شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صَوْلَةُ الحُسْنِ
يَا عَنِيداً وَفيكَ صَوْلةُ حُسْنٍ
كَمْ تَغَاضَيْتَ مُمْعِناً في إسَاري
جَلَّكَ الحُسْنُ بالدَّلاَل وَأَوْلَى
وَجْهَكَ الغَضَّ بَسمَةَ النُّوَّارِ
كُلُّ مَا فِيكَ فَاتنٌ وَمَهيبٌ
حينَ تَخْطُو ـ مُسَرْبَلاً بالوَقَارِ
فَعَلَى البُعْدِ أَنْتَ مِنِّي خَيَالٌ
وَعَلَى القُرْبِ هَمْسَةُ الجِيْتَارِ
يَا رَهيفاً بِحِسِّه يَتسَامَى
عَنْ خِدَاعٍ وسقْطَةٍ وَشَنَارِ
تَرْسُمُ الحُبَّ غِنْوَةً لشفَاهٍ
عِشْنَ بالأَمْسِ وَكْسَةَ الأَوْطَارِ
بَعْدَ صَدِّ اللِّقَا.. وَمَلِّ التَّصَافي
جِئْتَ ـ تُحْيي مَرَارَتي وَاحْتيَاري؟
يَا صَئُولاً وَفِيكَ لُجَّةُ مَكْرٍ
أَيُّ مَكْرٍ تَرُومُهُ في ابْتدَارِ؟
وَأَنا مِنْكَ مُحْبَطٌ لسْتُ أَقْوَى
فَكَّ أَسْرِي ولا رَحيلَ خَثَاري
كُلُّ مَا فيكَ خَاتِلٌ وَمُرِيبٌ
يَبْعَثُ الخَوْفَ جِذْوَةً مِنْ نَارِ
أَنْتَ للَّيْلِ شَمْعةٌ مِنْ زُهُورٍ
وَاجْتِلاَءٌ.. لهَمْسَةِ السُّمَّارِ
تَنْفُثُ البَوْحَ في الفُؤَادِ وَتُذْكِي
حَمْأَةَ الشَّوْقِ لَفْحَةً وَتُوَاري
زَانَكَ التِّيهُ هَيْبَةً أَنْتَ منْهَا
مُسْتَفيْضٌ ـ بلَحْظِكَ.. البَتَّارِ
يَا رَعى ((اللَّهُ)) طِيبَهُ حيْنَ يَقْفُو
يَمْلأُ الرَّحْبَ مِنْ شَذَىِّ البَهَارِ
يَا مُتِيها بحُسْنِه ـ يَتَثَنَّى
غَصْنَ بَان مُرَنَّحا في انبهَارِ
املأ الرَّوْضَ بالغنَاء وَحَاك
نِسَمْةَ الصُّبْحِ في انْبلاَجِ النَّهَارِ
صَوْتُكَ العَذْبُ عَنْدَلِيبٌ يُغَنِّي
حيْنَ يَشْدُو ـ بصَوْته كالهَزَارِ
كَمْ يُثِيرُ الكَمِينَ في الخَفْق نَاراً
تُشْعِلُ النَّبْضَ مِنْ لَفِيحِ السُّعَارِ
خَفِّفْ الجَمْحَ إنْ أَرَدْتَ عِتَاباً
فَطِبَاعُ الكَرِيم طَرْقُ ـ الحِوَارِ
يَا مُشِعًّا بِصَمْتِه حِيْنَ يَدْنُو
وَشَمُوخاً ـ بِهَامِه ـ كَالفَنَارِ
كَمْ رَعَى اللَّيْلُ في هَوَاكَ مُعَنَّى
يَحْتَسِي الكَأْسَ مِنْ نَقِيعِ المَرَارِ
يَصْطَلي اللَّفْحَ في فُؤَادٍ تَصَبَّى
يَنْزِفُ الحُزْنَ صَبْوَةً وَيُدَاري
فَيَرَى الأُفْقَ هَالةً مِنْ ظَلاَمٍ
تَرْسُمُ الحُلْمَ مُدْلجاً. كَالقِفَارِ
شَاءَكَ الحُسْنُ أَن تَكونَ شَفيفاً
مِثْلَ بَدْرِ السَّمَا وَنَجْمِ البَرارِي
فَابعَثِ الدِّفْء في نُفُوسِ الحَيَارَى
رُبَّ نَفْسٍ تَذُوبُ دُونَ اخْتيَارِ
هَلْ تُعِيدُ الشُّعورَ فيها وَتُلْقي
عَنْ رُؤَاهَا غَشَاوَةَ الإِبْصَارِ؟
فَتَرى اللَّيْلَ حُزْمَةً مِنْ ضِيَاءٍ
وَأَرِيجاً يَفُوحُ بِالأَزْهَارِ
فَتَعُودَ الحَيَاةُ رَوْضاً جَنِيِّاً
تُرْسلُ اللَّحْنَ حَالمَ ـ الإِعْطَارِ
تَجَتْلي النَّفْسُ صَفْوَهُ وَشَذَاهُ
باخْتَلاجٍ وَفَرحَة وَازْدِهَارِ
ليْتَ شَعْري يَفيكَ مدْحاً وحُبًّا
فَأَكونَ ـ النَّجيَّ ـ بالأَشْعَارِ
أجْتَني اللَّفْظَ مِنْ زَنَابِقِ حُلْمٍ
يَعْزِفُ اللَّحْنَ حَانَي الأَوْتَارِ
ثُمَّ أُذْكيه صَبْوَتي وَجَيَاشي
وَإخْتلاَجي وَبَوْحَتي وَإحتراري
كُنْ كَمَا شِئْتَ فَاتِناً وَمُشعًّا
أو غَروراً تَجُرُّ فَضْلَ إِزَارِ؟
شَامَةُ الحُسْنِ في جَبينكَ ضَوْءٌ
زَيبَقِيٌّ.. بِنُورِه الإِنْشطَارِي
يَبْعَثُ الرُّعْبَ في النُّفُوسِ فَتَقْعًى
في هَيَابٍ.. وَهَطْعَةٍ وَانْكِسَارِ
((إِنَّ شَرَّ النُّفوس في الأَرْضِ نَفْسٌ))
تَطْرَحُ الكبْرَ ذِلَّةً. في اخْتِيَارِ
والكَبِيرُ الأَبِيُّ يَأْبَى قُنُوطاً
أًو سُقُوطاً مُذَيَّلاً بالدَّحَارِ
وَأنَا فِيكَ حَالمٌ لسْتُ أَرْجُو
فَكَّ أَسْرِي وَليْسَ مِنْكَ.. حَذَاري
أسْكُبُ الشَّعْرَ في هَوَاكَ حَفَاءً
لا رِيَاءً. مُملَّقاً فِي اسْتِتارِ
لا أُجِيزُ الحَيَاةَ سَفًّا وَحِقْداً
أَجْتَلي النُّورَ مِنْ قَتَامٍ مُثَارِ
أحْبِطُ السَّأمَ لا أُبَالي صَلاَهُ
مُسْتَحثًّا.. بعَزْمَتي وَإقْتِدَاري
عشْ كَمَا أَنْتَ صَائِلاً وَأَنُوفاً
في حَيَاةٍ مَليَئَةٍ ـ بالخَوَارِ
وَارْكَب الصَّعْبَ صَهْوَةً وَذَلُولاً
إنْ أَرَدْتَ العُلاَ وَكَبْحَ الصَّغَارِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :508  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج