شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 6 -
ليلى: صه يا عثمان فإن ابن عمي قادم يسرع الخطى إلينا..
عثمان: ذكرنا القط جانا ينط
ليلى: عونك يا ربي.. ساعدني والطف بي فيما قدرت وكتبت لي..
(يدخل فرهود محدثاً ضجيجاً مصطنعاً وهو يقول):
فرهود: لا تؤاخذيني يا ليلى.. أنا الآن واصل من بيروت.. ذهبت إليها البارحة بعد أن تركت عمي.. يا ريتني لم أتركه وحده..
ليلى: هذا قضاء الله وقدره..
فرهود: وما سمعت بالخبر إلا من جرائد الصباح فأسرعت إليك
ليلى: البركة فيك.. وهو عمك.. وأنا أنثى وأنت رجل وعليك يقع عبء السؤال والمسؤولية..
فرهود: (بشيء من الغرور والصلف) صحيح يا ليلى.. إنه عمي.. وعلي أن أفعل المستحيل لمعرفة ومصيره وإلا اعتمد على مساعي الشرطة وحدها..
عثمان: ربنا يوفقك يا فندم..
(نسمع سيارة الشرطة تدخل ساحة الفيلا فتقول ليلى):
ليلى: هذه سيارة الشرطة.. تعالوا نسألهم الأخبار..
الضابط: صباح الخير.. يا مدموزيل..
ليلى: صباح الخير.. تفضلوا واجلسوا.. هل من أخبار عن والدي.. طمئنوني..
الضابط: كله خير.. أهم شيء أن والدك لم يقتل..
ليلى: الله يبشرك بالخير.. ولكن ألم تعرفوا أين هو الآن؟
الضابط: للآن لم نعرف ولكن..
ليلى: ولكن ماذا؟
الضابط: من تتبع الأثر في البستان.. وعلى الباب الخلفي وأثار عجلات السيارة عرفنا أن والدك خطف ووضع في السيارة وأخذ إلى جهة سنعرفها قريباً..
ليلى: ربنا معكم..
الضابط: اطمئني يا مدموزيل سنهتدي إلى مكانه ونعرف خاطفيه
ليلى: كيف حال المجنى عليه؟..
الضابط: يوسف.. صحته في تحسن ولكنه ما يزال تحت الخطر..
ليلى: ربنا يشفيه ويعافيه..
الضابط: لقد عممنا على جميع المراكز والمخافر بتفتيش كل سيارة تفتيشاً دقيقاً..
ليلى: نِعْمَ ما فعلتم..
الضابط: ووضعت حرساً على بابك.. والآن سآخذ معي ابن عمك فرهود لاستجوبه.. اطمئني..
ليلى: مع السلامة.. متشكره يا حضرة الضابط..
(نسمع بعدها عثمان يقول):
عثمان: الحمد لله صار عندنا أمل.. قومي يا ستي ليلى وارتاحي قليلاً وخليها على الله..
ليلى: خليها على الله.. صحيح.. صحيح يا عم عثمان.. خليها على الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأزيز سيارة منصور وصوت فارس ومنصور يقول):
منصور: أرانا اقتربنا يا أبو سالم من آخر وأخطر مخفر.. إذا اجتزناه خلصنا من كل هم وخوف..
فارس: هذا صحيح إذا اجتزناه.. أنا خائف ألا تلقى قريبي عليان فيه.. وعندها يذهب ما صنفناه أدراج الرياح..
منصور: عندما نصل إلى المخفر تنزل أنت وتسأل عن قريبك عليان فإن وجدته كان ما تبغي وإلا اتخذنا ما اتفقنا عليه والآن سوق.. سوق..
(نسمع أزيز السيارة ثم نسمع بعدها صوت توقفها ونزول فارس منها والجندي الحارس يسأله قائلاً):
الجندي الحارس: إلى أين ذاهب يا هذا مَنْ أَذِنَ لك بالخروج من السيارة قبل تفتيشها..
فارس: أريد أن أرى ابن أخي الضابط عليان..
الجندي الحارس: خليك مكانك وأنا أنشده..
فارس: مشكور.. مشكور..
(نسمع غمغمة وكلاماً غير مفهوم ثم صوت الجندي الحارس يقول):
الجندي الحارس: في واحد ينشد عن عليان..
عليان: من الذي يسأل؟
فارس: أنا فارس الجر بوي..
(يظهر عليان فيصرخ فارس عليان ابن أخي)..
عليان: أي والله يا عمي أنا عليان.. يا مرحبا إلى أين سارٍ مع هذا الفجر..
فارس: قاصدين الديرة إلى أبو خالد
عليان: ومن معك بالموتر
فارس: منصور الزريفي..
عليان: خليه يدخل..
فارس: منصور.. جنب الموتر وتعال..
(نسمع السيارة وهي تتحرك وتزأر ثم يدخل وهو يقول):
منصور: سلام عليكم..
عليان: وعليك السلام يا هلا ومرحبا..
منصور: وبالقائل..
عليان: جبرة الله عليكم تفطرون عندنا..
فارس: إننا على عجل يا ابن أخي.. خالد وصانا نشتري له حاجات ولا بد أنه ينتظرنا
عليان: صحيح.. نسيت أسألكم عن خالد لأنه مر قبل أيام من هنا في طريقه إلى والده الشيخ عامر كيف هو؟
فارس: غنايمك يا عليان
عليان: ربنا يبارك فيه.. أفلح يا عمي أنت ومنصور.. جيره عليكم
منصور: كتر خيرك يا حضرة الضابط إن شاء الله في المرة القادمة.. وعليك خير..
عليان: وعليك الخير..
فارس: في أمان الله..
عليان: في أمان الله.. ميسرة.. افتح الطريق يا حارس..
منصور وفارس: في أمان الله.. في أمان الله.. مشكورين.. مشكورين..
الجندي الحارس: السيارة يا حضرة الضابط سارت من دون أن نفتشها مع أن الأوامر عندنا بتفتيش كل سيارة..
عليان: لكن أنا أعرف من بالسيارة وهم غير مشبوهين.. وأنا أعرف المشبوهين من غيرهم..
الجندي الحارس: أمرك يا حضرة الضابط..
(تجري السيارة في الصحراء بسرعة شديدة وصوت منصور يقول):
منصور: تراها مستورة يا أبو سالم.. سوق واسرع قبل أن يكشفنا النهار
(نسمع صوت السيارة وهي تسير بسرعة ونسمع بعده صوت فارس يقول):
فارس: من حسن الحظ أن خطار لم يصح في الوقت الذي كنا معاً في المخفر.. كنت واضعاً يدي على قلبي من شدة خفقانه من الخوف..
منصور: لو صحا خطار كنا رحنا في ستين داهيه.. لكن المستور ما ينفضح..
فارس: أعاين خطار إن كان ما يزال نائماً أم أنه مات من طول الوقت الذي قضاه وهو مغمى عليه
منصور: إنه يتنفس بسرعة.. وهذه علامة على أنه سيصحو.
فارس: أرى أن تكشف عنه الغطاء فقد ابتعدنا عن مناطق الخطر..
منصور: ما رأيك يا أبو سالم لو تختفي بمغارة جبل (المنكوش) مع سيارتنا لأني أخاف أن تتبعنا أو تلاقينا دوريات أو طائرات (هليوكوبتر).
فارس: زين يا أبو حمدان.. الحمد لله زادنا وماءنا معنا..
منصور: وبقرب المغارة توجد غدران كثيرة فيها الماء لو احتجنا إليه..
فارس: إنها خير مكان نختفي فيه حتى يسدل الظلام ستار العيوب..
منصور: اسرع.. اسرع يا أبو سالم..
(نسمع صوت محرك السيارة تصور الصحراء وغبارها وعفارها يعقبه صوت فارس يقول):
فارس: وصلنا المغارة يا أبو حمدان..
منصور: أركن الموتر تحت تلك الصخرة فإنها بعيدة عن العيون والظنون..
(ثم صوت ليلى تقول):
ليلى: هلو..؟! شرطة..! حضرة الضابط هل من أخبار جديدة عن والدي خطار
الضابط: مع الأسف يا مدموزيل ليلى.. لكن الأمل كبير في العثور عليه..
ليلى: أخشى أن يكون بعد فوات الوقت..
الضابط: كوني مطمئنة سنعمل جهدنا بل وفوق جهدنا..
ليلى: ربنا معكم
عثمان: (يدخل قائلاً):
فرهود: ابن عمك بالصالون
ليلى: صباح الخير يا فرهود.. خبرني..
فرهود: أنا أريد منك تخبريني.. هل عثرت مخافر الحدود على عمي وخاطفيه
ليلى: تعامت عن أبي الأخبار (تبكي)
فرهود: أتبكين.. أراك يئست..
ليلى: من كثرة المواعيد التافهة
فرهود: لن اعتمد على الشرطة سأذهب بنفسي وأفتش عن عمي بطرقي الخاصة..
ليلى: الله معك..
عثمان: مع السلامة.. مع السلامة..
ليلى: (تبكي وهي تقول):
إلهي ضاقت الدنيا بوجهي
وأدمى الحزن تفكيري وحسي
تقلبني الهموم على أكف
فمن يأس يهددني لبأس
عثمان: فديتك هوِّني فالصبر أولى
لقد نفذ التصبر يا لبؤسي
ليلى: أكاد أجن
عثمان:
مولاتي أناة
فإن اللَّه يفرج كل يأس
(نسمع بعدها صوت محرك سيارة ثم وقوفها واصطفاق الباب بعد خروج من فيها.. نسمع صوت منصور يقول):
منصور: هيا يا أبو سالم نحمل خطار فإنه ما يزال مغمى عليه
فارس: يجب أن يصحو فقد طال اغماؤه وأخشى أن يموت..
منصور: ولكن قلبه ينبض بشدة.. إنه قوي بالرغم من بياض شعره..
فارس: أنهم يعيشون في بلاد هواؤها جميل ومياهها عذبة وكلها غابات وأشجار
منصور: صحيح.. ثم إنه ميسور ويعيش حياة ترف ونعيم..
فارس: ما سمعت له فيلا في لبنان وفيلا في دمر الشام.. ينتقل بينهما وخدم وحشم يقومون على خدمته وراحته..
منصور: سنحرمه من هذا النعيم كما حرم عيوننا لذيذ المنام ونحن نبكي على مهند.. وخاصة (وضحه) والدة مهند.. لقد نحل جسمها حتى أصبح كالعود..
فارس: وخطار أصبح سميناً كالبعير..
منصور: ما أثقله.. لا أدري كيف حملته حين خطفناه من داره..
فارس: العزم والتصميم على الانتقام..
منصور: والخوف أيضاً يا فارس..
فارس: الخوف ما كان له أثر في نفسي يا أبو حمدان لأننا عندما تركنا أهلنا كنا بين أمرين إما قاتل أو مقتول..
منصور: والحمد لله حتى الآن كل شيء يسير كما رسمه أبو خالد..
(نسمع أزيز طائرات هليوكبتر وسيارات دورية وصوت فارس يقول):
فارس: هذه طائرات الاستكشاف.. وهذا عجاج سيارات الدوريات.. فما الرأي يا منصور؟
منصور: عندما نحس بأننا سنقع في الشرك سننفذ الخطة التي اتفقنا عليها
فارس: هذا صحيح ولكن يجب أن نستعد لمواجهة كل شيء..
منصور: هذا مسدسي بيدي مصوب على رأس خطار..
فارس: وأنا مسدسي في وجه كل من يقترب من مكاننا هذا..
(تقترب أصوات السيارات والطائرات فيقول منصور):
منصور: أرى قسماً من السيارات يتجه صوبنا والطائرات تحلق قريباً من مكاننا لعلهم أبصروا سيارتنا...
فارس: من يدري.. على كل حال أنا مستعد.. وأنت..
منصور: مستعد كل الاستعداد
(يصحو خطار وتختلط أزيز السيارات والطائرات ثم صوت خطار يقول):
خطار: عطشان يا ناس.. عطشان.. اسعفوني.. أو اقتلوني.. واريحوني..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :611  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج