلأَمُهُ
حَتَّى يَطِيْبَ مِنَ الإِخْوَاءِ.. وَالضَّعْفِ
يَا صَائِلَ القَدِّ هَلْ تَقْسُو عَلى أَمَلٍ؟!
يَسْتَلْهِمُ النُّورَ في دَلٍّ.. وفي ظُرْفِ؟!
أليْسَ في الخَفْقِ إحْساسٌ يُشَاطِرُهُ
ويَبْعَثُ الدِّفْءَ وَهَّاجاً بِلا زَيْفِ؟!
فَالوَصْلُ للِصَّبِّ أَحْلاَمٌ تُهَدْهِدُهُ
كي يَرسُمَ الشِّعْرَ أَنْبَاضَاً لِمَا يُخْفي
وَيَرْكَبَ الصَّعْبَ لا خَوْفٌ يُزَلزِلُهُ
في الخَافِقَيْنِ مِنَ الإِحْبَاطِ والسَّفِّ
فَالبَحْرُ للصَّبِّ أَطَيَافُ مُشَعْشَعَةٌ
وَالمُوْجُ في الشَّطِّ حُلْمٌ نَابِضُ الشَّفِّ
واللَّيْلُ سُكْنَى إِلَى التَّهْمِيسِ يُطْلِقُهُ
فَيْضَاً مِنَ الحَسِّ أَنْدَى مِنْ شَذَا العَرْفِ
وَنَفْثَةُ الأَهِ في الأَعْمَاقِ حَارِقَةٌ
لما تَرَاكَمَ مِنْ لَفْحٍ وَمِنْ شَظْفِ
وَهَمْسَةُ اللَّيْلِ قِيثَارٌ يُسَامِرُني
يُشِيْعُ في النَّفْسِ تَروْيَحاً لما أُلْفي
وليس عِنْدَكَ ما يُصْفي لِموْجدَتي
فَمَا أُدَارِيهِ وَقْدٌ عَارِمُ النَّسْفِ
سأَشْرَبُ الكَأسَ مُرَّيْهَا بلا مَضَضٍ
فليسَ ثَمَّةَ مَا يُرْجَى.. مِنَ الأُلْفِ
وَأرْسُمُ اللَّيْلَ أَحْلاماً مُرَهَّفَةً
علِّي أَرَى البَوْحَ في أَحْشَائِهِ يُضْفي
لَوَاعِجَ الشَّوْقِ مَا حَنَّتْ مُجَنَّحَةً
تَجِيشُ بِالحُبِّ وَالإِحْسَاسِ وَالْوَجْفِ
يَا سِيِّدَ الحُسْنِ مَا أَحْرَاكَ تُلْهِمُنَا
بِطَلْعَةِ الفَجْرِ تَجْلو غُمَّةَ الخَسْفِ
تُحَرِّكُ القَلْبَ في وَصْلٍ تُعَلِّلُهُ
إِنَّ الذي عَجَّ في أَعْمَاقهِ يَكْفي
وليس في النَّفْسِ ما أَشْكوهُ مِنْ وَلَهٍ
إِذا الحَبِيْبُ تَنَاءَى عَنْ رُؤَى وَصْفي
وَأَدْمَنَ البُعْدَ بالهُجُرَانِ يَصْعَقُني
كيما يَرَى الدَّمْعَ شَلاَّلاً مِنَ النَّزْفِ
سأُلْجِمُ الخَفْقَ إنْ جَاشَتْ مَشَاعِرُهُ
وَأَقْمَعُ النَّفْسَ عَنْ غَيٍّ لها.. يُسْفي
وَأَجُرَعُ الصَّابَ لا أَخْشى مَرَارَتهُ
فَكَمْ مِنَ السُّمِّ تِرْيَاقٌ مِنَ الرَّجْفِ؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :531  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.