شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار > الجزء الثاني > باب ما جاء في موضع المقام وكيف رده عمر رضي الله عنه إلى موضعه هذا
 
باب (1) ما جاء في موضع المقام وكيف رده عمر رضي الله عنه إلى موضعه هذا
حدّثنا أبو الوليد (2) حدثني جدي (3) حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن كثير بن كثير بن (4) المطلب بن أبي وداعة السهمي عن أبيه عن جده قال: كانت السيول تدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة الكبير قبل أن يردم عمر بن الخطاب الردم الأعلى وكان يقال لهذا الباب باب السيل، قال: فكانت السيول ربما دفعت المقام عن موضعه وربما نحته إلى وجه الكعبة حتى جاء سيل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقال له سيل أم نهشل وإنما سمي بأم نهشل أنه ذهب بأم نهشل ابنة عبيدة بن أبي أحيحة (5) سعيد بن العاص فماتت فيه فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل (6) مكة فأتى به فربط إلى أستار الكعبة في وجهها وكتب في ذلك إلى عمر رضي الله عنه فأقبل عمر فزعاً فدخل بعمرة في (7) شهر رمضان وقد غبى موضعه وعفاه السيل فدعا عمر بالناس فقال: أنشد الله عبداً عنده علم في هذا المقام، فقال المطلب بن أبي وداعة السهمي: أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك فقد كنت أخشى عليه هذا فأخذت قدره من موضعه إلى الركن ومن موضعه إلى باب الحجر ومن موضعه إلى زمزم بمقاط وهو عندي في البيت فقال له عمر: فاجلس عندي وأرسل إليها فأتى بها فمدها فوجدها مستوية إلى موضعه هذا فسأل الناس وشاورهم فقالوا: نعم هذا موضعه، فلما استثبت ذلك عمر رضي الله عنه وحق عنده أمر به فاعلم ببناء ربضه تحت المقام ثم حوله فهو في مكانه هذا إلى اليوم قال: وردم عمر الردوم الأعلى بالصخر وحصنه قال ابن جريج: ولم يعله سيل بعد عمر رضي الله عنه حتى الآن، قال أبو الوليد: هو الردم الذي دون زقاق النار قال جدي: وهو الردم (8) الذي من دار أبان بن عثمان إلى دار ببة بن ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب ابن أخي أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قال الخزاعي: ببة لقب له (9) واسمه عبد الله بن ربيعة، قال أبو الوليد: قال جدي: فلم يظهر عليه سيل منذ عمله عمر رضي الله عنه إلى اليوم غير أنه قد جاء سيل في سنة اثنتين ومائتين يقال له: سيل ابن حنظلة فكشف عن بعض ربضه ورأينا حجارته ورأينا فيه صخراً ما رأينا مثله ولم يظهر عليه، قال أبو الوليد: قال لي جدي: طفت مع داود بن عبد الرحمن غير مرة فأشار إلى (10) الموضع الذي ربط عنده المقام في وجه الكعبة بأستارها إلى أن قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرده قال: وقال داود: كنا إذا طفنا مع ابن جريج يشير لنا إليه، قال أبو الوليد: قال لي جدي: بعد ما جصص شاذروان الكعبة بالجص والمرمر وإنما جصص حديثاً (11) من الدهر فقال لي وأنا معه في الطواف: أعدد من باب الحجر الشامي من حجارة شاذروان الكعبة فإذا بلغت الحجر السابع فإن كان حجراً طويلاً هو أطول السبعة فيه حفر شبه النقر فهو موضعه وإلا فهو التاسع من حجارة الشاذروان قال جدي: نسيت عددها وقد كنت عددتها هي إما سبعة وإما تسعة إلا أنه عند حجر طويل هو أطول السبعة أو التسعة فيه الحفر فإن رأيته قد قرف (12) عنه الجص فاعدد وانظر إليه.
حدّثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد قل سمعت ابن أبي مليكة يقول: موضع المقام هذا الذي هو به اليوم هو موضعه في الجاهلية وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلا أن السيل ذهب به في خلافة عمر فجعل في وجه الكعبة حتى قدم عمر فرده بمحضر الناس.
حدّثني ابن أبي عمر قال: حدثنا ابن عيينة عن حبيب بن أبي الأشرس قال: كان سيل أم نهشل قبل أن يعمل عمر الردم بأعلى مكة فاحتمل المقام من مكانه فلم يدر أين موضعه فلما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل من يعلم موضعه؟ فقال المطلب بن أبي وداعة: أنا يا أمير المؤمنين قد كنت قدرته وذرعته بمقاط وتخوفت عليه هذا من الحجر إليه ومن الركن إليه ومن وجه الكعبة إليه فقال: ائت به فجاء به فوضعه في موضعه هذا وعمل عمر الردم عند ذلك، قال سفيان: فذلك الذي حدثنا (13) هشام ابن عروة عن أبيه أن المقام كان عند سقع البيت فأما موضعه الذي هو موضعه فموضعه الآن وأما ما يقول الناس: إنه كان هنالك موضعه فلا، قال سفيان: وقد ذكر عمرو بن دينار نحواً من حديث ابن أبي الأشرس هذا لا أميز (14) أحدهما عن (15) صاحبه.
حدّثني محمد بن يحيى قال: حدثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن صفوان أنه قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبد الله بن السايب العابدي وعمر نازل بمكة في دار ابن سباع بتحويل المقام إلى موضعه الذي هو فيه اليوم، قال: فحوله ثم صلى المغرب وكان عمر قد اشتكى رأسه قال: فلما صليت ركعة جاء عمر فصلى ورائي قال: فلما قضى صلاته قال عمر: أحسنت فكنت أول من صلى خلف المقام حين حول إلى موضعه (16) عبد الله بن السايب القائل.
حدّثني جدي قال: حدثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله ابن السايب وكان يصلي بأهل مكة فقال: أنا أول من صلى خلف المقام حين رد في موضعه هذا ثم دخل عمر وأنا في الصلاة فصلى خلفي صلاة المغرب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :602  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج