شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لحظَةُ أَلَقٍ
ما عاد يشغلني الحديثُ عن الهوى
والشوقِ والهجرانِ والحرمانِ
فلقد قضيتُ العمرَ حلماً زائفاً
في جوفِ ليلٍ بالهوى أضرانِي
ومضيتُ في سجنِ الغرامِ معذّباً
لا أستبينُ النورَ في أجفانِي
فعبرتُ بحر الشوقِ مكدودَ القِوَى
متسربلاً بالخوفِ والأشجانِ
فرسمتُ في كَفِّ المساء قصيدةً
تمحو غبارَ السقطِ مِنْ أردانِي
وتخطُ للأيامِ سفراً حافلاً
يستنهضُ الهماتِ في الإنسانِ
ويزيدهُ دفقاً وشوقاً ضارياً
في خافقيهِ بصحوةِ الإيمانِ
(وطني الحبيبُ رسالةٌ مكتوبةٌ)
بالتِّبْرِ لا بالحبرِ في أحضانِي
كم شفني شوق الصبابة للحمى؟
في شاطئيكَ بلهفةِ التحنانِ
فلأنت شَطُّ الحُبِّ إن جَلَّ الهوى
واستلهبَ الإحْسَاسَ كالبركانِ
استنشقُ الذكرى عبيراً حالماً
نَدَّاً وعطراً من شذى الريحانِ
ويَذُبُّ عن وطني اليراعُ فلا أرى
وطناً سواهُ أَعَزَّ في الأوطانِ
هو معقلُ الدينِ الحنيفِ مشعشعاً
من أرضِ ((مكَّةَ)) مهبطِ الفرقانِ
ولد ((النَّبِيُّ)) بأرضهِ حيث الدنا
شَلاَّلُ ضوءٍ ساطعَ الألوانِ
وبأرضهِ شبَّ ((النَّبِيُّ)) مجاهداً
يدعو لتركِ عبادةِ الأوثانِ
قد جاءه الوحي المنزّل في ((حرا))
إقرأ ((محمد)) مُنْزَلَ القرآنِ
وطني هو النور المجلي للرؤى
من أرضِ ((طيبة)) مأرزِ الإيمانِ
في دعوةِ قامت على عدلٍ وما
قامت بغيرِ الحَقِّ والتبيانِ
حكمتْ زمام المرءِ عن طيشِ الهوى
وسمتْ عن التسفيهِ والبُهتَانِ
قوْمي هم الصِّيدُ الأُبَاةُ فكم بَنَوْا
مجداً حصيناً صَامِدَ البُنْيانِ!
جازوا بلادَ ((الصينِ)) في فتح سما
عن خِسَّةٍ التَّدْمِيرِ.. والطُغيانِ
وطني ((الحجازُ)) و ((نجدُ)) هَامَةُ عِزِّه
((وعسيرُ والدَّمَّامُ)) في الحسبانِ
كُلٌّ ينالُ الحبَّ قسطاً وافراً
حاشاهُ من نقصٍ ومن نِسْيَانِ
((أحساؤنا)) جسرُ المحبةِ يُجتلى
وربابةٌ حنَّتْ على الركبانِ
((جازانُ)) فيضُ الخصبِ نعم المجتنى
خضراءُ تشبهُ لوحةَ الفنانِ
((نجران)) مهدٌ للحضارةِ ساطعٌ
يروي لنا التاريخَ في إمعانٍ
وطني ((الجزيرة)) ليس ثمة مرتجى
من دونها في خافقي الحرَّانِ
بيتُ الحضارةِ والكرامةِ والنُّهَى
من غابرِ التاريخِ والأزمانِ
نفسي الفِداءُ لرملها ولطينها
أحجارها أزهى من المَرْجَانِ
حصباؤها الياقوتُ شفَّ بريقه
ورمالها الفَيْروزَجُ الإيراني
الأمنُ والإيمانُ صوتُ ضميرها
والعدلُ نبضُ الحقِّ في الميزانِ
من ذا يلومُ مولَّهاً في حبها
يهنى بدفءِ العاشقِ الولهانِ
أم من يلومُ مُلَهَّفَاً في بوحهِ
أفضت سريرتُه عن الكِتْمَانِ
أصفيتها حبي بكل جوارحي
للبحرِ.. لِلْأَرضينَ.. للخلجانِ
وطفقتُ أرسمُ في الرمالِ قصيدةً
من غير قافيةٍ ولا أوزانِ
أستلهمُ التاريخَ حساً نابضاً
يفترُّ في ألقٍ زَهيٍّ. دانِ
يا موطن القومِ الكرامِ تحيةً
من بلبلٍ يشدو على الأفنانِ
شعراً يحرك وجده مستلهماً
إحساسهُ بشفافة الألحانِ
(وطني العزيزَ وأنت مصدرُ عزةٍ)
تنبو عن الإِجحافِ والنقصانِ
تستنطقُ التاريخ في خَلجاتها
مجداً مشعاً.. ثابتَ الأركانِ
يا لائمي فيما أقولُ فإنني
أمسيتُ شيخاً عشقهُ روحاني
أفدي بلادي بالذي في خافقي
شعراً.. ونثراً.. زاهي الألوانِ
عشقُ الدِّيارِ فضيلةٌ محمودةٌ
تثري الفؤاد بدفقها الرَّيَانِ
وتجيش في نفسِ المولع صبوةً
أصلى من الأشواقِ للهيمانِ
وطني الحبيبُ قصيدةٌ شعريةٌ
فاضت مشاعِرُها على الكُثْبَانِ
بالحبِ يا وطنَ الوفاءِ أبثها
شفافةً في الخفقِ والوجدانِ
تنثو عبير الحبِ في خلجاتها
نفحاً يُبَدُّدُ غُمَّةَ الأَحْزَانِ
وتفيضُ بالأملِ الكبيرِ مواتياً
لا يُنْزَعَنَّ بنزوةِ الغفلانِ
وطني الجزيرةُ كُلُّها في خافقي
وهجٌ يُضيءُ لمغرمٍ حيرانِ
أَهديكَ يا وطني العزيزَ تحيةً
أزكى نفاحاً من شذى ((نيسانِ))
فعلى ترابك كم شهدتُ طفولتي
أملاً يفيضُ بفرحةِ الجذلانِ
ومشيتُ لا خوفٌ عليَّ فإنني
في مأمنٍ في المكثِ والإِظعانِ
أنعمْ به وطناً سخياً آمناً
الحكمُ فيهِ شريعةُ الرَّحمنِ
يَحْظَى بِحُبٍّ عارمٍ.. في أرضهِ
خيرٌ يدومُ بنعمةِ الشكرانِ
كم كنتَ لي أملاً وريفاً لم يزلْ
في مقلتيَّ يفيضُ بالإحسانِ
أَفْدي ثراكَ بكلِّ حسٍ راهفٍ
وبكلِ همسٍ عاطرٍ فتَّانِ
يا بيتَ كُلِّ العُرْبِ من زمنٍ مضى
يستجمعُ الأشتاتَ للإخوانِ
تُولِيْهُمُو حباً زكياً سامياً
عن سقطة الإحباط والخذلان
بيتُ السماحةِ والثقافةِ والهُدَى
ومنارُ أفئدةٍ بلا جُحْدَانِ
وطنُ الشهامةِ والكرامةِ والقِرَى
من غير مَنٍّ مَأْدِبُ الضِّيفَانِ
لك في نياطِ القلبِ حبُّ متيَّمٍ
بالرَّمْلِ بالصَّحْرَاءِ بالوِدْيَانِ
يُصْفِيكَ حباً خالصاً من قلبهِ
أصفى وأحلى.. من جنى الرمانِ
يا ليتَ شعري واهجٌ يحكي الذي
يوفيكَ حَقَّ الشكرِ والعرفانِ
يستنطقُ الإحساسَ مني صادقاً
أُزجيهِ في هَمْسٍ نَديٍّ حَانِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج