شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 22 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول):
سهيل:أما قلت يا مكرز أن محمداً سيتعاون معنا على استتباب الأمن على طريق القوافل التجارية..
مكرز: استجابة ما كنت أنتظرها من محمد يا أبا جندل..
سهيل:إن محمداً خير من يقدر الأمور حق قدرها ولا شك أنه رأى بثاقب رأيه أبعاد هذه الحركة وأخطارها فقرر التعاون معنا على قمعها في مهدها..
مكرز: ولكن ماذا سيكون موقف أبي جندل وأبي بصير؟..
سهيل:لقد اتفقنا على استثنائهما من شروط معاهدة الصلح..
مكرز: كيف يا سهيل.. كيف..؟
سهيل:سمحنا لأبي جندل وأبي بصير بأن يذهبا إلى المدينة ويقيما فيها..
مكرز: أليس هذا نصر لمحمد يا أبا جندل؟..
سهيل:لم نعد هذا الاستثناء نصراً لمحمد ولا تعد معاهدة الحديبية كلها نصراً لمحمد وأنت أحد الموقعين عليها..
مكرز: بلى يا سهيل بلى.. كنت أحد أعضاء وفد المفاوضة ولكني ورفيقي أسلمناك القياد فإذا كان في صلح الحديبية ما فيه المسؤول بالدرجة الأولى..
سهيل:ولكن قريشاً اختارتك يا مكرز عضواً في الوفد علماً منها بأنك أهل للثقة..
مكرز: وأنا ورفيقي حويطب بن عبد العزى وثقنا بك وبمقدرتك على المفاوضة والمداورة والمحاورة والجرأة والفصاحة فوقفنا من المفاوضة موقف المتفرج..
سهيل:صلح وتم يا مكرز ووقعنا عليه جميعنا فلا لزوم للدخول في نقاش بل لا مبرر في رأي لتعداد مساوئه أو محاسنه.
مكرز: بلى يا أبا جندل بلى فلننتظر نتيجة رسالة محمد إلى أبي بصير ورفاقه.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول):
هند: نحن جداً آسفين يا صفوان على الخسارة التي لحقت بك بعد عدوان أبي بصير عليها..
صفوان: وتنسين أبا جندل وشراذم المسلمين معه.. إني أفكر في مطالبة سهيل بن عمرو بالتعويض علي..
هند: أنا واثقة من أن أبا جندل سيدفع لك التعويض ولكن.
صفوان: ولكن ماذا يا هند؟..
هند: سيدفع سهيل لك عن ابنه فقط وابنه واحد من مئات وسيكون التعويض ضئيلاً جداً إلى درجة لا تستحق المطالبة به..
صفوان: إنه تعويض يا هند وكفى..
هند: ولكن لا يليق بمثلك أن يطالب بهذا التعويض التافه فأنت في قمة أغنياء هذا البلد وأثريائها..
صفوان: ألأني في القمة يجب أن أتحمل الضربات المالية. أليس كذلك يا هند..
هند: لكل مركز ثمن يا صفوان يجب أن يدفع عن طيبة خاطر..
صفوان: المهم يا هند أن لا تتكرر هذه الضربات والهزات حتى لا أصاب بالإفلاس..
هند: هذا ما تسعون إليه مع محمد يا قادة قريش..
صفوان: بلى يا هند بلى وقد وعد محمد بالتعاون معنا على تأمين طرق القوافل التجارية فمصلحته ومصلحتنا واحدة..
هند: يا إلهي ما أعظم صلح الحديبية. صفوان عدو محمد الألد يقول مصلحته ومصلحة محمد واحدة سبحان مغير الأحوال. ألعلّك تنوي أن تدخل في دين محمد يا صفوان..
صفوان: لا واللات والعزى إنما نظرت إلى الأمر من الناحية التجارية ليس إلا..
هند: أترى محمداً يستطيع وقف هذه التعديات وتأمين طرق القوافل يا صفوان؟..
(يدخل أبو سفيان وهو يقول والموسيقى تصاحبه وهو يقول):
أبو سفيان: بلى يا هند.. يستطيع محمد وقف هذه التعديات بل إنه بالفعل قد أوقفها..
هند: يا له من داهية عبقري في قدرته فذ في حكمته.. ولكن..
أبو سفيان: ولكن ماذا يا هند؟..
هند: قل لنا كيف تمكن محمد من إيقاف هذه التعديات؟..
صفوان: صحيح يا أبا سفيان.. إنها تهمني بصورة خاصة..
أبو سفيان: هذا سر من أسرار عظمة الإسلام.. الخضوع والطاعة لأوامر نبيهم محمد لأنهم يعتقدون أنه لا ينطق عن الهوى وإنما ما يقوله هو وحي يوحي إليه من ربه.
هند: لعلّي أول مرة أسمع بهذا الجانب العظيم من رسالة الإسلام. الآن أدركت كيف يستميت أصحاب محمد في سبيل العقيدة والدفاع عنها.
صفوان: وفي تنفيذ أوامر محمد حتى ولو كان فيها الموت..
أبو سفيان: ذلك لأنهم يعتقدون أنهم سيموتون شهداء وأن الشهداء مصيرهم إلى الجنة..
هند: ما أتينا على ذكر الإسلام حتى رأينا أنفسنا مدفوعين بلا شعور إلى الأطناب في ذكر محاسنه وفوائده وخيراته وفضائله.
صفوان: حتى ليظن من يسمعنا أننا مسلمون عريقون في إسلامهم وحبهم لمحمد وما دروا أننا ألد أعداء عرفهم محمد..
هند: إذن فقد أوقف محمد التعديات ولكن لم تقل لنا يا أبا سفيان كيف؟..
صفوان: بلى يا أبا سفيان بلى.. كيف؟..
أبو سفيان: أرسل كتاباً إلى أبي بصير أمره فيه أن يقدم مع أبي جندل إلى المدينة وأن من معهم من المسلمين يجب أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم ولا يتعرضوا لأحد مر بهم من قريش أو غير قريش.
هند: وكان جواب أبي بصير طبعاً السمع والطاعة لأمر محمد..
أبو سفيان: أجل يا هند أجل هذا هو الجواب كأنك كنت معهم..
صفوان: وبقية أفراد العصابة؟..
أبو سفيان: العصابة كانت جميعها من المسلمين ليس بينهم أحد من قطاع الطرق أو الفاتكين ولذلك فما أن صدر أمر محمد لهم حتى انسحب كل إلى بلده وأهله..
صفوان: كانت المعلومات التي لدينا أن معهم من الأعراب وقطاع الطرق والفاتكين..
أبو سفيان: من الغريب أن تعلم يا صفوان أن جماعة أبي بصير وأبي جندل لم يكن بينهم أحد من الأعراب أو قطاع الطرق أو الفاتكين لأنهم لا يأمنون إلا لمن تبع دينهم.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مكرز بن يقول):
مكرز: أبلغتك حملة محمد على يهود خيبر؟..
سهيل:لا ولكني لا أستبعد ذلك يا مكرز بعد أن أمن محمد جانبه منا..
مكرز: وهذه من فضائل صلح الحديبية. إنها فرصة لمحمد للقيام بعملية تطهير أو تمشيط كما يقولون..
سهيل:لو كانت قريش في مكان محمد ما تركت يهود خيبر بل لقضت عليهم حالاً فإنهم كالإسفين في ظهر محمد يتهدد سلامته في كل حين..
مكرز: ولكن أتعتقد أن محمداً يستطيع دك حصون خيبر المتينة والتغلب على رجالها المدججين بالسلاح والعتاد..
سهيل:ولكن محمداً في وضع أفضل من وضع يهود خيبر. قد يكون سلاحه وعتاده أقل من مستوى اليهود ولكن مواصلاته مأمونة ومؤنة مضمونة..
مكرز: ويهود خيبر يا أبا جندل كما أعلم كانوا يحسبون لليوم الذي يغزوهم فيه محمد ولذلك استعدوا له غاية الاستعداد..
سهيل:مهما يكن استعدادهم فإنهم محصورون وسيقل الزاد والعتاد وترهق طول الحرب الرجال فلا يلبثون أن يستسلموا..
مكرز: ولكنهم قد يهجمون بأسلحتهم القوية ورجالهم العتاة فيهزمون محمداً هزيمة منكرة..
سهيل:لو كان المهاجمون غير اليهود فلربما صدقتك أو على الأقل ملت معك ولكن اليهود جبناء وسترى أنهم لن يصدوا طويلاً أمام جيش محمد..
مكرز: ربما تهرع غطفان لمساعدتهم فهم حلفاء اليهود..
سهيل:أما أخذت من معركة الخندق ومن موقف غطفان فيها درسا الأعراب لا أمان لهم يا مكرز.. ثم..
مكرز: ثم ماذا يا أبا جندل؟..
سهيل:أتظن محمداً من الغفلة بحيث لا يحسب لمسارعة غطفان، لأنجاد يهود خيبر..
مكرز: والله ما أدري يا سهيل. وكل الذي أدر به هو الحرب القائمة بين محمد ويهود خيبر. أما لمن النصر فإني في حيرة والله..
سهيل:لِم لَم تدخل في الرهان الواقع بين حويطب بن عبد العزى وعباس بن مرداس على مئة بعير طالما معركة خيبر ما تهمك؟
سهيل:يهمني ألا يغلب اليهود محمداً فأنا مع من يقول.. انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً..
مكرز: أما أنا فتهمني هزيمة محمد لأن انتصاره يهدد سلامتنا..
سهيل:ولكن محمداً سينتصر على يهود خيبر وإني أراهنك على ذلك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر قريش. يا معشر قريش حجاج بن علاط السلمي جاءكم بأخبار معركة خيبر. هلموا إليه.. هلموا..
(هرج ومرج ووقع أقدام وجري وركض وهمهمات وغمغمات نسمع بعدها صوت مكرز يقول):
مكرز: هلمّ بنا إليه يا سهيل..
سهيل:هلمّ ننظر ما الخبر؟..
مكرز: يا حجاج بلغنا أن القاطع محمد قد سار إلى خيبر فما هي أخباره.
حجاج: عندي من الخير ما يسركم..
أصوات: إيه يا حجاج.. إيه..
حجاج: لم يلق محمد وأصحابه قوماً يحسنون القتال كأهل خيبر..
أصوات: إيه.. يا حجاج.. إيه..
حجاج: فهزم محمد هزيمة لم يسمع بمثلها قط وأسر..
أصوات: اسر محمد.. أسر محمد..
حجاج: بلى يا قوم بلى.. وقال يهود خيبر..
أصوات: قالوا ماذا.. قالوا ماذا؟..
حجاج: قالوا لن نقتل محمداً حتى نبعث به إلى مكة فتقتله بين أظهر أهلها..
أصوات: هذا هو الخبر الذي ننتظره. سيقتل محمد بين ظهرانينا..
مكرز: هات الرهان يا سهيل. لقد كسبته ورب الكعبة..
سهيل:أصدقت ما قاله حجاج بن علاط السلمي؟..
مكرز: ولم لا يا أبا جندة. لم لا فما عرف عنه الكذب..
سهيل:إنه تاجر. ولعلّ له حاجة.. وقد افتعل هذه الفرية لبلوغ مأربه. رهانك سأدفعه فانتظر حتى ينجلي الصبح لذي عينين..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :606  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.