شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 7 -
منصور: اسقه يا أبو سالم
(نسمع صوت خطار وهو يشرب وبعد أن يرتوي يقول):
خطار: الحمد لله.. الحمد لله.. حكمتك يا رب
(يبتعد صوت الطائرة والسيارات فيقول فارس):
فارس: ابتعدت الطائرات ولحقت بها السيارات
خطار: ما هذه الطائرات والسيارات؟
منصور: الطائرات والسيارات لمواكبة ركاب سيادتك..
خطار: ألا يكفي ما أنا فيه حتى تستهزىء بي.. حرام عليكم.. إلى أين ستذهبون بعجوز مثلي.. رجل في الدنيا ورجل في الآخرة.. حرام عليكم ارحموني يا ناس.. ارحموني..
فارس: عندما قتلت (مهند) غيلة وغدراً لم يقل لك ضميرك.. حرام.. تقتل شاباً في عنفوان شبابه وتبكي علي عيون والديه وأهله وعشيرته.
منصور: الذي فعلته يا خطار حلال والذي نفعله اليوم معك حرام.. هل كان حلالاً قتلك لمهند..
فارس: يجب أن تعرف يا خطار أن العربي لا ينسى الإساءة مهما طال الزمن..
منصور: لعله فكر أنه بهروبه إلى بلاد أجنبية سينجو من شر عمله.. إذا لم نكن نحن له بالمرصاد فإن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل..
فارس: بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين
خطار: أنا مستعد أن أعطيكم كل ثروتي.. وكل مالي.. ما الذي ستستفيدون من قتلي
منصور: أتريد أن ترشونا يا خطار كل ثروتك ومالك لا تساوي قيمة ظفر (مهند)
فارس: ماذا تقول يا خطار تريد أن تغرينا على خيانة من إتمنا على هذه الصنعة والله الذي لا اله إلا هو لولا الوعد كنت خليت دمك يملأ هذه الأرض..
منصور: هات الكمامة.. ودعني أكممه حتى نرتاح من ثرثرته وقرفه..
خطار: (مستعطفاً) لا.. لا.. لا.. لا تكمموني.. لن أتكلم.. سأسكت على طول..
ما قدّر الله لا منجى ولا هربا
كل مصائره تأتي على قدر
خالد: أراك تفكر كثيراً يا والدي وخالك تدل على أنك قلق جداً.. فهل هنالك ما يشغلك.. قل لي فربما تجدني عوناً لك والمثل يقول إذا ((كبر ولدك خاويه))
عامر: لا شيء يا بني.. لا شيء..
خالد: أنك تخفي أمراً عظيماً يا ابتاه ولا تريد أن تطلعني عليه.. يظهر أنك ما تزال تعتبرني طفلاً لا يستحق أن ينال ثقتك..
عامر: إنك محل ثقة.. وإني أعدك لتخلفني ولتكون أحسن مني.. ولكن هنالك بعض الأمور الذي يحرص الإنسان على أن يبقيها لنفسه.
خالد: إذا كانت هذه مشيئتك فليكن ما تريد يا أبتاه وإني استمحيك العفو من تطفلي..
(يذهب خالد بعده (وضحى) فيقول عامر):
عامر: أين كنت يا وضحه؟
وضحه: كنت في زيارة لبيت أبو حمدان.. وبيت أبو سالم..
عامر: إن شاء الله قضيت لهم جميع لوازمهم وحاجاتهم.. وعرفت إذا كان ينقصهم أي شيء...
وضحه: اللوازم والحاجات التي ارسلتها معي كانت كافية وكانوا مسرورين وشاكرين يدعون لك بطول العمر..
عامر: أهم قلقون من جهة غياب منصور وفارس؟
وضحه: لا يخلو الأمر يا أبو خالد فرب العائلة نور الدار وينشد غيابه لا شك يحدث فراغاً لا يشغله غيره..
عامر: على كل حال ربنا يكتب لهما السلامة..
وضحه: ولكن غيابهما قد طال ولا أخبار عنهما..
عامر: المهمة التي ذهبا من أجلها حساسة وتتطلب سرية تامة..
وضحه: على كل أنهما يقدران المسؤولية حق قدرها ويعرفان واجبهما..
عامر: ادعي لهما يا (وضحه) فإن الموضوع...
وضحه: الموضوع مهم جداً..
عامر: أكثر من مهم..
وضحه: أنا لا أدري يا أبو خالد مطمئنة جداً بقدر ما أنت قلق جداً
عامر: يظهر أن إيمانك أشد من إيماني..
وضحه: والحمد لله إيمانك لا يقل عن إيماني إن لم يزد عنه.. اللهم ثبتنا على الإيمان وامنحنا اليقين والاطمئنان.
عامر: اللهم آمين.. اللهم آمين..
وضحه: أين خالد يا عامر؟
عامر: كان هنا قبل دخولك وخرج لعله في زيارة لبعض شباب العشيرة
وضحه: ربما فكل جيل يحن إلى جيله ويعشقه..
عامر: صدقيني أنا مسرور من طريقته هذه في اتصاله بجيله وتوطيد علاقاته معهم..
وضحه: إنه يكون صداقات المستقبل..
عامر: أجل.. فجيل الشباب هو قائد المستقبل..
وضحه: ربنا يسعدهم ويوفقهم لما فيه الخير لأمتهم وبلادهم..
مرشود: أهلاً يا فرهود.. أهلاً.. لك مدة لم أرك فأين كنت؟
سونيا: ألا تدري أين كان فرهود..
مرشود: لا يا سونيا.. لا..
فرهود: أنا أجيبك عن سونيا يا مرشود..
مرشود: قل يا أبو الفراهيد.. قل..
فرهود: كنت مشغولاً بتتبع أخبار عمي المخطوف..
سونيا: عمك المخطوف أم ابنة عمك ليلى.. يا حدق..
مرشود: الاثنان معاً يا سونيا
فرهود: يا مرشود يا صديقي.. أتريد أن توقع بيني وبين سونيا وأنت تعرف يقينا أنني لا أعز أحد كما أعز سونيا.
سونيا: هذا الكلام تاريخه قديم.. مر عليه أكثر من سنة..
مرشود: إنه تاريخ ما أهمله التاريخ..
فرهود: إنه ما يزال في عنفوانه وشدته يا سونيا
سونيا: ولكن ما تفوله لا يتفق مع الواقع..
فرهود: اترينني تغيرت في معاملتي لك..
فرشود: أأنا أقول نيابة عنك يا سونيا؟
سونيا: قل لا فُضّ فوك.
مرشود: زيارتك هبطت للنصف.. وحفلتك الساهرة انقطعت منذ قدم عمك من أمريكا.. أنسيت لقاءاتك اليومية بسونيا وبي.. إنني أحتج معها..
فرهود: ولكنه ظرف طارىء يا جماعة.. خطف وبنته وحيدة وغريبة وليس لها أقارب غيري فكيف أتركها..
سونيا: لا نريدك أن تتركها ولكننا نريد أن نعرف أن هناك وحيدة غيرها نذرت نفسها لك وأصبحت أنت أهلها وكل شيء لها في الحياة...
فرهود: إنني سعيد بما تقولين.. وثقي أنك عند حسن ظنك بي..
مرشود: جوابك في محله يا سونيا وجواب فرهود في محله..
سونيا: وأنا رضيت بحكمك يا مرشود.. واستأذنكما في الذهاب فقد حان موعد عملي بمشغل الخياطة..
فرهود: اسمحي لي أن أوصلك بسيارتي..
سونيا: حسناً.. هيا بنا..
مرشود: مع السلامة.. مع السلامة..
منصور: هيا بنا يا فارس هيا.. فالطريق سالكة
فارس: ضع رفيقنا فقد تتعرض لبعض المخاطر..
منصور: حسناً.. حسناً..
(نسمع صوت محرك السيارة ثم صوت خطار يقول):
خطار: إلى أين نذهب؟
فارس: أما قلت لك ألا تتكلم
منصور: دعه يتكلم يابو سالم.. دعه يودع أيام الكلام..
خطار: أرحموني.. يا ناس.. اشفقوا على شيخوختي
فارس: لارحمنا الله إن رحمناك يا قاتل
(يضع منصور المنديل على أنف خطار فيتخدر وينام فيقول):
منصور: أرحناك من ثرثرة خطار يا أبو سالم فقد راح في غيبوبة طويلة..
فارس: الويل له أنه لا يكف عن الكلام حتى ما صحا..
منصور: سينام إلى الأبد..
فارس: عسى أن يكون طريقنا سهلاً وألاّ تحدث مفاجآت مكدره..
منصور: قلبي يحدثني أن أيام خطار قد زالت.. والمهم أن نلتزم الطرق التي لا تمر بها دوريات الجنود..
فارس: أننا نسير عليها ولم يبق بيننا وبين منازل أبي خالد إلا ثلاثة أيام إذا لم يحدث ما لم يكن في الحسبان..
(نسمع بعدها صوت خالد يقول):
خالد: أماه لم أرك هذا الصباح كما إنك لم تفطري معنا كعادتك فأين كنت؟
وضحه: كنت في زيارة لبععض عائلات العشيرة
خالد: أظن عائلة منصور وعائلة فارس..
وضحه: بلى.. يا خالد بلى..
خالد: وزرت غير هاتين العائلتين؟
وضحه: اليوم لا.. قصرت زيارتي على عائلة منصور وفارس..
خالد: الآن أدركت سبب قلق والدي واهتمامه..
وضحه: لا أفهم ما تقول.. هل والدك قلق من شيء..
خالد: أجل يا أماه.. وقد سألته فامتنع عن الإجابة..
وضحه: لعله قلق على منصور وفارس فالمهمة التي أوفدهما من أجلها حساسة ودقيقة..
خالد: أتعرفين ما هي؟
وضحه: لا.. وأنت؟..
خالد: إذا كنت أنت شريكة حياته لا تعرفين فأنّى لي أن أعرف..
وضحه: صدقني يا ولدي أنني لا أعرف ولو أعرف لقلت لك لأنك ابني وأنت اليوم في مبلغ الرجال فيجب أن تكون موضع الثقة..
خالد: ما أحلى وأروع ما تقولين يا أماه.. ولكن والدي مع الأسف لا يثق بي..
وضحه: كيف يا بني وأنا أعلم بمعزته لك وتفكيره الدائم في مستقبلك.. ولا أدل على ذلك من ارساله لك إلى الجامعة..
خالد: عندما سألته هذا الصباح عما يقلقه قال لا شيء.. ولما ألحيت في السؤال قال أن هنالك أموراً لا يستطيع المرء أن يطلع عليها حتى أعز الناس لديه..
وضحه: إنه صادق يا بني وإنني أنا امرأته وشريكة حياته في سرائه وضرائه لا يطلعني على كل شيء..
خالد: أترى حدث لمنصور وفارس مكروه..
وضحه: والله لا أدري ولكن ربما تأخرهما أوحى لوالدك بأنهما تعرضا لخطر أو لمكروه وهذا سر قلقه..
خالد: وهذا سر ذهابك لعائلتي منصور وفارس..
وضحه: هذا من جهة ومن جهة أخرى بدأت همسات بين أفراد العشيرة عن المهمة التي أوفدا من أجلها..
خالد: ما أعظمك يا أماه الآن أنت وضعت النقط على الحروف كما يقولون..
وضحه: كيف يا بني؟
خالد: إن والدي يخشى اتساع دائرة هذه الهمسات على مركزه كزعيم للعشيرة وموقعه من ولاة الأمور..
وضحه: ربنا يجعل العواقب سليمة..
خالد: لقد نصحته بعد الإقدام على شيء كهذا فلم يصغ لنصحي وعمل بمشورة منصور الذي أخشى أن يكون قد لقي حتفه بطلقة..
وضحه: قل خيراً يا بني.. قل خيراً فلئن حدث شيء لمنصور أو فارس فلن يسلم والدك من مسؤوليته..
(صوت فرهود يقول):
فرهود: مرشود يا صديقي مرشود لِمَ احراجك لي أمام سونيا..
مرشود: أردت أن أبرهن لها أنك باق على ودها ومعزتها..
فرهود: من منا الذي هو مجنون بها.. قل يا مرشود.. قل.. فليست سونيا هنا..
مرشود: ولكنك أنت الذي تعزه سونيا وتتدلل في غرامه..
فرهود: هذا صحيح ولكنك تعلم أني متعلق بغيرها وبصراحة بابنة عمي ليلى ولا سيما في الوقت الراهن.. فلماذا كان إحراجك لي؟
مرشود: أحببت أن أقطع الشك باليقين وفعلاً قطعته وتبين أن سونيا لم تتأثر بالشائعات عن غرامك الوليد بابنة عمك..
فرهود: مرشود؟ صديقي القديم.. الحميم..
مرشود: إنك على حسن ظنك
فرهود: تعال نعقد اتفاقية (جنتلمان)
مرشود: على أي أساس..
فرهود: انفعني وانفعك
 
طباعة

تعليق

 القراءات :603  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .