شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دِفءُ التِّلاِل!!
بقدر ما يحقُّ لنا أن نفخَر ونعتَز بتاريخٍ آبائنَا وَأجدادنا وما حققوه لنا من عزة ومجدٍ عبرَ حضارة قامتْ على الأخلاق واحترامِ القيم فيضُها الحَبُّ.. والأمن والعِزَّةُ.. والكَرامة سيرى أبناؤنا وأحفادنا عَبر أجهزة ((الإنترنت)) تمزقنا وضياعَ حالنا وتصدُّع أمتنا الإسلامية بِرُمَّتها وشتاتَ العرب وضياعهم بين التناحرِ والتنافرِ والخصَامْ.. وركضنا خلفَ حضارةِ المادة التي تحملُ تدميرَ القيمِ وإرهابَ النفوسِ الآمنةِ. وتُعْنَى بلهوٍ وضياعٍ للإنسان مما يمزق أخلاقَنا الإسلاميةَ الحميدَةَ. فهل من عودة جادة تجمعُ شتات الأمة الإسلامية لِتَجْعَلَها مَانعاً في وَجْه تَغْرِيب هويَّتها وكرامتها وصحوِها من سُباتها ليتها تَفْعلُ ذلك ليتها لَيتها..
وَأَغِيبُ.. أَسْبُح في الخَيَالْ
بين الرَّوابي.. والتِّلالْ
مُسْتَجْلياً بِالحُبِّ دِفْئاً
وَالرُّؤَى.. خَفْقٌ
هُيَامْ..
يَا حُسْنَهَا تلْكَ.. الرُّبوعْ
يَا دِفْئِهَا.. بَيْنَ الضُّلوعْ
يَسْري وَيَخْفِقُ
في المَسَامْ..
إِنِّي رَأَيْتُ التُّرْبَ حسّاً. دَافِقاً
وَرَأَيْتُ وَجْهَ الأَرْض خَصْباً
غَادِقَا
فَمَضَيْتُ أَرْسُمُ
لوْحَةً.. عَذْرَاءَ
تَزْهو بالحَنِينِ
وَبِالْغَرَامْ..
صُوَرٌ.. مِنَ الحُبِّ المُشَعْشِعِ في
العُيْونْ
صُوَرٌ.. مِنَ الفَرْحِ المُخَبّأِ.. في
الجُفُونْ
قَصَصٌ مِنَ المَاضي
المؤُزَّرِ
بالوِئَامْ
ظُلَلٌ مِنَ الآبَاءِ والأَجْدادِ مِنْ زَمَنٍ
بَعيدْ
وَهَجٌ مِنَ المَاضي المخَضَّبِ
بالبُطولة والصُّمودْ
تَحْكي لنا
عِزًّا.. وَمجْداً..
وَاحْتِرَامْ
أَيَّامَ كانَ الحُبُّ في أَرْضِ الوَفَاءْ
أَيَّام كَانْ العزُّ وَالمَجْدُ سَوَاءْ
يَسْتَحْلِبَانِ
خَليَّةَ السُّحْبِ
الشَّفِيفَةِ
والغَمَامْ
تَهْمي تَسِحُّ بفَيْضِها مَطَراً غَزِيراً
للوَرَى
فَتَعُمَّ وَجْهَ الأَرْضِ والوَادِي
الظَّمِىء على الثَّرى
تَسْتَنْهِضُ الأَزْهَارَ
والأَطْيَارَ..
والوُرْقَ..
الحَمَامْ..
المَجْدُ والأَحْلامُ كانَتْ.. مَطْلَبا..
والعِزُّ والأَخْلاَقُ نِعْمَ المُجْتَبَى
يَا نَفْحَهَا.. تِلْكَ
الزُّهورْ..
عِطْراً يَفُوحُ..
مِنَ البَشَامْ
وَأَظَلُّ أرْكُضُ فَوْقَ مُهْرِ اللَّيْلِ
أَبْحَثُ عَنْ حَنَانْ
أَسْتَلْهِمُ الذِّكْرَى عَبِيراً وَاشْتِيَاقاً
وَاجْتلاءً.. وَأمَانْ
مِسْكاً.. وَرَيْحانَا
وَنَدًّا..
مِنْ خُزَامْ
الأَرْض كُلُّ الأَرْض كَانَتْ
سَوْسَنَا
يُزْكي شَذِيَّ العِطْرِ فَيْضاً مِنْ
سَنَى
أَيَّامَ.. كَانَ
لِقَوْمِنَا..
حِسٌّ رَهِيْفٌ
وَاحْتِشَامْ
واليَوْمَ يَا لَلْعَارِ أَمْسَتْ خَيَلُنَا
عَرْجَى.. تَئِنُّ مِنِ التَّكَدُّم
حَوْلَنَا
تَخْشَى.. مِنَ اللّيْلِ..
المُجَذَّرِ
بِالظَّلامْ
فَتَفرُّ لا تَلْوي على دَرْبِ الهُدَى
مَهْزولةً.. تَخْشى.. مَتَاهَاتِ
المَدَى
في خَفْقِها..
رُعْبٌ..
وَسقْطٌ..
وانْهِزَامْ..
مَا عَادَ فِينَا الخَفْقُ نَبْضاً حَالِماً
أَوْ عَادَ فِينَا العَزْمُ صَوْتاً حَازماً
خَارَتْ قُوَانَا
وَابْتَدَى
صَرْدُ السِّهَامْ
يَا وَصْمَةَ الإِحْسَاسِ إنْ عَزَّ النِّدَا
أَوْ إِنَّنَا بِتْنَا نَخَافُ.. مِنَ العِدَا
نَقعَى.. وَنَهْطَعُ
في خَوَاءٍ..
وَانْقِسَامْ
المَجْدُ يأْبَى أَنْ يَكونَ لِفَاقِدِ
والعِزُّ يَرْفُضُ ذِلَّةً في القاعِدِ
يَهْوي.. بِجُبِّ
الأَرْضِ.. خَسْفاً
وَارْتِطَامْ
يَا نِِسْمَةَ الإِحْسَاسِ عُودي مِنْ
هُنَا
وَاسْتَلْهمي الإيَمانَ نُوراً لِلدُّنَا
فَعَلى مَسَارِكِ
كانَ هَدْيُ النَّاسِ
كَانَ
الاعْتِصَامْ
اسْتَنْهِضي الهِمَّاتِ عَزْماً..
ضَارِبَا
وَاسْتَنْفِري الخُذْلاَنَ صَوْتاً غَالِباً
عَلَّ الذي
في الخَفْقِ
يَرْنُو أَو يَفِيقُ
مِنَ المَنَامْ
في أَرْضِ قَوْمي ليْسَ نَذْلٌ أَوْ
جَبَانْ
لكِنَّهُ الإِغْفَاءُ.. خَيَّمَ.. وَاسْتَكَانْ
والحَقُّ يَأْبَى
أَنْ يَكونَ لِقَابِعٍ
يَخْشى..
الحُمامْ
أَوْ أَنْ يَدِينَ كَمُهْطِعٍ.. تَحْتَ
النِّعَالْ
مُتَسَوِّسِ التَّفْكيرِ.. مَشْلُولِ..
الفِعالْ
يَسْتَعْجِلُ الزَّلاَّتِ
رُعْباً..
وَانْصرَامْ..
وَغَداً.. سَيَقْرَأُنَا البَنُونْ
وَيُسْألونْ
مَاذَا.. جَنَيْنَاهُ.. بِمَاذَا..
تَفْخَرونْ
بِحَضَارَةِ التَّدْميرِ
بالتَّلْويثِ
والسَّقْطِ
المُرَامْ
بِقَنَابِل التَّفْجيرِ والإِرْهَابِ
والسَّطْوِ المُخيفْ
أَمْ بالتَّخَاذُلِ.. والتَّنَازُلِ للقّويِّ
مَنِ الضَّعِيفْ
نَسْتَرْهِبُ الأَعْدَاءَ
حِينَ تَطَامَنَتْ
هِمَمُ..
الكِرَامْ
أَعْدَاؤنَا.. تَرْعَى بِأَكْنَافِ الحِمَى
مِنْ غَيْر صَدٍّ.. في تَحَدٍّ وشُموخْ
والعَزْمُ مِنَّا خَائِرٌ.. وَخَائِرٌ..
وَخَادِرٌ
لا يَسْتَبِينُ الرُّشْدَ مِنْ ذُلِّ
الرُّضُوخْ
يا لَلْرُّجُولةٍ.. والبُطولَةِ
والفُحولَةِ
أَنّ تُهانَ..
وَأَنْ تُضَامْ
يا لَلْفَضَائِحِ سَوْفَ يُدرِكُهَا
البَنُونْ
فَيَسْأَلونْ.. وَيَسْخَرُونْ
سَيَقُولُ "أَنْتَرُنِتهِّمْ" مِنْ إنَّنَا
مُسْتَهْتِرونَ
مُهرِّجونْ.. مُجَوّفُونْ
أَنَلُومُ: "أَنْتَرنِتِّهِمْ"
إِنْ قَالَ عَنَّا..
إنَّنَا.. شِبْهُ
الهَوَامْ
أَوْ ليَسَ نَسْرَحُ كالقَطِيعِ.. مِنَ
الغَنَمْ
وَنَذُوقُ مَا لذَّ.. وَطَابَ مِنَ النِّعَمْ
لا نَرْعَوي
إذْ شَاخَ فِينَا
العَزْمُ وَاخْتَلَجَ
العِظامْ
لا بُدَّ أَنْ نُحيي مَواتَ نُفوسِنَا
وَنَعودَ نَصْدُقُ في العُهُودِ وفي
الذِّمَمْ
ونجمِّعَ الشَّمْلَ الشَّتِيتَ بِمَنْهَجِ
التَّوْحيدِ
والقُرْآنِ والحَقِّ الأَشَمْ
حَتَّى نُعيدَ المَجْدَ
رَفْرَافاً..
بِسَبْقٍ..
وَاقْتِحَامْ
المَجْدُ والآمَالُ مَطْلَبُ أُمَّةٍ تَرْعى
وتَسْمو
لا تَهُونُ مَدَى الحَيَاهْ
تَسْتَمْسِكُ الإِيمَانَ في خَلَجَاتِهَا
فيَشِعُّ نُوراً في الفُؤَادِ
وفي الجِبَاهْ
لِيَظلَّ نَبْضُ العَدْلِ
فِيها وَاهِجاً
مُسْتَغْشِياً.. كُلَّ
الأَنَامْ
وَيُعيِدُ للأَيَّامِ سِفْراً حَافِلاً
يَأْبَى.. الهَوَانْ
بِالحُبِّ.. بِالإِجْمَاعِ.. بِالصَّوْتِ
المُعَطَّرِ..
في الأَذانْ
"اللَّهُ" أَكْبرُ عِزَّةً
في كُلِّ قلبٍ مؤمنٍ
في كُلِّ هَامْ
"اللَّهُ" أَكْبرُ نَفْرَةً تُشْجي الفُؤَادَ
فَيسْتَريحْ
وتَمُدُّهُ بِعَزِيمَةٍ الإِيمَانِ والحَقِّ
الصَّرِيحْ
فيفَيضُ حِسًّا..
رَاهِفاً..
يَجْلو.. العَتَامْ
يَسْتَنْبِتُ الأَحْلامَ نَخْلاً بَاسِقاً
في خَفْقَةِ الوُجْدَانِ نَاياً عَاشِقاً
يَسْتَلْهِبُ الحُبَّ
المُعَنَّى..
والهُيَامْ
"اللَّهُ أكبرْ" بَلْسَمٌ يَشْفي
القُلوبْ
ويُعِيدُ صَوْتَ الحَِقِّ للْغَاوي
اللَّعُوبْ
فيَجِيشُ بِالحُبِّ
الكبيرِ
ولا يُلاَمْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :503  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.