شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار > الجزء الثاني > ما جاء في الأثر الذي في المقام وقيام إبراهيم عليه السلام عليه
 
ما جاء في الأثر الذي في المقام وقيام إبراهيم عليه السلام عليه (1)
حدّثنا أبو الوليد قال (2) حدثني جدي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ قال: أثر قدميه في المقام، حدّثني جدي عن مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قام إبراهيم عليه السلام على هذا المقام فقال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم، قال: فقالوا: لبيك اللهم لبيك قال: فمن حج إلي اليوم فهو ممن استجاب لإبراهيم عليه السلام.
حدّثني جدي قال (3) : حدثنا مهدي بن أبي المهدي حدثنا عمر بن سهل بن مروان عن يزيد عن سعيد عن قتادة (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) قال: إنما أمروا أن يصلوا عنده ولم يؤمروا بمسحه ولقد تكلفت هذه الأمة شيئاً ما (4) تكلفته الأمم قبلها ولقد ذكر لنا بعض من رأى أثره وأصابعه فما زالت هذه الأمة تمسحه حتى اخلولق (5) وانماح (6) .
حدّثنا محمد بن يحيى عن محمد بن عمر عن ابن أبي سبرة عن موسى بن سعيد عن نوفل بن معاوية الديلي قال: رأيت المقام في عهد عبد المطلب وهو (7) مثل المهاة، قال أبو محمد الخزاعي: سئل أبو الوليد عن المهاة، فقال: خرزة بيضاء وأنشد أبو الوليد:
مهاة كمثل البدر بين السحايب (8)
تعلقها قلبي وماطر شاربي (9)
إلى أن أتى حلمي وشابت ذوائبي
حدّثني محمد بن يحيى عن محمد بن عمر الواقدي عن ابن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عمر بن الحكم عن أبي سعيد الخدري قال: سألت عبد الله بن سلام عن الأثر الذي في المقام فقال: كانت الحجارة على ما هي عليه اليوم إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يجعل المقام آية من آياته فلما أمر إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج قام على المقام فارتفع المقام حتى صار أطول الجبال وأشرف على ما تحته فقال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم فأجابوه الناس فقالوا: لبيك اللهم لبيك، فكان أثر قدميه فيه لما أراد الله سبحانه فكان ينظر عن يمينه وعن شماله ويقول: أجيبوا ربكم فلما فرغ أمر بالمقام فوضعه قبلة فكان يصلي إليه مستقبل الباب فهو قبلة إلى ما شاء الله ثم كان إسماعيل بعد يصلي إليه إلى باب الكعبة ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أن يصلي إلى بيت المقدس فصلى إليه قبل أن يهاجر (10) وبعدما هاجر ثم أحب الله تعالى أن يصرفه إلى قبلته التي رضي لنفسه ولأنبيائه عليهم السلام قال: فصلى إلى الميزاب وهو بالمدينة ثم قدم مكة (11) فكان يصلي (12) إلى المقام ما كان بمكة، قال (13) : حدّثنا أبو الوليد حدثني جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن كثير بن كثير قال: كنت أنا وعثمان بن أبي سليمان وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين في ناس مع سعيد بن جبير في أعلا المسجد ليلاً فقال سعيد بن جبير: سلوني قبل أن لا تروني فسأله (14) القوم فأكثروا فكان مما سئل عنه أن قال رجل: أحق ما سمعنا يذكر في المقام مقام إبراهيم؟ فقال سعيد: وماذا سمعت؟ قال الرجل: سمعنا أن إبراهيم نبي الله سبحانه حين جاء من الشام حلف لامرأته (15) أن (16) لا ينزل بمكة حتى يرجع يقول الرجل: فقرب إليه المقام فرجل عليه (17) فقال سعيد (18) : ليس كذلك (19) حدثنا ابن عباس ولكنه حدثنا أنه حين كان بين أم إسماعيل ابن إبراهيم وبين سارة امرأة إبراهيم عليه السلام ما كان أقبل إبراهيم نبي الله بأم إسماعيل وإسماعيل معها وهو صغير يرضعها حتى قدم بهما مكة ومع أم إسماعيل شنة فيها ماء تشرب منها (20) وتدر على ابنها ليس معها زاد، يقول سعيد بن جبير: قال ابن عباس: فعمد بهما إلى دوحة فوق زمزم في أعلا المسجد يشير لنا بين البير وبين الصفة يقول: فوضعهما تحتها ثم توجه إبراهيم خارجاً على دابته واتبعت أم إسماعيل أثره حتى أوفى إبراهيم بكدا يقول ابن عباس: فقالت (21) له أم إسماعيل: إلى من تتركها وابنها؟ قال: إلى الله سبحانه قالت: رضيت بالله تعالى فرجعت أم إسماعيل تحمل ابنها حتى قعدت تحت الدوحة ووضعت ابنها إلى جنبها ثم ساق حديثاً طويلاً يقول فيه: ثم جاء الثالثة فوجد إسماعيل قاعداً تحت الدوحة إلى ناحية البير يبري نبلاً له فسلم عليه ونزل إليه فقعد معه فقال له إبراهيم عليه السلام: يا إسماعيل إن الله سبحانه قد أمرني بأمر، قال إسماعيل: فأطع ربك فيما أمرك (22) قال إبراهيم: أمرني ربي أن ابني له بيتاً، قال له إسماعيل: وأين يقول ابن عباس؟ فأشار إلى أكمة بين يديه مرتفعة على ما حولها عليها رضراض من حصباء يأتيها السيل من نواحيها ولا (23) يركبها، قال ابن عباس: فقاما يحفران عن القواعد ويقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ويحمل له إسماعيل الحجارة على رقبته ويبني الشيخ إبراهيم، فلما ارتفع البنيان وشق على الشيخ تناوله قرب له إسماعيل هذا الحجر فكان (24) يقوم عليه ويبني ويحوله في نواحي البيت حتى انتهى إلى وجه (25) البيت (26) يقول ابن عباس: فذلك مقام إبراهيم عليه السلام وقيامه عليه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :683  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 125 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج