شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 23 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول):
هند: ما هذه الأخبار المثيرة عن محمد ويهود خيبر؟..
هند: بلى يا أبا سفيان.. هذا الخبر الفظيع الذي جاء به الحجاج بن علاط السلمي..
أبو سفيان: إنني لا أكاد اصدق الخبر يا هند..
هند: ولكن الحجاج بن علاط يؤكد ويقسم على ذلك..
أبو سفيان: خبر ضخم كهذا لا تعلم به قريش إلا عن طريق الحجاج بن علاط يدفعني إلى الشك في صحته ومع ذلك..
هند: ومع ذلك.. ماذا تعني؟..
أبو سفيان: عسى أن يكون صحيحاً فإنه خلاص لقريش ولليهود من محمد ودين محمد..
هند: أنا أيضاً بدأ الشك يساورني في رواية الحجاج بن علاط فلو أسر محمد حقاً لجاء بهذا الخبر أكثر من واحد..
أبو سفيان: إن كانت رواية أسر محمد صحيحة فعلمها لا شك عند العباس بن عبد المطلب فهو على اتصال دائم بمحمد وبأصحاب محمد..
هند: صدقت يا أبا سفيان.. صدقت.. وإني لأترقب على أحر من الجمر مبلغ هذا الخبر من الصحة.. فهل لك يا أبا سفيان أن تريح نفسي مما تكابد.
أبو سفيان: لست أنت وحدك قلقة يا هند فكلنا أعصابنا متوترة نريد أن نثبت من صحة الخبر..
هند: وهذه تظاهرات الفرحة تغمر قلوب الجماهير التي خرجت على طول طرقات مكة ولكن مسحة من اللهفة والقلق ترين على وجوهها..
أبو سفيان: خبر هام كهذا - إذا صح - سيأتينا الليلة أو غداً على لسان أكثر من واحد..
هند: ولكن هل أستطيع التصبر حتى غد يا أبا سفيان؟
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة مفرحة نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول):
سهيل:هذا هو اليوم الثالث ينصرم يا مكرز ولا أخبار عن أمر محمد سوى ما جاء به الحجاج بن علاط السلمي..
مكرز: أمر يبعث على الدهشة والاستغراب يا سهيل ولا سيما والخبر هام وهام جداً..
سهيل:إن تبديد سحب الشك والحيرة بيد العباس بن عبد المطلب عم محمد..
مكرز: إنه لا فرق بيننا وبين العباس بن عبد المطلب في تلقف الأخبار يا أبا يزيد إنه يعيش بيننا ومصادر أخباره هي مصادر أخبارنا..
سهيل:أنت لا تدري.. لا تدري..
مكرز: ماذا تقول يا أبا يزيد؟..
سهيل:العباس له طرقه ووسائله وأساليبه.. على كل حال فهذا موعد مجيئه للندوة قد حان وستتجلى لنا الحقيقة..
مكرز: انظر يا أبا يزيد.. انظر..
سهيل:انظر ماذا؟..
مكرز: العباس بن عبد المطلب في طريقه إلينا..
سهيل:لقد جاء في الوقت المناسب..
مكرز: انظر إن العباس قادم في أحسن حلة وبيده قضيب وهو يخطر ويتبختر وكأنه ذاهب إلى حفل عرس..
سهيل:ربما يتجلد لئلا يشمت به الشامتون..
مكرز: ربما يا سهيل وربما العكس.. على كل حال سنرى..
سهيل:هاهو يقترب من مجلسنا وسأقول له:
(موسيقى خفيفة تختلط موقع أقدام العباس بن عبد المطلب نسمع بعدها صوت مكرز يقول):
مكرز: قل يا أبا يزيد وأرهف مما نحن..
سهيل:يا أبا الفضل لا يصيبك إلا خير.. هذا والله التجلد..
مكرز: كسبت الرهان يا سهيل فقد سبقك أبو سفيان إلى سؤاله فأكد له أن الحجاج بن علاط السلمي أخبره أن خيبر فتحها محمد وغنم منها غنائم كثيرة وأن الحجاج ترك محمداً وقد اصطفى صفية بنت حيي بن أخطب ملك اليهود عروساً له..
سهيل:ولكن الحجاج بن علاط السلمي قال غير ما قلت يا أبا الفضل..
مكرز: صه يا أبا يزيد إن أبا الفضل يقول لأبي سفيان: الحجاج بن علاط قال لكم ذلك ليخلص ماله من امرأته ومن بعض تجار قريش لأنه أسلم..
أصوات: هيأ الحجاج وانفلت من بين ايدينا.. أما والله لو علمنا لكان لنا معه شأن..
مكرز: يا أبا يزيد! أتريد أن سوق الرهان الآن أم فيما بعد..
سهيل:لا أريد منك رهاناً يا مكرز.. لقد أخذت رهاني..
مكرز: كيف يا سهيل كيف؟..
سهيل:الاطمئنان على سلامة محمد هو الرهان الذي كسبته..
مكرز: أتحب محمداً إلى هذا الحد يا سهيل..
سهيل:لا يا مكرز ولكني لا أتمنى لأي عربي أن يقع في اسر اليهود فكيف محمد وهو منا أهل مكة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول محتدة):
هند: ألم تقبضوا بعد على هذا الكذاب الذي أقام البلد وأقعدها بفريته لو أمكنتني الآلهة منه لشربت دمه..
أبو سفيان: إن الحجاج بن علاط السلمي أذكى تاجر أنجبه هذا البلد..
هند: ونحن القرشيين أغبي أناس في هذا البلد.. وإلا لما ضحك منا هذا الصعلوك.. ألا من سبيل للقبض عليه أو استرداده كمسلم هرب إلى محمد من دون إذن وليه..
أبو سفيان: ولكنه لا ولي له.. لقد أربى على الخمسين.. وهرب ولا سبيل إلى استرجاعه..
هند: وفتح خيبر يا أبا سفيان من أكبر حسنات صلح الحديبية على محمد.. إن كفة محمد بدأت ترجح فلتستعد قريش لغزو مفاجىء لها من محمد..
أبو سفيان: لا أعتقد الآن يا هند وقد يكون في المستقبل..
هند: ولم لا تقول في المستقبل القريب..
أبو سفيان: بيننا وبين محمد معاهدة مدتها عشر سنين فإذا لم تنقض قريش هذه المعاهدة بمحمد لن ينقضها فما عرف عنه إلا الوفاء بالعهد..
هند: يا لها شهادة من أعدى عدو لمحمد..
أبو سفيان: نعم أنا عدو لدود لمحمد ولكن أخلاقي تأبى إلا أن تقول الصدق حتى ولو كان ذلك لأعدائي..
هند: هذا والله يجعلني أعتز بك وأفاخر يا أبا سفيان.. ولا يمنعني أيضاً من أن أفاخر وأشيد بوفاء محمد فنحن اقرب الناس وألصقهم بمحمد لولا هذا الدين الذي طلع به علينا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة تختلط بنباح الكلاب ثم يخيم سكون مطبق يعقبه قرع على بابا صفوان بن أُمية الذي يقول):
صفوان: من الطارق في هذا الليل البهيم؟..
ناشز: أنا.. يا صفوان.. أنا..
صفوان: من أنت يا هذا.. وما جاء بك في الهزيع الأخير من الليل..
ناشز: أنا.. افتح.. ألا تعرفني..
صفوان: وأنى لي أن أعرفك.. أنتسب..
ناشز: أنا ناشز بن اسحق..
صفوان: أنا قادم إليك..
(نسمع فتح الباب يختلط بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت ناشز يقول):
ناشز: ماذا أقول يا صفوان أقول.. أنعمت صباحاً أم مساءً..
صفوان: بل قل أنعمت صباحاً.. فعند الصباح يحمد القوم السري.. يا مرحبا يا ناشز.. يا مرحبا.. كيف استطعت الإفلات من خيبر..
ناشز: أفلت بأعجوبة يا صفوان.. وترددت في الذهاب إلى الشمال لأن طرقها تزخر باصحاب محمد.. فقلت: إلى مكة.. إلى صفوان بن أمية..
صفوان: شيء غريب حقاً يا ناشز أن لا يستطيع يهود خيبر الثبات أمام جيش محمد إلا بضع عشرة ليلة وعندهم الرجال الأشداء والقلاع الحصينة والسلاح والعتاد والمؤن الوفيرة..
ناشز: لا تسلمني يا صفوان فقد قمت في أحد أيام الحصار بهجوم مفاجىء فانكشف المسلمون وكدت أصل إلى حيث يقف محمد.. وتطلعت ورأيي فإذا بأصحابي ينكفئون إلى حصونهم بدون سبب وإذا بالمسلمين يقومون بهجوم مضاد اضطرني على الفرار والاحتماء بحصن الوطيح..
صفوان: يا له من خبر عجيب..
ناشز: لقد قذف رب محمد في قلوبنا الرعب والهلع فاستسلمنا بكامل سلاحنا وعتادنا ومؤننا وذخائرنا.. ألا ترى معي..
صفوان: أرى معك ماذا يا ناشز..
ناشز: ألا ترى معي أن محمداً ساحر ماهر..
صفوان: كنت من قبل أعتقد أن محمداً ساحر يا ناشز.. أما اليوم..
ناشز: أما اليوم فماذا يا صفوان؟..
صفوان: أما اليوم محمد نبي ورسول من أولي العزم من الأنبياء والرسل كعيسى وموسى..
ناشز: يا لغرابة ما تقول.. صفوان بن أمية عدو محمد اللدود يشهد هذه الشهادة.. حسناً لم لا تدخل في دين محمد ما دمت تعتقد أن محمداً نبي..
صفوان: هناك ألسنة وهناك مصالح وزعامة وقيادة وعنجهية ورثناها كابراً عن كابر ومن الصعب التخلي عن كل ذلك..
ناشز: لماذا يا صفوان؟..
صفوان: لأن الإسلام ساوى بين العبد والأمير والغني والفقير.. كيف أرضى لنفسي أن أكون مساوياً لبلال وصهيب وخباب بن الأرت وغيرهم من العبيد والصعاليك..
ناشز: صدقت يا صفوان بل ربما لا تصل إلى مستوى هؤلاء فهم أصحاب قوم سابق في الإسلام ولذلك فهم أعلى منك ومن أبي سفيان درجات..
صفوان: هاأنت يا ناشزاً تعرف عن الإسلام أكثر مني درجات.. سؤال يا ناشز..
ناشز: قل.. ما هو يا صفوان؟..
صفوان: لِم لَم تستنجدوا بحلفائكم غطفان حين هاجمكم محمد؟..
ناشز: بربك لا تكلمني عن غطفان وعن عيينة بن حصن الفزاري..
صفوان: لماذا يا ناشز؟..
ناشز: إنهم غدارون.. كذابون.. خائنون..
صفوان: كيف يا ناشز؟..
ناشز: وعدونا بالنجدة بعد أن أغريناهم بأن نجعل لهم تمر خيبر سنة واحدة ونرجىء ديوننا التي عليهم سنة أخرى.. وانتظرنا وفاؤهم بالوعد فإذا بهم..
صفوان: فإذا بهم يخلفون وعدهم..
ناشز: بلى يا صفوان بلى.. وإذا بهم يعتذرون بأنهم يخشون أن يهاجم محمد ديارهم في الوقت الذي يهرعون فيه لمساعدتنا..
صفوان: يا له من عذر اقبح من ذنب.. فعلوا معكم كما فعلوا معنا يوم معركة الخندق.
ناشز: وهكذا قضوا على معنويات محاربينا وحطموا مقاومتهم واستبسالهم في سبيل الدفاع عن ديارهم وأهلهم وذراريهم..، ثم..
صفوان: ثم ماذا يا ناشز؟
ناشز: أنتم يا قادة قريش وزعماؤها.. بصلح الحديبية مكنتم لمحمد ومهدتم له سبيل الفتك بنا.. لولا معاهدتكم معه لاستنجدنا بكم ولتغير مجرى الحوادث آنئذ..
صفوان: إن لمحمد من بعد النظر وسعة الأفق وحدة الذكاء والعبقرية ما يجعل ألد أعدائه يكبرونه ويجلونه ومعاهدة الحديبية أكبر شاهد على ما أقول..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مكرز بن حفص يقول):
مكرز: أنعمت صباحاً يا أبا يزيد؟..
سهيل:أنعمت صباحاً يا مكرز.. ما وراءك؟
مكرز: الأمان والاطمئنان وكل شيء على ما يرام..
سهيل:أتجد فيما تقول يا مكرز؟..
مكرز: أعند أبي يزيد من الأخبار ما يزعج؟..
سهيل:لا يا مكرز ولكني رأيتك تتكلم وكأنك تسخر..
مكرز: لا موجب للسخرية يا أبا يزيد.. فلا أدل على الأمان والاطمئنان من عزم أبي سفيان السفر في تجارة إلى بلاد الروم والشام..
سهيل:لم أكن من المجندين لسفر أبي سفيان في هذا الوقت ولا سيما وقد اقترب موعد قدوم محمد للعمرة كما اتفق عليه في صلح الحديبية..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :639  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج